مختصر القول المقبول فيما تتوصل إليه العقول, وهو جواب لسؤال موجه له من بعض المحبّين أن نذكر له نبذة من عقائد الدين بكيفيّة يسهل تناولها للمبتدئين بدون احتياج لفهم اصطلاح المناطقة في ترتيب المقدمات والبراهين، ولقد تمّ حصرها في ثلاثة أقسام يجب على المكلف الاعتناء بها.
القسم الأول فيما يجب على المكلّف الشعور به:
يجب على كلّ ذي إدراك أن يستشعر وجود المدبر لشؤونه بقدر الإمكان من حين بلوغه مع اعتبار ما يستحقّه من الصفات الخاصّة بذاته تعالى بطريقة الاستدلال كما يجب عليه الاعتناء بمرتبة النبوءة وبصفاتها الخاصّة وبجميع ما جاءتنا به، وقولنا يستشعر وجود المدبّر أي يستحضره زيادة على الإقرار به، والمراد بالوجود كينونة الحقّ الآن وقبل الآن وبعد الآن أي هو مستمّر الوجود أولا بلا ابتداء، وهو المعبّر عنه بالقدم ومستمّر الوجود آخرا بلا انتهاء، وهو المعبّر عنه بالبقاء، كما يجب عليه أيضا أن يعترف له بالغنى اللازم لذاته، وهو عبارة عن قيامه بنفسه وبشؤونه غير مفتقر لشيء ما، وأن يعترف له بالوحدانيّة وهو عبارة عن انفراده تعالى في ذاته وصفاته وأفعاله، وليحترز أن يرى لغيره تأثيرا في شيء ما.
ثمّ يجب عليه أن يعترف له بالقدرة المحيطة بكلّ مقدور وهي عبارة عن قوّة لازمة لذات الألوهيّة صالحة لكلّ ما يمكن إيجاده وإعدامه، ثمّ يجب عليه أن يصفه تعالى بالإرادة وهي صفة تستلزم لموصوفها أن لا يكون في ملكه إلاّ ما صدر عن قصد واختيار منه، كما يجب عليه أيضا أن يعترف له بالعلم اللازم لذاته تعالى، وهو عبارة عن صفة توجب لموصوفها أن يحيط خبرة بكلّ معلوم كيفما كان، كما يجب عليه أن يعترف له تعالى بالبصر الذي هو عبارة عن صفة توجب لموصوفها أن يتضّح له كلّ موجود حيثما كان إلاّ الأصوات فإنّها من متعلّقات السمع وهو صفة لازمة لذات البارىء توجب له تعالى أن لا يخفاه شيء هاجسا كان أو حسّا أو من مادة أو من الأصوات، ويجب عليه أيضا أن يعترف له بالكلام وهو عبارة عن معنى لازم لذاته سبحانه وتعالى يتأتى به الإفصاح عن كلّ مراد يفهمه كلّ من طرق سمعه، ولو كان من الجمادات وأنّه مغاير للحروف والأصوات.
وأمّا الحياة فإنّها لا تخفى نسبتها لله تعالى، لأنّها شرط في سائر الكمالات، وبالخصوص فإنّ دليل وجوده تعالى لا يخفى على كلّ من له أدنى شعور لأنّ وجود الصنعة يستلزم وجود الصانع لها، وهذا دليل كان لمن اقتصر عليه، لأنّه يتضمّن بقيّة الدلائل كما أنّ مدلوله الذي هو وجود الحقّ عزّ شأنه يتضمّن سائر الصفات.
ومن دليل الوجود يؤخذ دليل القدم لأنّ المصنوعات تستلزم تقدّم الصانع عليها وليس هو إلاّ الحقّ جلّ شأنه بدليل الوحدانيّة يدفع ما يتوهمه الجاهل من أنّ وجوده مسبوق بوجود لغيره وإذا "إذا لذهب كلّ إله بما خلق" المؤمنون آية 91.
وأمّا دليل قيامه تعالى بنفسه، وعدم افتقاره لشيء من الكائنات فسنستفيده أيضا من دليل الوحدانيّة حيث ثبتت له قبل التجلّي وبعده لأنّ لازم الاحتياج يستلزم وجود المحتاج إليه، وعليه إن كان المحتاج مستمّر الوجود أزلا، كان وجوده مناقضا لوحدانيّة وهو غير معقول.
وأمّا دليل الوحدانيّة فهو أوضح شيء عند كلّ من أمعن النظر في هذا الوجود المرئي لنا، واستحضر ما هنالك من دوران أفلاكه وتكاثر منافعه، واستمرار نتائجه لا يلبث أن يقول: "لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا" الأنبياء آية 22.
وأمّا دليل مخالفته تعالى للحوادث فلا يخفى على العاقل، لأنّ كلّ صانع يباين صنعته في ذاته وصفاته من كلّ الوجوه، وليس في الصنعة إلاّ ما يدلّ على وجود الصانع، وتشبيه الصنعة بالصانع لا يتصوّر في الحادث فضلا عن أن يتصوّر في القديم.
وأمّا دليل اتصافه تعالى بالقدرة فهو ما نراه من عظيم المخلوقات، وندركه ببصرنا ونعتبره بعقولنا، وأمّا دليل اتصافه تعالى بالإرادة وإنّ كلّ ما ظهر في الوجود عن قصده واختياره فهو ما نراه من وجود إحسانه ودوام إمداده الواصل للمخلوقات على اختلافهم واختلاف ما هم عليه من طاعة وعصيان إذ لو كان شيء من ذلك صادرا عن غير إرادته لزمه تعالى أن يقطع عنه وجود المادة الواصلة إليه من عين الجود. والحالة أنّ الكلّ متنعّم في وجود إحسانه.
وأمّا دليل اتصافه تعالى بالعلم فهو ما يشعر به كلّ من له أدنى إطلاع على إتقان هذا الوجود، وما اشتمل عليه من العجائب وبالخصوص الهيكل الإنسانيّ، وما حواه من الحكم الباهرة، فهو كاف في دلالته على أنّ الصانع له أجل من أن يتصف بضد العلم وما في معناه، وأمّا دليل اتصافه تعالى بالسمع والبصر التي ليس كمثلها شيء، فتؤخذ من طريق الأخرويّة وكيف لا وقد وجدت هذه الصفات فيما سواه من المخلوقات بشكل مقيّد فكيف لا يتصف بها خالقها وإلاّ لزم أنّ تكون الصفة أكمل في الصفة من صانعها وذلك لا يعقل، ثمّ يجب على المكلّف بعد أن يتحقّق ما سبق من العقائد أن لا ينسى ما لله عزّ وجلّ من بقية الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجلال وغير ذلك من الكمالات فهو جلّ شأنه متصّف بكلّ كمال منزّه عن كلّ نقصان.
القسم الثاني الذي يجب التسليم فيه:
وذلك أن نسلّم له جلّ شأنه في سائر الأفعال والأحكام، ونعتقد أنّ الكلّ جائز في حقّه، والمعنى أنّه: "لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون" الأنبياء آية 23، والكلّ كائن بقضائه وقدره صادر عن قصده واختياره من طاعة وعصيان، وله سبحانه وتعالى أن يرحم من يشاء ويعذّب من يشاء فهو الفاعل المختار في الخلق "لا معقّب لحكمه" الرعد آية 41، ولنتحرّز من أن نعترض عليه في شيء من ذلك وإيّاك أن تقول: كيف يقدر الذنب ثمّ يعاقب عليه، فتأخذك رحمة بالعاصي فتعترض على خالقه فهو سبحانه وتعالى أرحم منك بك، أو نقول: هو أشفق على المعذّب من نفسه، وفي الآثار ما يدلّ على ذلك، ومن حكمته تعالى أن زيّن لكلّ أمّة أعمالها ألاّ ترى أنّك لو خيّرت العاصي في حال حياته لاختار ما هو عليه حيث يدعي أنّه في نعمة سدّت عن غيره، ويوم القيامة يتركه الحقّ عزّ وجلّ يقرأ كتابه، ويحاسب نفسه بنفسه: "لا ظلم اليوم" غافر آية 17، ثمّ يجازيه جزاء وفاقا بما ارتضاه هو لنفسه، وربّما عند حصول العقوبة يشعر بلطف الله به حيث يجد نفسه مستحقا لأكثر من ذلك، ولم يزل يقوّيه تعالى على حمل المشاق. وبالجملة إنّ العقل لا يتوصّل لما وراء ذلك إلاّ عن طريق يتعذّر الإفصاح عنه، وليس لنا إلاّ التسليم في جميع أفعاله والوقوف مع أحكامه. ولنحترز من أن نرى فعلا لغيره كيفما كان ذلك الفعل إلاّ وقدرته تعالى هي التي أبرزته والإرادة خصّصته والفاعل فيه هو الله: "والله خلقكم وما تعملون" الصافات آية 96، وليس للمخلوق في الوجود أدنى تأثير إلاّ مجرّد النسبة المعبّر عنها بالكسب، ولا ننكر شيئا من الأفعال إلاّ ما أنكره الشرع، امتثالا لأمره لا لكونه فعلا لغيره.
القسم الثالث فيما يجب الإيمان به:
أقول إنّ الإيمان الذي عليه المعول هو عبارة عن تصديق يقع في القلب يمنع الفكر من أن يتصوّر ضدّه، وله استحكام في الفؤاد بقدر ما له من الصفاء، وله تسلط على الجوارح فيمنعها من الوقوع في المنهيات بتوفيق الله عزّ وجلّ، وينحصر فيما جاءتنا به الرسالة لا غير بدون استثناء، ومن ذلك الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فالإيمان بالله لا يصحّ لصاحبه إلاّ إذا كان موافقا لما في نفس الأمر حسبما جاءنا به الشرع، وهو الذي قدمناه في القسم الأول باختصار.
أمّا ما يتعلّق بالملائكة فهو أن يعتقد المكلّف أنّ لله تعالى ملائكته لا يعلم عددهم إلاّ هو، ومن جهة وصفهم فهم إلى التنزيه أقرب منه إلى التشبيه بالبشر، وإنّهم ملازمون لبواطن الأشياء، ومن خاصتهم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ومنكر ونكير ومالك ورضوان ورقيب وعتيد. وفيهم من هو قادر على التشكّل كالروح الأمين، فإنّه تمثّل لمريم بشرا سويا.
أمّا ما يتعلّق بالكتب المنزلة فهو أن يعتقد المكلّف أنّ الله تعالى أنزل على أنبيائه كتبا وصحفا على كيفيّات مختلفة فيها أحكام وقصص ومواعظ، وأنّ جميع ما تضمنته حقّ وصدق بدون ما يحصر بها عددا إلاّ الأربعة منها فيعرفها بأسمائها، وعلى من أنزلت.
وأمّا ما يتعلّق برسل الله عليهم الصلاة والسلام فهو أن يعتقد المكلّف أنّ الله تعالى جعل من الملائكة رسلا ومن الناس "لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون" الأنبياء آية 27، بدون ما يتكلّف لحصر عدد، قال تعالى لخاتمهم: "منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك" غافر آية 78، وليحترز أن يرى لأحدهم أدنى مخالفة وإذا لتهدّم الشرع وضاعت الأمانة، وبالجملة إنّهم من جهة معاملتهم مع الحقّ عزّ وجلّ على السواء "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" التحريم آية 6، نعم، ينفرد رسول البشر عن رسول الملائكة بما يلازمه من الأعراض البشريّة التي لا تثير نقصانا في عظيم قدره.
أمّا ما يتعلّق باليوم الآخر وهو أن يعتقد المكلّف "وأنّ الله يبعث من في القبور" الحج آية 7، ولا بدّ من يوم مجموع له الناس، وإنّ ذلك على الله يسير "قال من يحيّ العظام وهي رميم, قل يحييها الذي أنشأها أول مرّة وهو بكلّ خلق عليم" يس آية 78-79، كما إنّه يؤمن بلوازم اليوم الآخر كالجنّة والنار والصراط والميزان والحوض والشفاعة والحساب والعقاب وعذاب القبر ورؤية الحقّ عزّ وجلّ وغير ذلك ممّا قرّره الشرع بدون تكلّف، لمعرفة كيفيّة ذلك لأنّ أحوال الآخرة من وراء العقول فيتعذّر الإفصاح عنها في الغالب.
أمّا الإيمان بالقضاء والقدر فقد تقدّم عليه الكلام في القسم الثاني من الكتاب، وللعاقل أن يجد لكلّ جزء من أجزاء الإيمان دليلا وحجّة واضحة، ومن جهة الاختصار نكتفي بدليل نبوءة سيدنا ومولانا محمد صلّى الله عليه وسلّم ثابت بالمعجزة الباهرة المشاهدة للجمّ الغفير من أهل زمانه المنقولة لنا بالتواتر، وبقطع النظر عمّا سبق لو تأمّل الجاحد دلائل صدقه ممّا هو عليه لكفاه وكيف لا وهي أوضح من شمس على علم، تكلّم عليه الصلاة والسلام بوحي من الله عمّا سيحدث في المستقبل في ملأ من الناس مقرّ ومنكر بدون ما يخشى تخلّف الخبر فتشوف الجميع لما وراء ذلك، فجاء بحمد الله ما قرّت به عيون المؤمنين، فمن ذلك تصريحه لأصحابه بوحي من الله بفتح مكّة، وأنّهم يدخلونها آمنين محلّقين رؤوسهم، ومن ذلك إخباره لأصحابه بفتح الأمصار على أيديهم وأنّ الله "ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم" النور آية 55، ومنها إخباره لأصحابه بالفتن التي تقع لهم من بعده وإنّها تمرّ كقطعة من الليل، فجاء الجميع على وفاق ما أخبر به عليه الصلاة والسلام. ولو تأمّل المتأخرون في مجرد قوله عليه الصلاة والسلام: "وأنّه لا نبيّ بعدي" رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، والإمام أحمد في مسنده، وأنّ الله تعالى قال فيه: "خاتم النبيّين"، لجاءهم الحقّ وزهق الباطل، لأنّ هذا الخبر لم يقع موقعا حسنا عند المتردّدين من أهل زمانه، وقالوا: لا مصداق لكلامه إلاّ إذا مرّت سنون، لأنّهم كانوا يرون ما من زمان إلاّ وفيه من يدّعي النبوءة، وهي الآن مرّت دهور عديدة وقرون مديدة، فماذا يقول الجاحد؟، فهل القول ناقصا؟، ولعلّه يعارض ما سبق بقوله: إنّنا نرى الآن سلب الأمصار من يد المتشبثين بالإسلام ودخولها بيد غيرهم، فأقول: إنّ ذلك من تمام صدقه عليه الصلاة والسلام لأنّه ما أخبرنا بعدم سلبها من أيديهم إنّما قال بوحي من الله "وتلك الأيام نداولها بين الناس" آل عمران آية 140.
والحاصل أنّ دلائل نبوءته للمتأخرين تغني عمّا ثبت للمتقدمين "أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا الرعد" آية 31، "كذلك الله يفعل ما يشاء" آل عمران آية 40، وليس على المؤمن إلاّ أن يربّي قلبه على محبّة نبيّه عليه الصلاة والسلام إلى أن يمتلىء يقينا، فعساه أن يبلغ إلى رتبة أحد الصديقين من الصحابة حيث قال: لو كشف عنّي الغطاء لما ازددت يقينا.
خاتمة
لايخفى للعاقل ان الايمان هو تصديق بالقلب , ولايتم لصاحبه الا بمشاركة اللسان له بالنطق بكلمة الاخلاص , وعلى هذا فينبغي لكل عاقل اتصف بالايمان ان يشتغل بها بكرة واصيلا ويتكلف لذلك حتى تتخلله ظاهرا وباطنا , فعساه ان يموت على ما عاش عليه ويبعث على ما مات عليه . ( يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ) إبراهيم الآية 27.
اللهم اشغلنا بذكرك وتولنا بحفظك واعصمنا من شر انفسنا فلا عصمة لنا الابك يا من عصمت قلوب الموحدين من ان تتصور غيرك فاعصم قلوبنا حتى لا تعمل عملا الا لك ولا تنظر نظرة الا فيك وصل اللهم على الواسطة العظمى الدال بك عليك وعلى اله واصحابه المنتصبين وارحم اللهم مشائخنا رحمة تليق بكرمك كما ترحم واليدنا وإخواننا ومن أحبنا لاجلك ,ومن عمل بهاته العقيدة فاجعله اللهم آمنا لديك ,وانزله منزلا مباركا ,وانت خير المنزلين ,والحمد لله رب العالمين.
انتهت بحمد الله ,وكان الفراغ من تبييضها عشية الجمعة ليلة النصف من رجب المعظم عام 1331من هجرة سيد المرسلين ,الموافق ل 20جوان 1913هـ.
خاتمة
لايخفى للعاقل ان الايمان هو تصديق بالقلب , ولايتم لصاحبه الا بمشاركة اللسان له بالنطق بكلمة الاخلاص , وعلى هذا فينبغي لكل عاقل اتصف بالايمان ان يشتغل بها بكرة واصيلا ويتكلف لذلك حتى تتخلله ظاهرا وباطنا , فعساه ان يموت على ما عاش عليه ويبعث على ما مات عليه . ( يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ) إبراهيم الآية 27.
اللهم اشغلنا بذكرك وتولنا بحفظك واعصمنا من شر انفسنا فلا عصمة لنا الابك يا من عصمت قلوب الموحدين من ان تتصور غيرك فاعصم قلوبنا حتى لا تعمل عملا الا لك ولا تنظر نظرة الا فيك وصل اللهم على الواسطة العظمى الدال بك عليك وعلى اله واصحابه المنتصبين وارحم اللهم مشائخنا رحمة تليق بكرمك كما ترحم واليدنا وإخواننا ومن أحبنا لاجلك ,ومن عمل بهاته العقيدة فاجعله اللهم آمنا لديك ,وانزله منزلا مباركا ,وانت خير المنزلين ,والحمد لله رب العالمين.
انتهت بحمد الله ,وكان الفراغ من تبييضها عشية الجمعة ليلة النصف من رجب المعظم عام 1331من هجرة سيد المرسلين ,الموافق ل 20جوان 1913هـ.
تعليقات
إرسال تعليق