رسالة من الشيخ العلاوي الى عبد الكريم جوصو - 1925م

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الهادي إلى الصراط المستقيـم.

الحمد لله الذي خصص الإنسان بالعقل من جنس الحيوان ‏وألهمه التوحيد بساطع البرهان وأشهد أن لا إله إلا الله وأن لا مدبر سواه في السر والإعلان والصلاة والسلام على من جاء بذلك مصدقا لما جاءت به الرسل في غابر الأزمان.

أما بعد

فمن عبد ربه أحمد بن مصطفى العلوي إلى صديقنا في الله الملهم للتوحيد بفضل الله السيد عبد الكريم جوصو عليكم سلام طيب كريم من صديق حميم تشملكم نفحاته وتحميكم إن شاء الله بركاته.

هذا وإني قد كنت تشرفت برسالتكم منذ أيام شرحتم فيها ما أحسنتم بشرحه بارك الله لنا فيكم أما الطوارئ التي جرت لكم والعوائق التي تعرضت وقد تتعرض لغيركم فلا تعتبرها سيدي أنها نكتة سوداء في سيركم إلى الله مهما أعقبتها يقظة وشعور قال تعالى (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون).

هذا وإن انحلال العزيمة قد يقع ممن له مؤازرة فكيف بمن لا مؤازرة له أرجو الله أن يؤازركم في الثبات على توحيدكم الذي ألهمكم إليه والإعانة منه لكن هذا سيدي مع دوام التوجه اليه وعكوف القلب على بابه فعسى أن يمدكم بقوة فيهتدي الغير بكم وهو يهدي من يشاء إلى سواء السبيل.

سيدي فلتسلم منا على قرينتكم وتتلطف معها في التذكير وتلهمها التوحيد وتعاملها بكل تيسر فإن المرأة رقيقة الطبع فعاملها بما تستحق هذا وإني كنت عازما على سفر كما في علمكم ولكنه عارضتني عوارض أرجو الله أن ييسر لنا أسباب السفر فيما بعد وأنه سيكون عندنا اجتماع إن شاء الله يحضره كثير من الأصدقاء من الخارج بتاريخ 13 ديسمبر الموافق لمثله في شهر الله صفر.

سيدي فلربما تتيسر لكم فيه أسباب السفر فنتشرف بالاجتماع بكم ‏وفي الأخير تسلم منا على من اجتمع بكم من أصدقاءنا وبالأخص صديقكم سيدي (فلان) وكذا السيد جعفر والسيدة مريم وإني كاتبتهما وعليكم جزيل السلام.

أحمد العلاوي

حرر (احتمالا) عام 1343 هجرية - 1925م

تعليقات