الشيخ أحمد بن عليوة, مؤسس الطريقة العليوية - أبو القاسم سعد الله

الطريقة العليوية وهي الفرع الأخير للشاذلية الدرقاوية, وتنسب إلى الشيخ أحمد بن مصطفى بن عليوة (العلاوي والعلوي أيضا). وقد ولد في مستغانم في تاريخ غير متفق عليه, وهو 1867 عند أحمد توفيق المدني, و 1873 عند محمد البهلي النيال (الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي), و 1874 عند أوغسطين بيرك, أما تاريخ وفاته فهو محل اتفاق, وهو سنة 1934, وترجمة الشيخ متوفرة, ولكن بعض المترجمين يرفعونه وبعضهم يقلل من شأنه.

ومهما يكن فإنه أخذ المبادئ العلمية في مستغانم. أخذ التصوف عن الشيخ محمد البوزيدي, وتصدر بعده لعمارة زاوية شيخه, ثم استقل وأسس زاوية خاصة به في مستغانم وأخريات في معسكر وغيليزان والجزائر ووهران وببلاد زواوة. ولا ندري متى أسس هذه الزاوية المستقلة, فبعضهم يجعل سنة 1910 (المدني) هو تاريخها, والبعض يجعل التاريخ 1909 هو تاريخ هجرته إلى المشرق (1).

وسواء كان تأسيس الزاوية في العشرية الأولى من هذا القرن أو بعد ذلك, فإن الذي لا شك فيه أن نشاط الشيخ لم يظهر إلا بعد 1919, وبذلك تكون فترة نشاطه حوالي أربع عشرة سنة, وهي فترة قصيرة في عمر مؤسس الزوايا التي عرفناها.

تعرف طريقة الشيخ ابن عليوة بأنها طريقة عصرية عند البعض, لماذا ؟ لأن الشيخ استعمل وسائل حديثة لبث أفكاره وتعاليمه, وسائل لم تستغلها الطرق الصوفية الأخرى المختبئة خلف حيطان الزوايا والخلوات والعبادات الليلية والسرية, أما الشيخ ابن عليوة فقد اشترى مطبعة للزاوية, وأسس صحفا كانت تنشر نشاطه, كما كانت تدافع عن الزاوية ضد مخالفيها أو منتقديها, ومن أشهر الصحف التي صدرت عن الزاوية العليوية صحيفة أسبوعية تسمى (لسان الدين) وصحيفة (البلاع الجزائري) الأسبوعية أيضا, وقد اهتمت الأخيرة بشؤون الجزائر السياسية والوطنية, وكان لها آراء صريحة لتأييد الجامعة الإسلامية واليقظة الوطنية, وقد وقفت ضد الاندماج وأنصاره, وضد التجنيس, ودافعت بشدة عن اللغة العربية.

ومن الوسائل (العصرية) التي لجأ إليها الشيخ, نشر آرائه في كتيبات ومطبوعات ليطلع عليها المطلعون, وقد نشرها في تونس والجزائر, ومنها, بالإضافة إلى قضايا التصوف والعبادات, قصائد الشعر. ولكن بعض المعاصرين, أمثال الشيخ أحمد حماني والشيخ نعيم النعيمي, يؤكدون على أن الشيخ كان (أميا), وإنما أصحابه هم الذين كانوا يكتبون له وينشرون باسمه ؟ وأما أوغسطين بيرك قد رفعه إلى درجات عالية وجعله من فلاسفة العصر, واعتبره (مرابطا عصريا) (2).

بفضل هذه الوسائل وأمثالها انتشرت الطريقة العليوية انتشارا سريعا وواسعا لم تحظى به الطرق الأخرى حتى المرضي عنها من قبل الإدارة الفرنسية. ونحن نعلم أن الطرق ليست (حرة) في هذا النشاط, وأن الإدارة تملك سلاح تقييدها أو تحريرها, وعلى الطريقة إما أن توالي الإدارة وتجاملها وتقدم لها عربون الطاعة والإخلاص, وفي هذه الحالة فهي في حال تفعل ما تشاء بل تجد كل الدعم المادي والمعنوي, وإما أن تتمرد وتجاهر بالعداء وفي هذه الحالة تواجه العراقيل والمؤامرات والقيود التي تثبطها إن لم تقضي عليها.

يقول أحد أنصار هذه الطريقة وهو الشيخ الهاشمي بن بكار في ترجمة الشيخ ابن عليوة, إن الناس قد دخلوا طريقته حتى من الريف المغربي وأن العلماء قد وفدوا عليه, ثم يضيف (ونصب مرشدين (مقدمين؟) مأذونين في فرنسا والحجاز, والعراق واليمن, وغير ذلك.

وكان الشيخ ابن عليوة في مقدمة المدافعين عن الزوايا وصيانة عقائد أهل السنة عند ظهور المتطرفين, وهو يقصد (بالمتطرفين) رجال الإصلاح والحركة الباديسية عموما, والمعروف أن الشيخ ابن عليوة قد ساند في البداية الحركة الإصلاحية, وتأسيس جمعية العلماء, ثم انضم للحركة المنفصلة عنها, وهي التي مثلتها جمعية علماء السنة سنة 1932, ولم يلبث الشيخ أن توفي بعد ذلك بسنتين, كما ماتت جمعية علماء السنة في نفس الفترة.

ولكن هناك من يرى في الطريقة العليوية مجالا للقيل والقال, وهم يستندون في ذلك إلى تأييد فرنسا لها تأييدا ظاهرا وباطنا, (بكل الوسائل) حسب تعبير أحدهم (3). ومن أكبر المؤيدين لها الشيخ عبد الحي الكتاني المغربي, الذي لعب, رغم علمه الواسع, دورا مشبوها في حركة الطرق الصوفية والزوايا على مستوى المغرب العربي. وقد دخل الطريقة العليوية بعض الفرنسيين المشبوهين الذين ادعوا اعتناق الإسلام, كما دخلها وألف فيها كتبا ومقالات بعض الانكليز أيضا, وقد نسب إلى الشيخ ابن عليوة أنه يقول بالتثليث, ولكن ليس التثليث الذي يؤمن به النصارى, بل تثليث الأديان : الإسلام والمسيحية واليهودية, وهو مذهب قريب جدا من عقائد الماسونية التي تؤمن بالتثليث الآخر, وهو (الحرية والإخاء والمساواة).  
كما نسب إلى الشيخ القول بالحلول الذي جاء على لسان أبي منصور الحلاج, ولكن الجميع متفقون على أن الطريقة العليوية جديدة, وعصرية وغير عادية من بين الطرق, فإلى أي حد إذن هي شاذلية أو قادرية أصلا ؟ فهل هي جديدة في التصوف كما هي جديدة في السياسة وفي الموقف من الأديان ؟ إن السلسلة التي اتبعوها تمتد إلى محمد العربي الدرقاوي والشاذلي, ولكن ابن عليوة استقل في الأخير عن الجميع, وأصبحت الطريقة باسمه, وأتباعها يستعملون الحضرة أيضا ويمارسون الأذكار والاجتماعات ويحبون الخلوة حتى ألزموا المريد بالاختلاء أربعين يوما إذا لزم الأمر, وأثناء ذلك عليه ألا يكف عن ذكر اسم (الله) ومد المقطع الأخير منه, وعلى المريد أن يذكر الشهادة خمسة وسبعين ألف مرة, وأن يصوم أثناء الخلوة طول النهار ولا يأكل إلا ليلا. ومن مبادئهم أن (الكشف) قد يأتي للمريد في بضع دقائق, وقد يأتي في بضعة أسابيع أو شهور, وهؤلاء الأتباع يستعملون الرقص والتواجد, ويذكرون الله في حركات خاصة إلى أن تصل إلى التشنج والصرع, كما أسلفنا, ويعلقون السبحة في أعناقهم ما عدا المشارقة فقد قيل إن ابن عليوة أباح لهم حمل السبحة في أيديهم, وفي السبحة تسعة وتسعون حبة, وفي وسطها قطعة خاصة تكمل المائة (4).

ومن رأي (لانغز) أن ابن عليوة يتبع في تصوفه مذهب محيي الدين ابن العربي. أما علي مراد فقد رأى أن ابن عليوة قد غرق في التصوف القديم دون استعداد ديني ودراسي كاف, فكان في نظر العامة صاحب مكانة عالية في الفقه والتصوف, غير أنه كان يفتقر إلى الفهم للنصوص وإلى القدرة على استيعاب المسائل والذوق, ولذلك اتهمه الإصلاحيون بالزندقة والإلحاد. وأبرز علي مراد ظاهرة أخرى في ثقافة ابن عليوة وهي أنه تخلف فكريا بينما واصل معاصروه من العلماء الدراسة والإطلاع على إنتاج المشرق وتخرجوا من المعاهد الإسلامية, وإلى جانب ذلك ظل ابن عليوة يدور في فلك ما اسماه علي مراد بالمركزية الإسلامية - المسيحية, وهذا الموقف قد جلب إليه بعض العطف والاهتمام مؤقتا لأسباب سياسية, ولكن ابن عليوة فشل في جلب المسلمين والمسيحيين إلى هذه المركزية. وقد رأى مراد أن ابن عليوة لم يستطع إنجاد المرابطية في وقت كانت تواجه فيه هجمة الإصلاح, ولو كان عالما أصيلا أو من رجال الدين الأقوياء لكان في استطاعته التصدي لذلك الهجوم وإنقاذ المرابطية (روحانية الطرق الصوفية). ومن جهة أخرى فإن التطورات الحديثة قد جعلت المرابطية متخلفة, ففرنسا وجمعية العلماء أخذتا منها التعليم, والمجتمع الحضري أخذ منها الاحسان وأفعال البر, واستوعبت الحياة المادية لبناء الزوايا, وفقدت هذه المؤسسات زبائنها, وهكذا انعزلت المرابطية أمام قوى الحداثة والتقدم (5). وليس في هذا جديد, وحتى إطلاق اللحى وتعليق السبحة وقبول بعض الوظائف ونحو ذلك, كان معروفا لدى طرق سابقة, سيما الدرقاوية.

ولكن بعضهم يضيف أن أتباع الشيخ كانوا يركبون العجلات ويظهرون الحزم والنشاط كما يفعل الآباء البيض (6). ويذهب مصدر آخر إلى أنهم كانوا يعقدون اجتماعات عامة لمناقشة القضايا الدينية والاجتماعية كما تفعل الجمعيات المدنية, أي بروح عصرية (7). ويبدو أن طريقة الشيخ أحمد بن عليوة من الطرق المثيرة للجدل والتي ما تزال في حاجة إلى دراسات مستفيضة, بعد الكشف عن الوثائق الفرنسية المعاصرة, ونعني بذلك وثائق إدارة الشؤون الأهلية, أما بعض المصادر الأخرى فقد نوهت بالشيخ وطريقته لا سيما (مجموع النسب) لابن بكار و (الأعلام الشرقية) لمحمد مجاهد و (الشيخ أحمد العلاوي) لمارتن لانغز, وقد قال صاحب الكتاب الأخير إن الشيخ ابن عليوة بدأ بالطريقة العيساوية وممارسة طقوسها, وهذه معلومة جديدة يضيفها هذا المصدر (8). ثم إنه تعلق بالدرقاوية, وبعد أن اطلع على ما عند الشيخ البوزيدي اشتغل بطلب العلم, فدرس اللغة العربية, وبعض القرآن والسنة, ثم أمعن في الفلك (فسلك فيه مسلك المتأخرين), وهو تعبير غامض, لا نعرف إلى أي شيء يقصد بالفلك ولا بمسلك المتأخرين فيه, ولعله يعني به التنجيم. وهذا المصدر (كتاب مجموع النسب) إذن يقر بإطلاع الشيخ على العلوم الدينية والعربية والصوفية, ولا ندري إن كان ذلك الإقرار منه عن عقيدة ومعرفة أو عن تقليد بالنقل عن كتب الشيخ أو المنسوبة إليه مثل (المنح القدوسية).

ونحن نميل إلى الاحتمال الثاني, وقد نسب إلى الشيخ تأليف حوالي أربعة عشر كتابا, وهي في الواقع رسائل وكتيبات صغيرة تشبه التقاييد, معظمها في التصوف والشعر, ولكن منها على الأقل اثنان مذكوران بعناوينهما, أحدهما (مفتاح الشهود في مظاهر الوجود), والثاني (المنح القدوسية).

والغريب أن ابن بكار الذي يعرف الشيخ ابن عليوة شخصيا وسافر معه, كما قال, إلى مدينة الجزائر, لم يتحدث عن تآليفه, ولم ينوه بأي منها, وحتى عندما ذكر المطبعة قال إنه فعل ذلك (لطبع كتب التصوف وطبع الردود على المنكرين) ولم يقل لطبع كتبه هو في التصوف. وكما تحفظ ابن بكار, وهو من الطريقة الطيبية/ الشاذلية, كما عرفنا, ومن ثمة قريب منه في التصوف, في ذكر تآليف الشيخ ابن عليوة, تحفظ كذلك في مصير الزاوية والطريقة بعده, فقد قال إن (أغلب) الأتباع اتفقوا على أن يكون رئيس الزاوية بعده هو صهره الشيخ عدة بن تونس, ولم يتحدث عن هذا (الشيخ) الوريث للبركة ولا عن الطريقة بعده, رغم أنه نشر كتابه (مجموع النسب) سنة 1961 (9).

وقد ذكرنا آنفا أن العادة جرت إما أن يعين الشيخ من يخلفه ويرث بركته كأحد أولاده, كما فعل عدد من الشيوخ, أو شخصا غريبا عن العائلة تماما, مثلما فعل مؤسس الطريقة الرحمانية, وإما أن يترك لأتباعه الاختيار بعد وفاته بحيث يجتمعون لاختيار أفضلهم علما وتقوى وأكبر سنا وأشهرهم حرمة بين الناس, لأن الهدف هو استمرار نجاح الطريقة بعده. أما في العهد الفرنسي فقد جرت العادة أن تنحل الطريقة الواحدة إلى فروع صغيرة متنافسة بفعل الإدارة الفرنسية التي تخشى الوحدة في القيادة لأي تجمع, فماذا كان مصير طريقة الشيخ ابن عليوة؟ لم يكن للشيخ وريث ولم يوص هو بأحد بعده, أما الشيخ ابن بكار فقد عرفنا رأيه, وأما غيره فقد قال إن الفرصة كانت مواتية لصهر ابن عليوة, وهو عدة بن تونس, أحد أتباعه وسائق سيارته, فنصب نفسه خليفة على الزاوية ووارثا للبركة, (رغم غضب الأتباع والمقاديم في الداخل والخارج) لأنهم كانوا يعرفون أن عدة بن تونس كان إسكافيا ثم بائع أسماك, ثم ضابط صف في الجيش الفرنسي, ثم سائق سيارة الشيخ, فلا ثقافة له ولا حسب يرفعه إلى مقام القيادة الروحية للطريقة (10). ومهما كانت صحة هذا الرأي فمن الأكيد, بناء على التجارب الأخرى, أن الإدارة الفرنسية ما كانت لترضى بهذه الوراثة لو لم تخدم أهدافها, ولكن المعروف أن الطريقة قد شاع أمرها, في المغرب العربي والسينغال ومدغشقر وكذلك انتشرت كما يقولون, حتى في أوروبا وآسيا وأمريكا أثناء حياة الشيخ ابن عليوة (11).

وحياة ابن عليوة مبسوطة في كتاب (الروضة السنية) الذي قيل إن عدة بن تونس قد ألفه بعد عامين من وفاة الشيخ, كما أن الشيخ قد أملى على أحد أتباعه سيرة ذاتية مختصرة (12) بعنوان (نبذة). ويبدو أنه أملاها حوالي 1924, لأنه تحدث فيها عن التطورات التي حدثت في تركيا عندئذ وعن إلغاء الخلافة, وقد ضمنها معلومات عن بداياته وعن شيوخه وعن تفكيره في الهجرة من الجزائر ورحلته إلى طرابلس واسطنبول.

وقد استفدنا من هذه السيرة عدة أمور, منها أن الشيخ لم يدرس دراسة منتظمة, وأنه لم يصل في القرآن الكريم سوى إلى سورة (الرحمن). وهو جزء صغير منه, وأنه بدأ حياته الروحية في الطريقة العيساوية, حيث كان يمارس الرقص البهلواني والحركات العصبية والتلاعب بالحيات السامة, وكذلك استفدنا من هذه السيرة أن محمد البوزيدي الدرقاوي هو الذي أثر فيه ووجهه وأخرجه من العيساوية إلى الدرقاوية, وكان يحضر بعض دروسه وأذكاره. ومن جهة أخرى استفدنا من السيرة الذاتية أن الشيخ ابن عليوة تزوج أربع مرات, ولم ينجب أولادا, وأنه طلق الجميع لعدم الانسجام معهن, وقد تنازلت بعضهن عن المهر من أجل مفارقته, واعترف هو أن التقصير كان منه لأنه كان مشغولا بأمور أخرى, ونفهم أيضا أن والديه قد ضرباه خلال صباه, فضربه والده كما قال من أجل حفظ القرآن, وضربته أمه وشتمته لكي تمنعه من الخروج ليلا ومخالطة أصحاب الطرق, وقد توفي والده وهو ابن سبعة عشر عاما, وكان عليه أن يعمل في مختلف الأعمال كالخرازة والتجارة. أما الهجرة فإن السيرة تكشف عنها بكل دقة, فقد كان الشيخ مثل عدد آخر من الجزائريين المعاصرين له, يفكر في الهجرة, ثم اتخذ لذلك أسبابا, فطلب الرخصة إلى الحج ومنحت له, وباع منزله وأثاثه وودع أهله, ولم تكن هجرته وحده, بل كان سيهاجر مع أبناء عمه, ولا ندري السبب لهذه الهجرة سوى ما ذكره هو, وهو قوله: (لفساد أخلاق الوطن). ولم يذكر أن من أسباب ذلك المناقشات الجارية حول التجنيد الإجباري, فبين 1908 - 1912 كان الحديث جاريا حول هذا الموضوع, وبسببه هاجرت عائلات بأكملها إلى المشرق, وهكذا هاجر حمدان الونيسي والإبراهيمي, وعائلات من تلمسان, وأخرى من سطيف وبسكرة, وقد فكر ابن باديس في الهجرة أيضا, وفي سنة 1909 هاجر أبناء عم ابن عليوة واستقروا بطرابلس, ولحق هو بهم, ولكنه عندما وصل إلى تونس سمع أن فرنسا قد ألغت رخصة الحج للجميع ومنعت الحج ذلك العام, فلم يرجع ابن عليوة ولكنه واصل السفر إلى طرابلس في باخرة متوجهة إلى جربة ومنها إلى طرابلس, ولم يبق إلا ثلاثة أيام هناك حتى سمع المنادي ينادي على من يرغب في زيارة اسطنبول فتوجه إليها, وقد أعجب بطرابلس ورآها صالحة (للانتقال) إليها لتشابه اللغة والعادات والتقاليد, وهذا يكشف على أن ابن عليوة كان متضايقا من العيش في بلاده تحت الاستعمار, ولم يدر أن طرابلس نفسها ستقع فريسة للاستعمار بعد حوالي سنتين.

إن حكم ابن عليوة على ما كان يجري في اسطنبول جدير بالملاحظة, فقد جاءت زيارته في وقت كانت الفوضى على أشدها هناك بعد الانقلاب على السلطان عبد الحميد وتولى لجنة الاتحاد والترقي وتغلغل النفوذ الصهيوني عندئذ, ولذلك ضاقت نفسه وحبذ الرجوع إلى بلاده على مشاهدة ما كان يحدث في عاصمة الخلافة التي كان يظن بها خيرا, ورغم أنه لم يتعرف على الجالية الجزائرية (والمغاربية) هناك ولم يدرس الآثار والمجتمع, إما للفوضى التي وجدها وإما لأن نفسه لم تكن نفس باحث فضولي, فإنه قد يكون حقق بعض ما كان يطمح إليه, ولا ندري من مساق السيرة لماذا رجع إلى الجزائر ولم يقم في طرابلس التي أعجبته, مع أبناء عمه, وقد تعرف فيها على أحد الأتراك فعرض عليه الإقامة في إحدى الزوايا وإجراء الأوقاف عليه, وكيف استأنف ابن عليوة حياته في الجزائر بعد أن كان قد باع داره وأثاثه, والذي لا شك فيه الآن هو أن ابن عليوة لم يحج عندئذ ولم يزر بلاد المشرق الأخرى كما أشيع عنه. ومهما كان الأمر فإنه شرع في بناء زاوية في مستغانم, ثم توقف البناء عدة مرات, ثم استكمل حوالي 1922, وكان العملة والمهندسون يعملون بالتناوب وفي سبيل الله, ولا يأخذ العمال أجرا وإنما يعملون متطوعين حوالي شهرين لكل واحد, وهم من الجزائر وتونس, ولكنهم كانوا يطعمون الطعام وينامون فقط, ثم يأتي آخرون بدلهم, وهكذا, وعند الانتهاء من البناء أقيم حفل صوفي كبير.

وكان الشيخ يمارس مع أصحابه مظاهر الزردة والرقص والإنشاد, في حركات تبدأ بطيئة ثم تتسارع وتعنف مع ذكر اسم (الله) في البداية إلى أن يتحول إلى نفس طويل, ثم يسقطون صرعى, حسب وصف الطبيب (مارسيل كاريه) الذي خبرهم وجالس ابن عليوة طويلا وعالجه. وهناك أضواء على صوفية ابن عليوة نأخذها من مصادر الأوروبيين الذين خالطوه عن كثب ودخل بعضهم في طريقته, ومن هذه المصادر كتابات مارسيل كاريه عنه, والفنان الفرنسي عبد الكريم جوسو الذي قيل إنه اعتنق الإسلام, والمستشرق المعروف أوغسطين بيرك (والد جاك بيرك) والخبير الإنكليزي مارتن لانغز الذي سمى نفسه الحاج أبو بكر سراج الدين, ومن هذه المصادر نعرف أن جماعة ابن عليوة كانوا يتفوهون بعبارات قريبة من المسيحية مثل السلام الباطني, وقولهم: من الأعماق ناديتك يا إلهي! وفسر ابن عليوة نطق أحد أتباعه بلفظة (الله) مطولة بأنه كان يفعل ذلك لكي يحقق ذاته في ذات الله, وقيل إن ابن عليوة ناقش الطبيب (كاريه) وقال له إن المسيحية واليهودية ديانتان منزلتان أيضا, ولكن محمد (صلى الله عليه وسلم) هو خاتم الأنبياء ومكمل الرسالات, وقد وصفوا ابن عليوة بالتسامح, وظهر له أن كاريه كان في نظره (ملحد) عندما ناقشه في العقيدة والدين, وطلب منه ابن عليوة أن يكون واحدا منهم فقبل وقال له: أنت أقرب إلى الله مما تظن. أما بيرك فقد زاره في زاويته عدة مرات بين 1921 - 1934 (تاريخ وفاة الشيخ). ولاحظ عليه أنه كان من عشاق البحث الميتافيزيقي والخوض في الفلسفات, وكان يستشهد كما ذكروا, بقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): (ربي زدني تحيرا فيك) وأنه كان على علم واسع بالكتب المتقدمة مثل التوراة والإنجيل ومأثورات رجال الكنيسة, وبنوع خاص إنجيل يوحنا ورسائل القديس بولص, ويذهب بيرك الذي أعجب بالشيخ غاية الإعجاب, في ظاهر الأمر, إلى أن ابن عليوة استطاع أن (يوفق بين التعدد والوحدانية في مفهوم التثليث للأقانيم الثلاثة في وحدة طبيعية). ولكن هذا الرأي جاء مختلطا عند بيرك, فهو تارة يقول إن الشيخ قد رفض هذا المفهوم وتارة جعله من المتمسكين به, وكذلك قال بيرك إن بعض أعداء ابن عليوة اتهموه بالاعتقاد بالتثليث (13).

وكان الشيخ يعتقد أنه مجدد, وأنه من الذين قيل عنهم إنهم يظهرون على رأس كل مائة سنة, ولذلك كان يقول: (أنا الساقي المجدد) وقال في شعره الذي طبع بعد موته:

صرح يا راوي باسم العلاوي ... بعد الدرقاوي خَلَّفَهُ الله

والمعروف أن ابن عليوة قد سحب نفسه من الدرقاوية أيضا وأظهر استقلاله, ولا عجب في ذلك إذا عرفنا كيف عمل الفرنسيون على تمزيق الطرق الصوفية وتجريدها من مرجعها الأصلي. ومن رأي بيرك أن ابن عليوة له قدرة عجيبة على تنويم أتباعه بطريق التأثير المغناطيسي, ولكنه نسب ذلك الفعل إلى خصومه, إذ قال بيرك إنه اتهام ليس له أساس, غير أنه اعترف بأن ابن عليوة يسمي طريقة تأثيره في أتباعه (بالخمرة) (خمرته) فهو يعامل المريد معاملة الميت بين يدي غاسله, بحيث يكون المريد سلبيا مستسلما, واعترف بيرك بقوة تأثير الشيخ على الغير, وقال إنه رغم صوفيته كان لا يتخلى عن الأحوال السياسية والشؤون المحلية. ومما يذكر أن ابن عليوة كان يعرف الفرنسية جيدا حتى أنه استغنى عن ابن أخته الذي كان يترجم عنه مع الطبيب كاريه.

وقد دعي ابن عليوة ليؤم الناس في أول صلاة وإلقاء أول خطبة بمسجد باريس سنة 1926, وسافر على ظهر باخرة, ولا ندري كيف عومل هناك ولا انطباعه هو عن المسلمين والفرنسيين, وقد وصفه بيرك بأنه كان مهيبا, ويتكلم بصوت منخفض ورقيق, وله نظرة ثابتة بل قاسية تقريبا, وكان يظهر كالنائم, ورأسه يميل أماما تارة والخلف تارة أخرى تبعا لإيقاع الموسيقى والرقص والإنشاد في نفسه, وبالغ بيرك فقال إنه شبيه بسيدنا إبراهيم الخليل, وأن طبيعته هي طبيعة القادة والقديسين, ومن رأي ابن عليوة (أن الموسيقى تنفذ كتيار سيال وتحمل الإنسان إلى الحضرة القدسية) (14).

والخلاصة أن الشيخ ابن عليوة كان رجلا صاحب نفوذ على أتباعه وتأثير على زواره ومثارا للجدل لدى خصومه أو الذين لم يفهموا تصرفاته الغريبة أحيانا, وكانت الصحف المحلية تزيد الرماد نفخا فادعت أن أتباعه تجاوزوا المائتي ألف, وإنهم كانوا في مختلف أجزاء العالم, وادعت أنه زار عدة بلدان شرقية وأنه تغرب حوالي عشر سنوات, ولكن هذا الادعاء لم يثبت أبدا, لأن الشيخ لم يخرج إلا إلى تونس وطرابلس واسطنبول قبل الحرب العالمية الأولى وفي زيارة خفيفة لكل منها, أما بعد هذه الحرب فقد زار باريس, ثم أدى فريضة الحج سنة 1932, وخلالها زار أيضا سورية وفلسطين, وقد أكد عرفاؤه, أمثال الشيخ محمد الهاشمي الدرقاوي (الذي كان بدمشق منذ هجرته إليها سنة 1911) هذه المعلومات عن أسفار ابن عليوة ونفى غيرها تماما (15).

ومن المواقف المتناقضة أحيانا مقاومة ابن عليوة للتنصير في الجزائر وغيرها, ولكنه في نفس الوقت كان يدافع عن التنصير ضد الحملات المعادية, ومن رأيه, كما قيل, إنه ليس كل المبشرين بالنصرانية أدوات سياسية للدول التي أرسلتهم, وكان ابن عليوة قد وقف ضد الحركة الإصلاحية التي هاجمت المرابطية ولا سيما الممارسات التي كان يقوم بها أمثاله, فكان رده الشخصي بصفة عامة غير عنيف, ولعله ترك العنف لغيره, والمعروف أنه التقى بابن باديس في حفلة أثناء إحدى جولاته (ابن باديس) ناحية مستغانم, 1931, ولكن ابن عليوة صرح بأن الخطر على الإسلام يأتيه من بعض المسلمين, ولاشك أنه يقصد بذلك جمعية العلماء ورجال الإصلاح, مستشهدا بالآية {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا: إنما نحن مصلحون}, وبناء على وصف المعاصرين فقد كان الشيخ محافظا فهو ضد الحركات المعادية للأديان كالشيوعية, وضد التفرنج والتزي بالزي الغربي وتقليد العادات الأوروبية, ووقف كذلك ضد التجنس بالجنسية الفرنسية للمسلمين, وهو مطلب كان يطلبه أنصار الاندماج, وقد عرفنا أنه دافع عن اللغة العربية.

ومهما كان الأمر فإن ابن عليوة قد أصيب بنوبة قلبية سنة 1932, وعالجه الطبيب كاريه, واسترجع صحته بعدها, فقد كان نحيف الجسم, ضعيف النبض, فكان طيلة عامين يكبو وينهض إلى أن توقف قلبه سنة 1934 (16).

ومن هذا العرض نتبين أن تطور الشاذلية الدرقاوية قد مر بمراحل, وخضع لظروف عديدة, فبعض الفروع اتبعت الحياد في المسائل السياسية والثورات, وسلكت طريق التصوف والعبادات, وبعضها سلك طريق الثورة والجهاد على أعداء الإسلام والمسلمين حيث ثقفوهم, في الجزائر أو في غيرها, مخالفين في اجتهادهم نصائح شيوخهم وكبارهم, وبعضهم أصبح غطاء ليد الإدارة الفرنسية تضرب به الثورات أو الحركة الوطنية في مختلف مظاهرها, بل كانت أداة للتسرب إلى عمق الإسلام وضرب وحدته وعقيدته, كما تفعل اليوم بعض الدول, ولكن هذه الظاهرة ليست خاصة بالشاذلية الدرقاوية, بل موجودة في مختلف الطرق الصوفية.

رحلته إلى المشرق
وقد روى الشيخ أحمد بن مصطفى بن عليوة, مؤسس الطريقة العليوية الشاذلية, أنه زار اسطنبول سنة 1909 - 1910. وكانت عندئذ تمر بمرحلة الانقلاب الذي أطاح بالسلطان عبد الحميد وجيء بسلطان خائر كان لعبة في يد جمعية الاتحاد والترقي التي كانت بدورها لعبة في يد الحركة الصهيونية والجمعية الماسونية. وكانت اسطنبول عندئذ تعيش في فوضى, ولذلك لم يرتح فيها ابن عليوة ولم يجد فيها ما كان يتوقعه كعاصمة للخلافة الإسلامية.

وكان ابن عليوة من أهل الطرق الذين لهم ارتباطات مع الدولة العثمانية, مثل الشاذلية والمدنية. ولا شك أنه تلقى أمواجا من الدعاية للجامعة الإسلامية وهو ما يزال في الجزائر. وربما كان ذلك وراء قراره بالهجرة, فقد باع أملاكه وعزم على الهجرة, وحل بتونس ثم طرابلس, وكانت هذه ما تزال تحت الحكم العثماني, وكانت الطريقة المدنية نشيطة فيها.

وقد روى أنه لقى في طرابلس من عرض عليه الإقامة في إحدى الزوايا. وكان محمد ظافر المدني من المقربين للسلطان العثماني, وربما كانت دوافع ابن عليوة أن يزور هذا الشيخ الذي يرتبط به في الطريقة (الدرقاوية المدنية الشاذلية). (17)

 ركب ابن عليوة البحر وحده من طرابلس إلى الآستانة (اسطنبول), وحين وصل إليها أحس بالغربة لاختلاف اللغة أَوَلاً ثم لظروف الانقلاب ثانياً. وقد تعرف فيها فجأة على أحد فقهاء الجزائر (لم يسمه) فحياه بالعربية وآنسه واستعان به ابن عليوة على حوائجه. وسجل ابن عليوة بعض الملاحظات والمشاهدات في هذه الزيارة, فحكم بانحراف الشباب التركي (تركيا الفتاة) وتأسف على سقوط السلطان عبد الحميد, وتفطن لدسائس الأجانب, فرجع إلى الجزائر متحسرا, ورأى أن (جمود) الجزائريين على عقيدتهم خير من (الإباحية) التي وصلها الأتراك في عهد مصطفى كمال (أتاتورك) (18). ومهما كان الأمر فإن زيارة ابن عليوة لاسطنبول كانت له درسا في السياسة والتصوف. فبدلا من أن يبقى في الشرق مهاجرا كما كان ينوي, رجع إلى الجزائر, وبدلاً من أن يتبنى آراء سلفية وإصلاحية رأى أن ما عليه الشعب الجزائري من التشبث بالعقائد والعوائد خير من (النهوض والوطنية والإصلاح) التي كان يرددها جماعة تركيا الفتاة.




(1) عن ذهابه إلى المشرق انظر لاحقا.
(2) انظر مقالته الطويلة في المجلة الإفريقية (R, A) 1936, ص 691 - 776, (مع صورة الشيخ). كما توجد ترجمة الشيخ في العدد 53 من جريدة (لسان الدين) السنه الثانية, مايو 1938 (30 أو 20 مايو؟). انظر كذلك أطروحة أحمد مريوش عن الشيخ الطيب العقبي - معهد التاريخ, جامعة الجزائر, نوقشت سنة 1993, وكتاب مارتن لانغز (الشيخ أحمد العلوي). بيروت, 1973,
(3) النيال (الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي). ص 341,
(4) لانغز, مرجع سابق, ص 81 وهنا وهناك.
(5) علي مراد (الإصلاح الإسلامي). مرجع سابق, ص 75 - 76, بالإضافة إلى أوغسطين بيرك, ذكر علي مراد عددا من المستشرقين الآخرين الذين اهتموا بالشيخ ابن عليوة, ومنهم تيتوس بورخارت BURCKARDTT وإيميل بيرمنغام, وكذلك مارتن لانغز الإنكليزي,
(6) النيال, (الحقيقة التاريخية ..) مرجع سابق, ص 341.
(7) أحمد توفيق المدني (كتاب الجزائر) ط, 2, القاهرة, 1963, ص 353.
(8) يضيف هذا المصدر معلومات عن نسب الشيخ ابن عليوة العائلي هكذا: فهو أحمد بن مصطفى بن محمد بن أحمد المعروف بالقاضي, ابن محمد المعروف ببوشنتوف, ابن مدبوغ الجبهة (وهو ولي صالح) ابن علي المعروف بعليوة المنتسب إليه (العليوي) ابن غانم المستغانمي, ويبدو أن هذه السلسلة العائلية قد وصلت إلى المؤلف من الشيخ نفسه أو من أحد أتباعه المقربين أو وجدها في كتابه المسمى بـ (المنح القدوسية). انظر الأعلام الشرقية, مرجع سابق, 3/ 93 - 94,
(9) ابن بكار, مرجع سابق, ص 169,
(10) بقي عدة بن تونس شيخا للطريقة إلى وفاته سنة 1952.
(11) من وثائق الشيخ علي امقران السحنوني, وتضيف هذه الوثائق أنه في سنة 1947 أنشأ عدة بن تونس جمعية (أصدقاء الإسلام) فدخلها عدد من رجال المخابرات وأصبحوا يتنقلون بحرية تحت غطاء الصداقة للإسلام, كما أصبح للأعضاء الأجانب الحق في تولي المناصب الحساسة في الطريقة.
(12) هذه النبذة موجودة في زاوية ابن عليوة بمستغانم, وهي مخطوطة, نقل منها مارتن لانغز المعروف بالحاج أبو بكر سراج الدين في كتابه (الشيخ أحمد العلوي) ترجمة محمد إسماعيل الموافي, بيروت, دار الكتاب الجديد, ط, 1973, ص 47 - 75,
(13) لانغز, مرجع سابق, ص 77, 80, وقد أشرنا إلى ذلك,
(14) لانغز, مرجع سابق, ص 115, 117,
(15) نفس المصدر, ص 76, ذكر علي مراد (الإصلاح الإسلامي). ص 75 - 76, أن بيرك وإيميل ديرمنغام وتيتوس بوركارت, بالإضافة إلى لانغز, قد اهتموا بابن عليوة وأحاطوه بهالة خاصة, وربما لأن ابن عليوة كان يمثل في نظرهم مركزية مسيحية - إسلامية, أما المصلحون فقد اتهموه بالزندقة والإلحاد والشعوذة,
(16) نقل لانغز صفحات كاملة من كاريه عن ابن عليوة (ص 9 - 34). ويبدو أن كاريه M, CARRET كان معينا له من قبل إدارة الشؤون الأهلية والمخابرات الفرنسية إلى أن أصبح محل ثقته ومن خواصه, وكان المصلحون قد اتهموا أتباع الشيخ ابن عليوة بمحاولة اغتيال الشيخ ابن باديس سنة 1927 في قسنطينة, وقد قبض على الجاني, وقيل إنه اعترف بذنبه.
(17) خطأ تقديري من الكاتب لأن الشيخ المدني توفي سنة 1903م.
(18) مارتن لانغز (الشيخ أحمد العلوي), بيروت 1973, ص 75. رغم أنه زار اسطنبول في التاريخ الذي ذكرناه غير أنه سجل حديثه عنها في عهد أتاتورك, أي بعد الحرب العالمية الأولى. أما السلطان عبد الحميد فقد خلع في 28 أبريل سنة 1909 وعوض بأخيه محمد الخامس.
 
 
اقتباس من كتاب تاريخ الجزائر الثقافي لأبو القاسم سعد الله ص 503 - 505
الفصل الثاني الطرق الصوفية (2) الجزء العاشر [الطريقة العليوية]


تعليقات