السبب الرئيسي الذي أدى بالشيخ أحمد العلاوي إلى إنشاء قصيدة اللطفية والتي أمر مريديه بقراءتها عقب الأوراد ففيها روايتين :
1. الرواية الأولى مصدرها علي ابن محمد السايح (بسايح) أحد آخر الفقراء المباشرين للشيخ أحمد العلاوي:
ذات يوم جاء عند الشيخ العلاوي موظف عمومي لدى السلطات الاستعمارية الفرنسية آنذاك واسمه يوسف الوكيل, جاءه في وسط الليل خوفا من أن تعلم السلطات الاستعمارية بتحركاته ليخبر الشيخ العلاوي بخبر مقلق للغاية.
1. الرواية الأولى مصدرها علي ابن محمد السايح (بسايح) أحد آخر الفقراء المباشرين للشيخ أحمد العلاوي:
ذات يوم جاء عند الشيخ العلاوي موظف عمومي لدى السلطات الاستعمارية الفرنسية آنذاك واسمه يوسف الوكيل, جاءه في وسط الليل خوفا من أن تعلم السلطات الاستعمارية بتحركاته ليخبر الشيخ العلاوي بخبر مقلق للغاية.
عند الساعة الثالثة صباحا, قصد الوكيل بيت الشيخ العلاوي الذي لم يفاجأ بمجيئه لمعرفته الجيدة بهذا الرجل ولكن علم بخطورة الأمر.
قال له الوكيل:
- يا سيدي, ليس أمامي الوقت الكثير, جئت خصيصا من العاصمة لأطلعكم على خبر غير سار ويجب أن أعود للتو. سيدي, لما وصلني هذا الخبر, قلت في نفسي لا أحد يستطيع مساعدتي غير الشيخ أحمد العلاوي. فرنسا يا سيدي تقوم بوضع خطة وبرنامج يسوده الشر والغدر لإبعاد أطفالنا عن حفظ القرآن الكريم. قالوا يا سيدي أنه ما دام العرب متمسكون بهذا الكتاب لن يرتاح لهم بال في هذه البلاد ولن يستفيدوا أي شيء من العرب. إنهم على عزم يا سيدي على مسخ الشيء الوحيد والعزيز في قلوب مسلمي هذه البلاد الذي هو القرآن, يا شيخ أفعل أي شيء فالأمر خطير.
لما غادر الوكيل يوسف بيت الشيخ العلاوي, قام الشيخ دون تضييع الوقت بالتوجه إلى الله وقام بإنشاء القصيدة المعروفة باللطفية التي هي مناجاة إلى الله تعالى لحفظ القرآن والأمة المسلمة وأمر الفقراء بقراءتها صباحاً ومساءاً لتتم الاستجابة بالإلحاح.
2. أما الرواية الثانية ومصدرها الأستاذ ناصر الدين موهوب مقدم الطريقة ببرج بوعريريج حيث جاءت بالآتي :
تعرّضت الزوايا خاصة والمؤسسات الدينية عامة بالجزائر لمحاربة شديدة طيلة الفترة الاستعمارية الفرنسية (1830-1962) بمختلف الوسائل والأساليب بحكم أنها كانت عائقا صلبا أمام فرنسة الجزائر وتنصير أهلها حيث كان بمدينة الجزائر العاصمة 166 مسجدا وزاوية غداة الاحتلال الفرنسي سنة 1830, ولم يبق منها في بدايات القرن العشرين إلا عدد قليل لا يصل إلى العشرة.
وحورب الأئمة وشيوخ الزوايا بوضع حدّ لنشاطهم الديني والثقافي إمّا بالسّجن أو النفي أو غلق الزاوية بحجّة عدم وجود رخصة إدارية لمزاولة النشاط وبالمتابعة البوليسية والقضائية لأهلها. وفي أحايين كثيرة كانت السلطات الاستعمارية تلجأ إلى هدم الزوايا أو مصادرة أملاكها في أحسن الحالات. ومع ذلك, قاومت هذه المؤسسات وواصلت أداء مهامها التربوية والتعليمية في تحفيظ القرآن الكريم للأبناء والعلوم الشرعية واللغة العربية... لمن هم مؤهّلون لذلك بجدّ ونشاط, بل وبعِناد في الكثير من الأحيان بفعل التفاف الجماهير حولها.
وكنتُ قد سمعت لمرّات عديدة من الشيخ الطاهر بوزرعة المعروف عند الأتباع بـالشيخ الطاهر أُوالسّْعِيدي (الحارس الشخصي للشيخ العلاوي ومقدَّمَه بمنطقة القبائل, توفي رحمه الله سنة 1981 وحضر جنازته المهيبة بقرية أحديد الشيخ خالد بن تونس) , ومن الشيخ محمد السعيد أرتباس, وهو بمنزلة الخال رحمه الله تعالى, وغيرهما من الأتباع كبار السنّ الذين مازالوا على قيد الحياة, أنّه مع بداية الحرب العالمية الأولى بين سنتي 1915 و 1916, أقدمت السلطات الاستعمارية بالجزائر على إصدار قرار بإغلاق جميع الزوايا في الوطن, وأمرا سِرّياً آخر بإغلاق جميع زوايا الشيخ ابن عليوة. وبدأ الحاكم العسكري بوهران, الذي سمّوه لي, لكن للأسف لم أعد أتذكّره, بأول زاوية وهي الزاوية العلاوية بمدينة تلمسان. وهذه الزاوية التي كان يديرها الشيخ العربي تشوار رحمه الله تعالى كانت تعلّم القرآن الكريم لأبناء البلدة حيث كان يقصدها صباح مساء المئات من التلاميذ. ولم يأت هذا القرار إلا لما لهذه الزاوية من دور رائد في التعليم والتربية والتكوين ليس على مستوى المدينة وحدها بل على كافة البلاد المحيطة بها. بعد يومين من غلقها, قدم الشيخ ابن عليوة إلى المدينة, دون أن يدري بما وقع فوجد الأتباع في حالةٍ مضطربة فاستفسر عن الأمر, فأخبروه بما وقع من أمر الزاوية, عندئذ تكدّر الشيخ من هذا الحدث الجلل والفعل الشنيع وانزعج انزعاجا شديدا, وهو في منزل المُقدَّم سالف الذكر, كتب قصيدة سُمّيت فيما بعد بـ "اللطفية"
بعد الانتهاء من كتابتها أمر أتباعه بملازمة قراءتها فرادى وجماعات في مجالس الذكر, ولم تمض إلا أيام قليلة حتى جاء الأمر للحاكم العسكري بالانتقال من مدينة وهران التي كان مقيما بها إلى شمال فرنسا في جبهة القتال ضدّ الألمان, وبطُل أمر الغلق, فأعيد فتْح الزاوية, لتواصل دورها في التربية والتعليم, وما زالت مفتوحة إلى يوم الناس هذا.
منذ ذلك التاريخ وأتباع الطريقة العلاوية يقرءون "اللطفية", خاصة بعد تلاوة القرآن, ويتبعونها بالدعاء إلى الله تعالى بقبوله, وفي نهاية كلّ مجلس من مجالسهم إلى اليوم, كما يقرءونها في كلّ مناسبة ذات أهمية كعقد قران الزواج وفي الجنائز وعند السفر. وعادةً ما تُختم "العِمارة" أو "الحضْرة" في مجالس الذكر عند العلاويين, إلى اليوم, بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم), تُتْبَع بترتيل أحد المنشدين لآيات بيّنات من الذكر الحكيم تكون مختارة بعناية؛ وبعد الإنتهاء يقرأ الجميع بصوت واحد قصيدةً "اللطفية" بلحن شجي. بعد ذلك, يدعو أحد الحاضرين من المشايخ أو الأئمة أو الصلحاء لمن حضر بالفتح المبين وبالحفظ في الأهل والخلان لجميع الأتباع ممّن ليسوا معهم في المجلس, كما يدعو لشيخ الطريقة بمزيد من التمكين والنصر العزيز, والرحمة لمشايخ السلسلة الصوفية إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وهي طقوسٌ حافظ عليها الأتباع, مثلما أمرهم شيخهم العلاوي.
والقصيدة التي يَتوسّل فيها الشاعر إلى الله تعالى بالقرآن العظيم وبمن أنُزِل عليه, الحبيبُ المصطفى (ص), أن ينتصر لكتابه وأن لا يسمح بتركه وهجْره وحفظه في الصدور والالتزام بما جاء فيه, فالقرآن هو الدين والإيمان, وهو الشريعة والحقيقة والعروة الوثقى:
قصيدة اللُّطْفِيَّة
أياَ ربِّ بِلُطْفِكَ يا مُرْتَجَى ** أُلْطُفْ بِنَا وَهَيِّءْ لَنَا فَرَجَا
سألناك يا ربِّ بالقُرآنِ ** ومَا فِيه وبالسَّبْعِ المَثَاِني
وبالّذي أتى به وبثّهُ ** وبجّلَ أَيَاتِهِ وَحَبَّهُ
وأَمَرَ بِحُبِّنا القُرآنَا ** فكان أَطْيَب لَنا مِمّا كَان
انزّلتَهُ وَبِجَمْعِهِ أَمَرتَا ** فَلْتَحْفِظهُ يا مولانا كما قُلتا
فقد حَاوَلَ الغَيْرُ على تَرْكِهِ ** وهل تَسْمَحْ يامولانا بِفِعْلِه
فلا نرضى بِتَرْكِنَا القُرآن ** لأنّه الدينُ مع الإيمانا
فَقَدْرُهُ عندنا لا يُسَاوِيهِ ** كُلُّ الوجودِ وما احْتَوَى عَلَيه
فالقُرآنُ هو عينُ الحقيقة ** والّشريعَة والعُروةُ الوَثِيقَة
أنتَ تَعْلَمْ بحُبِّنا القُرآنا ** وكيف حلَّ القَلبَ وَاللِّسَان
اَفامْتَزَجَ بِدَمِنا ولحمِنَا ** والعُروقِ والعِظام وما فينا
أيا رَبِّ بِحَقِّهِ لا تَفْجَأْنا ** في دينِنا يا ربَّنا لا تَفتِنّا
يا رَبِّ أِجْعَل لِدينِكَ فرجاَ ** إنّهُ واقِفْ بِبابِك يَرتجىَ
آوِ الغريبَ يا ربِّ لأِهلهِ ** قَدْ أَلَّمَ الفِراقُ بأحْبَابِهِ
أدْرِكْهُ يارَبِّ قبلَ وَفَاتِهِ ** وَزِدْ لنا يا ربِّ في حياتِهِ
واجعل دِيَارَنَا دِيارًا أَمْنا ** واحْفِظناَ منْ كُلِّ مَكْرٍ ومِحْنَه
وأيِّدنا يا مولاناَ بِروحك ** ووَفِّقْنَا يا ربَّنا لأَِمْرِكاَ
وارحمْ مِنَّا الكبارَ والصِّغَارَ ** وَأمَّنهُمْ فَتَراهُم حُيَارى
واصْلِحْ لنا دُنيانا مع الدين ** وَافْجِ كُرْبَ المَكروبِ والمِسْكِينِ
وَاغْفِرْ ربِّ لمن دعا بِدعوانا ** وكُنْ لنَا ولجميعِ خِلاَّنا
وَانْهضْ بنا لشُهُودِ الجمالِ ** وَمَا لهُ مِن أسرارِ الكمالِ
وَصَلِّ يَا ربِّ صَلاةً تَلِيقُ ** بالمُصْطَفَى وَعَلَى الآلِ تَصْدُقُ
وَصَحْبهِ وانْصارِه والتَّابِعينَ ** ثُمَّ الحمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِين.
والله أعلم بالصواب
سطور للتعريف بيوسف الوكيل:
هذا الرجل الذي نشأ بمازونة لم
يكن بالرجل العادي, كان فيه شيئا من الولي الصالح سيدي عبد الرحمن المجذوب و
عمر الخيام و كان من طراز المفكرين كمالك بن نبي, له كتاب عن تاريخ بلدته
مازونة و له ديوان شعر راقي للغاية. كان يوما في السوق فمشت امرأة فرنسية
على رجله غير متعمدة فاعتذرت فقال لها يوسف الوكيل:" سامحتك يا سيدتي منذ
1830! (العام الذي استعمرت فيه فرنسا لجزائر). و كان يوما يمشي بوسط
المدينة و بصحبته طفل صغير جزائري من أصل إفريقي, فالتقى بمعمّر فرنسي الذي
قال للوكيل مستهزئا: " يا سيد الوكيل كم كلفك هذا الصغير؟" فرّد عليه
الوكيل و بعادته العفوية المعروفة عنه: "إنه مسلم سيدي! ليس له ثمن و لكن
قيمته كبيرة."
2. أما الرواية الثانية ومصدرها الأستاذ ناصر الدين موهوب مقدم الطريقة ببرج بوعريريج حيث جاءت بالآتي :
تعرّضت الزوايا خاصة والمؤسسات الدينية عامة بالجزائر لمحاربة شديدة طيلة الفترة الاستعمارية الفرنسية (1830-1962) بمختلف الوسائل والأساليب بحكم أنها كانت عائقا صلبا أمام فرنسة الجزائر وتنصير أهلها حيث كان بمدينة الجزائر العاصمة 166 مسجدا وزاوية غداة الاحتلال الفرنسي سنة 1830, ولم يبق منها في بدايات القرن العشرين إلا عدد قليل لا يصل إلى العشرة.
وحورب الأئمة وشيوخ الزوايا بوضع حدّ لنشاطهم الديني والثقافي إمّا بالسّجن أو النفي أو غلق الزاوية بحجّة عدم وجود رخصة إدارية لمزاولة النشاط وبالمتابعة البوليسية والقضائية لأهلها. وفي أحايين كثيرة كانت السلطات الاستعمارية تلجأ إلى هدم الزوايا أو مصادرة أملاكها في أحسن الحالات. ومع ذلك, قاومت هذه المؤسسات وواصلت أداء مهامها التربوية والتعليمية في تحفيظ القرآن الكريم للأبناء والعلوم الشرعية واللغة العربية... لمن هم مؤهّلون لذلك بجدّ ونشاط, بل وبعِناد في الكثير من الأحيان بفعل التفاف الجماهير حولها.
وكنتُ قد سمعت لمرّات عديدة من الشيخ الطاهر بوزرعة المعروف عند الأتباع بـالشيخ الطاهر أُوالسّْعِيدي (الحارس الشخصي للشيخ العلاوي ومقدَّمَه بمنطقة القبائل, توفي رحمه الله سنة 1981 وحضر جنازته المهيبة بقرية أحديد الشيخ خالد بن تونس) , ومن الشيخ محمد السعيد أرتباس, وهو بمنزلة الخال رحمه الله تعالى, وغيرهما من الأتباع كبار السنّ الذين مازالوا على قيد الحياة, أنّه مع بداية الحرب العالمية الأولى بين سنتي 1915 و 1916, أقدمت السلطات الاستعمارية بالجزائر على إصدار قرار بإغلاق جميع الزوايا في الوطن, وأمرا سِرّياً آخر بإغلاق جميع زوايا الشيخ ابن عليوة. وبدأ الحاكم العسكري بوهران, الذي سمّوه لي, لكن للأسف لم أعد أتذكّره, بأول زاوية وهي الزاوية العلاوية بمدينة تلمسان. وهذه الزاوية التي كان يديرها الشيخ العربي تشوار رحمه الله تعالى كانت تعلّم القرآن الكريم لأبناء البلدة حيث كان يقصدها صباح مساء المئات من التلاميذ. ولم يأت هذا القرار إلا لما لهذه الزاوية من دور رائد في التعليم والتربية والتكوين ليس على مستوى المدينة وحدها بل على كافة البلاد المحيطة بها. بعد يومين من غلقها, قدم الشيخ ابن عليوة إلى المدينة, دون أن يدري بما وقع فوجد الأتباع في حالةٍ مضطربة فاستفسر عن الأمر, فأخبروه بما وقع من أمر الزاوية, عندئذ تكدّر الشيخ من هذا الحدث الجلل والفعل الشنيع وانزعج انزعاجا شديدا, وهو في منزل المُقدَّم سالف الذكر, كتب قصيدة سُمّيت فيما بعد بـ "اللطفية"
بعد الانتهاء من كتابتها أمر أتباعه بملازمة قراءتها فرادى وجماعات في مجالس الذكر, ولم تمض إلا أيام قليلة حتى جاء الأمر للحاكم العسكري بالانتقال من مدينة وهران التي كان مقيما بها إلى شمال فرنسا في جبهة القتال ضدّ الألمان, وبطُل أمر الغلق, فأعيد فتْح الزاوية, لتواصل دورها في التربية والتعليم, وما زالت مفتوحة إلى يوم الناس هذا.
منذ ذلك التاريخ وأتباع الطريقة العلاوية يقرءون "اللطفية", خاصة بعد تلاوة القرآن, ويتبعونها بالدعاء إلى الله تعالى بقبوله, وفي نهاية كلّ مجلس من مجالسهم إلى اليوم, كما يقرءونها في كلّ مناسبة ذات أهمية كعقد قران الزواج وفي الجنائز وعند السفر. وعادةً ما تُختم "العِمارة" أو "الحضْرة" في مجالس الذكر عند العلاويين, إلى اليوم, بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم), تُتْبَع بترتيل أحد المنشدين لآيات بيّنات من الذكر الحكيم تكون مختارة بعناية؛ وبعد الإنتهاء يقرأ الجميع بصوت واحد قصيدةً "اللطفية" بلحن شجي. بعد ذلك, يدعو أحد الحاضرين من المشايخ أو الأئمة أو الصلحاء لمن حضر بالفتح المبين وبالحفظ في الأهل والخلان لجميع الأتباع ممّن ليسوا معهم في المجلس, كما يدعو لشيخ الطريقة بمزيد من التمكين والنصر العزيز, والرحمة لمشايخ السلسلة الصوفية إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وهي طقوسٌ حافظ عليها الأتباع, مثلما أمرهم شيخهم العلاوي.
والقصيدة التي يَتوسّل فيها الشاعر إلى الله تعالى بالقرآن العظيم وبمن أنُزِل عليه, الحبيبُ المصطفى (ص), أن ينتصر لكتابه وأن لا يسمح بتركه وهجْره وحفظه في الصدور والالتزام بما جاء فيه, فالقرآن هو الدين والإيمان, وهو الشريعة والحقيقة والعروة الوثقى:
قصيدة اللُّطْفِيَّة
أياَ ربِّ بِلُطْفِكَ يا مُرْتَجَى ** أُلْطُفْ بِنَا وَهَيِّءْ لَنَا فَرَجَا
سألناك يا ربِّ بالقُرآنِ ** ومَا فِيه وبالسَّبْعِ المَثَاِني
وبالّذي أتى به وبثّهُ ** وبجّلَ أَيَاتِهِ وَحَبَّهُ
وأَمَرَ بِحُبِّنا القُرآنَا ** فكان أَطْيَب لَنا مِمّا كَان
انزّلتَهُ وَبِجَمْعِهِ أَمَرتَا ** فَلْتَحْفِظهُ يا مولانا كما قُلتا
فقد حَاوَلَ الغَيْرُ على تَرْكِهِ ** وهل تَسْمَحْ يامولانا بِفِعْلِه
فلا نرضى بِتَرْكِنَا القُرآن ** لأنّه الدينُ مع الإيمانا
فَقَدْرُهُ عندنا لا يُسَاوِيهِ ** كُلُّ الوجودِ وما احْتَوَى عَلَيه
فالقُرآنُ هو عينُ الحقيقة ** والّشريعَة والعُروةُ الوَثِيقَة
أنتَ تَعْلَمْ بحُبِّنا القُرآنا ** وكيف حلَّ القَلبَ وَاللِّسَان
اَفامْتَزَجَ بِدَمِنا ولحمِنَا ** والعُروقِ والعِظام وما فينا
أيا رَبِّ بِحَقِّهِ لا تَفْجَأْنا ** في دينِنا يا ربَّنا لا تَفتِنّا
يا رَبِّ أِجْعَل لِدينِكَ فرجاَ ** إنّهُ واقِفْ بِبابِك يَرتجىَ
آوِ الغريبَ يا ربِّ لأِهلهِ ** قَدْ أَلَّمَ الفِراقُ بأحْبَابِهِ
أدْرِكْهُ يارَبِّ قبلَ وَفَاتِهِ ** وَزِدْ لنا يا ربِّ في حياتِهِ
واجعل دِيَارَنَا دِيارًا أَمْنا ** واحْفِظناَ منْ كُلِّ مَكْرٍ ومِحْنَه
وأيِّدنا يا مولاناَ بِروحك ** ووَفِّقْنَا يا ربَّنا لأَِمْرِكاَ
وارحمْ مِنَّا الكبارَ والصِّغَارَ ** وَأمَّنهُمْ فَتَراهُم حُيَارى
واصْلِحْ لنا دُنيانا مع الدين ** وَافْجِ كُرْبَ المَكروبِ والمِسْكِينِ
وَاغْفِرْ ربِّ لمن دعا بِدعوانا ** وكُنْ لنَا ولجميعِ خِلاَّنا
وَانْهضْ بنا لشُهُودِ الجمالِ ** وَمَا لهُ مِن أسرارِ الكمالِ
وَصَلِّ يَا ربِّ صَلاةً تَلِيقُ ** بالمُصْطَفَى وَعَلَى الآلِ تَصْدُقُ
وَصَحْبهِ وانْصارِه والتَّابِعينَ ** ثُمَّ الحمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِين.
والله أعلم بالصواب
تعليقات
إرسال تعليق