إرشاد الرّاغبين إلى ما احتوت عليه الطّريقة العلاوية من الفتح المبين - الشّيخ الحسن بن عبد العزيز القادري التّلمساني

https://drive.google.com/file/d/1W_4z-E3avv0aEiSNiLhlwmomrFkeZlMq/view?usp=sharing
كتاب إرشاد الرّاغبين إلى ما احتوت عليه الطّريقة العلاوية من الفتح المبين تأليف الشّيخ الحسن بن عبد العزيز القادري التّلمساني, طبع سنة  1920م1339هـ. فيه التعريف بالطريقة العلاوية ومقاصدها وسبب تسميتها ونتائجها، ثم الذكر الخاص والذكر العام وعن علم القوم وسند الطريق.

يقول الموقن بالوعد راجي التنجيز المفتقر إلى الله الحسن بن عبد العزيز : ‏حمدا لمن أرشد قلوب أوليائه بالتوجه لسبل الخيرات وألقى فيها حلاوة ذكره. وفتح بصائرهم وشرح صدورهم لاجتناء الفضائل ومنحهم بلطائف سره. والصلاة والسلام على اشرف الوسائط وأعظم الوسائل المقول له (وَذَكِّرْ فَانَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ) سورة الذاريات: 55, سيدنا ومولانا محمد المنقذ الخلق من غيابات الضلال والمطهر لهم من دنس الرجس والرذائل المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وأصحابه في كل وقت وحين. 

أما بعد، لما كان طبع (القول المقبول فيما تتوصل إليه العقول) من المستحسنات التي يودها الكثير, والفائدة العظمى المثلجة صدر الجم الغفير, وكيف لا وقد أتى به مؤلفه, أبقاه الله, على أسلوب غريب ونمط عجيب فهو كتاب صفير الحجم, جامعا لما تشتت من مسائل هذا العلم بكيفية سهلة التناول متبادرة للأفهام تناسب العقول وتصقل القلوب من الشك والظن وتجلو عنها الأوهام, خاليا من البراهين التي تنبو عنها الأذان, ويمجها الجنان, تحقيقاته راتقة برزت من قلب نوراني, ومعانيه راشقة نشأت عن فيض رباني, تأخذ باللب والفؤاد إلى ما خلقت لأجله العباد.

وهكذا تجد كل مؤلفات الأستاذ رضوان الله عليه, ترى حقائق من مثله ما سمعت, وإشارات من غيره ما ظهرت, ‏والحق واضح يغني عن الاستشهاد. نسأله سبحانه وتعالى أن يجازيه الجزاء الأوفى عن ذوي الأذواق القلبية والمشارب الصافية بما تقر عينه ويرتضيه, وأعاد علينا من بركاته, وجعلنا من المحبوبين لديه والمقبولين بفضله, أمين. 

هذا وقد فكرت وأنا لدى الطبع, ورأيت للمناسبة وتتميم الفائدة والنفع, أن نلحق بهذا الكتاب المشار إليه, مناجاة المؤلف رضوان الله عليه, وكذا ذكر الورد العام في الطريق الشاذلية العلاوية والتنبيه لذكرها الخاص, وما يكون إن شاء الله به الخلاص. ولكن وددت أن نأتي قبل ذلك بنبذة تكون إن شاء الله كاملة ببيان فضائل هاته الطريقة وما لها من الخيرات, سالكا مسلك الاختصار حسبما يقتضيه الحال من ضفيق الأوقات, تنبيها وإرشادا للسالك المتعرض للنفحات القدوسية, والراغب الطالب للفتح الخاص وفهم ما انطوت عليه بواطن الصوفية وسميت هذا المجموع (إرشاد الراغبين إلى ما احتوت عليه الطريقة العلوية من الفتح المبين) والله متولي التوفيق, وهو الهادي إلى أقوم طريق.

تعليقات