أحمد بن معمر المستغانمي - الشهائد والفتاوي (1-10)

الشاهد التاسع من القسم الأول في سرد طائفة من شهادات ذوي الهيئات الشرعية والمراتب الدينية الرسمية في كتاب الشهائد والفتاوي. (1-10)
فيما أجاب به حضرة الفاضل الأديب, الباش عدل بمحكمة قصر البخاري, عمالة الجزائر, الشيخ السيد أحمد بن محمد ولد معمر المستغانمي عن السؤال الوارد عليه, ونصه:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
في يوم الإثنين 12 صفر عام 1342هـ الموافق لـ 24 سبتمبر 1923م 
المحترم النبيل, العالم الجليل, السيد أحمد بن محمد ولد معمر المستغانمي 1 الباش عدل بمحكمة قصر البخاري, عمالة الجزائر.
عليكم أطيب السلام وأوفى التحية والاحترام
هذا أيها المبرور قد بلغني شيء من مكارم أخلاقكم, وحسن اطلاعكم, وبالأخص عندما أُخبرتُ بأنكم من مدينة مستغانم, وقد كان أهمنا من أمر الشيخ السيد أحمد بن عليوة المستغانمي ما أهمنا من جهة ما ذكرت فيه بعض الجرائد, حيث بالغت في حق قدره إلى أن شنعت بخروجه من السنة وغير هذا من الألفاظ التي حقها لا تنسب لعامة الناس فضلا عن رجل يدعو إلى الرشاد 2. وبهذا الموجب تكلفنا وكلفناكم بالإخبار عن حقيقة هذا الرجل وحقيقة أتباعه وما يدعو إليه وما صحَّ عندكم من عمله, فأخبرونا بارك الله فيكم والعهدة عليكم فيما أخبرتمونا به, وما قصدنا بهذا إلا الاطلاع على حقيقة الحال, والجواب ينتظر, والسلام من خادم الحق, محبكم محمد بن عبد الباري الشريف التونسي.
الجواب
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله
إنه بلغني مكتوبكم الوجيز فأقول فيه: أن الجرائد حقها ألا تتداخل فيما يجرح العواطف وما يفرق بين أفراد المسلمين 3, والرجل الذي اشتغلت (الجرائد) بحط قدره, فأنا لا أقدر (عاجز) أن أعبِّر عن فضله, وبالجملة أقول أداء لواجب الشهادة, أن هذا الرجل إن لم يكن سنِّياً هادياً مهدياً 4, لم يبقى في نظري سنِّي على وجه الأرض, والسلام.
عبد ربه الحاج أحمد بن محمد ولد معمر المستغانمي, الباش عدل بمحكمة قصر البخاري.
بتاريخ الأحد 25 صفر عام 1342 الموافق لـ 7 أكتوبر عام 1923.
_________________
  1. أخبر فضيلة السائل أنه اجتمع مع المسؤول على جناح سفره, وعندما تحقق أنه من مدينة مستغانم وأنه ممن هو على خبرة من أهلها وبالأخص الأستاذ, قدم له سؤال ليغتنم منه فرصة الجواب, وقد أجاب في ذلك الحين, وقد أنس منه لَيِْنًا وملاطفةً ومحبةً زائدةً في الأستاذ, جزاه الله خيرا.
  2. قد تنزل السائل هنا عمَّا اشترطه على نفسه بأنه لا يتظاهر للمسؤول بصفة المعتقد, ولعل ما ارتكبه هنا مع فضيلة المسؤول من جهة تظاهره بالاعتقاد كان بعدما علمه منه أنه لا يتنزل للجواب إلا بمثل تلك العبارة.
  3. قال فضيلة السائل: وقد أخبرني فضيلة المسؤول عما أحدثته الجرائد من الضغائن وشغل البال, وقد رأيته يستبعد أن يكون مثل ذلك من أرباب الجرائد الذين كرسوا أوقاتهم على السعي في تحقيق الروابط بين المسلمين, وما كان يرى فعلهم هذا من النفع في شيء.
  4. هذا بما كان يتحققه من الأستاذ رضي الله عنه ضرورة, فتمحص له بذلك أن يقول: "إذا لم يكن الأستاذ بتلك الصفة, يعني سنِّيا مرشدا" فلم يبقى في نظره سنِّي على وجه الأرض. وقد ظهر لي من هذا ومما قبله أن عموم عبارات الكُتَّابِ في هاته النازلة, أنها تتحد في صريح الاستغراب لما ارتكبته بعض الجرائد, ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.




تعليقات