الفقيه العلامة المشارك المطلع محمد بن قاسم الباديسي الفاسي من مدينة الجديدة واستوطن مدينة فاس. من أولاد البادسي المعروفين بفاس، دخلوا إلى فاس قديمًا وأصلهم من الريف من مدشر هناك يقال له أعرّاص، وأصلهم الأصيل من الأندلس.
أحد المريدين الطلبة, ومن كتاب الشيخ أحمد العلاوي حيث كان في ضيافة زاوية حمو الشيخ والذي رافقه خلال سياحته عام 1909م حتى تونس وكان الشيخ العلاوي يساعف رفيقه حين كان يشير عليه بالسير إلى منطقة ما. وتركه الشيخ العلاوي بتونس ليشرف على طبع كتاب (المنح القدوسية) حيث لم يرافق الشيخ إلى ليبيا ثم تركيا.
ولا يستبعد
أن يكون هو من أملى عليه الشيخ مخطوطة (برهان الخصوصية) وكتاب (المواد
الغيثية) اللذان يتوافق تاريخ الانتهاء منهما تواجد محمد بن قاسم البادسي
بزاوية حمو الشيخ البوزيدي.
ولذا عودته إلى موطنه كان ينسخ بعض الكتب ويطبع بعضها في مدينة فاس وأخيرا استوطن مدينة القصر
الكبير وهجر مذهب التصوف وأظهر مذهب السلفية فانتقد عليه. وفي اخر عمره كثر مرضه فالتجأ
إلى بعض الزوايا هناك إلى أن توفي عام1341 / 1922م ودفن بمقبرة سيدي يحيي
الملاح, رحمه الله وجعل الجنة مثواه, آمين.
له ترجمة واسعة في "سل النصال".
يقول الشيخ أحمد العلاوي :
ألقى في باطني ذات يوم شيء من الإقباض، ودام علي، فأخذت أتسبب فيما ينشرح به صدري، فظهر لي أن أزور بعض الفقراء خارج البلد بنحو أربعين ميلاً.
فأخذت بيدي أحد الطلبة كان في ضيافنا يدعى الشيخ محمد بن قاسم البادسي الفاسي وسرنا على بركة الله، وعندما وصلنا المحل المقصود ظهر لنا لو أننا زرنا بعض الفقراء بمدينة غليزان فكان ذلك، وبعدما قضينا في زيارتهم نحو اليومين، قال لي رفيقي:
- "لو أننا وصلنا لمدينة الجزائر بما أن لي فيها بعض الأحبة، زيادة على ذلك نباشر بعض المطابع فربما يتيسر طبع المنح القدوسية على المرشد المعين". لأنها (المخطوطة) كانت بأيدينا في ذلك الوقت، فساعفته على ذلك ولم يكن لنا من الفقراء بالجزائر أحد. وعندما وصلنا اشتغل رفيقي بملاقاة صديقه، غير أنه لم يرق في نظره ذلك الإجتماع، وبتلك المناسبة قال لي:
- "إن البلاد التي لم يكن فيها الفقراء فهي خالية".
وذلك بما كان يلقاه مما جبلت عليه الفقراء من الملاطفة وحسن الإقبال.
وبعدما باشرنا بعض المطابع ظهر لنا عدم التهيء لذلك الأسباب، فقال لي رفيقي أيضاً:
- "لو أننا ذهبنا إلى مدينة تونس لكان الأمر فيها متيسراً من كل الوجوه".
فساعفته على ذلك وسرنا من بلد إلى بلد إلى أن دخلنا إلى مدينة تونس على حين غفلة، فاكترينا محلاً للنزول فيه، وألزمتُ نفسي على ألا أخرج حتى يأتي إلينا أحد الذاكرين نخرج معه (كان ذلك بسبب رؤيا رأيتها، جاءت أناس من المنتسبين ودخلوا إلى المحل الذين أنا فيه، ثم أخرجوني إلى محلهم), ولما ذكرت ذلك إلى رفيقي كبر ذلك عليه، وقال لي:
- "أنا ما جئت لأقعد بين الجدران".
فكان يخرج ليقضي لنا بعض الأمور ويجول في بعض المواطن ثم يرجع. (إهـ).
وراقون من الريف: البادسي محمد بن قاسم (ت1341هـ) (11)
هو: محمد بن قاسم بن عبد السلام البادسي، من مدينة بادس بالريف الأوسط.
العلامة المشارك نبغ صغيرًا وخاض ميدان العلم وقرض الشعر واهتم بالأدب.
أخذ عن الشيخ محمد – فتحًا – القادري الحسني، والشيخ محمد كنون، والشيخ عبد السلام الهواي، والشيخ عبد الله بن خضرا السلاوي، والشيخ المهدي الوازاني وغيرهم.
كان مولعًا بنسخ الكتب، فنسخ عدة كتب؛ منها: “الجواهر الصفية من المحاسن اليوسفية“، للعلامة أبي العباس أحمد بن يوسف بن محمد الفهري القصري الفاسي المالكي (ت1021هـ). منه نسخة خطية بالمكتبة الوطنية بالرباط تحت رقم 1234د. و”إفادة المرتاد بالتعريف بالشيخ ابن عباد“، لأبي محمد عبد المجيد بن علي بن أحمد الحسني الإدريسي المالكي المَنَالي (ت1163هـ). منه نسخة بالمكتبة الوطنية بالرباط تحت رقم 2301. ومما طبع بخطه: “روضة الأزهار” في علم التّوقيت.
ذهب إلى القصر الكبير واستقر بها فظهر فضله وعلمه وأدبه، فتهافت عليه الطلبة وأقبلوا عليه؛ أمثال الحاج بوسلهام الرميقي وغيره.
من مؤلفاته: “التعريف بسيدي أحمد الشريشي” مخطوط في المكتبة الوطنية بالرباط تحت رقم 1419د.
توفي عام 1341هـ، ودفين بمقبرة الولي سيدي بويحيى الملاح من حومة باب الوادي بالقصر الكبير.
المراجع:
- موسوعة أعلام المغرب (8/ 2933- 2934)
- وَفَاة البادسي
- نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر (ص1408- 1409)
- وَفَاة البادسي
- نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر (ص1408- 1409)
- المنار المنيف في التعريف بعلماء الريف (ص99- 100)
تعليقات
إرسال تعليق