ترعرع الشيخ الفاضل يحي مصطفى بستنجي في اسرة عريقة اشتهرت بالعلم والادب فوالده الشيخ العلامه الحافظ مصطفى محمد بستنجي.
حفظ الشيخ القراءن في سن مبكر حيث تلقى علوم القارآن الكريم مع القراءات على يد والده رحمهما الله وابتدأ الشيخ بطلب العلوم الدينيه المختلفه في حلقات كبار علماء البلد من بينهم العالم الازهري الشيخ حسن المصري نزيل اللاذقية انذاك حيث لازمه الشيخ في حلقات العلم اضافة الى ما كان يتلقاه من علوم القراءن والفقه الحنفي عند والده.
ثم لازم الشيخ مربيه الروحاني الاول وشيخه العارف بالله الشيخ عبد الله الدهلوي دفين اللاذقيه رحمه الله وكان عالما كبيرا اشتهر بالعلم والصلاح فاخذ الشيخ عنه الطريقة النقشبنديه وخلفه بها في سن مبكر كما اخذ عنه الاجازات الكثيره في انواع العلوم كلها من فقه وتفسير والى اخره حتى جاء اليوم الذي قال له شيخه يا شيخ يحي لقد انتهى المشوار عندي اريدك ان تصعد الى جامع سيدي المغربي بعد صلاة الجمعه لحضور درس احد علماء الشام ولقد فأطاعه بهذا وذهب الى الجامع, وكان يجلس في المحراب شيخا مهابا على وجهه نور وما ان دخل الشيخ حرم المسجد حتى ناداه ذاك الشيخ المهاب قائلا: "يا شيخ يحي اقترب اقترب".
وهكذا كانت بداية الحلة العلميه الثانيه ملازما معلمه الروحاني الثاني مرافقا له الى دمشق المحروسه ملتزما شيخه العارف بالله العلامه الشيخ ذو الفقار الحسكي رحمه الله ولقد صام الشيخ سبعة عشر عاما لا يفطر الا بالاعياد صائما النهار قائم الليل وبتوجيه من مربيه طالبا العلم متربعا في حلقات اكابر علماء دمشق واجلهم واكبرهم محدث الديار الشاميه سيدي بدر الدين الحسني رضي الله عنه حيث اجازه باجازات عديده وكان يحضر دروسه الخاصة والعامه برفقة اكابر العلماء فيما بعد كالعلامه الشيخ حسن الحبنكه الميداني والعلامه العارف بالله محمود شقفه الحموي وغيرهم كثيرون لا يعدوا.
وتربع الشيخ في حلقات العلامه العارف بالله الشيخ ابو الخير الميداني حيث تلقى عليه الفقه الحنفي وعلم الفرائض ورافق الشيخ بعدها العارف بالله الشيخ محمد الهاشمي حيث اجازه بالطريقة الشاذليه واجازه بكتبه بعلوم التوحيد.
وممن رافقهم الشيخ العارف بالله الشيخ عبد الرحمن الشاغوري رحمه الله وغيره الكثيرون ممن كان من مريدي الشيخ الهاشمي رحمه الله. ثم ارسله شيخه الى احد كبار العارفين في بلاد الشام الشيخ ابو النصر خلف الحمصي رحمه الله فلازمه الشيخ واخذ عنه وتلقى منه الاجازة بالطريقة النقشبنديه وممن رافقهم الشيخ عند الشيخ ابو النصر صديقه واخاه بالطريقه بركة حماة ومربيها الشيخ المجاهد محمد الحامد رحمه الله وكثيرون من علماء حلب كالعلامه عبدو رجب والعلامه ناجي ابو صالح وغيرهم من اخوان الشيخ ابو النصر.
وارسله شيخه بعدها الى العارف بالله الشيخ ابراهيم حقي في الجزيره حيث تلقى عليه واخذ منه الاجازة بالطريقة ايضا استلم الشيخ بعدها الامامة والتدريس في جامع البازار والخطابة بجامع الشيخ ضاهر ثم انتقل الى جامع صوفان ليكون هناك اماما وكانت له مجالس للذكر والصلوات على النبي وكان معظم اهالي البلده تحضرها.
اشتهر الشيخ بالورع والصلاح والتواضع وكان مهابا محترما من اهالي البلده وله كرامات كثيره تعرفها الناس وكانت الناس تقبل يده احتراما وتبركا وكان يستشار من علماء البلده بكل شئ فلقد كان موقع احترامهم.
نظم مولدا مباركايحث المسلمين فيه على حب الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم وعلى اتباع سنته وعدم مخالفته ولق قدم للمولد العلامه الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ابن صديقه واخاه ورفيق دربه بالعلم والطريقه الشيخ منلا رمضان البوطي وكما قرظه كلا من العلامه عبد الحليم محمودي مفتي اللاذقيه وصديقاه الاجلين الشيخ العلامه الشاعر عبدو رجب الحلبي والعلامه الشيخ ناجي ابو صالح رحمهما الله وقرظه ايضا ابن العلامه الشيخ صالح فرفور الشيخ الشاعر عبد اللطيف فرفور والشيخ العالم الورع الشيخ عمر ملا حفجي الذي اجازه الشيخ اجازات كثيره حفظه الله ان هذا النظم المبارك ان دل على شئ فيل على مدى حب الشيخ لسيد الكائنات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلقد اختتم كل بيت به بالاسم المحمدي الشريف لتزداد الصلاة عليه بالمجلس رحم الله الشيخ العارف بالله يحي واسكنه فسيح جناته ونفعنا ببركاته ولد الشيخ رحمه الله تعالى في مدينة اللاذقية عام 1903 م من أسرة عريقة في العلم و النسب.
حفظ القرآن الكريم و هو في سن الصغر و تلقاه عن والده الشيخ مصطفى بن محمد بستنجي ثم تابع طلبه للعلم على يد الشيخ حسن المصري و هو عالم مصري من علماء الأزهر فأخذ عنه التفسير و الفقه و العقيدة و اللغة و قرأ عليه جوهرة التوحيد و شرحها و حاشية البجيرمي و متن أبي شجاع ثم تابع دراسته في كلية الشريعة في دمشق و بعد أن تلقى العلوم الشرعية بايع الشيخ ذو الغفار النقشبندي و أخذ العهد منه شغل الشيخ عدة وظائف كان أهمها إمامة جامع البازار و جامع الشيخ ضاهر ثم انتقل إلى جامع صوفان حيث عمل خطيباً و إماماً و مدرساً يعلم الناس و يلقي الدروس الشرعية. كان يقرأ ختام السادة النقشبندية في جامع صوفان ليلة الجمعة بعد العشاء و كان مجلساً عامراً بالبركة يغشاه كثير من أهل البلدة. قد تبوأ الشيخ رحمه الله مكانة سامية في قلوي الصالحين و العلماء في زمانه و كثيراً ما كان يقصده الصالحون للزياة أمثال الشيخ محمود شفة و الشيخ ملا رمضان البوطي و الشيخ عبد الرحمن الشاغوري.
و قد اشتهر الشيخ بالصدق و الخفاء و البعد عن الرياء كان رحمه الله يركز في خطبه و دروسه على محبة النبي صلى الله عليه و سلم و إتباعه و الإخلاص لله في القول و العمل. كان شديد المحبة لرسول الله , مكثر للصلاة عليه و قد ألّف مولداً حافلاً بالفوائد و الفرائض في قصة مولد سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه و سلم و هو مولد نفيس قرظ له كثير من العلماء و ألعوا به. كان رحمه الله يتقن أربع لغات الإنكليزية و الفرنسية و التركية و العربية. تزوج الشيخ من امرأة كردية و لكنه لم يرزق منها بذرية .توفي رحمه الله في عام 1981 ودفن في مدينة اللاذقية في مقبرة الشيخ ضاهر .رحم الله هذا العالم الفقيه رحمة واسعة و جعل لنا في مسيرته أسوة حسنة.
تعليقات
إرسال تعليق