زوايا الشيخ العلاوي عبر الأقطار والمقادم من تلامذته

أسّس الشيخ العلاوي رضي الله عنه عدة زوايا منها ما حبسه في حياته، ومنها ما تركه تحت تصرّف أعيان أتباعه المقادم، الذين توافرت فيهم الكفاءة بخدمة النسبة، وهي متفرّقة في أقطار بعيده (ببلاد الجزائر)، وغيرها من الأقطار.

أ: الزوايا المحبوسة باسم طريقته ببلاد الجزائر:

(1): زاويته بمدينة تلمسان: وهي بدرب الحدادين، قرب (مسجد سيدي مرزوق) رضي الله عنه، وهي زاوية ذات أربعة بيوت، ومسجد تقام فيه الفريضة، وتقرأ فيه مبادىء العلوم من فقه ونحو غير ذلك، وبجنبه مدرسة قرآنيّة يلقّن فيها كتاب الله للصبيان، وبيت آخر من الأربعة مدرسة ابتدائيّة لتعليم الولدان الحروف الهجائيّة وما يتبعها من تربية وتهذيب، وهذه الزاوية حبس من أحباسه للوعظ والتذكير وبثّ العلوم المذكورة، وملجأ للغريب والمسكين، فهي تقدر بمبلغ كبير، وقد كان في استطاعته رضي الله عنه أن يجمع هذه الماليّة لنفسه، وأن يصرفها في شؤونه الشخصيّة، ولكن همتّه وإيمانه الكامل لم يترك له شخصيّة مع شخصيّة الدين، حتى يهتم بها قبل اهتمامه به، والمشرف عليها مقدمها الشيخ البركة سيدي (العربي تشوار) أحد المشاهير بالصلاح والورع، من بين أهالي (تلمسان) دارا ومنشأ، وكان الأستاذ يحبّه لما يرى عليه من لوامع الأسرار الربانيّة والحقائق الإلهيّة، ولمّا بلغه عنه خبر الخلافة بعد شيخه سيدي (محمد البوزيدي) رضي الله عنه، لم يتباطأ بالأخذ عنه، والتشبث بأذياله، وبقي عاملا مخلصا منذ أن بايعه إلى اليوم الذي ختمت فيه أنفاسه الشريفة، وكان هو الذي تولّى تغسيله وتكفينه، وكان عند الشيخ قبل وفاته معدودا من الذين (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا / الأحزاب آية / 23).

(2): زاويته بمدينة (وهران): وهي بالحارة المخصوصّة بديار المسلمين المسمّاة (بالمدينة الجديدة)، وقيمة هذه الزاوية كبيرة، غير أنّها اشتريت، ولم يتمّ الغرض منها من عمارتها بما يليق بها، حيث كانت مسكونة قبل شرائها، وتعذّر تفريغها للغرض المقصود، وقد مات رضي الله عنه، وتركها على ما هي عليه، وهي تحت نظر جماعة من الفقراء، ونخص بالذكر من كانوا ضامنين ومحافظين على أحوال الزاوية وهم (سيدي الحاج صالح بن مراد، سيدي الحاج صالح بن عبد العزيز، سيدي علي بلحسن، سيدي أحمد فرحات) رضي الله عنهم أجمعين.

(3): زاويته بمدينة (غليزان): وهي الزاوية المعدّة لإقامة الصلوات الخمس، وبمعيتها بيت لتعليم كتاب الله للأطفال من أبناء الفقراء والمساكين، وهي حبس كذلك على ما يرجع لمصلحة الدين ومن بث الهداية والإرشاد بين أفراد العباد، وهي تحت تصرّف تلميذه الخاص الصادق الكريم العارف بالله (سيدي الحاج صالح بن مراد التلمساني) أصلا ومنشأ، القاطن بمدينة (غليزان) حيث له حظّ وافر من خشية الله، وإلمام تام بفن الطريق، وكان يعتمده الأستاذ في أغلب مهماته، وكان ممّن يشاورهم في الأمر، وكان أشبه بالسفير في شؤون النسبة، ولقد ناداه الأستاذ إلى منزله في أيام مرضه الذي مات فيه، وأوصاه على عدّة مسائل، تخص عائلته المحترمة، وقال له (إنّي أشهد لك أنّ الأيام التي قطعتها معنا قد قطعتها صادقا)، ومن المعلوم أنّ المرء يموت على ما عاش عليه، ويبعث على ما مات عليه (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله / الروم آية / 30)، وبعد وفاة الأستاذ تغمده الله برحمته، قامت بعده فتن كادت لولا لطف الله أن تقضي على معالم النسبة والعياذ بالله، فكان سيدي الحاج صالح الرجل العامل المخلص وتصدّى لتلك الفتن، ولم يزل في جهاده المقدّس، وعلى الوفاء بعهده على صبغة إلهيّة يتمنّاها المؤمن الذي يرجو لقاء ربّه، حيث إنّ الرجال سواء حتى تبتلى.

(4): زاويته بمدينة (الجزائر العاصمة): وهي توجد (ببوزيعة) خارج البلد، وهي دار معتبرة، محفوفة ببساتين وأشجار، وتقدّر مساحتها بأربعة عشر هكتارا، وقد حبسها رضي الله عنه على مصلحة الإسلام، وله زاوية أخرى مكتراة بداخل البلد، تحت رئاسة المقدم سيدي الشيخ (العباس الجزيري التلمساني) أصلا الجزائري مسكنا، وهو يعدّ من خاصّة الأستاذ، ومن الذين رفعوا راية نسبته في أول قيامه بالطريق بمدينة (تلمسان)، (فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحبّ الصابرين / آل عمران آية / 146).

(5): زاويته الكائنة (ببرج أبي عريريج): وهي ذات بناء واسع، وقد حبسها رضي الله عنه على نمط ما حبس عليه أخواتها من الزوايا، ويعمرها الشيخ سيدي (الحسن ابن الجودي الأزهري)، وهو أحد أتباع الأستاذ الموقرين، وكانت هذه الزاوية تقام بها الصلوات الخمس، وتذكير المؤمنين، ولإيواء البائسين والمساكين، وتعدّ هذه الزاوية مركزا عامّا لأتباع الطريقة القاطنين نحو (البرج)، وإنّ لها زوايا كثيرة في (البرج)، وأكبرها زاويته التي (بقرية الجعافرة)، وهي أول زاوية أسست ببلاد القبائل، وكان الذي تبرّع بأرضها أحد مقدمي الأستاذ الأعيان، يدعى سيدي (محمد الشريف بن الحسن)، وهو أول من حمل طريقة الأستاذ وبثّ دعايتها ببلاد القبائل، حتى أنه لم تأت إلاّ مدّة قليلة حتى عم ذكر الطريقة ودخلت كلّ بيت، أمّا بناء هذه الزاوية فقد تولاه الشيخ سيدي (عبد الرحمن بوعزيز القبائلي) دارا ومنشأ، وأصبحت تلك الزاوية مدرسة تذكيريّة تدعو الناس إلى سلوك الطريقة، ومعرفة الله الخاصّة، حيث انتشرت الطريق انتشارا هائلا، حيث استبدلت صرخة البارود في جوف الليل بذكر اسم الله الأعظم، فأصبح أهلها إخوانا على سرر متقابلين.

(6): زاويته الشهيرة (بقبيلة عياض): وهي قبيلة توجد على جنوب (برج أبي عريريج)، وهي قبيلة عربيّة الأصل، ويقوم على عمارة الزاوية الشيخ سيدي (السعيد بن الملكي) نجل الوليّ الصالح الشيخ سيدي (البشير المرحوم)، وقد شهد له بعدّة كرامات، ثمّ إنّ ابنه الشيخ السعيد فقد صحب (الأستاذ العلاوي) رضوان الله عليه وسلك عنه الطريقة، فأذعنت له أبناء القبيلة بالفضل والإحسان، ومن يلتجىء إلى الله لا يخاف دركا، ولا يخشى (إنّ الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون / النحل آية / 128).

(7): زاويته الكائنة بنواحي مدينة (خنشلة): وهي عبارة عن مسجد ينقطع إليه الطلبة لحفظ كتاب الله، وأفراد الطائفة العلاوية الذين بجواره قائمون بنفقته، وبالاجتماع فيه على النحو والذكر والمذاكرة، والقائم بعمارة الزاوية الشيخ سيدي (محمد بن دعاس) رضي الله عنه أحد طلبة العلم الأخيار المشهود لهم بالتوجه إلى الله، حيث توافرت فيه الكفاءة، ليكون نجم هداية بين عباد الله المؤمنين، حيث كان يمضي جلّ وقته سائحا في سبيل الله، وداعيا إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، فأكرم به من شيخ، قد اجتباه الله إليه، ففاز برضوانه (ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم / التوبة آية / 72).

(8): زاويته المعتبرة (ببني يعلى) بدشرة (المقارب):  إنّ هذه الزاوية محطّة العلم والولاية، وفيها كانت الناس تقضي نوازلهم، وتقرن أبناءهم، وكان يرأس هذه الزاوية الشيخ سيدي (الحاج الهاشمي بو عمامة)، فهو الذي قام في جماعة من فقهاء وأعيان هذه الناحية ببث تعاليم النسبة، رضي الله عنهم أجمعين فقد أيدوا النسبة وساعدوا على بث هدايتها، خصوصا ذلك الشهم صاحب الأناقة السيد (لا غا عمر بن عبيد) النازل بقرية (عراسة)، فقد كان هذا الرجل أكملهم وأحقهم، فقد كان محبا للذاكرين، ولأهل النسبة والذود عن حياضهم ( فإنّ الله لا يضيع أجر المحسنين / هود آية / 115).

(9): زاويته الكائنة بمدينة (عنابة):  وهي بناء ضخم، وبها تقام فريضة الجماعة، وتقع خارج البلد، والذي يقوم بمصلحتها الشيخ سيدي (الحاج حسن) أحد الطلبة الزيتونيين (الطرابلسي) منشأ (البوني) مسكنا، فقد شبّ على تعليم كتاب الله، وكان أبواه مؤمنين، أي أنّ أكرمه الله بحفظ القرآن الكريم، وتوجه لطلب العلم لحاضرة (تونس الخضراء) فنال مراده، وقد تطوع للتدريس (بجامع الزيتونة) المعمور منذ سنوات عديدة، وبالرغم من غزارة علمه فلم يقتصر على اكتساب العلم الظاهر، دون تحصيله من علم الباطن، المعبّر عنه بلسان الشرع الشريف (بالإحسان) حيث يقول عليه الصلاة والسلام في حديث طويل: (ما الإحسان قال: أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك) رواه البخاري في صحيحه، والنسائي والترمذي وابن ماجة في سننهم، والسبب الوحيد الذي اهتدى به الشيخ لصحبة الأستاذ رضي الله عنه هو إطلاعه على كتاب (المنح القدوسيّة) عندها جاء من تونس إلى مستغانم، ولمّا اجتمع بمولانا الأستاذ طلب منه السلوك إلى ما سلكت إليه عباد الله العارفون به، فقال له الأستاذ: وهل تستطيع أن تطرح كلّ ما أنت عليه جانبا، وتكون عندنا كتلميذ ما زال يتعلّم في حروف الهجاء؟، فقال له: نعم. ثمّ انفرد في الخلّوة أياما حتى نفّعه الله، وبعدها بأيام توجه مأذونا في الطريقة إلى مدينة (عنابة) فقام بنشر الطريقة، وتبعه على أثره الشريف الشيخ سيدي (محمد بن سالم) وكان قبل تعلّقه بالطريقة العلاوية مقدما في (الطريقة السلايميّة) فكان للطريقة العلاوية شهرة لا تدانيها فيها طائفة أخرى.

وفي تلك الأيام اليانعة كان مولانا الأستاذ رحمه الله زار مدينة (عنابة) وكانت ملاقاته فيها عظيمة، حيث كانت مهرجانا عظيما تناولته الصحف، وذكرته بكلّ عبارة إكبار (وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب / هود آية / 88). 

(10): زاويته الكبرى بحاضرة (مستغانم): وتعتبر من الزوايا المحبوسة للمصلحة الإسلاميّة العامّة، أضف إلى ذلك ما يتبعها مما حبسه عليها من دور وعقار وأثاث، الأمر الذي قدرته المحكمة الشرعيّة بعد وفاته بمبلغ كبير، ويكون جملة ما حبسه رضي الله عنه في خدمة الإسلام والمسلمين يقدر بمبلغ كبير جدا، ورجل يستهلك ما قدر من المال بذلك القدر، وهو نفس ما يكسبه، دون أن يترك لأهله ما يختصون بملكيته، إلاّ ما يقتاتون به من طريق استمداد الحبس لا غير، ففي ظنّي، بل يقيني أنّه الرجل الوحيد الذي لم يذكر التاريخ مثله، إلاّ في صدر السلف الصالح رضوان الله عليهم.

ب: الزوايا ببلاد المغرب وهي كثيرة وخصوصا بشواطىء الريف.


(1): زاوية الشيخ سيدي (العربي ابن عمر الشبابي) (ببني يزناسن): وهو شيخ وقور في قومه، وقبل تعلّقه بالطريقة سبق له أن عمل بالقضاء، وبقي كذلك إلى أن اختاره الله لخدمة نسبته، وتفرّغ قلبه لخدمة الطريقة. أمّا اجتماعه بالأستاذ رضي الله عنه فقد كان بحوالي (1345 ه 1926 م) وكان ذلك بزاوية الأستاذ الكبرى في (مستغانم)، وكان نيته في اجتماعه بحضرة الأستاذ سلوكه للطريقة، وإدراكه لأسرار الحقيقة، وقد حصل على مرغوبه في مدّة وجيزة، ثمّ ذهب إلى بلده مأذونا في إعطاء الطريقة، فأجرى الله الخير الكثير على يديه في أهل دائرته.

(2): زاوية الشيخ سيدي (أبو مدين البودشيشيبن المنور) بمدينة أحفير:  لقد سبق له من تعلقه بالطريقة القادريّة، ولمّا سمع بالأستاذ رغب في الاجتماع به، ولمّا حصل ذلك أخذ عنه الطريقة، وانقطع للذكر أياما، وحصل على مقصوده، وقد أذن له الأستاذ في إعطاء الطريقة، وأقرّه على ما هو عليه من رياسته في قومه، وقد عمّر زاويته حيث فطره الله على حبّ النسك والخمول، ومخالقة الناس بخلق حسن.

(3): زاوية الشيخ سيدي (محمد الصغير) بجبل كركر (ببني بو يحي):  وهو نجل الشيخ سيدي (مولاي الطيب)، نجل الشيخ الكبير سيدي (محمد بن قدور الوكيلي)، وهو الشيخ الذي تربّى ببيته الشيخ سيدي (محمد البوزيدي) شيخ الأستاذ رضي الله عنهم أجمعين.

أمّا الشيخ سيدي (محمد) المذكور فقد قدم نحو الأستاذ أول مرّة بمعيّة ابن أخيه الشيخ سيدي (مولاي الطاهر)، والشيخ سيدي (محمد بن الحاج الصالح)، فهؤلاء المشايخ قد قدموا نحو الأستاذ في جماعة واحدة، وسلكوا الطريقة حتى حصلوا على مرغوبهم، فالأول يقوم بعمارة زاويته حيث مدفن جدّه الشيخ سيدي (محمد بن قدور)، وأمّا الثاني فهو يقوم كذلك بعمارة زاويته بقبيلة (تمسمان)، وأمّا الثالث فقد استخلصه الأستاذ لعمارة زاويته (بمستغانم) بالتدريس والتذكير، فجزاهم الله خيرا على نشرهم الهداية والرشاد ما بين طبقات العباد.

(4): زاوية الشيخ المرحوم سيدي (بالقاسم بن أحمد السعيدي) (ببني بو يحي): وهو أول شيخ من مشايخ (ببني بو يحي)، سمع بحضرة الأستاذ واتاه إلى زاويته (بمستغانم)، وهو من أنجال الشيخ الكبير سيدي (محمد بن قدور)، فقد كان رحمه الله نصوحا سموحا يمثل الطريق قولا وفعلا، فعمل على نشر الطريقة، وهدى الله على يديه خلقا كثيرا، فمات على العهد والمحبّة، ولم يترك من الذكور إلاّ نجله سيدي (محمد) الّذي سار على أثر أبيه في عمارة زاويته.

(5): زاوية الفقيه الشيخ سيدي (المختار بن حديدوان) بقبيلة (كبدانة): لقد عرف بين بني قومه بالصلوحيّة وتدريس العلم، اجتمع بحضرة الأستاذ (بفاس)، وبعد وفاة الأستاذ رحمه الله تعلّق بالطريقة، حتى أصبح أحد مشايخها، قائما بعمارة زاويته، ونشر النسبة بين أبناء قبيلته (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيّبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون / النحل آية / 97).

(6): زاوية الذاكر الشيخ سيدي (محمد بن الحاج الطاهر) بقبيلة (ببني شكر بقلعة السعيدي) وهو أحد حمالة كتاب الله، وقد كان منقطعا في خدمة شيخه سنوات عديدة بمدينة (سوقر) من عمالة (وهران)، وبعضها بزاويته الكبرى (بمستغانم)، وبعد انقضاء تلك المدّة ذهب مأذونا إلى بلاده، فانتشر ذكره وقبلت دعوته، ولقد ابتلاه الله بفتنة السجن، فمكث فيه زمنا غير يسير، حتى أطلق الله سراحه، وأصبح بريئا ممّا ألصق به، فاشتغل بواجب النسبة.

(7): زاوية الحامل لكتاب الله المقدّم سيدي (محمد بن رحو) بقبيلة (فرخانة) قرب مدينة (مليلية): لقد انقطع في أول أمره في خدمة الأستاذ بزاويته (بمستغانم) ما ينوف على السنة، فكان فيها المنتسب الصادق، والمريد الواثق، وكان يقوم على التذكير ونشر الطريقة، ولقد كان له جماعة من إخوانه عملوا على تأسيس هذه الزاوية، ومنهم (الحامل لكتاب الله سيدي محمد بن عزوز، الوجيه سيدي صالح بن المختار، النزيه سيدي عبد الله بن محمد بن جد، والخيّر سيدي عمر رحو)، فقد قاموا من الصدق والمحبّة والمحافظة على العهود والموّدة، فجزاهم الله كلّ خير.

(8): زاوية الشريف سيدي (البشير بن عبد الرحمن) بقبيلة (مزوجة) (بقلعية): وكان قد اجتمع بحضرة الأستاذ وأخذ عنه، وانقطع أياما للذكر في زاويته الكبرى (بمستغانم)، وأذن له الأستاذ في إعطاء الطريقة، وعاد إلى بلده، وقد اهتدى به إلى الخير الكثير من أبناء قبيلته.

(9): زاوية المقدّم سيدي (مولاي سليمان بن المهدي) بقبيلة (بني بويفرور) (قلعية): وهو ممّن سلك الطريقة وأدرك معناها، وعمل بمقتضى تعاليمها، وقد كان مقدّما في الطريقة الدرقاويّة قبل تعلّقه بالطريقة العلاوية، وعندما جدّد العهد والعزيمة، ونهض إلى الله نهضة المؤمن المضطر إلى معرفة مولاه، فقد حصل على مقصوده، ولم يخيّب الله رجاءه، جزاه الله خيرا. 

(10): زاوية المقدّم سيدي (أحمد بن علال) بقبيلة (بني سدال) (قلعية): فقد كان أحد حمالة كتاب الله، وقد أجازه الأستاذ رحمة الله عليه في إعطاء الطريقة، فقام بواجبه على خير وجه، وانتشرت الطريقة على يديه انتشارا معتبرا، وما توفيقي إلاّ بالله.

(11): زاوية الحامل لكتاب الله المقدّم سيدي (محمد بن عيسى السعيدي) بقبيلة (بني سعيد): لقد جبل الله سجيته على حبّ العمل ونصرة الحقّ بعزيمة وإقدام، وكان مثالا للعفّة والصراحة، قائما بما يرضي الله ورسوله من خدمة الدين، ونصح إخوانه المؤمنين بكلّ ما أوتي من شهامة وإقدام، لمثل هذا فليعمل العاملون.

(12): زاوية وليّ الله المقّدّم سيدي (محمد افريان التفرسيتي) بقبيلة (بني توزين): عرف منذ تعلّقه بالطريقة بالخصال الحميدة، ومن بذل النفس والنفيس في بث التربية الإسلاميّة، وكان يعدّ من خاصّة أتباع الأستاذ، فأجازه بنفسه، وقد تمكّن من قلوب أهل قبيلته، فهو فيهم المحترم المحبوب.

(13): زاوية وليّ الله المقّدم سيدي (شعيب بن محمد بن الطاهر) بقبيلة (بني وليشك): كان مقدّما بالطريقة الناصريّة قبل تعلّقه بالطريقة العلاوية، ولمّا بلغه خبر الأستاذ فزاره بزاويته الكبرى (بمستغانم)، واجتمع به، فأذن له بالذكر، فلم يلبث إلاّ قليلا حتى كان من رجال النسبة، وبعد رجوعه إلى وطنه لم يأل جهدا بالنصيحة حتى امتلأت القلوب سرورا، ومحبّة بجمع الكلمة وسلوك طريق التربية (الله يجتبي من يشاء ويهدي إليه من ينيب / الشورى آية / 13).

14): زاوية المقدّم سيدي (حدو بن محمد بن علال الوليشكي) بقبيلة (بني وليشك): تعلّق بحضرة الأستاذ بواسطة الشريف الشيخ سيدي (مولاي الطاهر بن سيدي محمد الكركري) فحفته العناية، وكان من المأذونين في إعطاء أوراد الطريقة، وزاويته معروفة بفضل اعتنائه وحسن توجهه للمقصود.

(15): زاوية الفقيه الشيخ سيدي (شعيب بن ميمون) ببيلة (بني وليشك): فقد كان أحد الصالحين الذين عرفوا بحسن السيرة والفتوى في المسائل الفقهيّة، فيوم اجتماعه بالأستاذ ناوله آنية اللبن، فلمّا شرب منها، ووضعها أشار عليه الأستاذ أن يشرب ثانية، وكانت هذه إشارة رآها الشيخ في منامه قبل ذلك، فاعتبرها لنفسه كرامة من الله ببركة الأستاذ، فأيقن في نفسه، وسلك على يد الأستاذ، وكان من رجال نسبته العاملين، فالشيخ فطر على الطهارة والنسك والتوجه إلى الله.

(16): زاوية الشريف الأصيل الشيخ سيدي (مولاي الطاهر بن محمد بن الطيب بقبيلة (تمسمان): وهو ابن الشيخ الكبير سيدي (محمد بن قدور الكركري)، وقد أذن له من الأستاذ في إعطاء أوراد الطريقة عندما قدم (مستغانم)، وقد كان مأذونا في تربية الفقراء، وتذكيرهم في علم الطريق، وقد تعلّق به من الأتباع الذين كتب الله لهم أن يكونوا من أنصار النسبة، ومن أبنائها المهتدين.

(17): زاوية الفقيه الجليل العارف بالله الشيخ سيدي (محمد بن محمدي التوزاني) (ببني ورياغل): كان مقيما (بالقرويين) العامر مدّة، منحته الإجازة العلميّة، وبعد ما سبقت له مدّة التدريس ببلاده، فهو المكسو بحلية العمل الصالح، وحلية العلم، ثمّ كان تعلّقه بالأستاذ، ومنذ ذلك ما فتىء يعمل لنصرة النسبة، وبالجملة فإنّه لا تجهل مآثره وأعماله، ولقد آزره على بث الهداية أناس من إخوانه في الله .

(18): زاوية الشيخ سيدي (مولاي عبد الرحمن) بقبيلة (بني عبد الله): وهو نجل سيدي (مولاي أحمد الشريف الغلبزوري) تعلّق بالطريقة بعد وفاة مولانا الأستاذ، وكان يتمنّى ملاقاته قبل وفاته والاجتماع به، لكن لم تساعده الظروف، ولاضطراره زار ضريحه، وتعلّق بطريقته فبلغ مراده، وهو يعدّ من خاصّة العارفين، وقد أدرك ذلك كلّ من اجتمع به، ممّن فتح الله بصيرته، وأنار بإشراقة باطنه، وهو مأذون أيضا في بثّ تعاليم الطريقة، وإعطاء أورادها العامّة.

(19): زاوية الشيخ سيدي (محمد بن محمد الشرقي) بقبيلة (بني عمرت): كان مشتغلا بتدريس العلم، ولمّا بلغه خبر الطريقة، قدم إلى (مستغانم) واجتمع بحضرة الأستاذ، فأفاض الله عليه من البركة ما جعله عمدة يقتدى به في طريق أهل الله.

(20): زاوية الشيخ سيدي (محمد اغربي) بقبيلة (بني مزدوي): لمّا اجتمع بحضرة الأستاذ أخذ الطريقة والإذن فيها، وهو يعد من فقهاء أهل بلدته، وممّن عرف بالانتماء إلى النسبة انتماء يعرب عن حسن قصده، فيما يقوم به من واجبه نحو نسبته.

(21): زاوية الشيخ سيدي (محمد بن الحاج محمد الصنهاجي) بقبيلة (صنهاجة): وهو أحد الفقهاء، وممّن انقطعوا في مجاورة الأستاذ أياما كثيرة، كان يقوم فيها بعمارة ضريح شيخ الأستاذ سيدي (محمد بن الحبيب البوزيدي)، وقد انقطع للذكر أياما معدودة، وحصل على علم الطريق، وكان من رجال النسبة، وقد نزل بأهله مأذونا في فن الطريق، فقام بتربية القلوب، وتوجيهها إلى الله الملك الحق.

(22): زاوية الحامل لكتاب الله المقدّم سيدي (محمد بن المفضل الغماري) بقبيلة (غمارة): إنّه أحد الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حيث لم يعهد عليه إلاّ التوّجه إلى الله، ومخالقة الناس بخلق حسن، ولقد اجتمع بالأستاذ، وأخذ عنه، فأذن له، وكان من الملحوظين لديه بعين الرضا والقبول.

(23): زاويته بمدينة (تطوان): ويقوم بعمارتها المقدّم سيدي (المختار بن الحاج عبد القادر)، والرجل إن لم تكن له بضاعة علميّة فله بضاعة عمليّة على كلّ حال، وإنّه منذ عاهد الله على خدمة الطريقة فلم ير منه إلاّ ما يزيد في قيمته. 

(24): زاويته بمدينة (طنجة) وأخرى بمدينة (سبتة) تحت إشراف المقدّم سيدي (محمد بن الحاج أحمد تايتاي)، وهنالك زاوية ثانية يقوم بعمارتها المقدّم سيدي (الحاج أحمد الحصار الجزائري)، وأخرى بمدينة (سبتة) تحت إشراف جماعة من الفقراء، أمّا الذي يقوم بعمارتها من جهة تعليم كتاب الله فهو وليّ الله سيدي (محمد الضوء).

(25): مجلس ذكر في مدينة (فاس): لقد زار الأستاذ مدينة فاس سنة (1347ه 1928 م)، وقد اجتمع بطبقة عليا من العلماء والأشراف، فاستقبلوه بالحفاوة والاعتبار،حيث تعلّق به خلق كثير، وهي وإن لم تكن بها زاوية ففيها دار محبّ الخير وأهله المقدّم سيدي (الحاج عمر اللبار) أحد التجّار المشاهير، وأحد المتفانين في حبّ (لا إله إلاّ الله) وهو معروف بالسخاء وداره أشبه شيء بالزاوية، وإنّ الفقراء يجتمعون فيها في ليلة الجمعة من كلّ أسبوع.

ج : الزوايا بالقطر التونسي :

(1): زواياه بالساحل التونسي:
وكلّها تسير تحت إشراف المرشد الكامل الشيخ سيدي (محمد المدني القصيبي) وهو شيخ من عائلة عريقة في المجد، وبيته بيت علم وصلاح، وإنّ أجداده كانوا من الصالحين، وإنّ ضريح جده الشهير الذي سميت به قصيبة المديوني (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن الله / الأعراف آية / 58).

لقد تربّى الشيخ محمد المدني (بالمعهد الزيتوني) بحاضرة (تونس)، وكان ممّن فطروا على الأخلاق الطيّبة، واجتمع بحضرة مولانا الأستاذ، وأخذ عنه الطريقة، وكان من خاصّة أتباعه، ولمّا اشتدت رغبته جاء إلى (مستغانم) بنيّة جوار الأستاذ، فدام في زيارته ما ينوف على السنة، ومن هناك ذهب مأذونا إلى بلده، وكان يومئذ حدث السن، فقال لأستاذه: ما زلت صغيرا على هذا الشأن، فقال له الأستاذ: أنا أراك كبيرا، وأنت تقول إنّك صغير، وحينما وصل إلى بلده وجد نفسه بين قومه كبيرا، وعندها أفاض الله على قلبه ولسانه من الحكمة، وله اليوم عدّة زوايا، وطريقته تسمّى بتلك النواحي بالطريقة المدنيّة نسبة إليه رضي الله عنه، ومن قصائده التي نظمها عندما فتح الله عليه بحضرة الأستاذ في (مستغانم).

أ (2): زاويته بحاضرة (تونس):
عندما قدم الأستاذ من (مستغانم) إلى (تونس)، تعلّقت به جماعة مستفيضة هناك، فلم يستقلوا بزاوية باسم الطريقة، إنّما كانوا يجتمعون يوم الجمعة بضريح سيدي (محرز) رضي الله عنه، وعندما انخرط في سلك الطريقة العارف بالله الأواه الشيخ سيدي (محمد بن سالم بن الوليسي)، فقدم إلى (مستغانم)، وتبتّل أياما في الخلوة، وبعد مدّة من الزمن، تفجّرت ينابيع الحقائق الربانيّة من قلبه على لسانه، وانصرف مأذونا من جانب الأستاذ في إعطاء طريقته، وكان يجتمع باسم الطريقة بضريح سيدي (يحي) الشهير.

د: زواياه في البلاد العربية : 

(1): زاويته بميناء (عدن): وهي أشهر زواياه، والمقدّم فيها الشيخ سيدي (الحاج سعيد سيف الذبحاني)، وكان انتشار الطريقة على يد الشيخ المذكور حوالي عام (1338ه 1919م)، لقد اجتمع بحضرة الأستاذ بزاويته (بمستغانم)، وانقطع فيها أياما للذكر حتى فتح الله عليه فتوح العارفين بالله، حيث كان رجال السلسلة ينقطعون لأجله الشهور والأعوام، فأصبح منطويا بفضل صحبته الأستاذ في مدّة من الزمن، وقد أشار له الأستاذ في بعض قصائده بقوله: 

يوافقني في أيام       ** لا نطلب منه أعوام  ** فإن حصّل المرام ***   يكون عبدا لله
ننصح له في الطريق ** يجعلني فيها رفيق ** نريه معنى التحقيق ** خالصا لوجه الله

(2): زاويته الكائنة (بيافا) من بلاد (القدس الشريف) وفلسطين والأردن: وكان تأسيسها على يد العارف بالله الغني به عمّا سواه الشيخ سيدي الحاج (مصطفى عبد السلام الفيلالي)، وسيرد شرحا وافيا عن ذلك فيما بعد.

(3): زاويته الكائنة بحاضرة (دمشق): وهي تحت إشراف الأستاذ الناسك العارف بالله الشيخ سيدي (محمد بن الهاشمي بن عبد الرحمن)، وكان قد اجتمع بحضرة الأستاذ حين مروره إلى زيارة (بيت المقدس)، أمّا سيدي الشيخ (الهاشمي)، فقد كان لبيبا وحسن الأخلاق، ما اعتبرت له مزيّة على أقرانه وهو تلمساني الأصل، هاجر منها إلى الشام بصحبة الأستاذ الواصل والشيخ الكامل سيدي الحاج (محمد بن يلس)، وبمعيته جماعة من أتباعه، وقد استقرّ بهم النوى بحاضرة (دمشق) فمات الشيخ المذكور، وبقي الشيخ سيدي (محمد الهاشمي) منتظرا الاتصال بحضرة الأستاذ شفاهيّا، وحصل له ذلك في السنة التي حجّ فيها الأستاذ، ولم يزل الشيخ عاملا على بثّ نسبته بإذنه، إلى أن كوّن الله على يده عدّة زوايا، وانخرط بالطريقة جمع غفير من (أبناء الشام) الفضلاء (وأنّ الله لا يضيع أجر المؤمنين / آل عمران آية / 171). 

(4): زاويته بمدينة (غزّة) من بلاد (القدس الشريف) في فلسطين: وهي تعمر بأهل البلدة من أفراد الطائفة العلاوية، وهم جماعة من خيرة أهل البلاد، وكان سبب فتح هذه الزاوية الشيخ سيدي (محمد بن عيمور الهلالي الجزائري) الأزهري هاجر في طلب العلم إلى الأزهر العامر، غير أنّه قبل انقطاعه إلى القراءة، ذهب ليصل الرحم الروحيّ مع اخوة له في النسبة، فكان من نتيجة زيارته فتح زاوية ببلاد (غزّة هاشم)، وقد وقع عليه إقبال كبير من أهلها، فمكث بين ظهرانيهم مدّة تردّد فيها على عدّة قرى من القرى القريبة من مدينة (غزّة)، فكانت وطأته مباركة، حيثما حلّ وأينما ارتحل، وفي تلك المدّة شرف (الأستاذ العلاوي) رضوان الله عليه الحاضرة المذكورة، فقامت البلاد عن بكرة أبيها، واحتفلت به، ورغم ما كان عليه من ضعف البدن، فقد اقترحوا عليه درسا (بالمسجد العمري) المبارك، فذهب الأستاذ إلى المسجد المذكور في جماعة من العلماء والأعيان، مرموقا بعين الإجلال، وما كاد يستوي على منصته حتى اكتظ المسجد بالجماهير، وبعد الفراغ من درسه أعجب به الجميع، وألقيت في الثناء عليه الخطب والقصائد، ترحيبا به، وتقديرا لما استخرجه من اللألىء المكنونة في قوله عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه مسلم في صحيحه.

(5): زاويته الكائنة بقرية (الفالوجة): وهي قرية واقعة في الشرق الشمالي من (غزّة هاشم)، ويقوم بشؤونها الأستاذ الشيخ سيدي (حسين بن محمد بن سليمان) المكنّى (بأبي سردانة)، فقد قام بخدمة أهل النسبة في أتمّ جدّ واجتهاد، وقد اجتمع بجناب مولانا الأستاذ حينما قدم إلى (القدس الشريف)، وأجازه في إعطاء الأوراد العامّة من النسبة، وكان عنده مرضيّا.

(6): زاويته ببلاد السودان: وهي تحت رياسة الشيخ سيدي (إبراهيم بن أبي بكر).

(7): زاويته في كلّ من (المدينة المنوّرة)، (الصومال)، (مرسيلة): هذه الزوايا كلّها كانت في حياة الأستاذ رضوان الله عليه زوايا معمورة بالذاكرين الله، قائمة بنشر الدعاية الإسلاميّة، وبثّ الأخلاق الطيبة المرضيّة. 

هـ: زواياه في البلاد الأوربيّة والأقطار الأخرى: 

حيث كان الأستاذ يرسل أفرادا من طرفه بالخصوص إلى أوروبا لنشر الدعوة الإسلاميّة بين الأفراد الأوربيّون، وكذلك تذكير من يوجد بينهم من أبناء الإسلام، ومن هذه الزوايا: 

(1): زاويته بمدينة (باريس) في (فرنسا): وهذه الزاوية شاسعة الأرجاء، شامخة البناء، وسبب تكوين هذه الزاوية، ما كان من سياحته إلى مدينة (باريس) يوم فتح (مسجدها الإسلامي)، أمّا أتباعه فقد كانوا فيها من قبل، وهم من إخواننا القبائليين، جلّهم من حكم (البيان)، ومن حكم (لافايت) (بعمالة قسنطينة)، وبعضهم من عمالة (الجزائر)، وقد ظهر أثر هذه الزاوية فصارت ملحوظة بعين الاعتبار من كلّ مسلم غيور على دينه، حتى أصبحت الجنازة تشيّع بكلمة التوحيد في (باريس) معلنة (بلا إله إلاّ الله محمد رسول الله) جهرة دون خجل، حيث إنّ عملهم هذا جهادا مقدّسا في خدمة الإسلام، ممّا أصبح عملهم هذا حديث المجالس في بعض أندية باريس، وإنّ الأوربيين ما عرفوا الإسلام بالشكل الصحيح إلاّ فيما ظهر من تربية الطريقة العلاوية لأتباعها، لأنّهم يمثلون الخلق الحسن من صدق اللهجة وإتباع الحجّة والتعفف.

(2): زاويته الكائنة ببلدة (لاهاي) في هولندا: وإنّ الذي يقوم بشؤونها طائفة من إخواننا اليمنيين الذاكرين الله كثيرا، وكان السبب في جمع قلوبهم على الله العارف بالله والدال عليه الشيخ سيدي (عبد الله علي الحكيمي) أحد الأقطاب المشاهير، من الطريقة العلاوية، وقد تعلّق قلبه بمحبّة جناب مولانا الأستاذ رضوان الله عليه في أول أمره، فكان يحبّه ويتفنن كثيرا في التشوق إليه بظهر الغيب، ثمّ منّ الله عليه بالاجتماع بمولانا الأستاذ بحاضرة (مستغانم)، فنال منه مطلوبه، وسلك على يده الطريقة، فكان من أهل الله العارفين على الوجه الأكمل، ولا ينكر فضله ومعرفته، وما كان من جهاده الأكبر في حياة الأستاذ، وبعد مماته (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور/ النور آية /40).

(3): زاويته الكائنة ببلدة (كاردف) في (المملكة المتحدة): ومقدمها الشيخ سيدي (حسن إسماعيل) أحد الإخوان اليمنيين القائمين بخدمة النسبة، ممّن أجرى الله على يدهم من نشرها يستحقون الذكر عليه، أيّده الله بروح منه وزاد في حسّه ومعناه، وكان له وليّ ونصير. 

(4): زاويته الكائنة ببلدة (أديس أبابا) في (الحبشة)، (إثيوبيا حاليا): وكان السبب في فتحها، حضرة الأستاذ المعتصم بالله الشيخ سيدي (علي بن محمد السقاف) أحد أبناء اليمن النجباء، خرج من بلاده على نيّة القراءة (بالأزهر الشريف) ونال منه مطلوبه، وخرج منه داعيا إلى الله، فكان مباركا على قومه، مبرورا في قوله وعمله وقد أذن له مولانا الأستاذ في خدمة الطريقة، وكان من المحبوبين لديه، ملحوظا بعين المودّة والصفاء.


المصدر: كتاب الروضة السنيّة في المآثر العلاوية لسيدي الشيخ عدّة بن تونس رضي الله عنه وأرضاه.

تعليقات