

هذا وقد كانت إقامته في بيت صغير في مقام الولي الصالح سيدي المديوني. ولما انتهت الزيارة ألَّف الشيخ المدني قصيدَته العذبة: "أيها الإخوان هذا جمع الله السلام" لتوديعه.
وتمت الزيارة الثانية في بداية العشرينات حيث زاروا منطقة السواسي التي بدأ فيها حضور الفقراء ومدينة القيروان.
في سنة 1928م أراد الشيخ أحمد العلاوي زيارتَه ثالثةً، بمناسبة عودة الشيخ المدني من الحجَّة الأولى، ولكن السلطات الفرنسية مَنعته فأرسل عِدة بن تونس نائبا عنه.
فخلال زيارته الزاوية المدنية بقصيبة المديوني سنة 1918 ليهنِّئَ مريدَه ونائبَه في تونس الشيخ محمد المدني، رحمة الله عليهما وكان من جملة الحاضرين في تلك الزيارة الحاج محمود النعيجي، فقيرٌ مَدني شاب. وأراد أن يغتنم فرصة حضور الشيخ العلاوي ليغترف من بحار فضله وعلمه فتوجه إليه. وطلب منه أستاذه المدني خدمة الشيخ العلاوي والسهر على راحته. وقبيل النوم، كلما طلب شيئا من الشيخ العلاوي يجيبه:
- على ما ترى.
- هل أجلب لك الماء يا سيدي؟
- على ما ترى.
- هل تريد غطاء؟
- على ما ترى.
- هل أطفئ المصباح؟
- على ما ترى.
وكان يسعى من وراء هذه الأسئلة نيلَ مذاكرةٍ أو نظرةٍ، ولكنَّ الشيخ العلاوي كان مستغرقا في ذكر الله طيلة الليل، حتى غلبه هو (الحاج محمود) النوم، ولم يفطن إلا والشيخ المدني على رأسه يوقظه لصلاة الصبح.
- على ما ترى.
- هل تريد غطاء؟
- على ما ترى.
- هل أطفئ المصباح؟
- على ما ترى.
وكان يسعى من وراء هذه الأسئلة نيلَ مذاكرةٍ أو نظرةٍ، ولكنَّ الشيخ العلاوي كان مستغرقا في ذكر الله طيلة الليل، حتى غلبه هو (الحاج محمود) النوم، ولم يفطن إلا والشيخ المدني على رأسه يوقظه لصلاة الصبح.
قصة نادرة وأحوالها شارقة فيه صدق التوجه إلى شيخ التربية، وفيها آداب الشيخ المدني مع شيخه ولطفه مع أبنائه، وفيها استغراق الأستاذ العلاوي مع رَبِّه. رضي الله أجمعين ونفعنا بأسرارهم.
رحمهم الله أجمعين وثبتنا على عهودهم وحبهم إلى يوم الدّين.
المصادر:
- من مذاكرات الشيخ محمد المنور المدني شهر أوت 2019
تعليقات
إرسال تعليق