الشيخ العلاوي وزهرة الشاي

في خلوته بالزاوية, كانت دائما أمامه صينية كبيرة عليها إبريق الشاي وعدة كؤوس, وذلك لسبب قدوم العديد من الزوار, مريدين أو غيرهم, الذين كانوا يأتون لزيارته والجلوس معه والإستفادة من تعاليمه.

في يوم ما بينما كان جالسا مع مريديه, ملأ كأسا وبالغ في سكب الشاي حتى كاد أن يتدفق منه, ثم سأل جلسائه قائلا :

- هل يمكن لهذا الكأس أن يمتلأ أكثر ؟

فرد عليه الجميع بالنفي :
- لا بالطبع, إنه مملوء.

فأخذ الشيخ بتلة من زهرة كانت على الصينية ووضعها فوق الكأس المملوء بالشاي, ولم يفض منه شيئ, إذ تحمل أكثر, فقال لهم حينئد:

 
- هكذا حال طالب علم الظاهر الذي حصَّل عليه وأتقنه, فعليه أن يعلم أنه يمكن له الزيادة بتزيين علمه الظاهر الذي هو الإسلام والإيمان بعلم الباطن الذي هو الإيقان والإحسان أو ما يعرف بالتصوف, أو نقول انتقاله من الدليل والبرهان إلى الشهود والعيان, وهكذا تزيد معرفته نورا بنور معرفة الله تعالى.

المصدر : من موقع خالد وليامس عن الشيخ البوزيدي البوجرافي العلاوي رحمه الله.