‏الإمام المجدد بن عليوة وأثره في أوروبا والشام

ملخص المحاضرة : يدور البحث حول شخصية هامة من شخصيات التربية الروحية والسلوكية, إنه الإمام المجدد أحمد بن عليوة المستغانمي, الذي علاوة على تجديده في الطريق والإرشاد كان له نصيبا كبيرا من الدعوة إلى الإسلام حيث دخل كثيرون من الأوربيين في الإسلام على يديه, فلم يقتصر نشاطه على الداخل, بل تعداه إلى الخارج بالإضافة إلى تأسيسه لمنارات العلم والذكر والصحف وصناعة الرجال وهذه جوانب تحدث عنها كثيرون ممن كتبوا عن الشيخ بن عليوة, ولا زالت الدراسات والأبحاث تثرى عنه يبن الحينة والأخرى.


ولكن هناك جانب خطير لم يتحدث عنه أولئك الكتاب والدارسين, وهو أثره بدمشق الشام, فمعلوم أن الشيخ ساح في بلاد المغرب العربي والأستانة وأدى فريضة الحج, وفي أثناء ذهابه إلى الحج يمَّم نحو دمشق وأحدث فيها مجداً وخلَّف فيها علماً, كما أنه وصل بها صديقاً كان لذلك ثمار يانعة قطفت وما زال الغدق مستمرأ إلى اليوم.

إن المتأمل ليعجب ويتساءل إذا كان أثر ابن عليوة قدس الله سرَّه, بدمشق في هذا الدخول الخاطف والمرور العابر, فكيف لو قصد دمشق واتخذها دار هجرة ومحل إقامة إذن لكان هناك كلام آخر ورأي مختلف.

وصل الشيخ ابن عليوة دمشق عقب عودته من الحج ويصل الى محطة الحجاز فيهرع العلماء والأعيان والطلاب والفقراء من الصوفية لاستقباله وفي مقدمتهم طلاب الشيخ سيدي محمد بن يلَّس التلمساني وعدد من مشايخ آل الخطيب.

وقد طلب كثيرون نزول الشيخ العلوي عندهم ولكنه امتنع شاكرا حتى إذا فرغ من السلام على الجميع التفت وقال أين الشيخ محمد الهاشمي, (وكان جزائريا هاجر مع الشيخ بن يلَّس) وكان هذا الشيخ واقفا مع صاحبه الوفي أبي عادل الشميساتي الذي ينقذه من ورطة استقبال الشيخ الجزائري كونه كان لا يملك إلا غرفة واحدة, ويذهب ابن عليوة الى بيت عادل الشميسلتي الذي يقع في حي سوق "ساروجا" بجوار جامع الورد.

إن الاجواء في دمشق الشام كانت مهيأة لاستقبال رجل طبّقت شهرته في أرجائها ووصل اسمه الى أسماعها قبل أن يشخص إليها بنفسه ويحل فيها بشخصه, وفي هذه الرحلة يجيز الشيخ العلوي الشيخ محمد الهاشمي ويعلن أنه خليفته في دمشق, وقد كان هذا الشيخ (الهاشمي) يرى من مصلحة الطريقة أن يكون الشيخ محمد هاشم الخطيب هو المجاز والمستخلف في ذلك لكونه من أبناء البلد سوري وهو غريب نزيل, فيمتنع الشيخ ابن عليوة بقوله "أنا أجيزك وأنت تجيز من تريد ..".

ثم يذكر المحاضر أهم الهجرات التي قام بها الجزائريون في الهجرة الأولى التي هاجر فيها ما يقرب من 500 أسرة جزائرية وفيها الكثير من الشخصيات العلمية حتى سميت بهجرة المشايخ من أمثال الشيخ محمد المبارك الكبير 1269 هــ (1852م), والهجرة الثانية التي هاجر فيها الأمير عبد القادر الجزائري رضي الله عنه الى دمشق الشام 1271 هــ (1855م) ثم هجرة الشيخ محمد بن يلَّس وتلميذه الشيخ محمد الهاشمي السبدوي التلمساني المالكي الشاذلي 1329 هــ (1911م).


 
الدكتور  محمد معتز السبيني معهد الشام العالي - دمشق. سوريا, محاضرة اختتمت بها الجلسة الأولى من اليوم الأول من أشغال الملتقى الدولي طرق الإيمان التصوف وفقه التحرر.

تعليقات