إسماعيل الهادفي

يعرف الشيخُ إسماعيل بنفسه ويقول: كانت ولادة العبد الفقير في يوم 28 ماي 1916 بتوزر, بالهوادف مشيخة وعشيرة أولاد الهادف. زاولت حفظ القرآن على يد أخي, سيدي أحمد بن عثمان الهادفي, ثم تحولت إلى تلقي العلم في الفرع الزيتوني بتوزر, درست في جامع الفركوس من عام 1934 إلى 1937, ثم تحولت إلى تونس لإجتياز إمتحان الشهادة الأهلية عام 1938, بعدها دخلنا إلى التعليم الثانوي الزيتوني و حصلنا والحمد لله على شهادة التحصيل عام 1942, ثم باشرنا التعليم العالي الزيتوني,فاحرزت على شهادة العالمية في القسم الشرعي عام 1945, فباشرنا بعدها بالتدريس بالجامع العظم بتونس إلى غاية 1950, ثم بالتعليم إلى غاية 1973. 

دخولي في الطريق
كان أول لقاء عام 1938, كنا ندرس في تونس العاصمة و كان الأستاذ, قدس الله سره, كثيرا ما يتردد على العاصمة التونسية, و كانت المدرسة التي تأوينا " المدرسة المغربية", كان بها بعض من الطلاب ينتسبون إلى الطريقة المدنية من بينهم سيدي محمد بن الشيخ و سيدي محمد بن قويدر و كان كل ما جاء به الشيخ, رحمه الله و قدس سره, يزور سيدي محمد بن قويدر, و, وكان من رفقاءه جماعة من قدامى الفقراء منهم سيدي سالم كركر, و بمناسبة وجودهم هنالك,أعادوا الزيارة إلى المدرسة وحدهم في زيارة إلى سيدي محمد بن قويدر و إجتمعوا به في بيته و أقاموا سهرة مدنية و أقاموا عمارة ,لا يخفى أن البيوت كان فيها سدد من اللوح, فلما قاموا للعمارة أحدثوا ضجة كبرى, فخرج الطلاب من كل مكان و وقفنا مبهوتين إلى هذا المنظر الغريب, و بعدما أتموا العمارة دخلنا و كان من بينهم الشيخ سيدي حسن الهنتاتي, جاء من جملة الجماعة و هو طالب دارس, فتكلمت و قلت: يا سادة ما هذا؟, قالوا: هذا ذكر, فقلت:ما سمعنا بهذا النوع من الذكر, فقالوا لي: هذا إسم من أسماء الله نذكر به, فقلت لهم..ليس لي معكم كلام و لكن كلامي مع هذا الطالب الزيتوني { سيدي حسن الهنتاتي} فبدأ هو يتكلم, فقلت له: أبناءا على أنها أسماء توقيفية أو بناءا على أنها أسماء غير توقيفية (أي ما هي مرجعية الدليل قبل إطلاق الإسم) و ما هو مدركك في هذا, فلم يوصلني إلى الإقناع, إذ كنت أنداك "معلق الهمزة على الدال و ليس على الواو".

الدعوة كبيرة و النفس شامخة و أخذت أبحث بعد ذلك مع العلماء و وصل بي البحث إلى الإتصال بشيخ ليبي و قد كان طالبا زيتونيا مسكنه بسكرة بليبيا و شددت له الرحال, و لما قربت من سكرة, اتاني الوارد و قال لي..إن هذا الرجل لصالح و لما وصلت, وجدته يتوضأ بالبارد و الحال بارد, فسلم علي بماء الوضوء و دخلنا المسجد, وما زلنا داخلين حتى أخذ يذاكرني في هذا الإسم "إسم الصدر" و قال: في زمان سيدي العلوي إجتمع بإبن باديس و أنكر هذا الأخير إسم الصدر و قال له سيدي العلوي إن هذا مذكور بالبخاري على ما حكى الشيخ الليبي, و جاء إبن باديس إلى تونس و كلم العلماء في ذلك و تواعدوا على مطالعة البخاري فلم يجدوه فيه, و هذا صحيح فالحديث موجود في الجامع الصغير للسيوطي, و بعد صلاة العشاء شرع الشيخ الليبي في الدرس و من جملة ما تناوله بالبحث اثناء التدريس قول النبي "صلى الله عليه و سلم": إن الله لا يدخل قلب إمرئ حتى يفرغ مما سواه, وكانت السهرة علمية, ممتعة, شيقة و لكنني لم اشتف.

فرغبت من صميم قلبي لو أنني قدر لي الإتصال بالشيخ المدني و هي بذرة التوجه, و لم يطل الأمر, و في أيام قليلة عندما رجعت من الزيتونة بشروني بمقدم الأستاذ, فتوضأت بقصد السلام عليه و خرجت و هو جالس كالطود الأشم في بيت سيدي محمد بن محمد بن قويدر, فسلمت عليه بكل إحترام و قعدت فجرى حديث بيني و بينه ببضاعةمزجاة حول الطريق و الإسم و كان حديث قلوب أكثر من حديث لسان, فأخذ الشيخ يتكلم حتى تحققت بالفرق بيني و بينه كالفرق بين من يتعلم حروف الهجاء و بين من هو في أعلى مستوى من العلم و إقتنعت من ذلك و لم أعاوده الكلام فقد ختم الله على قلبي حتى لا أفكر في الموضوع ثانية و ختم على لساني حتى لا أتكلم في هذا الموضوع ثانية و قمت مقتنعا تماما مائة بالمائة.

وصنع سيدي محمد عشاء للأستاذ عند أحد أقربائه الأغنياء فأنزلها مائدة فخمة ثرية , و عند العشاء ناداني الأستاذ و إستدعاني للعشاء فقلت, هذه فرصة سأمتحن الشيخ و كان عندي عشاء من القائلة يقال له "بوخبطة" كسكسي مغلي, و وضعته في صحن و قلت إن كان هدا الشيخ حقيقة, سوف يعرض عن كل ما في المائدة و يقبل على هذا لأنه طعام زهاد و إن كان من أهل الدنيا فسوف يقبل على ذلك و يعرض عن هذا, فقلت له: هذا عشائي أساهم به معكم, فأخذ سيدنا الشيخ يأكل من "بوخبطة" و يقول: يا سيدي الشيخ إسماعيل, أنا أحب قدر الطلبة, لقد تربيت تلميذا طالبا, و بعد العشاء و أثناء السهرة قلت في نفسي, لو كان شيخا حقيقة, سوف يناديني و يعطيني بعض الحاجة و يقول لي إستعن بها, و إذ بسيدنا الشيخ يناديني, يا سيدي الشيخ إسماعيل, فقدمت عليه و سلمت...و جلست قربه, فأخذ حافظة نقوده عليه رحمة الله و فتحها و أعطاني مائة فرنك فرنسية "عام 1938" و قال: إستعن به, أعرف أن الطاب أموره محدودة.

وتفسير هذه الإستجابة لكل ما يخطر بالبال بالشيئ الذي أعتقده في المشا ئخ هو أن الحديث معهم بالقلب و ليس باللسان, إعطاني مائة فرنك و عزمت أن لا اعود إلى مثل هذا الكلام و تبت له.

وذاكر سيدنا الشيخ مذاكرة في تلك السهرة كان فيها أكبر دافع للعزم بالنسبة لشخصي...قال: كان في ولاية سيدنا علي بن ابي طالب صحابي قال لسيدنا علي ما بال الفتوح كثرت في عهد عمر و قلت في عهدك, فقال سيدنا علي..عمر أنا جنده و أمثالي , و أما أنا فأنت جندي و أمثالك, فضربت في قلبي مائة في المائة و عرفت و ضيفة المريد مع شيخه, يجب السير معه بقلب صادق, و من ذلك التاريخ و بعد دخولي في الطريق كلما أحسست بفتور إلا و أيقضتني تلك المذاكرة و إلى الآن و إن شاء الله حتى ألاقي ربي, فلقد كان لها وقع كبير في قلبي.

ومرت تلك الفترة و لم آخد الطريق و كذلك الأستاذ لم يعرض علي ذلم, و كان كلما جاء الأستاذ إلا و إستدعاني لغدائه أو عشائه إذ له نظرة واسعة كثيرا, يرحمه الله, و في مناسبة أخرى, جاء مولانا الأستاذ قدس الله سره و معه سيدي أبو القاسم كرية و نفر لا أتذكرهم..فلقد كنت أعتقد أنه إذا أمطرت ميو فلا نزل القمر..إذا وجدت قربي الشيخ المدني فلا أفتش عمن معه, أعظمهم وأبجلهم و أحبهم و أقدرهم و أما أن أبحث هذا من أين فلا, أولا لأنه سوء أدب و ثانيا هو أمر لا يهمني كثيرا, فعرض علي الدخول في الطريق, فإمتنعت بعلة هي أن لي طريق..الطريقة التهامية, طريقة العائلة و الوالد و الوالدة و تعود إلى الشيخ الوزاني, أما هنا فانقرضت و لم يبقى منها إلا بقية قليلة من ناحية الأقوال فقط, حتى الورد العام لا أظن أنهم مواظبون عليه و أما في وزان فالله اعلم, و قلت له أيضا أني لا أستطيع الدخول في الطريق الآن لأني أشك في توفيقي لإلتزامات الطريق - و أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم- و أنا طالب في تونس و شواغلي كثيرة فقال لي: يا سيدي الشيخ إسماعيل, لم أقل لك كن رسولا معصوما, محمد المدني رجل مسلم يعصي و يتوب, و أمهلني في أخذ الطريق.

وفي الصائفة الموالية من عام 1938, ذهبت إلى منزل تميم لزيارة سيدي محمد بن قويدر و كنت أقدره كثيرا و أبجاه و أسمع كلامه و هو يحبني, فلما اردت السلام عليه في مخزنه وجدت معه فقراء مدنية من بينهم سيدي صالح الصياح صاحب القضية, فبعد السلام على الجماعة, أردت أن أسلم على سيدي صالح الصياح, فمسك لي يدي و قال هذا عهد الله بيننا...فأردت الإمتناع عن أخذ العهد و كأنه مسمرها بالمسمار, فذهبت من حينها ادوي كالنحلة في طاعة الله و الذكر و النشاط بدون إلتفات و الحمد لله, و كان سيدي صالح الصياح, يرحمه الله و ينعمه يحبني كثيرا و أحبه, و كان يباهي الفقراء فيقول: أنا كوّنت فقيرا واحدا هو الشيخ إسماعيل, أعطوني فقير مثله و السماح, و في المستشفى و على سرير العلاج كان يرحمه الله يراسلني و يذكرني, و سرنا و الحمد لله و كأني أخذت الطريق من عند سيدنا الشيخ, و لكن ما إعترف بي فقيرا إلا عندما إعترفت به شيخا كما ينبغي, و الله جلّت عظمته, لما نظرت له بنظرة شيخ حقيقة, نظر لي بنظرة فقير حقيقة, بحيث بقيت مدة ثلاثة سنوات و أنا على الهامش, بحيث يأتي سيدبا الشيخ غلى تونس فأعانقه وأحبه و أسلم عليه و لكن...بحيث ما زلت لم أفهم السر في الطريق ما هو, اما يوم نظرت للشيخ بنظرة شيخ و ادخلته إلى داري و أحللته محل ذاتي من الدار, نظر لي هو بنظرة فقير صادق.

وفي يوم من الأيام كنت مارا معه في الخربة بتونس العاصمة, وقف و قال لي: يا سيدي الشيخ إسماعيل سآذنك..أذكر الإسم المفرد و شخص حروفه و انظر إليه بعين قلبك, وأذكر بالمد و التعظيم من غير عدد و افهم معناه, فتوكلت على الله.

ثم إنه أذن لي في ذكر اسماء الله كلها وكان ذلك في إحتفال بالزاوية حيث قال: لكم الإذن في أسماء الله كلها, تأذنون فيما شئتم لمن شئتم, فقلت في قلبي: هذا حمل لا أقدر عليه, تونس بلاد العلماء و التنكير, كيف سأعمل بكلامه؟...فإلتفت إلي وقال: يا سيدي الشيخ إسماعيل, لم أذن لي الشيخ العلوي, قلت له لقد أذنت لي و تونس مليئة بالعلماء على ما هم عليه و ما هم فيه, فهل ستروج بضاعتي فيهم؟ فقال لي يا سيدي محمد المدني الذي قلنا له هو صغير فهو صغير و إن كان كبيرا, و الذي قلنا له هو كبير فهو كبير و إن كان صغيرا.

أما الإذن الثالث في خصوص الإذن في تلقين الإسم الأعظم و هذا في رسالة خطية موجودة إلى الآن و دعا فيها بالخير كقوله: "ربي يجعلك قبلة للذاكرين" و الحمد لله و أذن لي في دلائل الخيرات قراءة و إذنا, و رسائله كثيرة في الإذن لي في إعطاء الطريق.

ومن المذاكرات المباشرة لسيدي الشيخ محمد المدني, ففي يوم من الأيام و نحن جالسون قال لي: سيدي الشيخ إسماعيل إن شاء الله يوم القيامة نكون هكذا جالسين في الجنة.

مذاكرة ثانية, كان جالسا و كنت معه وحدي, فكشف عن رأسه و أخذت أقبل رأسه و أكرر, فإنني أحبه كثيرا و محبته ليس لها حد, فقال لي: بارك الله فيك يا سيدي الشيخ إسماعيل, ثم ذاكرني مذاكرة في قوله تعالى:" الذين إرتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى", قال: و لم يدخلوا فيه, و اما الذين دخلوا في الهدى فلم نرى من رجع. فأخذتها بشارة لي و لإخواننا و الحمد لله.

أما أعز الذكريات معه فهي ذكريات الحج عام 1955, لما كنا بمدينة الحجاج نترقب السفر, طلبت من سيدي الحاج حسن الزينة أن يرافقني لشراء بعض اللوازم, و لما قربنا من المغازة ورد علي الرجوع فورا, فطلبت من سيدي حسن العودة, و رغم إلحاحه رجعنا فوجدنا سيدي الشيخ بالباب فقال: يا سيدي الشيخ إسماعيل, هناك رجل شيخ من سوريا من جماعة العلوية و يريد أن يحضر لقاءنا و أريد أن تنشطوه, و كان آنذاك اللقاء ممنوع في السعودية, و بينما نحن كذلك, إذ دخل علينا رجل ووقف بالباب و وضع يديه على خدي الباب و قال بصوت جوهري: الذي انطقكم أخرسهم, و جلس في أطراف الحلقة, أما السعوديون أنفسهم, فأخذوا يوزعون المبردات على الفقراء كأنهم في الطريق منذ عشرات السنين و لا قال أحد منهم بئس الفعل و لا ماذا تفعلون, أما الكرامات, هذه التي يعدها الناس فقد فاتت الحد, فحدث عن البحر و لا حرج.

ومن الواردات الرحمانية علي, قصيدة مطلعها "أبغي ثباتي", و قال فيها الأستاذ: هذا وارد رحماني, هذه خمرة. و كنا في سياحة, و نحن عائدون إلى الزاوية المحروسة, حدثني سيدي الشيخ على إقامته بجوار شيخه في مستغانم فقال: كنت آنذاك أدرس الجوهر المكنون في البلاغة, و كان يحضر الدروس سيدي العلوي, و لما تعرضت إلى بيان إعجاز الآية بواسطة الآلة, يعني بواسطة القواعد اللغوية, قال لي سيدي العلوي: يا سيدي محمد المدني, الذي يريد ان يفهم القرآن بالآلة كالذي يريد أن يأكل العسل بالإبرة.

فقلت له: يا سيدي أريد أن أقرأ عليكم الجوهر المكنون" يعني بلغة القوم" فقال: من جاءه وارد يكتبه, فبدأ الوارد يصب من وقتها حتى وصلنا الزاوية, فقلت في نفسي: هل هناك وارد غير الذي يتردد في باطني؟ و لقد قال الأستاذ أكتبه, فبقيت اتردد في كتابته حتى ظهر يوم الغد, و بينما أنا متردد كالعادة, إذ غمّني النوم بصفة غير عادية, فوقف علي رجل في المنام على هيئة سيدنا قدّس الله سره و لكن في غير صورته و قال لي: أكتب و سميها "مرآة الذاكرين في مناجات رب العالمين", فلما أفقت أخذت في كتابتها و عرضتها على الأستاذ, فقال: هذا وارد رحماني إلا على من طمس الله بصيرته و العياذ بالله تعالى, و إني أقول كما قال إبن عبد السلام للإمام الشاذلي لما سمع مذاكرته: هذا كلام قريب العهد من رب العالمين.

وكان آخر لقاء لي بالأستاذ قدّس الله سره, كان ذلك في رمضان لما زرت الزاوية, فبلغني وفاة سيدي سالم بن عيشة, و رغم أن منزلة ربي ملهم عالية, و لكن فضّل الله بعضهم على بعض, فقد كان سيدي سالم عندي من المحبوبين, الله يرحمه و ينعمه, و حضرنا الفرق و عدنا إلى الزاوية و الحال رمضان, فصلينا العشاء ثم قدّمني الأستاذ فصليت بهم الأشفاع تقصيرا, و كنت تعبا من الصوم و السفر, فدخلت أستريح, فلما قدم الأستاذ, سأل عني و قال إقترب, زد إقترب, حتى صارت ركبتي ملاصقة ركبته و كان في المجمع أولاد القصيبة, فقال سيدنا الشيخ: هؤلاء تلامذتنا يدرسون عنّا النّحو, إطرح عليهم أسئلة, و كانت من عادتي لا يفتي و مالك بالمدينة, لكن تلك المرة رأيته سوء أدب إن لم أستجب, فاستجبت آخذا برغبة سيدنا الشيخ, ثم إلتفت و قال: العالي يلزم أن يكون عالي , إلا يصير الأمر حديثا فقط, و كانت المذاكرة كلها في تجهيز الميت و باطني يسأل عن هذه المذاكرة, و كان يذاكر بكل تأثر و لكن سبق في علم الله: لا تأتيكم إلا بغتة.

لقد كان وقع و فاة الأستاذ علي صدمة لا مثيل لها, لقد كنت, و هو حي أتمنى أن لا أبقى بعده, و مرة كنت وحدي, فرفعت يدي إلى الله و قلت: ياربي, إن كانت هناك مصيبة نازلة على المدني, فنزّلها عليّ , فليس لي فرد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلّم, أحبه مثل سيدي محمد المدني و ليس هو فقط, كلابه و قططه, و ليس لي فضل في محبته ومحبة ابنائه بل احب القصيبة و ترابها. إنتهى.

الحوار مع الشيخ أجراه سيدي المنور المدني إبن الشيخ محمد المدني رضي الله عنهم أجمعين.

بعد وفاة الشيخ محمد المدني, عاهد معظم الفقراء, الشيخ إسماعيل على الطاعة و بويع خلفا للشيخ المدني , لكن بعض الفقراء هددوه و كادوا أن يضربوه فقسم الشيخ إسماعيل أن لا يسير أحدا من الفقراء حتى لا تقوم العمارة أو الحضرة بتونس كلها, و كان كما قال, فأتاه الشيخ المدني في رؤية يحثه على بث الطريق ثم أتاه الشيخ العلوي فأبى وأصر حتى أتاه النبي صلى الله عليه و سلم فأخد أخيرا بيد الفقراء وأحيى الطريق بعد إنقطاعه مدة ثلاثة سنوات.

توفي رضي الله عنه بجلطة قلبية نتجت عن حادث سيارة بتونس عام 1994, ودفن على وصيته بزاويته المعمورة بتوزر رحمه الله وأرضاه وقدّس روحه.

من حكمه:
* كل ما شغلك عنه فهو أحب لك منه.
*الهمة تسمو بغريزة المحبة.
*صفاء الظاهر بالمجاهدة وصفاء الباطن بالمشاهدة.
* بقدر استقبالك للمرآة يكون انطباعك فيها.
* زلة العارف مضروب بها الطبل.

تعليقات