محمد العاصمي - الشهائد والفتاوي

من بين شهود الجزائر في كتاب الشهائد والفتاوي, الشاهد الثالت والعشرين من القسم الخامس في سرد طائفة من أعيان الطريقة العلاوية, الشيخ محمد العاصمي, (مفتي الحنفية بالجزائر العاصمة) الجزائر، درس بالهامل بزاوية الشيخ محمد بن عزوز القاسمي الحسني على يد الشيخ محمد بن أبي القاسم، وتولى الإفتاء بالعاصمة. كان يلقي دروسا في الجامع الجديد، حيث مقر الشيخ الحنفي. وكان من العلماء الأدباء، وقد اشتهر عندما كان يكتب المقالات الصحفية ويستنهض الهمم في العشرينات والثلاثينات. رحمه الله وجعل الجنة مثواه, آمين.


(سندرج شهادته قريبا إن شاء الله...)

- ولد أبو الفيض محمد العاصمي سنة 1888م ببلدية أولاد سيدي إبراهيم دائرة المنصورة غرب ولاية برج بوعريريج.
- درس بقسنطينة ثم انتقل لجامع الزيتونة بتونس ونال منها على الإجازة وأخذ هناك عن الشيخ أحمد الأمين بن عزوز الطولقي.
- عاد للجزائر وبالضبط لزاوية الهامل ببوسعادة أين درس على يد الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي ليسافر بعدها لجامع القرويين بفاس المغربية وأخذ عن كبار شيوخها.
- عاد لزاوية الهامل لكن هاته المرة كأستاذ وليس طالب لينتقل بعدها للتدريس بالأغواط وأخيرا حط به المقام بمدينة الجزائر، واشتغل في الإمامة بمسجد بورقيسة ثم بمسجد سيدي رمضان ثم بالجامع الكبير قبل أن يعين على رأس الجامع الجديد مفتيا للمذهب الحنفي سنة 1944م.
- كان يقدم دروس في اللغة العربية بجامعة الجزائر.
- كان يرأس الجمعية الودادية لرجال الديانة الإسلامية في القطر الجزائري.
- كان أحد أقلام جريدة الإخلاص لسان حال جمعية علماء السنة بالجزائر سنة 1932م.
- أشرف على تحرير جريدة الرشاد سنة 1938م التي أسسها عبد القادر القاسمي.
- شارك مع أحمد توفيق المدني في تحرير (تقويم المنصور).
- شارك مع محمد بن عابد الجيلالي في تحرير (تقويم الأخلاق).
- أسس مجلة صوت المسجد لسان حال رجال الدين الرسميين، وهي مجلة شهرية دينية علمية أدبية اجتماعية تاريخية أخلاقية صدر أول عدد لها سنة 1948م، ودامت في النشر لغاية 1951م حيث صدر منها ما يقارب 21 عدد، وتوجد أغلب أعدادها حاليا بالمكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة مع بعض الأعداد الأخرى بأرشيف آكس بفرنسا.
- قدم الشيخ محمد العاصمي بتاريخ 21 مارس 1948م تقريرا مفصلا حول فصل الدين عن الدولة، وقد رد عليه الشيخ محمد البشير الإبراهيمي بمقالات عديدة معنونة بـ (فصل الدين عن الحكومة)، وللمفارقة الشيخ محمد العاصمي من بلدة أولاد سيدي إبراهيم ببرج بوعريريج والشيخ محمد البشير الإبراهيمي من بلدة أولاد أبراهم ببرج بوعريريج.
- توفي الشيخ محمد العاصمي رحمه الله إثر حادث مرور بتاريخ 14 نوفمبر 1951م، وقد قال عنه أحمد توفيق المدني: (وممن أشتهر وذاع صيته بالكتابة العالية ذات الروح القوية، صديقنا العلامة محمد العاصمي المجاهد بقلمه وبدروسه، في سبيل الأمة والعروبة والإسلام، ويعد اليوم في طليعة الكتاب في القطر الجزائري)، ويقول عنه أبو القاسم سعد الله: (كان من المثقفين العصاميين، أمثال ابن زكري والحفناوي بن الشيخ، جاب المساجد والزوايا والبادية والحاضرة، وحصل على علم غزير، وكانت له نفس بعيدة الهمة تواقة إلى المناصب فوجد ما يريده)، ثم يضيف سعد الله: (وكان الشيخ العاصمي، موهوبا، وله قلم بارع، وفكر ناصع، وطموح يشبه الغرور، ومن الصعب على أمثاله أن يعيش في ظل الإستعمار الحرور، فهو إما أن يحترق معه أو يحترق خارجه)، وحتى الشيخ محمد البشير الإبراهيمي عندما خالف العاصمي هاجمه بصفته مفتيا للحنفية وليس لعلمه أو شخصه، فيقول عن الرجل: (وإننا نقولها مرة أخرى في صراحة وصدق: إننا لا نعني بما نقول ذلك الرجل المدعو محمد العاصمي الذي شب في قصر الحيران، واكتهل معلما للصبيان، وشاب خادما لقاض في ديوان ...).
--------------------------------------
* بعض من المرجعية العلمية للمنشور:
- عادل نويهض: معجم أعلام الجزائر من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر.
- عز الدين بلمولود: أعلام من برج بوعريريج.
- مختار نصيرة: منهج محمد العاصمي في شرح الحديث النبوي من خلال مجلة صوت المسجد.
- بن سالم الصالح: برج بوعريريج في رحاب جمعية العلماء المسلمين (1931-1962م) ... كتاب قيد الانجاز ان شاء الله.



- إنتقل إلى فهرس الشهائد والفتاوي

تعليقات