الإمام علي بن أبي طالب

حياته في مكة, ميلاده ونشأته رضي الله عنه:

هو سيدنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب واسمه شيبة الحمد بن هاشم واسمه عمرو بن عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي واسمه زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

ينتسب سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لبني هاشم بطن من قريش, وهو أصغر ولد, أبوه أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم أحد سادات قريش والمسئول عن السقاية فيها. ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم أحد أنبياء الإسلام. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف, قيل أنها أول هاشمية تلد لهاشمي, وكان والدا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد كفلا سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي والديه وجده وهو صغير فتربى ونشأ في بيتهما.

الكعبة, حيث ولد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفقا لبعض الروايات:
وُلد سيدنا علي بصورة نادرة, أغلب الظن في يوم الجمعة 15 من شهر رجب المبارك سنة 22 قبل الهجرة الموافق لـ 30 من شهر أيلول (سبتمبر) سنة 600م, حيث يؤكد المؤرخون أنه المولود الوحيد داخل الكعبة وفقا لروايات تقول أن موضع بأحد جدران الكعبة يسمى المستجار قبل الركن اليماني للكعبة قد انشق لفاطمة بنت أسد حيث جاء في كتاب كشف الغمة حول ولادته ما يأتي :قال يزيد بن قعنب: كنتُ جالساً مع العباس بن عبد المطلب رضوان الله عليه, بازاء بيت الله الحرام, إذْ أقبلَتْ فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين رضوان الله عليه, وكانت حاملاً به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق فقالت: يا رَبِّ, إنِّي مؤمنة بك, وبما جاء من عندك من رسل وكتب, وإنِّي مصدِّقة بكلام جدِّي إبراهيم الخليل, وأنَّه بنى البيت العتيق .فبحقِّ الذي بَنَى هذا البيت, والمولود الذي في بَطْني, إلا ما يسَّرْتَ عليَّ ولادتي. فرأيت البيت قد انشقَّ عن ظهره, ودخلت فاطمة بنتَ أسَدٍ فيه وغابت عن أبصارنا, وعاد إلى حاله وأردنا أن نفتح قفل الباب فلم ينفتح, فعلمنا أنَّ ذلك من أمر الله تعالى, ثمَّ خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها الإمام علي رضوان الله عليه. وروايات أخرى تقول أن أبو طالب فتح لها باب الكعبة فدخلتها وولدت سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بداخلها. وذكر ذلك في بعض المصادر السنية منها المستدرك للحاكم فجاء فيه: «تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أميرالمؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرّم الله وجهه في جوف الكعبة», وورد هذا الخبر في مواضع أخرى, بينما ينكر بعض رجال الدين والمؤرخين السنة وقوع هذه الحادثة, حيث ضعف السيوطي سند رواية الحاكم, وضعفها صاحب تهذيب الأسماء, والثابت عند السنة هو أن حكيما بن حزام هو الذي ولد في جوف الكعبة كما أورد ذلك الحاكم والذهبي وابن حجر وغيرهم, علماً أن هذه الحادثة ذكرها علماء المسلمين ومؤرِّخِيهم, من أمثال: سبط ابن الجوزي الحنفي في كتابه تذكرة الخواص, والطوسي في أماليه, والمفيد في الإرشاد, وابن طاووس في الطرائف, والمسعودي في كتابيه إثبات الوصية ومروج الذهب.

حين كان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما بين الخامسة والسادسة من عمره مرت بمكة سنين عسرة وضيق أثرت على الأحوال الاقتصادية في مكة وما حولها, وكان لأبي طالب ثلاثة أبناء: سيدنا علي بن أبي طالب وسيدنا عقيل وسيدنا جعفر رضي الله عنهم , فذهب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمه العباس بن عبد المطلب وعرضا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يأخذ كل منهما ولدا من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفا للعبء عليه, فأخذ العباس جعفر وأخذ سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عنه, فتربى في بيته وكان ملازما له أينما ذهب, وتذكر بعض المصادر أنه كان يذهب معه إلى غار حراء للتعبد والصلاة, كما يُذكر أنه كان قبل الإسلام حنيفا ولم يسجد لصنم قط طيلة حياته, ولهذا يقول بعض المسلمون «كرم الله وجهه» بعد ذكر اسمه, وقيل لأنه لم ينظر لعورة أحد قط.

إسلامه رضي الله عنه:

أسلم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو صغير, بعد أن عرض النبي سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الإسلام وعلى أقاربه من بني هاشم تنفيذا لما جاء في القرآن. وقد ورد في بعض المصادر أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد جمع أهله وأقاربه على وليمة وعرض سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الإسلام, وقال أن من يؤمن به سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده, فلم يجبه أحد إلا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه. سمي هذا الحديث «حديث يوم الدار» أو «إنذار يوم الدار» أو «حديث دعوة العشيرة», وقد ذكر في العديد من الكتب بروايات مختلفة منها ما أورده الطبري في تاريخه 2 ص 216 :

روى الطبري في التاريخ حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله وأنذر عشيرتك الأقربين دعاني رسول الله فقال لي يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليه حتى جاءني جبرئيل فقال يا محمد إنك إلا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رحل شاة واملأ لنا عسا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله حذية من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال خذوا بسم الله فأكل القو م حتى ما لهم بشيء حاجة وما أرى إلا موضع أيديهم وايم الله الذي نفس علي بيده وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم ثم قال اسق القوم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا منه جميعا وايم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله فلما أراد رسول الله أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال لهد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله فقال الغد يا علي إن هذا الرجل سيقني إلى ما قد سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم إلي قال ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة ثم قال اسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا ثم تكلم رسول الله فقال يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم قال فأحجم القوم عنها جميعا وقلت وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال إن هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا قال فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ورواه في الكامل وغيره.

وروى في كتاب الاستقصاء روى عن محمد بن إسحاق بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله قال يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا فقال يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله عز وجل أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع.

و في رواية أخرى حول إسلام سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذكر ابن الأثير في أسد الغابة:

عن ابن إسحاق قال‏:‏ ثم إن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه جاء بعد ذلك اليوم- يعني بعد إسلام خديجة وصلاتها معه- قال‏:‏ فوجدهما يصليان, فقال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ‏:‏ يا محمد, ما هذا? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏»‏دين الله الذي اصطفى لنفسه, وبعث به رسله, فأدعوك إلى الله وإلى عبادته وكفر باللات والعزى‏»‏‏.‏ فقال له سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ‏:‏ هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم, فلست بقاض أمراً حتى أحدث أبا طالب‏.‏ فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفشي سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه سره قبل أن يستعلن أمره, فقال له‏:‏ يا علي إن لم تسلم فاكتم‏.‏ فمكث سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه تلك الليلة, ثم إن الله أوقع في قلب سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الإسلام, فأصبح غادياً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه فقال‏:‏ ماذا عرضت علي يا محمد؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏»‏تشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وتكفر باللات والعزى, وتبرأ من الأنداد‏»‏‏,‏ ففعل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأسلم, ومكث سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأتيه سراً خوفاً من أبي طالب, وكتم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه إسلامه‏.‏ وكان مما أنعم الله به سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه ربي في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام‏.

وفي رواية عن أنس بن مالك: «بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين, وأسلم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم الثلاثاء.»

وبهذا أصبح سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول من أسلم من الصبيان, وذهب البعض مثل ابن إسحاق لأنه أول الذكور إسلاما, وإن اعتبر آخرون مثل الطبري من أهل السنة سيدنا أبو بكر رضي الله عنه هو أول الذكور إسلاما مستندين إلى روايات تقول أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يكن راشدا حين أسلم, فالروايات تشير أن عمره حين أسلم يتراوح بين 10 و18 عاما, وإذا استندنا على تاريخ ميلاده فقد أسلم وعمره 12 سنة. وأورد الذهبي في تاريخه: "أول رجلين أسلما سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وإن أبو بكر رضي الله عنه أول من أظهر الإسلام وكان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يكتم الإسلام فرقا من أبيه". كما كان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول من صلى مع سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته خديجة.

لم يهاجر سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الحبشة في الهجرة الأولى حين سمح سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض من آمن به بالهجرة إلى هناك هرباً من اضطهاد قريش. وقاسى معه مقاطعة قريش لبني هاشم وحصارهم في شعب أبي طالب. كما رافق محمدا في ذهابه للطائف لنشر دعوته هناك بعد أن حين اشتد إيذاء قريش له. مكث سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة حتى هاجر إلى المدينة.

ليلة الهجرة النبوية:

في اليوم الذي عزم فيه سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الهجرة إلى يثرب, اجتمع سادات قريش بدار الندوة واتفقوا على قتله, فجمعوا من كل قبيلة شاب قوي وأمروهم بانتظاره أمام باب بيته ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل, فجاء المَلَك جبريل إلى سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذره من تآمر القرشيين لقتله, فطلب سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يبيت في فراشه بدلا منه ويتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا غطي على هجرة النبي وأحبط مؤامرة أهل قريش بقتل محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعتبر سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول فدائي في الإسلام بموقفه في تلك الليلة التي عرفت فيما بعد "بليلة المبيت"؛ ويروى بعض المفسرين الشيعة في تفسير الآية القرآنية: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" أنها نزلت في سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين نام في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم. كان محمدا قد أمره أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ففعل, حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند محمد صلى الله عليه وسلم. وكانوا في مكة يعلمون أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يتبع محمدا صلى الله عليه وسلم أينما ذهب, لذا فإن بقاءه في مكة بمثابة تمويه لجعل الناس يشكون في هجرة النبي لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه معه. بقي سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مكة ثلاثة أيام حتى وصلته رسالة من سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبر رسوله أبي واقد الليثي يأمره فيها بالهجرة للمدينة.

حياته رضي الله عنه في المدينة:

مسار الهجرة إلى يثرب؛ وأهم غزوات سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتوحات الخلفاء الراشدون.

هجرته رضي الله عنه:

خرج سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه للهجرة إلى المدينة وهو في الثانية والعشرين من عمره, وحسب رواية ابن الأثير في أسد الغابة فقد خرج سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وحيدا يمشي الليل ويكمن النهار, بينما تذكر مصادر أخرى أنه اصطحب ركب من النساء هم أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب أو ما سمي بركب الفواطم. ولم تمض غير أيام قليلة حتى وصل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى قباء حيث انتظره  الرسول الله صلى الله عليه وسلم بها ورفض الرحيل قبل أن يصل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي كان قد أنهكه السفر وتورمت قدماه حتى نزف منهما الدم. وبعد وصوله بيومين نزل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. حين وصل سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قام بما عرف بمؤاخاة المهاجرين والأنصار, لكنه آخى بين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين نفسه وقال له: «أنت أخي في الدنيا والآخرة.»

زواجه رضي الله عنه:

في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة زوجه سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته سيدتنا فاطمة رضي الله عنها وأرضاها ولم يتزوج بأخرى في حياتها, وقد روي أن تزويج سيدتنا فاطمة رضي الله عنها وأرضاها من سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان بأمر من الله, حيث توالى الصحابة على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لخطبتها إلا إنه ردهم جميعا حتى أتى الأمر بتزويج سيدتنا فاطمة رضي الله عنها وأرضاها من سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه, فأصدقها سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه درعه الحطمية ويقال أنه باع بعيرا له وأصدقها ثمنه الذي بلغ 480 درهم على أغلب الأقوال. وأنجب منها الحسن والحسين في السنتين الثالثة والرابعة من الهجرة على التوالي, كما أنجب زينب وأم كلثوم والمحسن بن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه, والأخير حوله خلاف تاريخي بين السنة والشيعة حيث يرى الشيعة أنه قتل وهو جنين يوم حرق الدار, ويرى بعض السنة أنه ولد ومات في حياة النبي, في حين ينكر بعض السنة وجوده من الأساس. في أكثر من مناسبة صرح سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن علي وفاطمة والحسن والحسين هم أهل بيته مثلما في حديث المباهلة وحديث الكساء, ويروى أنه كان يمر بدار سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لإيقاظهم لأداء صلاة الفجر ويتلو آية التطهير.

أعماله رضي الله عنه في عهد سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم:

كان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه موضع ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فكان أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وكان أحد سفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام, واستشاره سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأمور مثلما استشاره في ما يعرف بحادثة الإفك. شهد بيعة الرضوان وأمره سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينها بتدوين وثيقة صلح الحديبية وأشهده عليه. يروى في الاستيعاب أن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى اليمن ليدعوهم فبقي هناك ستة أشهر فلم يجيبه أحد فبعث سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى اليمن فأسلمت على يديه همدان كلها, وتتابع بعدها أهل اليمن في الدخول إلى الإسلام؛ ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي يذهب فيها سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى اليمن حيث ولاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء, فنصحه ودعا له, ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث بها عام واحد. كما ساهم في فض النزاعات وتسوية الصراعات بين بعض القبائل. ورد في الكامل أنه عند فتح مكة أراد سعد بن عبادة دخول مكة مقاتلاً عكس ما أمر به سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أنه أراد دخول مكة بلا قتال, فحين سمع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أرسل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه خلف سعد فلحقه وأخذ الراية منه ودخل بها مكة, بعدها أمره سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بكسر الأصنام التي كانت حول الكعبة.

غزواته رضي الله عنه مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم:

شهد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه جميع المعارك معه إلا غزوة تبوك خلفه فيها على المدينة وعلى عياله بعده وقال له‏:‏ ‏»أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي‏», وسلم له الراية في الكثير من المعارك. عرف سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ببراعته وقوته في القتال, وقد تجلى هذا في غزوات الرسول؛ ففي غزوة بدر, هزم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الوليد بن عتبة, وقتل ما يزيد عن 20 من الوثنيين. وغزوة أحد قتل طلحة بن عبد العزى حامل لواء قريش في المعركة, وأرسله سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فدك فأخذها في سنة 6 هـ. وفي غزوة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد فرسان العرب وفي غزوة خيبر, هزم فارس اليهود مرحب, وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام حصن اليهود, قال محمد: «لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح عليه» فأعطاها لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليقود الجيش, وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين. وقيل إنه اقتحم حصن خيبر متخذاّ الباب درعا له لشدة قوته في القتال. وكان ممن ثبت مع سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين. وكان لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه سيف شهير أعطاه له سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد عرف باسم ذو الفقار كما أهداه سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم درعا عرفت بالحطمية ويقال أنها سميت بهذا الاسم لكثرة السيوف التي تحطمت عليها.

غدير خم:

في اليوم 18 من ذي الحجة عام 10هـ بعد أن أتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم مناسك حجة الوداع وخرج المسلمون عائدين لديارهم, توقف عند مكان يقال له غدير خم وخطب في المسلمين خطبة اختلفت الروايات حولها ولكن يجمع المؤرخون أنه جاء فيها: "من كنت مولاه فعلي مولاه". تقول المصادر الشيعية أن في هذا اليوم نزلت الآية: "اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" (سورة المائدة, الآية 3) ويفسرونها بأن إتمام الدين هو الإيمان بالإمام والولي سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه من بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, وتقول مصادرهم أن جميع المسلمين والمسلمات قد بايعوه في هذا اليوم على السمع والطاعة. من وجهة النظر السنية وصية النبي سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا تدل على استخلافه من بعده وإنما تدل على مكانته, كما ينكر السنة حدوث المبايعة أو نزول الآية في هذا اليوم.

بعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:

تعد الفترة من بعد موت سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكثر المواضع الخلافية في التاريخ الإسلامي وخاصة فيما يتعلق بسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعلاقته بالصحابة, ويتخذ الخلاف منحى عقائدي حيث يرفض رجال الدين السنة والشيعة الروايات التي تعارض عقيدتهم, ويؤيدهم في ذلك علماء الجرح والتعديل من ناحية سند الروايات.

اختيار الخليفة:

بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قام سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بتغسيل وتجهيز جثمانه للدفن, وفي هذه الأثناء اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة للمسلمين, وحين سمع سيدنا أبو بكر رضي الله عنه و سيدنا عمر رضي الله عنه رضي الله عنه بهذا توجها إلى السقيفة وأكدوا على أحقية المهاجرين بالخلافة كما تقول المصادر السنية ودار جدال بينهم, في النهاية تم اختيار سيدنا أبو بكر رضي الله عنه ليكون خليفة النبي, بعدها توجهوا لبيت سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأخذ البيعة منه.

يروي بعض المؤرخين أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان مقتنعا بأحقيته في الخلافة, واعتقد أن المسلمين سيختارونه في السقيفة, فقال حين وصله نبأ ترشيح الأنصار لسعد بن عبادة: "لو كانت الإمامة فيهم, لم تكن الوصيّة بهم" ثم قال: "فماذا قالت قريش؟" قالوا: "احتجّت بأنّها شجرة الرسول", فقال  "احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرّة", فاجتمع سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبعض الصحابة المحتجين على خلافة أبي بكر في بيت سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومنهم طلحة بن عبيد الله الزبير بن العوام وأمه صفية عمة النبي  رضوان الله عليهم, لكن السنة يصححون رواية تقول أنه تقبل الأمر ورضي بخلافة سيدنا أبي بكر رضي الله عنه, كما وافقهم في هذا ذلك بعض الفقهاء الشيعة أمثال محمد حسين كاشف الغطاء في كتاب أصل الشيعة وأصولها حيث قال أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد بايع وسالم. وتؤكد بعض المصادر أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه احتفظ بدور كبير خلال عهود الخلفاء الثلاثة رضوان الله عليهم الذين سبقوه, وكانوا يستشيروه في الكثير من الأمور.

بينما يؤكد أغلب الشيعة وبعض الباحثين المعاصرين روايات تقول أنه بايع سيدنا أبو بكر رضي الله عنه كارها, بينما يقول الشيعة بأنه التزم بوصية أوصاه بها سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته جاء فيها: "يا علي ستغدر بك الأمة من بعدي, فقلت يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان كذلك؟ فقال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا''. فاستنصر سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه القوم فلم يجبه غير أربعة أو خمسة, لكن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لو كانوا أربعين رجلا لقاوم, فبايع كارها متبعا الوصية وحقناً لدمه؛ وفي رواية أخرى أوردها اليعقوبي أن أبا سفيان بن حرب بايع سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وذهب خالد بن سعيد إلى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبايعه وقال له: "هلم أبايعك, فو الله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد صلى الله عليه وسلم منك" فأقبل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أربعون رجلا فبايعوه, واعتزلوا في بيت سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبلغ سيدنا أبو بكر رضي الله عنه و سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه, فأتوا في جماعة واقتحموا البيت واشتبك سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلا أن سيدتنا فاطمة رضي الله عنها وأرضاها زوجة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه هددتهم قائلة: "والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله !" فخرجوا وأقام أتباع سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بيته أياما لكنهم خرجوا واحدا تلو الآخر يبايعون سيدنا أبي بكر رضي الله عنه ولم يبقى إلا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه , فبايع بعدها بستة أشهر. بعدها مكث في بيته حتى جمع القرآن, كما أنه اعتزل العمل السياسي وتفرغ لخدمة أهله وزراعة الحدائق والبساتين وحفر الآبار التي تعرف حاليا بآبار علي.

في عهد سيدنا أبو بكر رضي الله عنه:

بعد أن شيع سيدنا أبو بكر رضي الله عنه جيش أسامة بن زيد جعل كبار الصحابة ومنهم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه على منافذ المدينة لحمايتها من أي اعتداء, كما استشاره سيدنا أبو بكر رضي الله عنه قبل أن يحارب المرتدين وأيضا قبل المضي في غزو الروم, كما شارك في جنازة سيدنا أبو بكر رضي الله. في حين تنكر روايات أخرى مشاركته في حروب الردة أو جنازة سيدنا أبو بكر رضي الله. جاء في الكامل أن القضاء في عهد سيدنا أبو بكر رضي الله كان لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

جدير بالذكر أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان في صف زوجته سيدتنا فاطمة رضي الله عنها وأرضاها في مطالبتها بميراث أبيها, حيث اعتبرا أرض فدك من حق سيدتنا فاطمة رضي الله عنها وأرضاها كنحلة نحلها إياها سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته كما جاء في بعض الروايات, بينما أنكر سيدنا أبو بكر رضي الله عنه ومعه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كونها نحلة, بل اعتبراها ميراثا من سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالا بأن الأنبياء لا يورثون وأن ما تركوه صدقة ويستند سيدنا أبو بكر رضي الله عنه بحديث قال أنه سمعه من الرسول: "لا نورث, ما تركنا صدقة", ويقول الشيعة أن سيدتنا فاطمة رضي الله عنها وأرضاها قد جاهرت بالرد عليه في مسجد النبي بالخطبة المعروفة بالفدكية, في حين روى البيهقي أن سيدنا أبو بكر رضي الله عنه استأذن من سيدتنا فاطمة رضي الله عنها وأرضاها يترضاها, فسألت سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتحب أن آذن له؟ فقال نعم, فأذنت له, فدخل سيدنا عليها يترضاها حتى رضيت.

في خلافة سيدنا أبو بكر رضي الله عنه, بعد وفاة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بحوالي ستة أشهر حسب أغلب الأقوال توفت زوجته سيدتنا فاطمة رضي الله عنها وأرضاها, ويروى أنها أوصت بأن يبقى مكان دفنا سرا, فدفنها ليلا في مكان مجهول وصلى عليها وأبنيه الحسن والحسين رضي الله عنهما, وفي روايات صلى عليها عدد قليل من الصحابة واختلفت الروايات حول هويتهم؛ وفي روايات أخرى يروى انه دفنها بالبقيع وقام كبار الصحابة ومنهم سيدنا أبو بكر رضي الله عنه بالصلاة عليها.

بعد وفاة سيدنا أبو بكر رضي الله عنه تزوج سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أرملته أسماء بنت عميس, وكفل ابنها محمد بن أبي بكر, فتربى في بيته, وأصبح من كبار مناصريه فيما بعد.

في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله:

عين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاض على المدينة يستشيره سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كثير من القضايا والأمور الفقهية والسياسية ويعمل بمشورته, فيروى في تاريخ الطبري أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه اقترح على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه البدء باستخدام التقويم الهجري, وتذكر مصادر أخرى مثل الكامل وأسد الغابة أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه تزوج أم كلثوم بنت سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه. كما يروى أنه استشار سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تسلم مدينة بيت المقدس من الروم فأشار سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالذهاب بنفسه لاستلامها فأخذ بمشورته, وولاه على المدينة في غيابه. وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد قام برد العقارات بفدك وخيبر إلى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه والعباس وبني هاشم.

ينسب إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: "لولا علي لهلك عمر", وينسب لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كذلك أنه قال: "أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن".

حين كان يحتضر, رشح سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ستة للخلافة من بعده منهم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه:

تمت التصفية بين المرشحين الستة الذين رشحهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل وفاته عن طريق عبد الرحمن بن عوف, وتم التوصل للمرشحين النهائيين وهما سيدنا عثمان بن عفان وسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. بحسب الروايات في كتب السنة تم اختيار سيدنا عثمان رضي الله عنه في النهاية وقام سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمبايعته على كتاب الله وسنة رسوله وسنة الخليفتين سيدنا أبي بكر و سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما, وعلى النقيض تذكر كتب الشيعة أن عبد الرحمن بن عوف عرض الخلافة على سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه متبعا كتاب الله وسنة رسوله وسنة الخليفتين إلا أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه رفض الشرط الأخير في حين قبله سيدنا عثمان رضي الله عنه فبايع الناس سيدنا عثمان رضي الله عنه وبايعه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه على مضض.

احتفظ سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمكانته الدينية والاجتماعية في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه, فكان يعطيه المشورة دائما, ويعتبره بعض المؤرخين مثل مادلونغ بمثابة كابح لسيدنا عثمان رضي الله عنه حينما بدأت سيطرة الأمويين على الأمور مثلما عمل على حماية بعض الصحابة من إساءة الأمويين لهم مثل ابن مسعود وأبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر, وحين قام بإقامة الحد على الوليد بن عقبة. إلا أن علاقة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بسيدنا عثمان رضي الله عنه تبقى موضع خلاف, فهناك من يعتبره من كبار رجال المعارضة, وآخرون يعدوه مستشارا له وليس معارضا.

عندما وقعت الفتنة وجاء الثوار من الكوفة والبصرة ومصر مطالبين بهدف عزل سيدنا عثمان رضي الله عنه, أصبح سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمثابة وسيط بين الثوار وسيدنا عثمان رضي الله عنه, فكانوا يذهبون إليه ويستمع لشكواهم ومطالبهم ثم يذهب بها إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه ويناقشه فيها. كما طلب منه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يخرج للثوار فيقنعهم بالرجوع ففعل, ورحلوا لكنهم عادوا فيما بعد وحاصروه في بيته, وأثناء الحصار كان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يؤم الناس في الصلاة, فأرسل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولديه الحسن والحسين رضي الله عنهما لمنع الثوار من اقتحام بيت الخليفة. بعث سيدنا عثمان رضي الله عنه إلى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرة أخرى يطلب منه أن يكف الثوار فذهب إليهم فعرضوا عليه مطالبهم كرد المظالم وعزل من كرهوا من الولاة وأمهلوه فترة من الزمن لكن سيدنا عثمان رضي الله عنه لم ينفذ المطالب فذهبوا إليه فأبى أن ينفذها, فمنعوه الطعام والشراب. استمر الحصار 40 يوما إلى أن استطاعوا اقتحام الدار من الخلف وقتلوه رضي الله عنه. يرى السنة أنها مؤامرة من شخص يهودي ادعى الإسلام يسمى عبد الله بن سبأ الذي خلق الفتنة لتدمير الدولة الإسلامية. يرجع بعض الباحثين وقوع الفتنة إلى سياسات سيدنا عثمان رضي الله عنه, فالثوار رأوا في سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه المنقذ الذي سيخلصهم من ولاة بني أمية الفاسدين الذين عينهم سيدنا عثمان رضي الله عنه, ويصلح الأحوال الاقتصادية حيث اتسعت الفوارق الطبقية بسبب سياسات سيدنا عثمان رضي الله عنه في تفضيل بني أمية وبعض الصحابة ومنحهم العطايا والهبات من بيت المال وخمس الغنائم.

خلافته رضي الله عنه:

اتساع الدولة الإسلامية تحت حكم الخلفاء الراشدين. معاقل الدولة الإسلامية مناطق تابعة للدولة الإسلامية مناطق تحت سيطرة معاوية بن أبي سفيان خلال الحرب الأهلية 35-40هـ / 658-661 م.

لما قتل سيدنا عثمان رضي الله عنه يوم الجمعة 18 ذي الحجة 35 هـ / 17 من شهر حزيران (جوان) 656 م, بويع سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالمدينة المنورة في اليوم التالي لقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه بالخلافة فبايعه جميع من كان في المدينة من الصحابة وأيدهم الثوار في ذلك. يروى إنه كان كارها للخلافة في البداية واقترح أن يكون وزيرا أو مستشارا إلا أن بعض الصحابة حاولوا إقناعه فضلا عن تأييد الثوار له, فقبل خشية حدوث شقاق بين المسلمين‏. يروى أن أول من بايع كان طلحة والزبير, وتقول بعض المصادر أن أقارب عثمان والأمويين لم يبايعوا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتوجهوا إلى الشام, كما تقول أن بعض الصحابة مثل سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم وغيرهم لم يبايعوا بالولاء ولكن تعهدوا بعدم الانقلاب ضده.

وهكذا استلم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الحكم بعد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه, في وقت كانت الدولة الإسلامية حينذاك إذ تمتد من المرتفعات الإيرانية شرقا إلى مصر غربا بالإضافة لشبه الجزيرة العربية بالكامل وبعض المناطق الغير مستقرة على الأطراف. ومنذ اللحظة الأولى في خلافته أعلن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سيطبق مبادئ الإسلام وترسيخ العدل والمساواة بين الجميع بلا تفضيل أو تمييز, كما صرح بأنه سيسترجع كل الأموال التي اقتطعها سيدنا عثمان رضي الله عنه لأقاربه والمقربين له من بيت المال. كان من أول قراراته عزل الولاة الذين عينهم سيدنا عثمان رضي الله عنه وتعيين ولاة آخرين يثق بهم, مخالفا بذلك نصيحة بعض الصحابة مثل ابن عباس والمغيرة بن شعبة الذين نصحوه بالتروي في اتخاذ القرار. أرسل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عثمان بن حنيف الأنصاري بدلاً عن عبد الله بن عامر إلى البصرة, وعلى الكوفة أرسل عمارة بن شهاب بدلاً عن أبي موسى الأشعري, وعلى اليمن عبيد الله بن عباس بدلاً عن يعلى بن منبه, وعلى مصر قيس بن سعد بن عبادة ومن بعده محمد بن أبي بكر بدلاً عن عبد الله بن سعد, وعلى الشام سهل بن حنيف بدلاً من معاوية بن أبي سفيان.

بعد استلامه الحكم بستة أشهر, وقعت معركة الجمل التي كان خصومه فيها طلحة والزبير ومعهما عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما الذين طالبوا بالقصاص من قتلة سيدنا عثمان رضي الله عنه, فساروا إليه بعشرة آلاف مقاتل ولقيهم على مشارف البصرة. تختلف الروايات حول وقائع المعركة لكنها انتهت بمقتل طلحة والزبير وانتصار سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه. هناك اختلاف حول سبب عدم قيام سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالثأر لقتله سيدنا عثمان رضي الله عنه, فالبعض يرى أنه كان صعب لاختلاط القتلة بجيش ومؤيدي سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي لم يكن لديه ما يكفي من القوة والسيطرة الكافية لتطبيق الحد فانتظر حتى تهدأ الفتنة؛ من وجهة نظر أخرى فإن سيدنا عثمان رضي الله عنه كان مستحقا للقتل فلم يعاقب سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه القتلة. كما يشكك البعض في صحة ادعاء طلحة والزبير في الانتقام لسيدنا عثمان رضي الله عنه حيث تقول روايات أنهما حرضا على قتله, لذلك يعتقد البعض أن أغراضهما من وراء مقاتلة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو تحقيق أطماع سياسية, خاصة مع تصريح أسامة بن زيد إنهما بايعا كارهين وفقا لما أورده بن خلدون في تاريخه. قام سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد معركة الجمل بنقل عاصمة الخلافة من المدينة إلى الكوفة نظرا لموقعها الاستراتيجي الذي يتوسط أراضي الدولة الإسلامية آنذاك, ولكثرة مؤيديه هناك.

لاحقا أعلن معاوية بن أبي سفيان والي الشام في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه تنفيذ قرار العزل, كما امتنع عن تقديم البيعة لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وأعلن مطالبته بالثأر لابن عمه سيدنا عثمان رضي الله عنه, ويشكك أيضا الكثيرين في أهداف معاوية المعلنة حيث يرون معارضته كانت لأطماع سياسية. توجه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بجيشه إلى الشام وعسكر الجيشان بموقع يسمى صفين, ثم بدأت مفاوضات بين الطرفين عبر الرسائل, واستمرت لمدة مائة يوم لكنها لم تأتي بنتيجة, فبدأت مناوشات بين الجيشين أسفرت عن قتال استمر لمدة أسبوع فيما يعرف بمعركة صفين في 36 هـ / 657 م. بدا جيش سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه على مشارف الانتصار وجيش معاوية على وشك الهزيمة, فاقترح عمرو بن العاص وكان في جيش معاوية بعمل حيلة وهي أن يقوم الجنود برفع المصاحف على أسنة الرماح, مطالبين بالتحكيم وفقا للشريعة الإسلامية. قبل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه التحكيم واختار أبي موسى الأشعري ليكون حكما من طرفه. في نفس الوقت رفض بعض جنود سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه, عرفوا لاحقا بالخوارج, التحكيم معتبرين أن معاوية كافر بخروجه عن طاعة الخليفة الشرعي وبهذا يجب قتله, واعتبروا التحكيم خروج عن حكم الله والاحتكام بحكم البشر, مما أدى إلى انقسامات في جيش سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وانسحب الخوارج من جيش سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه . في هذه الأثناء اختار معاوية عمرو بن العاص حكما من طرفه, واجتمع الحكمان لإيجاد حل للنزاع, فدار بينهما جدال طويل, واتفقا في النهاية على خلع معاوية وسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وترك الأمر للمسلمين لاختيار الخليفة. خرج الحكمان للناس لإعلان النتيجة التي توصلا إليها, فأعلن أبي موسى الأشعري خلع سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومعاوية, لكن عمرو بن العاص أعلن خلع سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتثبيت معاوية. بعد حادثة التحكيم عاد القتال من جديد واستطاع معاوية أن يحقق بعض الانتصارات وضم عمرو بن العاص مصر بالإضافة إلى الشام وقتل واليها الذي عينه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

وأخيرا قاتل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخوارج وهزمهم في معركة النهروان حيث خرجوا عنه ورفضوا التحكيم. وتقول مصادر أنهم من أشاروا عليه بقبول التحكيم من البداية.

ورغم أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يقم بأي فتوحات طوال فترة حكمه إلا أنها اتصفت بالكثير من المنجزات المدنية والحضارية منها تنظيم الشرطة وإنشاء مراكز متخصصة لخدمة العامة كدار المظالم ومربد الضوال وبناء السجون, وكان يدير حكمه انطلاقا من دار الإمارة, كما ازدهرت الكوفة في عهده وبنيت بها مدارس الفقه والنحو وقد أمر سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبا الأسود الدؤلي بتشكيل حروف القرآن لأول مرة, ويعتقد بعض الباحثين أنه أول من سك الدرهم الإسلامي الخالص مخالفين بهذا المصادر التاريخية الأخرى التي تقول أن عبد الملك بن مروان هو أول من ضرب الدراهم الإسلامية الخالصة. في عهده أيضا نشط عبد الله بن سبأ وأتباعه الذين عرفوا بالسبئية والتي يعتقد البعض أنهم أصل حركة التشيع, والبعض الآخر يقول أنهم أول من قال بتأليه أئمة الشيعة, وآخرون يشككون في وجود السبئية من الأساس. يروى أنه لما علم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقولهم بتأليهه جمعهم وأمر بحفر الأخاديد وأضرم فيها النيران وأعدمهم بالحرق ولم يبقى منهم إلا القليل.

يعتبر العديد من الكتاب الباحثين أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يكن رجل سياسي ناجح أو لم يتمتع بالمرونة السياسية المناسبة. قال عنه ويلفرد مادلونغ أنه كان متمسك بتعاليم دينه بشدة وغير مستعد للتنازل عن مبادئه من أجل المنفعة السياسية.

اغتياله رضي الله عنه:

مسجد الإمام سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنجف حيث دفن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه حسب الرواية الأكثر شيوعا.

كان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يؤم المسلمين بصلاة الفجر في مسجد الكوفة, وأثناء الصلاة ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه, وقال جملته الشهيرة: "فزت ورب الكعبة", وتقول بعض الروايات أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان في الطريق إلى المسجد حين قتله بن ملجم؛ ثم حمل على الأكتاف إلى بيته وقال: "أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي, واسقوه من شرابي, النفس بالنفس, إن هلكت, فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي" ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه. وجيء له بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فلما علم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد في مقاتل الطالبيين. ظل السم يسري بجسده إلى أن توفي بعدها بثلاثة أيام, تحديدا ليلة الجمعة 17 وقيل 21 من رمضان سنة 40 هـ / 28 كانون الثاني (يناير) 661م. وبعد مماته تولى عبد الله بن جعفر والحسن والحسين رضي الله عنهم غسل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتجهيزه ودفنه, ثم اقتصوا من بن ملجم بقتله. ولقب الشيعة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعدها بشهيد المحراب.

وعبد الرحمن بن ملجم أحد الخوارج كان قد نقع سيفه بسم زعاف لتلك المهمة. ويُروى أن ابن ملجم كان اتفق مع اثنين من الخوارج على قتل كل من معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم 17 رمضان, فنجح بن ملجم في قتل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفشل الآخران.

تذكر العديد من كتب الحديث النبوي وكتب التاريخ أن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم  قد تنبأ بمقتل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وتعددت رواياتهم حول ذلك ومنها: "يا علي أبكي لما يُسْتَحَلُّ منك في هذا الشهر, كأني بك و أنت تريد أن تُصلِّي وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين, شقيق عاقر ناقة صالح, يضربك ضربة على رأسك فيخضب بها لحيتك".

وفقا للشيخ المفيد فإن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه طلب من ابنه الحسن رضي الله عنه أن يدفنه سرا وألا يعرف أحد مكان دفنه, لكي لا يتعرض قبره للتدنيس من قبل أعدائه. وظل مدفن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه مجهولا إلى أن أفصح عن مكانه جعفر الصادق رضي الله عنه في وقت لاحق خلال الخلافة العباسية. وبحسب الرواية الأكثر قبولا عند الشيعة فإن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه دفن في النجف حيث بني مشهد ومسجد الإمام سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الموجود حتى الآن. ويعتقد بعض من المسلمين خاصة في أفغانستان أن جسد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه مدفون بالمسجد الأزرق بمدينة مزار شريف الأفغانية؛ مستندين إلى روايات تقول أن أبا مسلم الخراساني قام بنقل جثمان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه سرا بمساعدة بعض فرسانه إلى تل حمران بقرية بلخ شمال أفغانستان, حتى جاء السلطان حسين بيقرة فبني المرقد الحالي في ذلك المكان عام 884 هـ / 1480م حسب الروايات الأفغانية.

بعد مماته رضي الله عنه:

رحل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه تاركا خلفه الفتنة مشتعلة بين المسلمين, واستلم الخلافة من بعده ابنه سيدنا الحسن بن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وبايعه الناس في الكوفة, واستمرت خلافته ستة أشهر, وقيل ثمانية, وانتهت خلافته فيما عرف بعام الجماعة بصلح سيدنا الحسن رضي الله عنه مع معاوية وتنازله عن الحكم حقنا لدماء المسلمين, ويقال أن قبوله للصلح يرجع لضعف موقفه حيث استطاع معاوية بسط نفوذه على الشام ومصر وكانت جيوش سيدنا الحسن رضي الله عنه ضعفت بعد قتال الخوارج. كما تذكر بعض المصادر أن إحدى بنود الصلح كانت أن يكون الأمر بعد موت معاوية لسيدنا الحسن رضي الله عنه ثم لأخيه سيدنا الحسين رضي الله عنه. يذكر ابن كثير وابن الأثير أن سيدنا الحسين بن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهما كان رافضا صلح أخيه سيدنا الحسن رضي الله عنه مع معاوية, وأنه كان يريد السير على نهج أبيه والقتال حتى النهاية, ومع إصرار أخيه الشديد سلم بالأمر, بعد وفاة سيدنا الحسن رضي الله عنه ثم معاوية أعلن سيدنا الحسين رضي الله عنه ثورته ضد يزيد بن معاوية, وقتل في معركة كربلاء في مواجهة جيش يزيد. تقول بعض المصادر أن في الفترة الأموية استحدثت سنة سب سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه على المنابر حتى أبطلها عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.

مكانته رضي الله عنه:

اختلف المسلمون عبر التاريخ الإسلامي في مكانة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وقد ترواحت اعتقادات الطوائف الإسلامية بين الاعتقاد بربانيته إلى الاعتقاد بعصمته ثم الاعتقاد بفضله وحتى الاعتقاد بكفره, ولكن غالبية المسلمين أجمعوا على فضله ومكانته.

أهل السنة والجماعة:

يعتبر أهل السنة والجماعة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحد الصحابة العظام ومن أهل بيت النبي ورابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة, ولا يعتقدون بوصايته. كما يعتقدون أنه أفضل أمة الإسلام بعد الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و سيدنا أبي بكر رضي الله عنه و سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه و سيدنا عثمان رضي الله. ويرون أن منظورهم تجاه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يعد وسطا بين الخوارج والنواصب من جهة وبين فرق الشيعة المختلفة من جهة أخرى, فهم لا يفسقونه ولا يغالون فيه فيما يرونه مطابقا لحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  الذي قال: "خير الأمور أوسطها", وعادة ما يفسرون الخلافات التي تحدث بين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من الصحابة بأنه اختلاف اجتهادي من صحابة عدول وليس خلاف دنيوي أو صراع على السلطة أو غيره وفقاً لعقيدة عدالة الصحابة.

سيدنا علي رضي الله عنه ومكانته عند أهل الإحسان السادة الصوفية:

ويرجع النسب الروحي لجميع مشايخ الطرق الصوفية إلى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه باستثناء الطريقة النقشبندية. وسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وارث الإرث النبوي والخلاقة المحمدية وباب مدينة العلم اللدني, وأول آخذ لبيعة الطريق, طريق الأولياء العلماء العاملين, وأول ملقن بالذكر والسر من الرسول صلى الله عليه وسلم. إذ يقول: "إن بين جنبي علماً لو قلته لخضبتم هذه من هذه", ويقول أيضاً رضي الله عنه:
 
إني لأعلم علماً لو أبــــوح به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستباح رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونه حســنا

وأيضا ما رواه ابن بابويه القمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث طويل أنه قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمني ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب, ولم يعلم ذلك أحد غيري."

فأما أهل التمكين فإنهم علموا وكتموا ما علموا لما يعلمون من ضعف احتمال عقول أطفال العقول.

يقول الإمام الطوسي صاحب اللمع: رضوان الله على أمير المؤمنين عليّ ،لولا انه اشتغل بالحروب لأفادنا من علمنا هذا معاني كثيرة ،ذاك امرؤ أعطي العلم اللدني ،والعلم اللدني هو العلم الذي خص به الخضر عليه السلام قال الله تعالى : "وعلمناه من لدنا علما" الكهف 65.

كراماته رضي الله عنه:

أخرج البيهقي عن سعيد بن المسيب قال: دخلنا مقابر المدينة مع علي رضي الله عنه فنادى: يا أهل القبور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تخبرونا باخباركم أم نخبركم؟ قال فسمعنا صوتا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين خبرنا عما كان بعدنا فقال اما أزواجكم فقد تزوجن واما أموالكم فقد اقتسمت والأولاد فقد حشروا في زمرة اليتامى والبناء الذي شيدتم فقد سكنه أعدائكم, فما أخبار ما عندكم؟ فاجابه ميت: قد تخرقت الأكفان وانتثرت الشعور وتقطعت الجلود وسالت الأحداق على الخدود وسالت المناخر بالقيح والصديد وما قدمناه وجدناه وما خلفناه خسرناه ونحن مرتهنون.

وقال التاج في الطبقات: روي أن عليا وولديه الحسن والحسين عليهم رضوان الله, سمعوا قائلا يقول في جوف الليل:
يا من يجيب دعـاء المضطر في الظلم يا كاشف الضر والبلوى مع القسم
قد نــام وفـدك حـول البيـت وانتبــهوا   وأنــت يا حــــي يا قيــوم لــم تنم
هب لي بجودك فضل العفو عن زللي  يـا من إليه رجاء الخلق في الحرم
إن كــان عفـوك لا يرجـوه ذو خــطأ  فمن يجــود على العاصــين بالنعم

فقال علي رضي الله عنه لواحد: أطلب لي هذا القائل, فأتاه فقال: أجب أمير المؤمنين, فأقبل يجر شقه حتى وقف بين يديه, فقال: قد سمعت خطابك فما قصتك؟ فقال: إني كنت رجلا مشغولا بالطرب والعصيان وكان والدي يعظني ويقول إن لله سطوات ونقمات وما هي من الظالمين ببعيد, فلما ألح في الموعظة ضربته فحلف ليدعون علي ويأتي مكة مستغيثا إلى الله ودعا, فلم يتم دعاءه حتى جف شقي الأيمن فندمت على ما كان مني وداريته وأرضيته إلى أن ضمن لي أنه يدعو لي حيث دعا علي, فقدمت إليه ناقة فأركبته فنفرت الناقة ورمت به بين صخرتين فمات هناك, فقال له علي رضي الله عنه: رضي الله عنك إن كان أبوك رضي عنك, فقال : والله كذلك, فقام علي كرم الله وجهه وصلى ركعات ودعا بدعوات أسرها إلى الله عز وجل, ثم قال: يا مبارك قم, فقام ومشى وعاد إلى الصحة كما كان, ثم قال: لولا أنك حلفت أن أباك رضي عنك ما دعوت لك.

علمه رضي الله عنه:

عُرف سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعلمه الغزير سواء كانت علوم دينية أو دنيوية. فقد عرف ببراعته في الرياضيات وسرعته في حل المسائل الحسابية, كما ذُكر له وصف الذرة. وكان متمكنا من علوم اللغة كالنحو والبلاغة, فكان معلم أبي الأسود الدؤلي, ويقال أنه أول من صنف كتابا بالفقه وكان معلم ابن عباس. وكان يحث الناس على سؤاله حرصا منه على نشر العلم, بل تروى بعض المصادر الشيعية ان حتى خادمته فضة كانت تعلم علم الكيمياء.

معضلة في الرياضيات، ما زالت محيرة للعقول، يحُلها علي بن أبي طالب رضي الله عنه مما ورد في المسائل القضائية عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان هناك ثلاثة رجالٍ يملكون 17 جملاً بنسبٍ متفاوتة, فكان الأول يملك نصفها, والثاني ثلثها, والثالث تسعها, ولم يجدوا طريقة لتقسيم تلك الجمال فيما بينهم فحسب النسب يكون التوزيع كالآتي:
الأول: يملك (17÷2)=8.5, الثاني: يملك (17÷3)=5.67,  الثالث: يملك (17÷9)=1.89, فقال لهم علي رضي الله عنه: هل لي بإضافة جملي إلى القطيع؟...فوافقوا بعد الاستغراب الشديد.. فصار مجموع الجمال 18 جملاً وقام بالتوزيع كالآتي الأول يملك (18÷2)=9 الثاني يملك (18÷3)=6 الثالث يملك (18÷9)=2 لكن الغريب في الموضوع أن المجموع النهائي بعد التقسيم يكون 17 جملاً..في نفس الوقت الذي أخذ كل واحدٍ منهم أكثر من حقه بالقسمة الأولى, وأرجع علي رضي الله عنه جمله إليه.

تراثه رضي الله عنه:

كتاب نهج البلاغة: يعتبر كتاب نهج البلاغة من أهم الكتب الشيعية التي تحتوي على حكم وأقوال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وقد جمعه الشريف الرضي بينما يرى بعض أهل السنة عدم صحة نسب هذا الكتاب لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو من الكتب المعتبرة لدى الشيعة والكثير من الصوفية حيث يعتبرونه من أحد أهم الأعمال الفقهية والدينية والسياسية في الإسلام. وقد تم تأليف شروح وتعليقات على الكتاب من مختلف الكتّاب السنة والشيعة مثل شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد. وشرح الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية سابقاً.

كتاب أنوار العقول من أشعار وصي الرسول: كذلك منسوب لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ديوان شعر يعرف باسم «أنوار العقول من أشعار وصي الرسول» وهو ديوان فيه أشعار بقوافي جميع أحرف الهجاء, وجدير بالذكر أن مؤلفه هو قطب الدين الكيدري وهو عالم شيعي إثناعشري توفي عام 610 هـ.

كتاب غرر الحكم ودرر الكلم: فيه حكم وأقوال قصيرة لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه جمعه عبد الواحد الآمدي التميمي المتوفى سنة 550 هـ.

كتاب نهج البردة: وهناك مخطوط لكتاب «نهج البردة» ينسب لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه محفوظ في مكتبة الروضة الحيدرية الشيعية في النجف

ثلاثة مصاحف بخط يده من كتاب الوحي ويقال أنه أول من جمع القرآن, فينسب له ثلاثة مصاحف مكتوبة بخط يده أولها محفوظ بمتحف صنعاء والثاني محفوظ بمكتبة رضا رامبور بالهند, أما المصحف الثالث فيمتلك المركز الوطني للمخطوطات بالعراق إثنتي عشرة صفحة منه وباقي المصحف محفوظ في مكتبة أمير المؤمنين في االنجف.

أحاديث: كذلك روى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عددا من الأحاديث.

وحسب مصادر الشيعة الإثناعشرية فإن له أدعية مأثورة منها دعاء كميل ودعاء الصباح ودعاء يستشير. كذلك روى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي عددا من الأحاديث, ويوجد الكثير من أخبار ومواقف وسيرة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه مقيدة في أحد أهم كتب الطائفة الإثناعشرية وهو كتاب كتاب سليم بن قيس لمؤلفه سليم بن قيس الهلالي الذي صحب سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأخذ الأخبار عنه.

أقواله المأثورة عنه رضي الله عنه:

مآثره أُفرد الكلام عليها بالتّأليف، ومن كلامه: "لا تكن ممَّن يرجو الآخرة بدون عمل ويؤخّر التّوبة بطول الأمل، يقول في الدّنيا قول الزّاهدين ويعمل فيها عمل الرّاغبين، إن أعطيَ لم يشبع وإن مُنع لم يقنع، يعجز عن شكِر ما أوتي ويبتغي الزّيادة فيما بقي، ينهى عمّا يأتي ويأمر بما لا يأتي، يحبّ الصّالحين ولا يعمل عملهم ويبغض الطّالحين وهو منهم، يحكم على غيره لنفسه ولا يحكم عليها لغيره، يكره الموت لكثرة ذنوبه ويقيم على ما يوبقه من حوبه". ورُوي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: مكتوب على باب الجنّة لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله عـليّ أخو رسول الله قبل أن تُخلق السّماوات والأرض بألفَيْ عام"، وقال أبو عبيدة: ارتحل الإمام عـليّ رضي الله عنه على تسع كلمات قطع الأطماع عن اللّحاق بواحدة منهنّ، ثلاث في المناجاة وثلاث في الحكمة، وثلاث في الأدب، أمّا المناجاة فقوله: "كفاني فخرا أن تكون لي ربّا، كفاني عزّا أن أكون لك عبدا، وأنت كما أحبّ فٱجعلني كما تحبّ"، وأمّا الحكمة فقوله: "قيمة كلّ امرئ ما يحسنه، وما هلك امرؤ عرف قدر نفسه، المرء مخبوء تحت لسانه فإذا تكلّم ظهر"، وأمّا الأدب فقوله: "استغن عمَّن شئت فأنت نظيره، وتفضّل على مَن شئت فأنت أميره، واضرّع إلى مَن شئت فأنت أسيره"، وآخر ما تكلّم به: "فمَن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره ومَن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره، لا إله إلا الله محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم"، وقال: "أعلم الناس بالله أشدهم تعظيماً لحرمة لا إله إلا الله".

ومن أقواله: "أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به, ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال, إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه, والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه".

شخصه رضي الله عنه:

ذُكر في الاستيعاب عن شكله: "كان رجلاً آدم شديد الأدمة مقبل العينين عظيمهما ذا بطن أصلع ربعة إلى القصر لا يخضب‏". ويعتبر المسلمون سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحد النماذج التي يحتذى بها في دينه وأخلاقه وتعاملاته فهو أحد أفضل الصحابة العدول عند السنة وهو الشخص المعصوم المتكامل لدى الشيعة, ويتميز بالشجاعة والبلاغة بشكل أساسي كما يوجد الكثير من الأحاديث عن كرمه وزهده وعدله وغيرها من الصفات في المصادر الإسلامية.

شخصيته في الفن والأدب رضي الله عنه:

اهتمت الكثير من الأعمال الفنية والأدبية بسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وتناولت العديد من الكتب حياة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمؤلفين وكتاب من المسلمين؛ منها مناقب الأسد الغالب للجزري, خصائص أمير المؤمنين للنسائي, وفي العصر الحديث هناك كتاب عبقرية الإمام سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لعباس محمود العقاد ضمن سلسلة العبقريات الإسلامية, وتناول في الكتاب نشأته وثقافته ونبوغه الادبي في الشعر والفصاحة والبلاغة, كما يتحدث عن حياته كخليفة ورجل سياسة, وسماه الشهيد أبا الشهداء. كما ألف الدكتور طه حسين كتاب الفتنة الكبرى وكان الجزء الثاني منه بعنوان «سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبنوه» جاء فيه: «كان الفرق بين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومعاوية عظيماً في السيرة والسياسة, فقد كان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه مؤمناً بالخلافة ويرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس, أما معاوية فإنه لا يجد في ذلك بأساً ولا جناحاً, فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون, وكان الزاهدون يجدون عند سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما يحبون».

ألقابه رضي الله عنه:

من ألقابه: ولي الله: حيث يقول بعض المفسرين مثل الطوسي أنه نزلت فيه آية: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55). حيدرة: وتعني الأسد. المرتضى. أمير المؤمنين: تعتبره بعض الروايات الشيعية أول من لقب بأمير المؤمنين, بينما تشير الروايات السنية أن سيدنا عمر رضي الله عنه أول من تسمى بأمير المؤمنين. يعسوب المؤمنين ويعسوب الدين. الصديق الأكبر. الفاروق الاعظم. باب مدينة العلم :وهي تسمية مستندة لحديث عن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول فيه: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» وهو حديث يقبله كل الشيعة وبعض أهل السنة كالسيوطي الذي ذكر في كتابه تاريخ الخلفاء أنه حسن, أما السلفية يرفضون هذا الحديث. وليد الكعبة: لما ذكر بأنه ولد داخل الكعبة. شهيد المحراب: لأنه قتل اثناء الصلاة. ويكنى: أبو الحسن. أبو تراب. أبو السبطين. أبو الحسنين. أبو الريحانتين.

زوجاته وذريته رضي الله عنه:

من أشهر زوجات سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وما ملكت يمينه:

1- سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها بنت سيدنا محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم أم:        الحسن رضي الله عنه, الحسين رضي الله عنه, المحسن (مختلف عليه), زينب, أم كلثوم.

2- أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية, أم العباس, عثمان, جعفر, عبد الله, قتلوا جميعا في كربلاء.

3- ليلى بنت مسعود بن خالد التميمية, أم أبي بكر, قتل في كربلاء, وعبيد الله, قتله المختار الثقفي.

4- أسماء بنت عميس الخثعمية, أم يحيى وعون.

5- أم حبيبة بنت زمعة بن بحر التغلبية, أم عمر ورقية.

6- أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية, أم رملة الكبرى وأم الحسن.

7- ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس الكلبية, ولدت له ابنة واحدة ماتت صغيرة.

8- أمامة بنت أبي العاص بن الربيع العَبْشَمِيّة (أي من بني عبد شمس من قريش), وأمها زينب بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخديجة بنت خويلد رضي الله عنها, أم محمد الأوسط.

9- خولة بنت جعفر بن قيس الحَنَفِيّة, وكانت من سبايا حرب اليمامة, أنجبت له محمدا الأكبر وهو محمد بن الحنفية, سمي بذلك نسبة إلى أمه التي من قبيلة بني حنيفة.

كانت لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كثيرٌ من السرايا وقد مات وله 19 سَرِيّة.

نسله رضي الله عنه:

ويطلق على نسله السادة وهم نسل الحسين أو الأشراف وهو نسل الحسن رضي الله عنهما :
الأئمة الإثنى عشر, الأدارسة بالمغرب الأقصى, السليمانيون بالمغرب الأوسط, الفاطميون بالمغرب الكبير ثم مصر.


من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

تعليقات