وقاية الذاكرين من غواية الغافلين - الشيخ عدة بن تونس

http://fr.calameo.com/read/002607472ab2a2d33cbf7
كتاب لطيف مشحون بالنصوص القرآنية والآثار النبوية على فضل الذكر والذاكرين؛ ومكانة الذكر من سائر العبادات الأخرى؛ فهو حجة ساطعة وآية  ناطقة تصيب بالحصر والعجز كل معارض مكابر لأهل النسبة؛ وعموم ذاكري الله  على كل حال. (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) [طه:124].


المبحث الأول في الأدلة على عظم أجر الذكر

أقــول أن الذكر قد وردت به النصوص القرآنية و الأحاديث النبوبة كلها تحث على الترغيب فيه بعبارة بينة لا يتأولها إلا من اتبع هواه و كان أمره فرطاً و من تلك النصوص الصريحة التي وردت في كتاب الله قوله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ). [الأحزاب:41-43].

فتأمل يرحمك الله في صيغة الأمر من قوله اذكروا وسبحوا فهي وإن لم تفدنا وجوب الذكر على ما جرى عليه بعض الأئمة المجتهدين فلم تخل من إشعار السامع من ترغيب كبير في ملازمة الذكر بكرة وأصيلا و كفى به فضلاً.

ومن تلك الآيات أيضاً قوله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [آل عمران:190, 191]


فهي كذلك فيها ما يشعرنا بفضل الذكر و الذاكرين حيث عدهم الله تعالى من أولى الألباب و ماذا بعد اللب إلا القشر و أين ذووا القشور من ذوي الألباب الذين يذكرون الله قياماً و قعوداً و على جنوبهم و لا غلوا إذا قلنا أنهم الخاصة العليا من خلق الله بعد الأنبياء و الرسل كل ذلك بفضل الذكر الذي لازموه على كل أحيانهم و هي منقبة شريفة لا يورثها الله إلا لمن اختاره و اصطفاه من عباده و كفى بأن الذاكر جليس الله حالة ذكره.

وقد ورد في الحديث القدسي (أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي) و كفى بالذكر فضلاً أن يصير صاحبه جليس الله روى مسلم و أبو داود و الترمذي و ابن ماجه عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يذكر الله على كل أحيانه.

ومنها قوله تعالى (و الذاكرين الله كثيراً و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ) فهو صريح في كون الذكر يعد لصاحبه مغفرة و أجراً عظيماً.

وأمثال هذه الآيات الدالة على الترغيب في الذكر كثيرة في كتاب الله و لم تذكر أي قربة من القربات بمثل ما ذكر به الذكر و كفى أن الصلاة المكتوبة التي ورد فيها أنها عماد الدين و لكن لم تبلغ مبلغ الذكر في الإعتبار بما يرجع للنهي و قمع النفس و الهوى عن الفحشاء و المنكر قال تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر و لذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون ) و قال تعالى لموسى عليه السلام (و أقم الصلاة لذكري) و قال لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم (و اذكر اسم ربك و تبتل إليه تبتيلا).

وأما ما جاء من طريق السنة فهو كثير أيضا نقتصر منه على ما به الحاجة و تقوم به الحجة و قد تقوم و لو بواحد منه.

ففي الصحيحين من حديث الشيخين و الأمام أحمد و الترمذي و ابن ماجة و ابن حبان من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " يقول الله عزَّ و جلَّ أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي و إن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه و إذا تقرب إليّ شبراً تقربت إلـيـه ذراعاً و إن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إلـيـه باعاً و إن أتاني يمشي أتيته هرولة ".

وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم و خير لكم من إنفاق الذهب و الورق و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم و يضربوا أعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله " رواه الترمذي و ابن ماجه و الحاكم و قال فيه حديث صحيح.

وأخرج مسلم في صحيحه من حديث العلاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال : " سيروا هذا جمدان سبق المفردون " قالوا : و ما المفردون يا رسول الله قال : " الذاكرون الله كثيراً و الذاكرات يضع الذكر عنهم اثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافاً".

وأخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي العباد أفضل و أرفع درجة عند الله يوم القيامة قال : " الذاكرون الله كثيراً " قيل يا رسول الله و من الغازي في سبيل الله قال : " لو ضرب بسيفه حتى ينكسر و يتخضب دماً فإن ذاكر الله أفضل ".

وأخرج ابن السني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله في فيها " أخرجه البخاري في باب فضل التسبيح.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " من قال سبحان الله و بحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه و إن كانـت مثل زبد البحر "

وأخرج البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال : " مثل الذي يذكر ربه و الذي لا يذكر ربه مثل الحي و الميت ".

و أخرج البخاري أيضاً في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه و سلم " فقالوا ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات بالدرجات العلى و النعيم المقيم يصلون كما نصلي و يصومون كما نصوم و لهم فضل على الأموال ليحجون بها و يعتمرون و يجاهدون و يتصدقون، قال : ألا أحدثكم بما إذا أخذتم به أدركتم من سبقكم و لم يدرككم أحد بعدكم و كنتم خير من أنتم بين ظهرانه إلا من عمل مثله تسبحون و تحمدون و تكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً و ثلاثين فقال تقولون سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر حتى يكون منها كلهن ثلاثاً و ثلاثين ".

أخرج الشيخان في صحيحهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " من قال - لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير - في كل يوم مائة مرة كانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي و لم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ".

وروى النسائي عن عمر بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " من قال - لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير - مائة مرة قبل طلوع الشمس و قبل غروبها لم يجيء يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد عليه ".

و أخرج البخاري أيضاً في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " أن لله ملائكة يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله عز وجل تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى سماء الدنيا قال فيسألهم ربهم عز وجل و هو أعلم بهم منهم ما يقول عبادي قال يقولون يسبحونك و يكبرونك و يحمدونك، قال : فيقول تعالى هل رأوني ؟ قال : يقولون لو رأوك كانوا أشد عبادة و أشد لك تمجيداً أو أكثر لك تسبيحاً قال : يقول فيما يسألوني ، قال : يسألونك الجنة قال : يقول فكيف لو أنهم رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً و اشد طلباً و أعظم فيها رغبة قال تعالى ، فمم يتعوذون قال : يقولون : من النار قال : يقول تعالى فكيف و هل رأوها قال : يقولون لا و الله ما رأوها قال يقول تعالى فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فراراً و أشد لها مخافة قال : فيقول تعالى فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال فيقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال تعالى هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ".

و بهذا الحديث الشريف نختم هذا المبحث مكتفين بما نقلناه في موضوع فضل الذكر من صحيح السنة عن أئمة الحديث رضي الله عنهم و فيه كفاية لمن شرح الله صدره لذكر مولاه و لم يعش عن ذكر الرحمن قال تعالى ( و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين ).

المبحث الثاني في الجهر بالذكر

أقــول أن الجهر بالذكر قد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد ورد به الكتاب الكريم أيضاً و من ذلك قوله تعالى ( و اذكروا الله في أيام معدودات ) قال المفسرون هي أيام التشريق و ذكر الله فيها التكبير في أدبار الصلوات و عند رمي الجمار.

ومن المعلوم أن هذه القربات تؤدى كلها جهراً سواء التكبير عقب الصلوات أو عند رمي الجمرات و لا مزاحمة في هذه الآية البينة مع قوله تعالى و اذكر ربك في نفسك تضرعاً و خفية ودون الجهر من القول بالغدو و الآصال و لا تكن من الغافلين لأنها قد تكون خاصة به صلى الله عليه و سلم و لأنها نزلت عليه بمكة ولا يخفى ما كان عليه قومه من شديد الإنكار عليه خصوصاً فيما يتعلق بقربات التوحيد الأمر الذي كان سبباً في أذيته و إخراجه مهاجراً من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة و لا مشاحة و الحالة تلك أن يذكر ربه في نفسه و هذا ما نراه أوفق لحمل الآية عليه حتى لا تكون مصادمة بينها و بين قوله تعالى ( فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم الله آباءكم أو أشد ذكراً ) ذكر المفسرون أن العرب قبل الإسلام كانوا إذا فرغوا من زيارة البيت العتيق تفاخروا بأنسابهم بتمجيد أجدادهم و ذكر خصالهم بنحو الخطب و القصائد على رؤوس الملأ فاستلفتهم الله إلى ذكره بمثل تلك الصفة أو أشد ذكراً و هي واضحة من سياق التشبيه أنه جهر و لا ينكر الجهر بالذكر إلا من ثقل عليه و لو سراً أولئك الذين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس و لا يذكرون الله إلا قليلاً.

أما ما جاءت به السنة فقد أخرج مسلم في صحيحه في باب فضل الذكر بعد الصلاة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم بالتكبير و قال من طريق محمد بن حاتم أخبرنا محمد بن أبي بكر بن جريج قال حدثني اسحاق بن منصور و اللفظ له قال اخبرنا عبد الرازق اخبرنا ابن جريج عمر بن دينار أن أبا معبد مولى ابن عباس أخبره أن ابن عباس أخبره أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأنه قال : قال ابن عباس كنت أعلم إذا انصرف بذلك إذا سمعته و في كتاب نجوم المهتدين قال روي عن عبد الله بن الزبير عن رسول الله صلى الله عليه و سلم " كان إذا سلم من صلاته قال بصوته الأعلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ".

و أخرج البيهقي عن زيد ابن أسلم قال ابن الأروع " انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة فمر بي في المسجد على رجل يرفع صوته بالذكر فقلت يا رسول الله عسى أن يكون مرائياً فقال صلى الله عليه و سلم لا و لكنه أواه ".

و الذي أبلغ من هذا حجة و أوضح في التصريح محجة هو ما أخرجه أبو شجاع الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله و مد بها صوته أسكنه الله دار الجلالة و رزقه النظر إلى وجهه".

جعلنا الله و أياكم ممن شغفوا بحب لا إله إلا الله حتى لا نحرم النظر إلى وجهه الكريم في الدنيا و الآخرة و الله يرزق من يشاء بغير حساب و الله ذو الفضل العظيم.

فصل في ذكر الله

تشريفاً لهذه الرسالة و إتماماً لفائدة قارئها و توفيراً لأجره نختمها بهذا الفصل المفيد المشتمل على طائفة معتبرة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الواردة في فضل ذكر الله و هي وإن كانت كثيرة قد تعجز ناقلها عن جمعها و لكن كما قيل من لا يدرك كله لا يترك بعضه أو جله خصوصاً في هذا الموضوع الهام و الذي مست به الحاجة في زمننا هذا الذي أصبحت أبناء الإسلام فيه تنكر الذكر و الذاكرين و يزيدون غلواً في ضلالهم و عدوانهم على أهل الله فينسبونهم إلى البدع و المنكرات وهم بارئون من ذلك براءة الحق من الباطل.

و أن بعض الغلاة من طلبة اليوم قد أنكروا الذكر بأنواعه و قالوا فيه ليس بمشروع ولا بمأمور به على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وهم و إن كانوا قليل لا يعبأ بعددهم و لا بمددهم إلا أن بضاعتهم قد راجت بين كثير من الناس لما تغلب على الأمة من قلة الأعمال و سوء الآمال و تنبيهاً على ذلك نثبت في هذا المبحث ما نوهنا به من الأحاديث النبوية المختلفة الصيغ و المراتب حتى يطمئن صاحب النفس الزكية بإثباتها و بما فيها من العمل الجليل والأجر الجزيل.

قال صلى الله عليه و سلم " يقول تعالى أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي و إن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه".

وقال صلى الله عليه و سلم " ألا أخبركم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب و الفضة وخير لكم من أن تلقوا العدو فتضربوا أعناقهم و يضربون أعناقكم قالوا : بلى يا رسول الله قال ذكر الله. و قال صلى الله عليه و سلم مثل الذي يذكر ربه و الذي لا يذكر ربه مثل الحي و الميت.

وقال صلى الله عليه و سلم لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة و غشيتهم الرحمة و نزلت عليهم السكينة و ذكرهم الله فيمن عنده.

وقال صلى الله عليه و سلم إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا يا رسول الله و ما رياض الجنة قال حلق الذكر.

وقال صلى الله عليه و سلم ما من قوم جلسوا مجلساً و تفرقوا عنه و لم يذكروا الله فيه إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار و كان عليهم حسرة يوم القيامة.

وقال صلى الله عليه و سلم ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين.

وقال صلى الله عليه و سلم ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم و لم يذكروا الله تعالى فيها.

وقال صلى الله عليه و سلم أكثروا ذكر الله تعالى حتى يقولوا مجنون و في رواية أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون أنكم مراءون.

وقال صلى الله عليه و سلم لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد اسماعيل، و لئن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر حتى تغرب الشمس أحب إليّ من أن أعتق أربعة.

وقال صلى الله عليه و سلم ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه و لم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة و إن دخلوا الجنة للثواب.

وقال صلى الله عليه و سلم ذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء في وسط الهشيم.

وقال صلى الله عليه و سلم ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل بين الفارين.

وقال صلى الله عليه و سلم يقول عزَّ وجلَّ (أنا مع عبدي ما ذكرني و تحركت شفتاه بي).

وقال صلى الله عليه و سلم " ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز و جل قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال و لا الجهاد في سبيل الله إلا أن تضرب بسيفك حتى ينقطع ثم تضرب به حتى ينقطع ثم تضرب به حتى ينقطع.

وقال صلى الله عليه و سلم من أحب أن يرتفع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله عزَّ وجلَّ.

وسئل صلى الله عليه و سلم عن أي الأعمال أفضل فقال أن تموت و لسانك رطب بذكر الله عزَّ وجلَّ.

وقال صلى الله عليه و سلم أصبح و أمس و لسانك رطب بذكر الله عزَّ وجلَّ تصبح وتمسي وليس عليك خطيئة.

وقال صلى الله عليه و سلم لذكر الله عزَّ وجلَّ بالغداة و العشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله و من أعطاء المال بسخاء.

وقال صلى الله عليه و سلم يقول الله تبارك و تعالى من شغله ذكرى عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين.

وقال صلى الله عليه و سلم قال عزَّ وجلَّ أيما عبد اطلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري توليت سياسته و كنت جليسه و محادثه و أنيسه.

وقال صلى الله عليه و سلم " ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله تعالى لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا نادهم مناد من السماء قوموا مغفوراً لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات.

وقال صلى الله عليه و سلم " المجلس الصالح يكفر عن المؤمن ألفي ألف مجلس من مجالس السوء ".

وقال صلى الله عليه و سلم " أفضل ما قلت أنا و النبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له".

وقال صلى الله عليه و سلم " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد وهو على كل شيء قدير كل يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب و كتبت له مائة حسنة و محيت عنه مائة سيئة و كانت له حرز من الشيطان ولم يأت أحد بأفضل ما أتى إلا أحد عمل أكثر من ذلك".

وقال صلى الله عليه و سلم " ما من عبد توضأ فأحسن الوضوء ثم رفع طرفه إلى السماء فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله إلا فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء".

وقال صلى الله عليه و سلم " ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم كأني أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من التراب و يقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور.

و قال صلى الله عليه و سلم لأبي هريرة إن كل حسنة تعملها توزن يوم القيامة إلا شهادة أن لا إله إلا الله فإنها لا توضع في ميزان لأنها لو وضعت في ميزان من قالها صادقاً و وضعت السموات السبع و الأرضون السبع و ما فيهن كان لا إله إلا الله أرجح من ذلك.

وقال صلى الله عليه و سلم "لو جاء قائل لا إله إلا الله صادقاً بقراب الأرض ذنوباً لغفر الله له ذلك".

وقال صلى الله عليه و سلم يا أبا هريرة لقن الموتى شهادة أن لا إله إلا الله فإنها تهدم الذنوب هدماً قلت يا رسول الله هذا للموتى فكيف للأحياء فقال هي أهدم.

وقال صلى الله عليه و سلم " من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة".

وقال صلى الله عليه و سلم (كلكم يدخل الجنة إلا من أبى و شرد عن الله عزَّ و جلَّ شراد البعير عن أهله فقيل يا رسول الله من الذي يأبى و يشرد عن الله قال من لم يقل لا إله إلا الله فأكثروا من قول لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم و بينها فإنها كلمة التوحيد و هي كلمة الإخلاص و هي كلمة التقوى و هي الكلمة الطيبة و هي دعوة الحق و هي العروة الوثقى و هي ثمن الجنة".

وقال صلى الله عليه و سلم (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله و ما ولاه).

اللهمَّ يا من جعلت الصلاة على النبي من القربات أتقرب إليك بكل صلاة صليت عليه من أول النشأة إلى مالا نهاية للكمالات سبحان ربّك ربّ العزّة عما يصفون و سلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.

تعليقات