لقد شاء المولى الحيّ القيّوم جلّ جلاله أن يستردّ وديعته في آخر يوم من العام الماضي 2011، وأن تتمّ مواراة جثمانه الطاهر في الفاتح من هذا العام الميلادي الجديد، فلله ما أعطى ولله ما أخذ, رحمه الله وجعل الجنة مثواه, آمين.
غيب الموت العالم الجزائرى الشيخ عبد القادر بن طه البوزيدى،أحد أعمدة التصوف في الجزائر، شيخ الزاوية البوزيدية التى أسسها الشيخ محمد الحبيب البوزيدى بسيدي حمو الشيخ بمدينة مستغانم بالغرب الجزائرى، وذللك عن عمر ناهز الرابعة والستين عاماً عاش.
كرّس الراحل الشيخ البوزيدى شبابه لحفظ كتاب الله تعالى والاغتراف من منابع العلوم الدّينية واللّغوية، وما إن بلغ سنّ الثامنة عشرة حتى أنيطت به مسؤولية جسيمة تمثلت في خلافة المرحوم والده في تسيير شؤون الزاوية ومنذئذ وهو يصول ويجول، ويسيح في الجزائر والبلدان الإسلامية ممثلا بلاده والصوفية معا تمثيل العارفين بالله، وقد وفقه الله سبحانه تعالى فوسّع الزاوية البوزيدية وأعاد بناء الزاوية القديمة بحي تيجديت الشهير، وشيّد زاوية ثانية بحي خروبة أضحت بفضل الله وجوده جوهرة تشعّ والأنوار.
وعلاوة على اضطلاعه بمهام التلقين، والتدريس، والتربية الروحية فقد أكرمه المولى جلّ جلاله فأجرى على يديه صدقات جارية تمثلت في بناء زوايا أخرى بوسط البلاد وغربها وشرقها مع إسهامه في تنشيط الحياة الروحية بها، وكانت آخر سياحة روحية له في شرق البلاد إذ زار الزوايا بكل من قسنطينة، الخروب، سطيف، ڤالمة وعنابة، مختتما زياراته الوداعية بالزاوية العلوية بحيدرة بالجزائر العاصمة، والتي طالما تحلق حوله فيها المحلقون من مريدين وأساتذة ليغترفوا من مناهل علمه الجامع بين الشريعة والحقيقة في حضرة شيخ الزاوية سيدي عبد الله بوحارة أمدّ الله في عمره.
وللراحل عدد من المؤلفات منها:
- كتاب الضياء اللامع في تعريف منبع النور الساطع سيدي الشيخ العلوي المستغانمي
- كتاب الأنوار القدسية الساطعة على الحضرة البوزيدية
- كتاب الجامع لأحكام الجمعة وأبطال تأويل المبتدعة
- كتاب الوصول إلى معاني و أسرار القول المقبول.
تعليقات
إرسال تعليق