الشيخ الكبير العارف بالله الخبير امام الفريقين وموضح الطريقين ودليل الطريقة ولسان الحقيقة ركن الشريعة المظفرة الرفيعة صاحب ابي العباس المرسي الشيخ أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عيسي بن عطاء الله السكندري.
وَفد أجداده المَنسوبون إلى قَبيلةِ جذَام، إلى مصر بعد الْفتح الإسلامي واستوطنوا الإسكندرية حيث ولد ابن عطَاء الله حَوالي سنة 657 هـ الموافق لـ 1260م و نَشأ كجدهِ لوَالده الّشيخ أبى مُحمد عبد الْكريم بن عطَاء الله، فَقيهاً يَشتغلُ بالعُلومِ الشَرعية.. حيث تلقي منذ صباه العَلوم الدينية و الشرعية و اللغوية.
و كان فقيهاً عالماً ينكر على الصوفية إنكارا شَديداً تعصباً منه لعلومِ الفقهَاءِ. فجذبته العناية الى إتباع طريقتهم الرضية و ما أن صحب شيخه أبو العباس المرسي و استمع إليه بالإسكندرية حتى أعجب به إعجَاباً شديداً و أخذ عنه طريق الصوفية و أصبح من أوَائل مُريديه وانتفع به وفتح له على يديه بعد ان كان من المنكرين عليه وسيرته معه وما جرى له هجراً ووصلاً وقولاً وفعلاً مذكورة في كتابه الموسوم بالطائف المنن في مناقب ابي العباس المرسي وشيخه ابي الحسن الشاذلي حيث تَدرج ابن عطَاء في منَازلِ الْعلم و المَعرفةِ حتى تَنبأ له الشيخ أبو العبَاس يوماً فقَال له: الزم، فو الله لئن لزمت لتكونن مُفتياً في الْمذهبين يَقصدُ مَذهب أهل الحَقيقة و أهل العلم البَاطن.أخذ عن ابن عطاء الله بعد ذلك الكثير من التلامذةِ منهم ابن المبلق السكندري، و تَقي الدين السبكى شيخ الشَافعية و داوود بن عمر الباخلي حامل سرّه.
توفي ليلة السبت 11 من جمادى الثاني عَام 709 هـ / 1309م و دفن بالقَاهرةِ. و لا يزال قَبره مَوجوداً إلى الآن بجبَانة سيدي على أبو الوفاء تحت جبل المُقطمِ من الجهةِ الْشرقية لجبَانة الإمام الليث.
وله عدة تصانيف مشتملة على اسرار ومعارف وحكم ولطائف نثراً ونظماً كلها في غاية من الجودة
- لطَائف المنن، في منَاقبِ الشيخ أبى العباس و شيخه أبى الحسن
- القصد المُجرد في مَعرفةِ الاسم المُفرد
- عنوان التوفيق في آداب الطريق
- تَاجُ العروسُ الحاوى لتهذيب النفوس
- مفتاحُ الفلاحُ، و مصبَاحُ الأرواحُ
- الحَكم العطَائية
ومن نظمه: وكنت قديماً اطلب الوصل منهم فلما اتاني الحلم وارتفع الجهل تبينت ان العبد لا طلب له فان قربوا فضل وان بعدوا عدل وان اظهروا لم يظهروا غير وصفهم وان ستروا فالستر من اجلهم يحلو وله في شيخه ابي العباس عدة قصائد وما احسن قوله في بعضها: فكم قلوب قد اميتت بالهوى احيى بها من بعدما احياها
وكان شيخه المذكور يكثر من استنشاده هذا البيت مرة بعد اخرى
ومن اراد الاطلاع على فضائله وفضائل شيخه وشيخ شيخه وما لهم من المناقب فليطالع كتبه واشتملت عليه من المواهب وقد اقتصرت من ترجمته على هذه الالفاظ تاركاً عن بحره الذاخر الذي لا يخاض ولم اقتصر على قول الذهبي في ترجمته الخافض من رفيع مرتبته.
تعليقات
إرسال تعليق