ولد العارف بالله الشيخ رضي الله عنه في بلدة كفريوبا بمحافظة اربد بتاريخ 15-2-1941م من أبوين أميّين ملتزمين بالعبادة وتقوى الله سبحانه وتعالى، وله خمسة اخوة وأختين، ولقد عمل والداه رحمهما الله تعالى وأدخلهما فسيح جنّاته على تربية أبنائهم وبناتهم تربية حسنة على الدين والأخلاق، وقاما بتعليمهم في المدارس والجامعات وحسب حالهما وقدرتهما وإمكاناتهما المتاحة في ذلك الوقت، حتّى حصل البعض منهم على أعلى الدرجات العلميّة، وهذا هو كنز كبير جدّا يرثه الولد عن والديه، ومن البرّ أن يحفظ الأبناء والبنات لوالديهما الودّ، وعدم نسيانهما، بل الدعاء لهما، والتصدّق عنهما في سبيل الله، وأن يهبوا لروحهما ثواب ما تيسّر من القرآن الكريم، وأن يصل الأبناء والبنات رحم والديهما ما داموا أحياء، وأن تكون علاقتهم الأسريّة جيّدة وبعيدة عن الأنانيّة والحسد وحبّ الذات والغرور الّذي يغزو ذوي النفوس الضعيفة إيمانها، وهذا هو ما وصّى به الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم .
إنّ نسب الشيخ رضي الله عنه يعود إلى عشيرة الردايده من الناحية العرقيّة، وإلى العلويّة من الناحية الروحيّة، وقد كان أحد أجداده يسمّى أبو ردّاد يزوّد قوافل الحجيج في المملكة الأردنيّة الهاشميّة والقوافل المارة بها بكلّ ما يحتاجونه من المؤونة واللوازم الأخرى، وإنّ نسبه العرقيّ يعود إلى القبائل القحطانيّة الّتي خرجت من جزيرة العرب فيما مضى من الزمان.
لقد أكمل الشيخ رضي الله عنه دراسة الصف الثالث ثانوي قديم في بلده كفريوبا، ودخل سلك الجنديّة في القوّات المسلّحة الأردنيّة في باكورة شبابه برتبة جندي كاتب في أواخر عـــــام 1957 م واستمرّ في الخدمة في سلاح الجوّ الملكي الأردنيّ متخصّصا في الأمور الإداريّة والإحصائيّة والمحاسبيّة طيلة مدّة خدمته، وأخذ يترقّى حتّى حصل على رتبة نقيب ثلاثة نجوم وبقي مستمرّا في الخدمة حتّى أحيل على التقاعد في أواخر عام 1980م وذلك بناء على طلبه، أي بعد خدمة تزيد عن الثلاثة وعشرين عاما.
تربّى الشيخ رضي الله عنه على المنهجيّة الإسلاميّة منذ صغره، حتّى أنّه كان يصلّي ويصوم رمضان وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، وذلك بفضل تربية والديه رحمهما الله وغفر لهما وزرعا الكثير من الخصال الحميدة في نفسه، ولكن كلّ ذلك لم يكفي، ففي عام 1965م تعرّف على بعض الأولياء الصالحين من أهل زمانه، وكان توّاقا إلى ذلك، فلقد ساقه القدر الإلهيّ بمعرفة وصحبة الأخيار أن ذهب معهم إلى زاوية الشريف السنّي الحسنيّ الشيخ المرحوم مصطفى عبد السلام الفيلالي رضي الله عنه وأدخله فسيح جنّاته في مدينة عمّان، وأخذ منه العهد والتزم بالورد العام والخاصّ حتّى فتح الله عليه فتوحا كبيرا بعد مدّة ليست بطويلة، وفي عام 1974م أذن له شيخه بإعطاء الورد العام في بلده كفريوبا، وفي المنطقة الشماليّة من المملكة الأردنيّة الهاشميّة ، ثمّ أذن له بالورد الخاصّ وإدخال النّاس الخلوة، وتمّ شراء دار صغيرة لجعلها مجلسا لكلّ من يحبّ ذكر الله تعالى، وتوالت مواكب المحبّين على مجلس الذكر ليتعلّموا من أمور دينهم، وليحسنوا وصلهم بالله تعالى، ويتعرّفوا عليه في هذه الدار قبل تلك الدار، ولقد نفّع الله الكثير منهم بفضله وكرمه، وما زال الشيخ وللآن قائما على رأس الدعوة إلى الله بالكلمة الطيّبة والحكمة والموعظة الحسنة امتثالا لقول الله تعالى: "ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين" / النحل آية / 125.
توفي رضي الله عنه يوم 22 أكتوبر 2020م.
زوايــــاه
زاويته في كفريوبا / اربد، والمقدّم فيها هو الشيخ نفسه رضي الله عنه، وهي كبيرة وواسعة وتتألّف من طابقين، وتمّ توسيعها وتشيدها عام 1984م، وفيها بستان وتبلغ مساحة الأرض كاملة ما يقارب الدونم، وهنالك زاوية أخرى في نفس كفريوبا / اربد كانت تستعمل لجلسة السيّدات ليفقّهوا في دينهــــم .
زاويته في الطره / الرمثا، والمقدّم فيها الشيخ نفسه، ولكن القائم على شؤونها الحاج يحي إبراهيم صميعات، وهي بناء حديث تمّ تشيده عام 1992 م وتبلغ مساحة الأرض كاملة ما يقارب الدونم
لقد تمّ وقف الثلاثة زوايا المذكورة بأعلاه عام 1993م وقفا خيريّا على أهل الطريقــة العلويّة الدرقاويّة الشاذليّة أدام الله فضلها على الجميع، وذلك بموجب حجّتي وقف رسميّة صادرة عن المحكمة الشرعيّة في اربد والرمثا وبموافقة وزارة الأوقاف والشؤون والمقدّسات الإسلاميّة على ذلك، حتّى تبقى هذه الطريقة موجودة أبد الدهر إن شاء الله، وغايات الوقف هي إقامة ذكر الله، وتعليم القرآن الكريم، وتعليم الفقه والسنّة النبويّة الشريفة والتمسّك بها ، ولله الحمد والشكر والمنّة حيث أنّه هو الموفّق لذلك الخير الكبير، وحتّى يكون الحقّ قد وصل لأهله، وليرعى الإنسان ذمّة الله وعهوده الّتي أخذها عليه أهل السلسلة رضي الله عنهم في هذه الطريقة المباركة، وحتّى تقرّ أعينهم ويعلموا صدق أتباعهم من أهل هذه الطريقة، وبأنّ هجرتهم خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، وليتركوا بصمات طيّبة ليقتدي بها الآخرون من أهل هذه الطريقة وغيرها من الطرق الصوفيّة الأخرى، والله هو الموفّق، وهو من وراء القصد.
مجلس ذكر في قرية ارحابا / اربد
مشاركاتـــه
- خادم الطريقة العلويّة الدرقاويّة الشاذليّة.
- عضو في اتحّاد الكتّاب والأدباء الأردنيّين.
- شارك مع باحثين ودارسين في أربعة رسائل دراسات عليا واحدة دكتوراه في الاقتصاد، وواحدة ماجستير في البلاغة والجناس والتشابه والمثليّة في اللغة العربيّة، واثنتين ماجستير في الدراسات الإسلاميّة
- هنالك بحثين تحت الإعداد يتعلّقان بأمور طبيّة وعلميّة.
- الكثير من المؤتمرات والندوات ومجالس العلم والمناظرات والمحاضرات الدينيّة والعلميّة والدعويّة والإرشادية والتعليميّة، والّتي في مجملها تدعو النّاس إلى الله والتمسّك بالقرآن الكريم والسنّة النبويّة المطهّرة، لأنّها هي المنقذ الوحيد لأمّة الإسلام، لأنّ الدين الإسلامي ليس دين عبادة ومعاملة وأحكام فقط وإنّما كذلك دين علم ربّانيّ وكونيّ على حدّ سواء.
كتبه ومخطوطاتــه
إنّك ستجد هذه الكتب والمخطوطات منوّه عنها في موقعه، ولكن بدون تفصيل كامل، وعلى سبيل التوضيح نذكر أسماء هذه الكتب وبعض ما تحويه
- كتاب في رحاب الله / ترجمة مختصرة عن أركان الدين / الجزء الأوّل / ركن الإسلام ، ويبحث في جوهر أركان الإسلام، وبه بعض الأبحاث عن مسائل اختلف فيها العلماء، ويقع هذا الكتاب في 202 صفحة من القطع الكبيرة، وقد صدر عام 1995م.
- كتاب نظرة تأمليّة في القرآن الكريم / رشحات فيّاضة من سورتيّ الفاتحة والنصر ، ويبحث في الإعجاز في القرآن الكريم في الحرف العادي والقسميّ والرقميّ وبطريقة علميّة تلائم عصرنا الحاضر، عصر التكنولوجيا والعلم الحديث، ويتخلّل هذا الكتاب أربعة جداول حسابيّة تبحث في أربع كلمات منتقاة من سورة النصر وعلى مستوى القرآن الكريم، وفيه ما يزيد عن الخمسين برهانا في الإعجاز الرقميّ، وفي آخره ميزان يثبت بأنّ هذا القرآن هو من عند الله، ولو وضعت كلمة منه في غير مكانها لاختلّ توازن القرآن الكريم، ويقع هذا الكتاب في 192 صفحة من القطع الكبيرة، وقد صدر عـــام 1995م.
- كتاب قبس من نور القرآن الكريم، ويبحث في اسم الشجرة الّتي أكل منها آدم وحوّاء عليهما السلام وكانت سبب نزولهما من الجنّة، وكذلك إجابة بعض السائلين عن أربع آيات قرآنيّة، ويقع هذا الكتاب فــي 137 صفحة من القطع المتوسّطة، وقد صدر عام 2000 م.
- كتاب الإسلام والعم الحديث ، ويبحث في أربعة مواضيع علميّة وهي البصمات، الموجات الكهربائيّة، علم الفلك، التصوير التشخيصيّ بالرنين المغناطيسيّ ، ويبيّن مستند هذه العلوم في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، ويقع هذا الكتاب في 186 صفحة من القطع الكبيرة، وقد صدر عــــام 2003م.
- كتاب في رحاب الله / ترجمة مختصرة عن أركان الدين / الجزء الثالث / ركن الإحسان ، ويبحث في مسائل كثيرة تتعلّق بركن الإحسان وهو ركن المراقبة لله، وهو ركن ذوقيّ يتعلّق بجوهر الإنسان وليس بعرضه فقط، وفيه توضيح لغالبّية المسائل المتعلّقة بذكر الله سبحانه وتعالى مثل النفس وماهيّتها، الوسيلة، الشفاعة، الموالد، الذكر وكيفيّته، الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، السبحة، الرد على من يقول بالحلول والاتحّاد عن أهل التصوّف، شرح لأقوال بعض الأولياء الكمّل من الصالحين، وغير ذلك من الأمور الكثيرة ، ويقع هذا الكتاب في 436 صفحة من القطع الكبيرة وفيه 315 عنوانا، ويعتبر من المراجع المهمّة للباحث عن الحقيقة، ويغنيه عن مطالعة ما يقــارب 150 مصدرا، وقد صدر عام 2003م.
- كتاب صفحات مطويّة في التصوّف الإسلاميّ ، ويبحث تحقيقا وتأريخا بحياة وليّا من أولياء الله في القرن العشرين وهو الشريف السنّي الحسنيّ الشيخ أحمد بن مصطفى بن عليوة / العلاوي رضي الله عنه، وهو شيخ الطريقة العلويّة الدرقاويّة الشاذليّة ، ومؤسّسها، وإنّ مناقبه ودعوته وكتبه كثيرة، ويقع هذا الكتاب فيما يزيد عن 450 صفحة من القطع الكبيرة، وسيصدر قريبا جدّا بدعم من وزارة الثقافة في المملكة الأردنيّة الهاشميّة إن شاء الله تعالى، وجزاهم الله عنّا كلّ خير.
- كتاب أعلام في التراث الصوفيّ من آل بيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، ويبحث في حياة ومناقب ثلاث من أعلام الطريقة العلويّة الدرقاويّة الشاذليّة ، ويليه باب رابع وهو خاتمة واعـتراف ، وهؤلاء الأعلام هم الشيخ أبو الحسن علي الشاذليّ، الشيخ محمّد العربيّ الدرقاويّ، الشيخ مصطفى عبد السلام الفيلالي رضي الله عنهم أجمعين، ويقع هذا الكتاب فيما يزيد عن 600 صفحة من القطع الكبيرة،وسيصدر قريبا جدّا عن دار الكتاب الثقافي للنشر والتوزيـع في اربد إن شاء الله تعالى، وجزاهم الله عنّا كلّ خير.
- هنالك عدّة مخطوطات منها ما هو جاهز، ومنها ما هو تحت الكتابة ومنها ما تمّ النشر منه على صفحات جريدة اللواء ، وأذكر منها مخطوط مواقف وعبر من السيرة النبويّة الشريفة ، وهو تحت الإعداد والكتابة، وإنّ هذا الكتاب سيتجاوز 2000 صفحة من القطع الكبيرة، وهو حاوي شامل، وبه من المعلومات الشيء الكثير جدّا، أضف إلى ذلك ما يحويه من البحث في بعض المسائل العلميّة والعلم المقارن ما بين الأديان وغيرها، ونرجو الله أن يتمّم لنا بخير، وأن يمدّنا بالعزيمة والقوّة إن شاء الله تعالى.
تعليقات
إرسال تعليق