
الطاهر بن العربي التونسي, وهو أحد مقدّمي الطريقة بتونس بزاوية سيدي الكشباطي. كان من بين الشباب الذين تعلقوا بالأستاذ العلاوي سنة 1910م أثناء سياحته المشهورة في تونس وغيرها وهو من جماعة الصادق الصحراوي.
ذكره الشيخ العلاوي في رسالة, غير مؤرخة ولعلها في عشرية القرن الماضي, موجهة إلى بعض أتباعه بتونس لما شنّع بعض الطلبة ووشي بهم إلى الحكومة، حتى منعتهم من المحل الذي كانوا يذكرون فيه, حيث قال : "هذا وبعد السلام اللائق بحضرة إخواننا التونسيين، زادهم الله إيمانا ويقينا، أخصّ بالذكر المقدّم الأبر سيدي الشيخ الطاهر ابن الحاج العربي"1.
شهادة سيدي الطاهر ابن الحاج العربي
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد النبي الكريم "ومما أشهد به للطريقة العلاوية ولِصاحب لوائها الشيخ سيدي أحمد العلاوي, رضوان الله عليه, أنني كنتُ قد أخذتُ الطريقةَ المدنيَّةَ على الشيخ البركة سيدي الصادق الصحراوي عام 1323, ولزمت أورادَها والصلاة المشيشية والاجتماع بالزاوية عَشيَّةَ كل جمعة. فمكثت على ذلك مدة, مع المَحَبَّة والتعظيم لجميع المنتسبين, غير أني لا أعرف من الطريقة إلا كما يعرفه الأجنبي عنها. ودُمنا على ذلك الحال إلى عام 1328, وفيه انتقل الشيخ المذكور إلى الدار الباقية. وبعد وَفاتِه اتفق جماعة الفقراء على تولية ابنه السيد عليّ الصحراوي, شيخًا على الزاوية مَكانَ والده. وبينما نحن كذلك, حتى وَفَدَ إلينا جلالة الشيخ سيدي أحمد بن عليوة رضي الله عنه, أواخر عام 1329, فاجتَمَعنا به وأخذنا عليه جميعًا, وسَلَبنا له الإرادة أنا وجميع الفقراء والسيد علي الصحراويّ المذكور في مُقدمتنا. فأرانا الشيخ عند ذلك من أسرار الطريقة ما أبهر العقول, وأخذنا منه كأس الحقيقة, فمنا من شَرب, ومنا مَن تَلَهَّى عن الشراب, وهذه سنة الله في خلقه"2.
رحمه الله وجعل الجنة مثواه, آمين.
__________
2. ولسيدي الطاهر ابن الحاج العربي جماعة من الأتباع يجتمعون تحت إمرَته عشيَّة كلّ جمعة بضريح سيدي محرز, رَضى الله عنه, لذكر الله وإلقاء بعض النصائح. أما الرّجل في حد ذاته فهو حقيق أن يذكر بجميل الأخلاق وحُسن الشيم. وقد ظهر عليه فضل الانتساب فَانشرَح للطريقة جَنانُه ونَطقَ بالمعارف لسانُه وانطلقت للكتابة بنانُه. ولم يَكن يَرى نَفسه أهلاً أن يقرأ فضلاً عن أن يكون مُنشئا إلى أن سطر في ذلك جملا عديدة.
1. أعذب المناهل في الأجوبة والرسائل ص 151, 152
2. الشهائد والفتاوي ص 144- 145- إنتقل إلى فهرس الشهائد والفتاوي
- إنتقل إلى فهرس الأعلام اللاحقين
تعليقات
إرسال تعليق