أحمد ناشر الشوافي

ولد الشيخ أحمد ناشر الشوافي حوالي 1862م في قرية الشريفة من أعمال الراهدة وعمر ما يقارب 130 عاماً قضاها في السير الى الله وتوصيل المريدين إليه. وكان آية من آيات الله في الزهد والتواضع والحب لله ولخلقه.

ينتسب الشيخ أحمد ناشر الشوافي الى آل البيت المطهرين. بدأ حياته بالتجارة بين الحبشة واليمن ثم توجه الى أوروبا بحثاً عن العمل ككل اليمنيين في بداية القرن العشرين الذين تفرقوا في جميع أنحاء العالم بحثاً عن الرزق وعمل في مدنية مرسيليا في فرنسا. وكان حينها في فرنسا جالية يمنية كبيرة ومنهم من كان متصلاً بالشيخ العلاوي في الجزائر.

سمع الشيخ أحمد ناشر الشوافي بالشيخ العلاوي ولكنه لم يستطع لقاءه حتى مات الشيخ العلاوي وفي ليلة موته رأى الشيخ أحمد ناشر الشوافي رؤيا أفزعته. رأى النجوم تساقطت من السماء الى الأرض فسأل عن ذلك فأخبر في المنام ان ذلك بسبب موت قطب الزمان وهو الشيخ العارف بالله أحمد بن مصطفى العلاوي فما كان منه إلا ترك العمل في الشركة الفرنسية التي كان يعمل فيها وتوجه الى مستغانم وفي مستغانم وجد الشيخ عدة بن تونس قد خلف الشيخ العلاوي فاخذ منه العهد ودخل الخلوة لذكر الأسم المفرد ولم تمر سوى يومين حتى فتح الله له فتحاً مبينا ورأى ملكوت السموات والأرض وكان من الموقنين.

ومكث العارف بالله الشيخ احمد ناشر الشوافي في مستغانم شهرين ثم أستأذن الشيخ عدة بن تونس وتوجه الى اليمن وهناك التحق بالعارف بالله الشيخ سيف بن أحمد حاجب والعارف بالله الشيخ عبد الله علي الحكيمي في نشر الطريق في عدن والراهدة وغيرها من مناطق الحجرية حتى حدثت فتنة بين أبناء الطريق وبين بعض منتسبي الطرق الأخرى حيث وشى بهم عند الإمام أحمد بن حميد الدين الذي كان ولياً للعهد في ذلك الوقت بان طريقتهم مخالفة لما عليه طرق التصوف وإنهم يقولون بالحلول والإتحاد وشكل الإمام أحمد لجنة للتحقيق في الأمر من كل من القاضي الحلالي والقاضي الجنداري ورفعوا تقريراً للإمام أحمد بان الطريقة العلاوية تشبه في تعاليمها كل الطرق الصوفية المتشرة في بقاع الأرض فأمنهم الإمام احمد وسمح لهم بنشر الطريق.. لكن العارف بالله أحمد ناشر الشوافي رغب في الهجرة الى المدينة المنورة فأستأذن من الإمام فأذن له وزوده بخمسة عشر ريالً فرنسياً.

بعدها هاجر العارف بالله الشيخ أحمد ناشر الشوافي وجاور في المدينة المنورة من عام 1939 الى عام وفاته 1992م وقد حج أكثر من سبع وعشرين حجة وكان كثير الإعتكاف في الحرم النبوي لايفارق مجلسه عند باب سعود إلا لقضاء حاجة وفي ذلك المكان من عام 1972 التقى به شيخ الطريقة الحالي العارف بالله الشيخ محمد عبد الرب النظاري وبدأ معه رحلة البحث عن الحقيقة.

تعليقات