الشيخ العلاوي والأبله (البهلول)

عند زيارة الفقراء للشيخ العلاوي والذين يأتون من مناطق بعيدة عن مستغانم, كان من عادتهم الإنقطاع للذكر والخلوة في زاويته, وكانت الضرورة تحتِّم عليهم الذهاب إلى نهر قريب من الزاوية لغسل ثيابهم.

في  يوم ما, التقى بعض هؤلاء الفقراء بشخص أبله (بهلول), لا مأوى له ومدمن على الخمر, والذي كان أغلب سكان تجديت (الحي القديم بمستغانم) يعرفونه. هذا الرجل جاء حذو المكان الذي كان الفقراء يغسلون فيه ثيابهم وبدأ بغسل ثيابه هو الآخر, فكان وسخ ثوبه يتسلل إلى موضع الفقراء. فتكلم بعضهم إلى بعض وطلبوا منه أن ينزل بعيدا عنهم لأنهم كانوا أسبق منه إلى ذاك الموضع, و نيتهم كانت واضحة, فقد كرهوا ما كان يتسلل  إليهم من وسخ ثيابه إلى موضع غسلهم.

الرجل لم يلبي طلبهم وبقي في موضعه, فقرر الفقراء حمل ثيابهم والعودة إلى الزاوية, فقال لهم الرجل:

- أتظنون أنكم الأولاد الأعزاء للشيخ العلاوي ؟ ولكن يظهر أنكم نسيتم أنني كذلك ولده رغم سوء حالي, وأعلموا أن الأب لا يسمح في ولده ولو كان أبله (بهلول), أنا الابن البهلول للشيخ العلاوي.

عند سماعهم لهذا الكلام, أدرك الفقراء الحكمة في كلامه وربما بعض الشدة فيه فقرروا إبلاغ الشيخ العلاوي بمَا حَدَثَ, فقال لهم:

- الحق معه, إنه ولدي والأب لا يسمح في ولده أبداً ولو كان أبله, إذاً كونوا أنتم كذلك إخوة  له.


المصدر: سيدي علي ابن سيدي محمد السايح أحد آخر الفقراء المباشرين للشيخ أحمد العلاوي.

تعليقات