رسالة تعبر عن الاجتماع الذي أقامه فقراء غزة إثر وفاة الشيخ العلاوي رضي الله عنه وأرضاه قدس روحه, الرسالة من السيد عثمان أبو المحاسن الطباع مدرس وخطيب الجامع الكبير العمري بغزة بتاريخ 07 جمادى الأولى 1353 هجرية 18 آب (أغسطس) 1934.
الحمد لله الذي لا محمود سواه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه الهداة.
أما بعد
فيا أيها السادة الكرام.
إن مدينة غزة اليوم تحتفل بذكرى فقيد الإسلام والمسلمين الأستاذ الكبير والشيخ الجليل التقى الزاهد العالم الواصل السيد الحاج أحمد العلوي الحسنى المستغانمي الجزائري.
نعم نحتفل به بمزيد من الإجلال والتكريم إذ الحفاوة بالرجال يجب أن تكون بقدر أفعالهم البارزة وأعمالهم الخالصة المفيدة للأمة والنافعة في المجتمع الإنساني لا بالأعمال المزيفة والدعوى الباطلة والشهرة الكاذبة والفخفخة المصطنعة. وقد كان الأستاذ رحمه الله علما عظيما ومعلما حكيما ودرة يتيمة وجوهرة كريمة جمع الله فيه العلم والعمل والتقى والإخلاص والأخلاق وعلو الهمة وشرف النفس وبعد النظر وإحالة الرأي ورزانة العقل جمع الله فيه من المزايا والفضائل ما تفرق في سائر المدن والقبائل. وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد فهو رحمه الله ورضي عنه آية من آيات الله التي أشرقت في الغرب فاستضاءت بها أنحاء الشرق ولا غرو، فكم بزغت من سماء الديار المغربية على مدن الأقطار الشرقية شموس وأقمار ازدهت العصور الغابرة بعظيم فضلهم واستنارت بسنا إرشادهم منهم الإمام المدرس الشيخ محمد البياسي والحافظ المحدث الشيخ على الأندلسي والمرشد القطب الكبير الشيخ على بن مروان بن عامر الأشبيلي الحسيني والعالم العامل الشيخ شمس الدين محمد أبو العزم الحسني وهو من أولياء المغاربة المشاهير كما ذكره المرادي فى تاريخه وجود مشهد السلطان الغوري والولي الكامل الشيخ محمد المغربي والعارف الواصل الشيخ شهاب الدين أحمد الظفرذمري وغيرهم ممن خلد التاريخ مناقبهم وشيد السلف مشاهدهم بفترة وغيرها من مدن فلسطين وسوريا. حتى أشرق في القرن الأخير المجاهد الأمير عبد القادر الجزائري الحسني والقطب الكبير الشيخ على نور الدين البشرطي الحسني وكم ترنحت أعطاف العصور الغابرة بحسنات الغرب ورجاله البارزين فى العلم والعمل ولذا قيل فيه:
للغرب فضل شهير *** رب العباد أجله
فالشمس تغرب فيه *** ومنه تبدو الأهله
ظهر الأستاذ المحتفى بذكراه في أوائل هذا القرن وقد خيم الكفر على بلاده وكاد يستأصل البقية الباقية من المسلمين فأخذ في إنقاذ بلاده بجد وإخلاص وثابر على العمل من غير خشية ولا مبالاة وأحيى المدارس والمساجد وعمر الزوايا والمعاهد بنشر العلم والإرشاد والتمسك بأهداب الدين وتنوير الأذهان وتنبيه الأفكار لدسائس الكفار وبث الدعوة إلى الدين والأخلاق والإتحاد والإخاء والمحبة الخالصة في أقاصي البلاد وأطراف القبائل المغربية وكانت الطريق و الآداب الصوفية أكبر معين للوصول لهذه الغاية ولولا ذلك لتدهورت الأمة العربية والملة الإسلامية في تلك الديار من زمن بعيد كما شهد به سعادة أمير البيان الأمير شكيب أرسلان في تعليقاته لحاضر الأمة كما تصدى الفقيد رحمه الله لصد غارات المبشرين وحملات المبتدعة والملحدين ونشر الرسائل العديدة والتصانيف المفيدة وأسس مطبعة وجريدة لهذه الغاية وانفق في هذا السبيل كثير من خالص ماله وما وصل إليه من تراث آبائه وأجداده حتى ظهر به الإصلاح العظيم وكثرت أتباعه وانتشر تلاميذه في أنحاء البلاد النائية وتوغل هديه وإرشاده في الشرق الأدنى والمغرب الأقصى واهتدى به خلق لا تعد ولا تحصى وكان بجده وإخلاصه حسنة حُسنى في كل جانب وحسكة عظمى في حلوق الأجانب ولا زال على ذلك إلى أن توفاه الله تعالى في الشهر الماضي عن ستين سنة وما أناءت عزيمته ولا فترت همته فلهذه الأعمال المجيدة التي كرس حياته عليها وحلى بها جيد هذا الزمان أحرز التقديس والكرامة ونال الذكرى الحميدة والحياة الخالدة.
هذا هو الفضل السني الأوحد *** هذا هو العمل المجيد المفرد
هذا الذي قد كان حقا حلية *** يزهو بها الشيخ العلاوي أحمد
نشرت له في الغرب آيات الثنا *** وله أحاديث الهداية تسند
قد جد في الإصلاح طول حياته *** حتى تكلل بالنجاح المقصد
تنبيك عن أعماله آثاره فبها *** دلائل تبدو ليست تجحد
قد كان مولانا لكل ملمة *** وبفضله ورق الرياض تغرد
سعدت به الدنيا وتم فخارها *** وكذلك الأخرى تضيء وتسعد
فعليه من رب العباد تحية تهمى *** وتزكو بالرضا تتردد
7 جمادى الأولى 1353 هـ / 18 آب (أغسطس) 1934
مدرس وخطيب الجامع الكبير العمري بمدينة غزة
عثمان أبو المحاسن الطباع.
الحمد لله الذي لا محمود سواه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه الهداة.
أما بعد
فيا أيها السادة الكرام.
إن مدينة غزة اليوم تحتفل بذكرى فقيد الإسلام والمسلمين الأستاذ الكبير والشيخ الجليل التقى الزاهد العالم الواصل السيد الحاج أحمد العلوي الحسنى المستغانمي الجزائري.
نعم نحتفل به بمزيد من الإجلال والتكريم إذ الحفاوة بالرجال يجب أن تكون بقدر أفعالهم البارزة وأعمالهم الخالصة المفيدة للأمة والنافعة في المجتمع الإنساني لا بالأعمال المزيفة والدعوى الباطلة والشهرة الكاذبة والفخفخة المصطنعة. وقد كان الأستاذ رحمه الله علما عظيما ومعلما حكيما ودرة يتيمة وجوهرة كريمة جمع الله فيه العلم والعمل والتقى والإخلاص والأخلاق وعلو الهمة وشرف النفس وبعد النظر وإحالة الرأي ورزانة العقل جمع الله فيه من المزايا والفضائل ما تفرق في سائر المدن والقبائل. وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد فهو رحمه الله ورضي عنه آية من آيات الله التي أشرقت في الغرب فاستضاءت بها أنحاء الشرق ولا غرو، فكم بزغت من سماء الديار المغربية على مدن الأقطار الشرقية شموس وأقمار ازدهت العصور الغابرة بعظيم فضلهم واستنارت بسنا إرشادهم منهم الإمام المدرس الشيخ محمد البياسي والحافظ المحدث الشيخ على الأندلسي والمرشد القطب الكبير الشيخ على بن مروان بن عامر الأشبيلي الحسيني والعالم العامل الشيخ شمس الدين محمد أبو العزم الحسني وهو من أولياء المغاربة المشاهير كما ذكره المرادي فى تاريخه وجود مشهد السلطان الغوري والولي الكامل الشيخ محمد المغربي والعارف الواصل الشيخ شهاب الدين أحمد الظفرذمري وغيرهم ممن خلد التاريخ مناقبهم وشيد السلف مشاهدهم بفترة وغيرها من مدن فلسطين وسوريا. حتى أشرق في القرن الأخير المجاهد الأمير عبد القادر الجزائري الحسني والقطب الكبير الشيخ على نور الدين البشرطي الحسني وكم ترنحت أعطاف العصور الغابرة بحسنات الغرب ورجاله البارزين فى العلم والعمل ولذا قيل فيه:
للغرب فضل شهير *** رب العباد أجله
فالشمس تغرب فيه *** ومنه تبدو الأهله
ظهر الأستاذ المحتفى بذكراه في أوائل هذا القرن وقد خيم الكفر على بلاده وكاد يستأصل البقية الباقية من المسلمين فأخذ في إنقاذ بلاده بجد وإخلاص وثابر على العمل من غير خشية ولا مبالاة وأحيى المدارس والمساجد وعمر الزوايا والمعاهد بنشر العلم والإرشاد والتمسك بأهداب الدين وتنوير الأذهان وتنبيه الأفكار لدسائس الكفار وبث الدعوة إلى الدين والأخلاق والإتحاد والإخاء والمحبة الخالصة في أقاصي البلاد وأطراف القبائل المغربية وكانت الطريق و الآداب الصوفية أكبر معين للوصول لهذه الغاية ولولا ذلك لتدهورت الأمة العربية والملة الإسلامية في تلك الديار من زمن بعيد كما شهد به سعادة أمير البيان الأمير شكيب أرسلان في تعليقاته لحاضر الأمة كما تصدى الفقيد رحمه الله لصد غارات المبشرين وحملات المبتدعة والملحدين ونشر الرسائل العديدة والتصانيف المفيدة وأسس مطبعة وجريدة لهذه الغاية وانفق في هذا السبيل كثير من خالص ماله وما وصل إليه من تراث آبائه وأجداده حتى ظهر به الإصلاح العظيم وكثرت أتباعه وانتشر تلاميذه في أنحاء البلاد النائية وتوغل هديه وإرشاده في الشرق الأدنى والمغرب الأقصى واهتدى به خلق لا تعد ولا تحصى وكان بجده وإخلاصه حسنة حُسنى في كل جانب وحسكة عظمى في حلوق الأجانب ولا زال على ذلك إلى أن توفاه الله تعالى في الشهر الماضي عن ستين سنة وما أناءت عزيمته ولا فترت همته فلهذه الأعمال المجيدة التي كرس حياته عليها وحلى بها جيد هذا الزمان أحرز التقديس والكرامة ونال الذكرى الحميدة والحياة الخالدة.
هذا هو الفضل السني الأوحد *** هذا هو العمل المجيد المفرد
هذا الذي قد كان حقا حلية *** يزهو بها الشيخ العلاوي أحمد
نشرت له في الغرب آيات الثنا *** وله أحاديث الهداية تسند
قد جد في الإصلاح طول حياته *** حتى تكلل بالنجاح المقصد
تنبيك عن أعماله آثاره فبها *** دلائل تبدو ليست تجحد
قد كان مولانا لكل ملمة *** وبفضله ورق الرياض تغرد
سعدت به الدنيا وتم فخارها *** وكذلك الأخرى تضيء وتسعد
فعليه من رب العباد تحية تهمى *** وتزكو بالرضا تتردد
7 جمادى الأولى 1353 هـ / 18 آب (أغسطس) 1934
مدرس وخطيب الجامع الكبير العمري بمدينة غزة
عثمان أبو المحاسن الطباع.
تعليقات
إرسال تعليق