عبد الرحمن الشاغوري

أبو منير عبد الرحمن بن مصطفى بن عبد الرحمن عابدين المشهور بالشاغوري، ولد بحمص سنة 1910، بجوار مقام القائد خالد بن الوليد (ت: 21 هـ) ويتصل نسبه بالرسول  صلى الله عليه وسلم.

عاش يتيماً ونشأ في رعاية أخيه الأكبر محمد وكفالته، والذي انتقل إلى دمشق سنة 1922م فاستقرَّ بها في حي الميدان، وانتقل بعدها إلى حي المهاجرين ليسكن بجوار شيخه محمد بن الهاشمي التلمساني.

كان يتردد منذ نعومة أظفاره على شيخ الطريقة الرفاعية في حمص، الشيخ يوسف جندل وكثيراً ما كان يثني عليه في أدبه والتزامه، كما كان يتردد على مجالس الذكر والعلم عند شيخ الطريقة الأحمدية : الشيخ عمر الحمصي في حي القلعة في الميدان.

أخذ الطريقة التيجانية عن الشيخ عطا الغبرة قبل لقائه بمرشده الهاشمي، وكان يتردد على مجالس محدث الديار الشامية (المحدث الأكبر): الشيخ محمد بدر الدين الحسني (ت: 1354 هـ) لتعلم الحديث النبوي الشريف وأصوله.أما دروس الفقه فكان يحضرها عند الشيخ: علي الدقر صاحب النهضة العلمية في بلاد الشام وشيخ الطريق التيجانية. أما علوم العربية من نحو وبلاغة ولغة، إضافة إلى الفقه والتفسير وحفظ المتون فقد تلقاها على يد شيخه: حسني بن بكري البغال في مسجد عز الدين بمحلة باب سريجة بدمشق، وكان له الفضل في تعريف الشيخ الشاغوري بشيخه محمد بن الهاشمي في زيارة قام بها الشيخ حسني البغال مع تلامذته إلى السيد الهاشمي. وأتمَّ علوم العربية عند الشيخ محمد بركات والشيخ علي سليق (1318-1409 هـ) والشيخ إسماعيل الطيبي، أما علوم الفرائض والمواريث فقرأها على الشيخ أبي الخير الميداني (1293-1380 هـ) شيخ الطريقة النقشبندية بدمشق.

وكان من طبقته في طلب العلم عند الشيخ حسني البغال (1320-1355 هـ)، الشيخ محمود الحبّال والشيخ عبد الحميد الدقر والشيخ سليمان الحجازي والشيخ محي الدين الكردي والشيخ جميل الخوّام والشيخ محمد سعيد الكردي (ت: 1392 هـ-1972). أما علوم التوحيد والتصوف فقد تلقاها على يد شيخه الكبير العالم العارف المرشد: محمد الهاشمي التلمساني شيخ الطريقة الشاذلية في بلاد الشام وكان يقرأ العبارة في درس شيخه، وصحبه ملازماً لدروسه العامة والخاصة قرابة ثلاثين عاماً، وأجازه بأوراد الطريقة الشاذلية.

وكان شيخه الهاشمي يثني عليه ويشير إلى أنه يصلح لحمل لواء الطريقة الشاذلية، وأنه أهل للإرشاد وتسليك المريدين. ويذكر الشاعر أن شيخه الهاشمي كان على درجة عالية من العلم وكان يقرأ عليهم التصوّف والتوحيد والبيان والفقه والنحو وعلم الأصول واللغة، وقد ذكر ذلك في ديوانه في مرثيته التي رثاه بها فقال:

قد كان غواصا بحور حقائق *** لينال مالا يُستباحُ لعائم
بقراءةِ الإحياء أحيى أنفساً *** وكذا فتوحاتِ الوليّ الحاتمي
وقراءة التوحيدِ ديدنُه لنا *** والفقهِ والنحوِ المفيدِ لِفاهِم
لا سيّما علمُ الأصولِ ومثلُهُ *** فنُّ القَريضِ وعلمُه بمعاجِم
علمُ المعاني والبديع مع البيانِ *** ومنطقٍ هو مِعْولٌ لمُخاصِم
من أجل هدم صروح كلِّ ضلالةٍ *** أو شبهةٍ من فاسد أو غاشم
وبما تبقّى من علوم عندَهُ *** جُلّ الدراية وهو أمثلُ حازم
وهو كما يراه الشاغوري *** حبر زمانه في العلم
بقوله: حَبرٌ تعظمُهُ القلوبُ بأسرها *** وتُجِلُّه إذْ ليس بالمتعاظم

إذن فشيخه الهاشمي هو شيخ الشيوخ بالنسبة إلى الشاغوري حيث إنه لم يكن شيخاً له في الطريقة فحسب، بل كان موسوعة علمية منه نهل الشاغوري علومه الجمة الكثيرة التي أَهَلَتْه لأن يخلفه في علومه ومشيخة الطريقة الهاشمية الشاذلية في بلاد الشام.

إجازته في الطريقة:

كان الشاغوري ملفتاً لنظر العلماء والمشايخ الذين تتلمذ عليهم وقد أجازه أكثر من شيخ بتسليك المريدين وهذه الإجازات منها الخطية ومنها الشفهية وهي:

أ. إجازة الشيخ محمد سعيد الكردي : (1308-1392 هـ- 1890-1972م)، أجازه إجازة خطية بما أذن له به شيخه محمد الهاشمي، بالأوراد الخاصة والعامة والإرشاد والتسليك وتلقين الاسم المفرد، اعتمد الشاغوري هذه الإجازة؛ لأنها من خليفة شيخه. وبقي متستراً على الإجازات السابقة حتى طلب منه إظهار هذه الإجازة والتي مازال يفخر بها.

ب- إجازة الشيخ علي البوديلمي: أجازه إجازة شفهية على ملأ من أهل العلم والفضل في مسجد الدرويشية بدمشق بما أجازه به شيخه ابن عليوة (ت: 1353 هـ) من الأوراد العامة والخاصة، وأذن له بالإرشاد والتربية للمريدين وبها اعتبر أعلى الخلفاء الشاذليين في بلاد الشام.
ج- إجازة الشيخ محمد سعيد الحمزاوي (1313-1398 هـ) أجازه نقيب الأشراف في دمشق إجازة خطية بما أجازه به شيخه الهاشمي بالورد العام والخاص للطريقة الشاذلية، وأذن له بالإرشاد والتسليك للمريدين.

مذهبه وعقيدته:
الشاغوري شافعي المذهب، وقد تلقى علوم المذهب الشافعي على يد الشيخ حسني البغّال، وهو حجة ومرجع في الفقه الشافعي. أما عقيدته فهي عقيدة أهل السنة والجماعة ويتبنى الشيخ فيها مذهب الإمام الأشعري رحمه الله تعالى، وهو علم معروف ويرجع إليه في كثير من مسائل العقيدة، ولا عجب في ذلك فشيخه ومرشده محمد الهاشمي الذي لازمه قرابة الثلاثين عاماً كان حجة ومرجعاً في العقيدة والمنطق، وله بذلك باع طويل فقد نظم عقيدة أهل السنة والجماعة وشرحها في كتابه "شرح نظم أهل السنة" ، وكتابه المشهور: "مفتاح الجنة شرح عقيدة أهل السنة"، ورسالة "البحث الجامع والبرق اللامع والغيث الهامع فيما يتعلق بالصنعة والصانع" في التوحيد، وعقيدة الشاغوري الأشعرية مبسوطة في ديوانه، قصيدته التي خمّس بها قصيدة الغوث أبي مدين شعيب (ت: 594 هـ) والتي تظهر مصطلحات التوحيد والتفريد من خلالها. فقال :

الله نورُ العرش *** والعرشُ انطوى
فيه الوجود لذا *** عليه قد استوى
يا من يقوم بطي *** أوهام السوى
الله قل وذرِ *** الوجودَ وما حوا

إن كنت مرتاداً بلوغ كمال *** الله أعطاكَ الوجودَ ووقته
وكذلك الإمداد منه رزقتهُ *** فإذا اعتمدتَ سواه فاحذرْ مقته
فالكل دون اللهِ إن حققته *** عدمٌ على التفصيل والإجمال

إن نظرةً سريعة في هذه القصيدة نلمح من خلالها شيوع مصطلحات علم التوحيد والتصوف فيها، وهذا دليل تمكنه وبعد درايته في علم التوحيد، ولم يكتف بإلقاء الدروس على تلاميذه بل انتظم في تدريس العقيدة في المعاهد الشرعية في دمشق، بعد إحالته على التقاعد لأنه كان يرى ضرورة إنشاء جيل متقن للأصول العقيدية في هذا العصر، ثم بعد ذلك أسس معهداً شرعياً في دمشق استقطب الكثير من أبناء العالم الإسلامي وقد سماه معهد التهذيب.

طريقته:
الشاذلية الدرقاوية هي طريقة الشاغوري، وقد أشرتُ إلى ذلك من خلال إجازاته في الطريق من شيوخ الشاذلية، وهو حامل لوائها في بلاد الشام والشاذلية نسبة لأبي الحسن الشاذلي وتقوم هذه الطريقة -كما ذكر الشيخ زروق- على خمسة أصول هي:
1- تقوى الله في السر والعلانية.
2- إتباع السنة في الأقوال والأفعال.
3- الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار.
4- الرضا عن الله في القليل والكثير.
5- الرجوع إلى الله في السَّراء والضرَّاء.

كما تشترط الطريقة الشاذلية في الشيخ المسلك للمريدين خمسة شروط وهي:
علم صحيح، وذوق صريح، وهمّة عالية، وحالة مَرْضِيَة، وبصيرة نافذة.

ومن فيه خمس لا تصح مَشْيَخته: الجهل بالدين، وإسقاط حرمة المسلمين، والدخول فيما لا يعني، وإتباع الهوى في كل شيء، وسوء الخلق من غير مبالاة .

هذه هي طريقة الشاغوري القائمة على العلم والعمل معاً، والالتزام بالكتاب والسنة، والشاغوري شديد الإنكار على متصوفة العصر وما أدخلوه من البدع وما أحدثوه من الضلالات، وشدد الإنكار عليهم في دروسه وخطبه علانية وهذا ما دعا الكثير من العلماء أن يوجهوا من أراد التصوف الخالص الخالي من البدع إلى الشاغوري، وكان يكرر قوله: "اللهم جنبنا ما يأخذونه على الصوفية"، كما أنه دائم الدعوة للتمسك بالشريعة الغراء، وهي السبيل الوحيد للسلوك في الطريق إلى الله.

مكانته وأخلاقه:
عرف الشاغوري بين علماء عصره بالتواضع والاستقامة وعدم التلون, ويرجع إليه في حل مشكلات علم التوحيد ومعضلاته ليوجد عنده الجواب العلمي المحقق. كما عرف بحسن الصمت والصبر والتروي، وصفاء القلب، وحسن الظن بالناس وبتربية السالكين، وهذه الصفات لم تتوفر لسواه، ممن يدّعي التربية والمشيخة، وقد جمع إلى العلم الأخلاق العالية؛ والشاغوري رجل بشوش، لا يرد أحداً قصده في حاجة، وفي هذا المعنى يقول عندما رده أحد أصدقائه وكان الشيخ طالما مشى في حاجته:

قضيتُ زماناً جزتُ *** في طيّه السها
ولم أكُ في حاجاتِ *** قومي كمنْ سَها
ولما حياتي شاخ    *** في العمر سنُّها

تيممتُكم لمَّا فقدتُ أولي النُّهار *** ومن لم يَجدْ ماءً تيمَّم بالتربِ

عمله ونضاله:
عمل الشاغوري في سن مبكرة أجيراً لسباك الكارات، وكان ينمش الخيطان، كما عمل أجيراً لخباز ولحام، ولحلواني، وأجيراً لطبيب وسمان وعلاف. ولم يكن يتقن الفاتحة بعد، ثم عمل الشاغوري في الغزل والنسيج إلى أن صار له فيه شأن، وكافح من أجل حقوق العمال، حتى انتخب رئيساً لاتحاد عمال النسيج في دمشق، ثم بعد ذلك انتخب رئيساً لاتحاد نقابات العمال في سورية وأصبح عضواً في اتحاد العمال العرب، وله قصائد مطولة في النضال والكفاحمن أجل حقوقهم ألقاها في مناسبات متعددة وكُرّم لقاء ذلك بشهادات تقديرية، ولحاجة معامل الغزل والنسيج إليه استمر خمس سنوات بعد سن الستين بقرار من الوزير. وألقى رائيته في المؤتمر العمالي سنة 1945 في الجامعة السورية وهي في العدوان الفرنسي على سورية والثورة السورية والجلاء، وفي موقعة ميسلون بين فيها جهود العمال في الدفاع عن الوطن، قال فيها:

شَعشعتْ من وراء ذاك الستار *** موجة النور من سما الأفكار
وأفاقَ العمالُ من مرقدِ الذلِّ    *** حماةً لكنهم كالضواري
سمعوا داعيَ الجهادِ فلبّوا       *** ومشوا للسهول والأوعار
نفروا يومَ ميسلون خفافاً        *** وثقالاً بالنَار والبتَّار
ليردّوا العدوَّ عن جنّة الأرض *** بأزهارها وطيبِ الثمار

وشارك الشاغوري أحرار سورية في ردّ العدوان الفرنسي والثورة ضدّه، وكادت طائرات الفرنسيين تقتله أثناء إغارتها على حي الميدان، قال الشاغوري: "رأيت طائرات الفرنسيين أسقطت علينا شيئاً فقلت للثوار تشهّدوا، لكن الله أرسل ريحاً أخذت الذخيرة بعيداً عن المكان الذي كانوا فيه، فانفجرت وفجّرت بيتاً محاذياً لنا، وكان البيت فارغاً أحالته إلى كومة من التراب"، ووصف معاناة الناس، والقتلى السوريين كيف تساقطوا، كما وصف صبر العمال في الدفاع عن سورية ضد الانتداب الفرنسي.

قرضه للشعر:
لم يكن للشاغوري أقارب شعراء، ولكنّ والده وأخاه كانا يأخذانه وهو ابن خمس سنوات إلى مجالس الصوفية في حمص، وكان أخوه يحفظ قصائدهم وينشدها في حلقات الذكر، فعلق بذهنه الكثير من هذه القصائد. وربما كان يسمع الشعر الجاهلي من والده، الذي كان يحفظ من شعر عنترة وينشده ومنه قوله:

لا يحملْ الحقدَ من تعلو به الرتبُ  *** ولا ينال العلا من طبعهُ الغضبُ
ومن يكن عبدَ قوم لا يخالفهم  إذا  ***        جفوهُ ويسترضي إذا عتبوا

فنما عند الشاغوري حب الشعر الجاهلي، خاصة شعر عنترة، وكان يسمع شعر الأيوبيين والقصائد التي قيلت بالملك الظاهر. هذه الأشعار إضافة إلى ما كان يسمعه في حلقات الذكر الصوفي فتكونت لديه ملكة التفعيلة الموسيقية العروضية ومما حدثني به أنه كان يسمع أغاني "منيرة المهدية" و"أم كلثوم" وكان كلما صدرت أغنية جديدة يقرض على منوالها قصيدة على الوزن والقافية كليهما ثم يغنيها في مكان عمله، فيقولون له (زملاؤه) إنها قصائد جميلة ولكنها تحتاج إلى اللغة العربية، فسأل أين أتعلم اللغة العربية؟، فأرشدوه إلى مسجد عز الدين في محلة: (باب سريجة) عند الشيخ حسني بكري البغال، وهنا بدأت قصته في طلب العلم بشكل منظم.

وأول بيت قرضه الشاغوري كان ابن سبع سنين من الوافر:
وقبقابٌ رأى ضربي فنادى *** تأنّى يا ابن شاغور تأنّى

وبعد أن برع في علوم العربية نمّى الشاعر موهبته الشعرية وصقلها حتى صارت موهبة رائدة فريدة أقرّها له الأدباء والعلماء. وكان موشح...

رُفعتْ أستار البين,
وبدتْ أنوارُ العين,
تنجلي من غير أين,
فأشهدوها يا صوفية

...أول موشح يقرضه، وكان قبله قد قال قصيدة عند الشيخ حسني البغال في الشيخ أحمد التيجاني ونسببها بعد أن أتقن علم العروض.

كيفية تعلمه القراءة والكتابة:
عمل الشاغوري أجيراً وكان حظه من العلم قليلاً فالحياة تتطلب منه أن يعمل وذلك لسوء الأحوال المادية، فاعتمد على نفسه في طلب العلم، وكان عمله عند العلاف في وقت المساء فقط، فكان يغتنم النهار، فيفتح مصحف العلاف وليس عنده من العلم إلا "أبجد هوز" عرفها سماعاً من أولاد الكتاب الذي كان يجاور مكان عمله، وصار يعرف الحرف الباء والتاء وشكله بمساعدة الأولاد ساعة خروجهم من الكتّاب، وانطبعت صور الحروف في ذهنه، وعندها فتح المصحف عند سورة الفاتحة وأخذ بتهجئة السورة مع حركاتها بدأ بالبسملة ثم الحمدلة وحلل الفاتحة وقرأ حروفها وكلماتها في يومين ثم انتقل إلى "جزء عم" ، وفي مدة ثمانية شهور وهو على هذه الحالة من الجد والنشاط والتعلم الذاتي صار يقرأ ما شاء من القرآن الكريم.

تعلمه الكتابة:
صار يعلم نفسه الخط من اللافتات فيمسك قلمه ثم يسجل اللافتات لافتة لافتة – مثلاً لافتة الدكتور حمدي النجار .. ثم في البيت يستعرض ما يكتب، فهو يعرف الحروف وصورة اللافتة ما زالت منطبعة في ذهنه، ثم يكتبها غيباً بخطه. وهكذا تعلم الشاغوري القراءة والكتابة، على نفسه دون أن يدخل مدرسة ولا مكتباً البتة، وكان حين ذاك ابن أربعة عشر أو خمسة عشر عاماً. ثم بعد ذلك انطلق ليقوّم لغته وقلمه وعقيدته عند الشيخ حسني بكري البغال.

آراء العلماء في الشاعر:
ربما كان عالم كالشاغوري، وشاعر أديب عمل في الخفاء، بعيداً عن الأضواء يصعب البحث عن الآراء فيه ولكنه لمّا ترك أثراً في المحيط الذي عاش فيه، ولمّا كان له شخصية قيادية متميزة دخل من غير قصد منه دائرة الضوء. وهكذا عرفه العلماء رجلَ التصوف الزاهد، ورجل الحياة المكافح المنافح عن حقوق العمال. وطالبه العمال ليكون الممثل لهم في مجلس الشعب السوري، فاضطر إلى أن يكون مرشح الطبقة الكادحة من العمال -وهذا الأمر أشكل على بعض المثقفين السوريين-.

وآراء بعض علماء سورية الذين عاصروه وعاشروه، وهم من العلماء المعروفين بصلاحهم وتقواهم، ومن الذين يشار إليهم في العلم والثقة، فمنهم الحفّاظ لكتاب الله العزيز، ومنهم المدرسون والمؤسسون لكليات العلوم الشرعية في سورية، ومنهم النقاد والباحثون. وهذه الآراء من علماء عصره تشهد له بالفضل والذوق والزهد والعلم والتصوف الصحيح كما كان لهم رأي طيب في عمله الأدبي الذي ينمُّ عن ذوق رفيع وبيان بديع.

تلاميذه:
الشاغوري كما أشار العلماء مَعْتقَدٌ من العامة والخاصة، نال تقدير الناس، وكان لتواضعه أو إعراضه عن الدنيا وزخرفها واستقامته النادرة، وتركه لما لا يعنيه، أثر في سريان حاله في الناس واستهواهم مقاله، فصحبه الناس وتتلمذوا عليه وقديماً قالوا (إبن عطاء الله السكندري) : "لا تصحب إلا من ينهضك حاله ويدلك على الله مقاله". وقد تصدر للإرشاد وتسليك المريدين، فاجتمع عليه خلق كثير وانتشرت طريقته في بلاد الشام، وتوسعت إلى أوروبة وأمريكا وكندا، فقصده طلاب المعرفة من كل حدب وصوب، وجاوروه من أجل نهل العلم منه، وما كان بذلك بخيلاً أبداً ، وهب نفسه في سبيل العلم وتعليمه، ولكن لا بد أن اذكر بعض تلاميذه ممن لهم باع في العلم، وهم غيض من فيض وقد أذن لبعضهم بالإرشاد والتسليك .

وفاته:
توفي عبد الرحمن الشاغوري بعد غيبوبة دامت ثلاثين يوماً في فجر يوم الثلاثاء 20 ربيع الثاني 1425هـ الموافق 8 حزيران/يونيو 2004م. وقد دفن في مقبرة الحِرش - جادة الشورى.

تعليقات

  1. رضي الله عن سيدنا ومولانا الشاغوري العارف بالله تعالى والدال به عليه ... بركة الشام وأستاذ علم التوحيد .

    ردحذف

إرسال تعليق