الشيخ العارف بالله عبده قائد محسن ناصر العريقي, الشافعي مذهباً الاشعري عقيدةً, العلوي طريقةً. ولد في قرية وعلان إحدى قرى مديرية الأعروق, محافظة تعز. نشأ في أسرة زراعية, وفي معلامة القرية (المكان الذي كان يتلقى فيه صغار السن مبادئ العلوم) تلقى تعليمه من قراءة القران وحفظ بعض سوره وكذلك علم التجويد والنحو والسيرة.
وفي بداية حياته عمل في إعانة والده في مجال الزراعة, إلا انه انتقل بعد ذلك إلى مدينة عدن بحثا عن عمل شأنه شأن شباب القرية الراغبين بحياة أفضل وهناك تحصل على عمل في إحدى السفن الفرنسية.
وبعد مرور عدة أعوام وأثناء إحدى الرحلات المتجهة إلى فرنسا توقفت السفينة في الجزائر لسبب ما, فاخبر قبطان السفينة العاملين في السفينة بان الباخرة ستبقى في الميناء لمدة أربعة وعشرين ساعة أو اكثر, فمن أراد النزول من السفينة للسياحة في المدينة فله الأذن بذلك, فكان الشيخ عبده قائد من ضمن من غادر السفينة للسياحة في المدينة, وفي المدينة وأثناء مروره في احد الشوارع سمع حلقة ذكر ومديح للنبي صلى الله عليه وسلم شبيهه بما يقام في اليمن, فإتجه صوب الصوت فإذا مصدره باحةُ مسجد, فجلس مع الحاضرين يسمع ويردد, فلما انتهى المجلس وأثناء ما كان الذاكرين يتفرقون من المجلس نادى الشيخ أحمد بن مصطفى العلوي الشيخ عبده قائد قائلا له :"يا عريقي تعالى". فأصابته الدهشة للحظات... وبعد أن استفاق من دهشته اتجه نحو الشيخ أحمد العلوي مُكباً على ركبتيه, وهناك كاشفه بأمور كثيرة, فلازم صحبته أعوام حتى أمره بالرجوع إلى اليمن وببناء زاوية في منطقته.
ثم عاد من الجزائر متنقلاً بعدة دول منها فرنسا لينتهي به المطاف بالعودة إلى بلده. وفي مسقط رأسه في الأعروق أسس هناك زاوية علاوية كانت مقصدا لكل طالبي الوصول إلى الله من شتى البقاع من داخل العزلة وخارجها كمنطقة مساهر والأقروض والجيبل وغيرهن كالراهدة والأحكوم وقدس وصبر.
وأثناء إقامته في قريته وعلان تعرض للاعتقال من قبل الإمام احمد بن يحي حميد الدين, وقد تضاربت لدينا الراويات الخاصة بسبب الاعتقال, فمنهم من عزى ذلك إلى نزعة ثورية كانت في سيدي الشيخ عبده قائد العريقي, بسبب كرهه للظلم والاستبداد, وآخرون رأوا أن سبب الاعتقال كان بسبب وشاية وصلت الإمام بأن الشيخ عبده قائد صار يجمع في زاويته الكثير من الخلق, ويُخشى من تأليبه الناس ضد الإمام. وقد اُلقي القبض على الشيخ عبده قائد بمعية الشيخ عبد الخبير عوهج, فأودعا السجن. وقد كان من عجائب لطف الله أن فتح الله على الشيخ عبد الخبير عوهج في السجن. وقد خرجا بعد ذلك من السجن بضمانة السيد الحبيب إبراهيم عقيل قدس الله سره واستشفاعه لهما.
ومن أهم مريديه :السيد احمد قاسم الأهدل, منطقة الراهدة, عبد الله محمد علي, من قرية وعلان, الحاج انعم قاسم, من الجيبل أعروق, مهيوب ثابت, من قرض أعروق, الشيخ منصور شائف العريقي الرعوي وهو من قرية مساهر أعروق, وكان ممن افتتح زاوية علاوية في صنعاء بعد أخذ الإذن من الشيخ عبده قائد العريقي, عبده ناجي عامر, مكرد جازم من النقوب أعروق.
توفي رضي الله عنه إثر مرضٍ ألمَّ به, فمكث على فراش الموت عاماً أو أقل ثم انتقل إلى جوار ربه بنفس راضية مطمئنة وذلك قبل ثورة 26 من سبتمبر 1962م.
ومن شعره الإلهامي والذي لم نحصل منه سوى على قصيدة واحدة وجدها حفيده على أحد الكتب ولم نستطع قراءة البيت الأول وهي :
......................... ........................
فلبينا (النداء) سعياً للرشاد فنلنا القرب وسمعنا المنادي
شربنـا الكـأس من أيدٍ كــرامٍ ونار الحب تغلو فـي فؤادي
شربناها بعد أن تجـلى فهـمنا في الديــاجي وفي البــوادي
ولــولا اللــه يحفـظ عارفيــه لهـام العـــارفون بكل وادي
دعـــــاني داعيــــاً للــه حتى شهدت نـــور قلبـي وفؤادي
فـــــــزاد حبــيَّ عنـد قربــي حيــــن دنــوت من مُحـــبي
أشــرقت شمـــسي المضـــيئة زاد أنــــسي طـــاب قلـــبي
يا علـــوي يا سيـــدي أحمــد بك يغفر لي الرحمــن ذنـبي
إعداد : عبد الناصر التيمي
تعليقات
إرسال تعليق