
وتشير المصادر التاريخية إلى انه بعد تأسيسه للطريقة العلاوية في بداية القرن الماضي اشتغل الشيخ العلوي بنشر العلم و التربية و أنشأ من أجل ذلك زوايا عديدة بالجزائر و خارج الوطن حيث شهدت أوروبا في العشرينيات من القرن الماضي إنشاء العديد من الزوايا (فرنسا و هولندا و بريطانيا) و التي كان لها إسهاما كبيرا في المحافظة على تعاليم الدين و نشرها بهذه المنطقة من العالم.
ومنذ بداية طريقته الصوفية التي تبنت التربية و الإصلاح نصب لها الشيخ بن عليوة مرشدين في المشرق العربي و العراق و اليمن وغيرها فالتف حولها الكثير من المريدين الذين عملوا بدورهم على التعريف بها و جلب الأتباع.
وقد ترك الشيخ بن عليوة حوالي 26 كتابا ورسالة في العقيدة و الفقه و التصوف و الفلسفة و التفسير منها (الرسالة العلوية في البعض من المسائل الشرعية) و (الأبحاث العلوية في الفلسفة الإسلامية) و (معراج السالكين و نهاية الواصلين) و (المنهاج المفيد في أحكام الفقه و التوحيد.
كما عرف الشيخ العلاوي كاتبا صحفيا حيث اتخذ من الصحافة منبرا لنشر أفكاره و التعريف برسالته الإصلاحية و التربوية و قد أصدر جريدة (لسان الدين) سنة 1923 مدعمة بمطبعة ثم صحيفة البلاغ الجزائري سنة 1926 بمستغانم لتنتقل سنة 1930 إلى الجزائر العاصمة و تستمر في الصدور الى غاية سنة 1948.
وقد نشر الشيخ العلاوي حوالي مائة مقال و افتتاحية تناولت خاصة تدهور أحوال المسلمين في ظل الاستعمار و نقد الواقع المعاش و مسائل الإصلاح و الدين كما تطرق في أعماله و دراساته الإعلامية إلى وضعية المرأة و الطفل و الأسرة و التعليم والإدارة و العدالة و مسائل عقائدية متنوعة.
ويعتبر بعض الدارسين لمآثر الشيخ العلاوي انه هذا الرجل كان نموذجا يتميز بفكر متفتح على مقتضيات العصر و جامع لكل مقومات الفكر و العلوم و الثقافة من فقه وتفسير و تصوف و ثقافة و شعر و سياسة و مسرح و صحافة و أسهم بقسط وفير في التراث الروحي في الجزائر و خارجها.
وأج, النهار الجديد: 21 - 07 - 2009
تعليقات
إرسال تعليق