مدح الشيخ المدني لجريدة "لسانَ الدِّين"

صدرت هذه الجريدة بالجزائر في أول جانفي سنة 1923. وقد ﺻَﺪَرَ منها 12 ﻋﺪدا ﻓﻘﻂ ، ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺑﻌﺪُ لتخرج في حلة جريدة البلاغ 1926. وهي صحيفة أسبوعية اهتمت بشؤون الجزائر الوطنية، وأيدت الجامعة الإسلامية واللغة العربية وعارضت سياسَة الدمج والتجنيس. ولذاك أغلقها الفرنسيون لأنها كانت منبرًا يعرب فيها عن أفكاره وإصلاحه الديني والاجتماعي، يشاركه في ذلك خيرة علماء الجزائر وهو ما يؤكد أنَّ هذه القصيدة كتبت في سنة 1923. (انظر: أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، بيروت، منشورات دار الغرب الإسلامي، 1998، ج4، ص.138).

وفي هذه القصيدة يمدح الشيخ المدني هذه الجريدة ويدعو إلى التمسك بالدين الحنيف.

"لسانَ الدِّين" شَمَّرتَ ساقًا وساعِدًا * حتَّى ظهرتَ لِنَصْر الدين مُساعِدًا
لقـد شَرَّفْتَ أهلَ الإسلام جَميعَهم * فَقَام الدِّينُ إلى عُلاكَ مُمَجَّدًا
أركانُ الدِّين بكَ استَغَاثت مِن الرَّدَى * أقمْ جدارًا وابْنِ حصنًا مُشَيَّدًا
فَلا يَنْفـضُّ إذا ثَبَتَ في مَوقفٍ * وكان الحَقُّ إليكَ عَونًا ومُنْجِدًا
"إنْ تَنصروا اللهَ يَنْصرْكم" فَلا تَخف * ولا تُبَـال مَع الإخلاص كَيدَ العدِا
ها قَد دخلتَ إلى مَيدان مؤتزًرا * بِنَصْـر الله، فَسَتَكونُ مُؤَيَّـدًا
لبستَ درعًا من التِّبيان مُوضحًا * بَينَ البَرايَا أعلام دينٍ تَوَحَّدًا
نِعمَ الطريقُ، طريقُ الدينِ سَلكتَه * دينُ الإسلام، دينُ التوحيد، دينُ الهُدَى
كـم تَعَطَّشنا إلى الإرشاد لنتقيَ * سبيلَ الغَيِّ نَتَدَرَّع رَشَدا
حتَّى استهلَّ “لسان الدين” مُبَشِّرًا * يَدعو للخير مِنَ الأنَام مَن اهتَدَى
فَقمنا نَسعى والقَلبُ مِنَّا مَشوّقٌ * وَقفنَـا نُصغي فينا خَطيبًا ومُرشدًا
تَعيكَ أذنٌ من الأبرار واعيةٌ * نَبغي الإصلاحَ، تَراه فَرضًا مُؤَكَّدًا
إصـلاح دينٍ فيه صلاحٌ مُؤَكَّدٌ * وكانَ فيه عزُّ الداريْنَ مُؤَيدًا
سلوا التاريخَ عن الإسلام هل عِزُّهم * بِأمْر الدِّين أم كانوا جمعًا سؤددًا
يُنبيكَ ماضٍ من الأفعال تَجده * فِعل الأصحاب فِعل الأتْبَاع ومَن غَدَا
هـمُ النجوم لو اقتَدَيْنا بِفعلهم * لما ضَللنا وكانَ السَّعيُ مُسَدَّدًا
عُضُّـوا على الدين الحَنيف لتظفروا * يا أهلَ العصر، لا تزيغوا عن الهُدَى
واعتَصمـوا بحبل الله لتفلحوا * حتى تعيشوا عيشًا كريمًا ورَغَدًا
ولا تَكـونوا مثلَ الذينَ تَفرقوا * عَـن هذا الدين وخَانوا عهدًا ومَوعِدًا
فَدينُ الله أساسُ كلِّ فَضيلَةٍ * وكل خيرٍ في الاتِّبَاع لأحمدَا

وقد كتب الشيخ محمد المدني، رحمه الله، هذه القصيدة مراسلاً جريدة “لسان الدين”، التي أنشاها أستاذهُ الشيخ أحمد العلاوي (ت.1934) وأشرف عليها السيد مصطفى بن حافظ (ﻛﺎن ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪرﺳﺔ ﻗﺮآﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ) والسيد حسن بن عبد العزيز. وقد صدرت بالجزائر فاتح جانفي سنة 1923، وهي صحيفة أسبوعية اهتمت بشؤون الجزائر الوطنية، ولها آراء لتأِييد الجامعة الإسلامية، ومعارضة سياسة الدمج، والتجنيس، والدفاع عن اللغة العربية. وقد أغلقها الفرنسيون لأنها كانت منبرًا يعرب فيها عن أفكاره، وإصلاحه الديني والاجتماعي، يشاركه في ذلك خيرة علماء الجزائر، والوطن العربي. وﺻَﺪَرَ منها، 12 ﻋﺪدا ﻓﻘﻂ ، ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺑﻌﺪُ لتخرج في حلة جريدة البلاغ 1926. (انظر: أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، بيروت، منشورات دار الغرب الإسلامي، 1998، ج4، ص.138).

وفي هذه القصيدة يمدح الشيخ المدني شيخه العلاوي ويقر بفضله وعلمه، تعبيرًا له عن صادق المحبة وكمال الولاء.

"لسانَ الدِّين" لَقد سَألتَ عن فاضلٍ * عن عالم جهبَذٍ بين الأنام وعَاملٍ
وعَن ولـيٍّ من الكرام وماجدٍ * وعَن إمـامِ هذا الزمان وكامِلِ
هو العلاوي ومُسْتَغـانِمُ نَسَبُه * ذاكَ الرئيـس في كل نادٍ ومَحفَلِ
نِعـمُ السؤالُ، إذا أردتَ حقيقَةً * رَغم الحُسَّـاد، رَغم الأعادي والعُذَّل
نَطوي البساطَ عمَّا رأيت من حاسدٍ * ولاَ التفاتَ لأهْل الزيْغِ والزَّلَل
قد قالوا فيه ولكن بغي أنفسهم * شَأن الحسود وشأن الخائن الخَتِلِ
وتلكَ سنَّـةُ الله في الذين خَلَوْا * في الأوليـاء والرُّسُل السادة الكُمَّلِ
قَد أنكروا في الإمام فَضلاً مشتهرًا * وهَديًا غَير خَفيٍّ في القول والعَمَلِ
مثلَ الخُفَّاش أن ينكر نورَ الشمس الضحى * وقد يَضُرُّ طيبُ الأزهار بالجُعَل
فذاكَ حكمُ الله لا مَرَدَّ له * شاهت وجوه أولي الأهواء والحِيَلِ



تعليقات