الشيخ العلاوي والمريد الواشي

يوما ما, بينما كان الشيخ العلاوي (قدس الله روحه) منشغلا بالقراءة, دَخَلَ عليه أحد مريديه وذَكَرَ له أن أخاً لَهُمْ قام بعملٍ خطيرٍ. اسْتَمَرَّ الشيخُ في القراءة, لكنَّ المريد أَصَرَّ. تابع الشيخ القراءةَ ثانيةً, فأصر المريد بكل قوَّاهُ لتبليغِ الوضعَ المستنكرَ لأخيهِ المخطئ.

ثم فجأةً, وضَعَ الشيخَ العلاوي الكِتَابَ على رُكْبَتَيْهِ وتَرَكَ نَظَارَتَهُ ‏ونَظَرَ إلى مريده وسَأَلَهُ:
- لمَّا ينامُ أخاك على حافة الطريق, وتَقُومُ الرِّيحُ بِتَحْرِيكِ قَمِيصِهِ وتَكْشِفُ عَنْهُ عَوْرَتَهْ, هَّلْ تَسْتُرَهُ وَتُسْدِلَ عَلَيْهِ قَمِيصَهْ, أَمّْ تَرْفَعَهُ لِتَكْشِفَ عَنْهُ أَكْثَرْ؟

فَرَدَّ المريد بِخَجَلْ:
- أَسْتُرُهُ سَيِّدِي.

فقال له الشيخ:
- إذاً أُسْتُرْ, أُسْتُرْ أَخَاكَ, أُسْتُرْ.

المصدر: الدكتور صالح خليفة (العلاوية والمدنية من مصادرها المباشرة إلى الخمسينيات) أطروحة للحصول على دكتوراه الدولة في الدراسات العربية والإسلامية. جامعة ليون جان مولان (فرنسا).

تعليقات