سعيد سيف الذبحاني العلاوي

الشيخ الحاج سعيد سيف الذبحاني
الأشاعري، وكان انتشار الطريقة على يد الشيخ المذكور حوالي عام (1338هـ - 1919م)، لقد اجتمع بحضرة الأستاذ بزاويته بمستغانم، وانقطع فيها أياما للذكر حتى فتح الله عليه فتوح العارفين بالله، حيث كان رجال السلسلة ينقطعون لأجله الشهور والأعوام، فأصبح منطويا بفضل صحبته الأستاذ في مدّة من الزمن، وقد أشار له الأستاذ في بعض قصائده بقوله: 
يوافقني في أيام لا نطلب منه أعوام            فإن حصّل المرام يكون عبدا لله
ننصح له في الطريق يجعلني فيها رفيق نريه معنى التحقيق خالصا لوجه الله

الشيخ سعيد سيف الذبحاني العلاوي, أول من أدخل الطريقة العلاوي إلى اليمن, حيث أرجعه الشيخ العلاوي من الجزائر إلى اليمن لنشر الطريقة, ففتح أول زاوية علاوية في مدينة عدن عام 1920. وقد تعرف على الطريقة العلاوية من خلال بعض مريدي الشيخ العلاوي العاملين في البحارة, والذين التقى بهم في مدينة مرسيليا أثناء بعض سفرياته حيث كان يعمل  بحاراً في إحدى شركات الملاحة, فتعلق قلبه بالشيخ العلاوي وقرر الذهاب لزيارته في مدينة مستغانم بالجزائر, وكانت وقتها الحرب العالمية الأولى تدور رحاها. فالتقى بالشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي وسلك على يديه وشرب من كوثره العذب.

وبعد أن فتح الله له على يد شيخه, أرسله الشيخ العلاوي إلى اليمن كأول مقدم للطريقة العلاوية في اليمن. فكانت عدن البذرة الأولى للطريقة في اليمن, وهناك التقى بسيف بن أحمد العلاوي بعد عودة هذا الأخير من الحبشة, فقدم له الشيخ سعيد سيف الذبحاني بعض مؤلفات الشيخ العلاوي.

وفي عام 1930 وصلته أخبار بأن الشيخ العلاوي سيقوم بأداء فريضة الحج في تلك السنة, فقرر الذهاب للحج مصطحباً معه سيف بن أحمد, إلا أنه وبعد احتراق السفينة التي كانا عليها في جدة, قرر الشيخ سعيد سيف الذبحاني العودة إلى اليمن, فأكمل سيف بن أحمد رحلته إلى الحج, وهناك التقى بشيخه الذي هام في طلبه. وفي ذلك اللقاء أقام الشيخ العلاوي سيف بن أحمد مقدماً للزاوية العلاوية في عدن بدلاً من الشيخ سعيد سيف الذبحاني والذي أرسل إليه هدية تتكون من سبع حبات فيتامين. وفي ذلك يقول الشيخ سعيد سيف الذبحاني بأنها إشارة من الشيخ العلاوي لبقائه في توحيد الصفات السبع.

وقد كان الشيخ سيف بن أحمد العلاوي كثير الثناء على الشيخ سعيد سيف الذبحاني, وفي ذلك يقول: "ما رأيت مثله ابن طريق, لم يتغير, ولم يتبدل, ولم يقل أنا المقدم الأول فلماذا يتقدم عليَّ واحدٌ من تلاميذي, بل ظل معاوناً لي في نشر الطريقة, ملازماً للوّد بزيارتنا".

ولعل سبب اختيار الشيخ العلاوي لسيف بن أحمد بدلاً من سعيد سيف الذبحاني, هو أن الشيخ سعيد سيف الذبحاني لم يكن متفرغا لنشر الطريقة كما كان الشيخ سيف بن أحمد, وذلك بسبب انتقال الشيخ سعيد سيف الذبحاني إلى العمل مع الحكومة في عهد الإمام أحمد  في وظيفة خَرْص الثمار.

وقد كان للشيخ سعيد سيف الذبحاني أدواره الكبيرة في نشر الطريقة العلاوية, ويبرز ذلك من خلال المراسلات التي تمت مع الشيخ أحمد العلاوي من قِبَلِ عدد من مشايخ الطرق والعلم في اليمن, والتي تضمنت شكر الشيخ سعيد سيف الذبحاني الذي عرَّفهم  بالشيخ أحمد العلاوي من خلال مؤلفاته التي كان يهديها لهم أومن خلال حديثه الدائم عنه, ومنهم الشيخ صالح الطيار النقشبندي اليافعي و الشيخ محمد المالكي الشنقيطي.

توفي الشيخ سعيد سيف الذبحاني عام 1954 ودفن في مقبرة الأجينات بمدينة تعز, رضي الله عنه.

أشكر السيد عبده التيمي على صورة الشيخ سعيد سيف التي بعثها لنا حيث اكتشفنا أخيرا محياه المبارك. رحمه الله ورضي عنه.

تعليقات