يعتبر حضور التصوف الإسلامي في مختلف مناطق العالم ظاهرة جديرة بالدراسة والبحث، وقد عَنِيَ الباحثون والأكاديميون بمقاربة هذه الظاهرة من مختلف الجوانب؛ فنجد على سبيل المثال من تخصص في دراسة الحضور الصوفي في الغرب الإسلامي وفي بلاد الأندلس، وهناك من اهتم بالشرق الأوسط وبلاد فارس، ومن تخصص في دراسة التصوف في إفريقيا جنوب الصحراء، لكن الحضور الصوفي الإسلامي في الغرب الحديث - أوروبا والولايات المتحدة - لم يحظ بالاهتمام الكافي، بل نكاد نعدم الأبحاث التي تغطي الأثر الصوفي الإسلامي في البلاد الأنجلوساكسونية أو حتى الفرانكفونية، ولا نعلم إلا النزر اليسير حول تطور الحركة الصوفية في هذه الجهة من العالم التي أفرزت ظاهرة إسلامية جديدة في الغرب أسماها الأكاديميون الغربيون بـ"التصوف الغربي".
هذا النوع من التصوف المتساوق إلى حد ما مع وسطه الجديد أسهم بشكل ايجابي في تحسين صورة الإسلام لدى الغربيين وفي جعل التصوف الإسلامي أداة للتواصل والحوار الكوني بين مختلف الأديان والثقافات، بالرغم من الإشكالات التي يطرحها على مستوى الهوية والاندماج.
ولعل الطريقة الشاذلية بفروعها المختلفة كان لها قصب السبق في إدخال التصوف الإسلامي إلى الغرب الذي حاول منذ بدايته التكيف مع المجتمع الغربي الذي كان يرفض مزج الروحانية بالدين، لكن جهود هؤلاء المتصوفة المسلمين سيساهم في إعادة الاعتبار للدين - لاسيما الإسلام - باعتباره الإناء الأمثل للروحانية الصحيحة المتمثلة في التصوف الإسلامي.
تنسب الزاوية الشاذلية الدرقاوية العلوية إلى الشيخ الجزائري أحمد بن مصطفى العلاوي لقبًا (والعلاوي كنية) الذي ورث سر دعوته من العارف الصوفي "سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي" الذي ورثه بدوره من الصوفي المغربي محمد بن قدور الوكيلي الذي أخذه عن أبي يعزة المهاجي الذي أخذها عن العارف الكبير الشيخ العربي الدرقاوي صاحب الطريقة الدرقاوية المغاربية التي انتشرت في كل أصقاع العالم؛ إذ تشير جميع الدراسات الغربية التي تحاول تأريخ ظاهرة التصوف الإسلامي في أوربا إلى أن أول اتصال غربي بالشاذلية - والذي سيكون له دور مؤثر في نشأة التصوف في الغرب - وقع في مصر عن طريق الرسام السويدي (Ivan Aguili) ايفان أغيلي(1), الذي اعتنق الإسلام سنة (1907م) تحت اسم الشيخ عبد الهادي عقيلي، حيث أخذ النسبة الشاذلية عن طريق الشيخ عبد الرحمان عليش الكبير وهو شيخ فرع غير معروف للطريقة الشاذلية يسمى: "العربية الشاذلية". وقد عيَّن هذا الشيخ إيفان أغيلي مقدما له بالغرب، بمعنى أنه أصبح يملك بعض السلطات لضم الغربيين إلى التصوف.
لكن نقطة انطلاق الحضور الصوفي المشرق في الغرب ستكون مع تحول المفكر الفرنسي (René Guénon) رينيه غينون إلى الإسلام وأخذه النسبة الشاذلية بواسطة إيفان أغيلي في باريس سنة (1912م)(2). يقول عبد الحليم محمود عن إسلامه: "أما الذي كان إسلامه ثورة كبيرة، هزت ضمائر الكثيرين من ذوي البصائر الطاهرة؛ فاقتدوا به، واعتنقوا الإسلام، وكونوا جماعات مؤمنة مخلصة، تعبد الله على يقين في معاقل الكاثوليكية في فرنسا، وفي سويسرا. فهو العالم الفيلسوف والحكيم الصوفي "رينيه غينون" الذي يدوي اسمه في أوربا قاطبة وفي أمريكا"(3). هكذا إذن، يوضح الباحث أندريو راولينسن (Andrew Rawlinson) أن: "الوضعية قبيل انفجار الحرب العالمية الأولى هي أن الزاوية الشاذلية تتوفر فقط على عضوين(4) هما: عقيلي عبد الهادي الذي يملك سلطة تصويف الآخرين ورينيه غينون الذي يبدو أنه الوحيد الذي تصوف. عقيلي توفي سنة (1918م) وغينون كان صوفيا منغلقا"(5).
غادر رينيه غينون فرنسا سنة (1930م) باتجاه مصر حيث سيقضي بقية حياته هناك مستعملا اسمه الجديد الشيخ عبد الواحد يحيى ملازما لمنزله، حاضرا بعض مجالس الذكر والفكر التي كان يقيمها الشيخ سلامة الراضي شيخ الزاوية الحامدية الشاذلية، يقول الباحث فاروق نصر متولي في مدح شيخ الطريقة الحامدية الذي كان غينون من رواد مجلسه: "إنه فيلسوف صوفي استطاع بما رسمه لنفسه من منهج تميز ببراعة التعامل وعمق الإيمان وصدق العطاء ودقة الكلمة وممارسة الحوار. كل ذلك في قمة من السمو جعلت بعض المستشرقين يحرصون على حضور مجالسه ومتابعة آرائه والاغتراف من فيض علمه، من هؤلاء الفرنسي "رينيه" الذي أسلم على يديه وسمي بعبد الواحد يحيى، وإذا علمت أنه كان عالما عرافا ضليعا في الفلسفة الإسلامية والتصوف الإسلامي، وكم كان حريصا على حضور مجالسه في الوقت الذي كان يمتنع فيه عن مقابلة الكثيرين من الصحفيين الفرنسيين والسويسريين، لتأكد لك إلى أي مدى كان تأثير الشيخ عليه وعلى غيره من المستشرقين"(6).
ظل غينون يعيش حياة صوفية منعزلة في مصر لكنه كان دائم الكتابة والنشر في مجلات غربية متخصصة مما جعل بعض الباحثين عن الحقيقة في الروحانيات الشرقية يلجأون إليه ليدلهم على الوجهة المنشودة، ولعل من أهم هؤلاء الفيلسوف والرسام السويسري (Frithjof Schuon) فريثجوف شيوون الذي أرسله غينون إلى أحمد بن مصطفى العلوي شيخ الطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية بمستغانم (الجزائر) حيث اعتنق الإسلام وأخذ النسبة الدرقاوية الشاذلية سنة (1932م) تحت اسم عيسى نور الدين أحمد.
وفي سنة (1934م)، بعد وفاة الشيخ العلاوي عُين فريثجوف شيوون مقدما للزاوية العلوية الدرقاوية الشاذلية في الغرب من طرف خليفة الشيخ العلاوي عدَّة بن تونس بوثيقة مكتوبة بخط يده، وقد اعتبر أنصار شيوون هذه الوثيقة إجازة ذات دلالة خاصة لكونها تثبت مصداقية شيوون وشرعيته الروحية في تأسيس الزاوية الدرقاوية العلاوية في الغرب، التي ستتخذ أبعادا مثيرة جدا باستقلالها التام عن مركزها في مستغانم بالجزائر، وتحولها إلى "الزاوية المريمية" فيما بعد. في حين ضعف البعض من مضمون تلك الوثيقة معتبرا إياها مجرد وثيقة عادية لا تعطي شيوون أي إذن خاص في الدعوة لنفسه أو لغيره. وأن الدعوة إلى الإسلام الواردة في الوثيقة هي دعوة عامة، يقول مارك سيدغويك في هذا الشأن: "في الحقيقة، كل الأمور التي أُذن فيها شيوون هي أمور لا تحتاج إلى إذن، وهي مفروضة على كل المسلمين كيفما كانوا. من ثمة؛ فالشهادة هي في شكل تعيين ولكن بدون مادة. إنه لمن الصعب التفكير في السبب الذي جعل بنتونس يصدر مثل هذه الوثيقة الفارغة باستثناء أنه، ربما، استجاب تكتيكيا لطلب الإجازة الذي لم يكن يرغب في الإذعان له"(7).
أسس شيوون بعد عودته إلى الغرب ثلاث زوايا في كل من: (آميين Amiens، باريس Paris، وبازل Basel) باسم "الزاوية الدرقاوية العليوية".
في هذه الفترة وجد غينون حليفا له، لم يكن غينون مقدمًا لأية زاوية بمعنى لا يمكنه إعطاء النسبة الصوفية للآخرين، لكنه وجد في شيوون ما كان يطمح إليه فأصبح يرسل إليه الغربيين الذين قرؤوا كتبه ومقالاته وجاؤوه قاصدين الإرشاد الروحي، وشيوون الذي كان مجهولا تماما في ذلك الوقت وجد نفسه مع عدد قليل من الأتباع ولكنه عدد وازن.
في سنة (1934م) فقط أصبح ممكنا الحديث عن الفرع الغربي للشاذلية الدرقاوية أو بتعبير أدق العلاوية الدرقاوية ملهما من طرف الفرنسي غينون، ومقادا من طرف السويسري الألماني شيوون، ومشكلا كلية من مريدين غربيين.
سيستقطب هذا الفرع بعد ذلك عددا من كبار المستشرقين، كان من أبرزهم تيتوس بوركهاردت الذي دخل التصوف في المغرب سنة (1930م) سالكا سبيل أحد فروع الدرقاوية، وقد كانت مساهمته رائدة في مجال التأليف حيث خط كتابا هاما سماه: "مدخل إلى العقيدة الصوفية" كما ترجم "الرسائل الدرقاوية" للشيخ العربي الدرقاوي، وكانت له إسهامات غنية في الفن والخط والعمارة الإسلامية. بالإضافة إلى مواظبته على نشر الفكر الصوفي التقليدي في مجلة: "دراسات تقليدية" (Etudes Traditionnelles).
كان كل هذا يحدث في صمت دون دعاية جهرية وذلك لأنه "لم يكن منتصف الثلاثينات وقتا مناسبا للدعاية للنفس في عدة أجزاء من أوروبا"(8) بفعل الواقعين السياسي والديني المتأزمين وقتئذ. بالإضافة إلى انتشار التحامل ضد الإسلام والأحكام المسبقة المشينة التي كانت تشمل كل من يدافع عنه فبالأحرى من يعتنقه ويتأثر بروحانيته محاولا نشرها في الغرب.
بحلول سنة (1939م) كانت الحلقة الصوفية للفرع الدرقاوي الشاذلي في الغرب تضم حوالي مئة صوفي درقاوي مؤطرة فكريا بكتابات غينون ومقادة روحيا بواسطة فريثجوف شيوون. "ظلت الأمور هادئة طيلة الحرب العالمية الثانية، كما يمكن توقعها، لكن سنة (1946م) وعلى إثر وفاة الشيخ عدة بن تونس، شيخ العلاوية الدرقاوية بمستغانم، أعلن فريثجوف شيوون شيخا لها من طرف مريديه الذين كانوا غربيين فقط"(9).
بغض النظر عن شرعية هذه المبايعة، وهل يحق للمريدين رفع شخص ما إلى مرتبة المشيخة دون أن يكون له إذن خاص من شيخه؟ فإن دلالة رفع شيوون إلى مقام الشيخ يعني أنه: "صار بإمكانه الآن أن يعين مقدمين خاصين به بينما قبل هذا الوقت كان هو نفسه مقدما، أعرف اثنين منهم: الشيخ ميشيل فالسان(10)، روماني اشتغل في القسم الدبلوماسي في باريس ورئيس زاوية باريس، ثم الشيخ أبو بكر سراج الدين (مارتن لينغز) الذي كان مقدم شيوون في بريطانيا.
وهكذا، صارت العلاقة بين رينيه غينون وشيوون إلى التصدع بالتدريج، من جهة بسبب رغبة مريدي شيوون لرفعه إلى مقام أعلى من غينون، حيث كانوا يريدون من غينون أن يصبح مقدم شيوون في مصر، ومن جهة أخرى بسبب معارضة غينون لما كان يعتبره ازدياد الاصطفائية(11) في تعاليم شيوون"(12).
يضاف إلى ذلك التوجه التدريجي نحو التحلل من الشريعة الإسلامية الذي أصبح يبديه شيوون نحو بعض الشعائر، كترخيصه لأتباعه الإفطار في رمضان وشرب الخمر أمام الملأ لتجنيبهم شكوك الآخرين في إسلامهم والذي كان، في اعتقاده، يتسبب لهم في المعاناة في وسطهم المتحامل على الإسلام، لكن مثل هذا الموقف كان موضوع سخرية من طرف بعض أتباعه كميشيل فالسان مقدمه في باريس(13)، وموضوع انتقادات حادة من طرف رينيه غينون.
بحلول سنة (1949م) كان كل واحد من الرجلين، غينون و شيوون، قد ذهب في طريق مستقل تماما عن الآخر؛ ظل غينون ممارسا صوفيا مسلما تابعا "للشاذلية الحامدية" يعيش منعزلا بمصر، مكرسا جميع كتاباته لشرح الفلسفة "التقليدية"(14) التي كان رائدها الأول فوسمت باسمه بعد ذلك فأصبحت تعرف بـ"الغينونية"(15). في حين واصل شيوون الانحراف بالفرع العلوي الدرقاوي إلى صيغة صوفية جديدة تستمد تعاليمها الروحية الغيبية من مريم العذراء، مؤسسا بذلك "الزاوية المريمية العليوية الدرقاوية"(16).
أما بالنسبة للشيخ مصطفى (ميشيل فالسان) الذي كان مقدم شيوون في باريس؛ فهو سينشق بدوره عن شيوون في الوقت الذي انفصل فيه هذا الأخير عن غينون وأعلن استقلاله واستقلال مجموعته عن زاوية شيوون. ولا نعرف الشيء الكثير عن المسار الذي صارت فيه مجموعته إلا أن الأكيد هو حفاظه على توجهه الإسلامي الخالص. إذ كان معروفا بتشدده في المحافظة على كل الشعائر الإسلامية، فهو "بالإضافة إلى حضوره صلوات الجمعة في المسجد وعنايته الدقيقة بشعيرة الصلاة والصيام، كان يقضي ساعات يوميا في صلاة النوافل، كما حج إلى مكة مرتين لأداء فريضة الحج سنة (1965م)، وللعمرة سنة (1974م). كان يتبع التأويل الدقيق الممكن للشريعة، حريصا على تلقين أبنائه الصلاة في سن السابعة، وقد صام ابنه محمد شهر رمضان وهو في الخامسة من عمره"(17).
كانت حياة ميشيل فالسان شبيهة إلى حد بعيد بحياة أولياء الله المتصوفة؛ إذ كان متواضعا زاهدا في الدنيا، معرضا عن الدعوات الكثيرة الموجهة إليه لإلقاء محاضرات خشية التعلق بحب الظهور. "كانت ممارسته مشيدة كلية على نموذج النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى أعمال ابن عربي"(18).
لكن بعد وفاته سوف ينقسم أتباعه الذين كان عددهم يقارب المائة إلى عدة مجموعات؛ فمع "نهاية القرن العشرين ظلت ثلاث من هذه المجموعات نشيطة في أجزاء مختلفة من فرنسا، وكان شيوخ هذه المجموعات الثلاث ينسبون أنفسهم وأتباعهم إلى زوايا صوفية نظامية في العالم العربي: إحداهما فرع الزاوية العلوية في دمشق، الأخرى هي الزاوية الأكثر انتشارا في وقتها في سوريا وهي فرع النقشبندية التي يقودها مفتي دمشق، والثالثة ترتبط بفرع درقاوي في شمال إفريقيا"(19).
اتخذت ظاهرة التصوف الإسلامي في الغرب منذ بداياتها الأولى بعدًا فلسفيًا كونيًا مع الزاوية الكونية لعنايات خان، وذلك قصد الانسجام مع الواقع الفكري والسياسي الذي كان سائدا في الغرب خلال القرن العشرين الميلادي، والذي كان ينظر إلى التصوف بمعزل عن الدين الإسلامي، هذا الرأي سرعان ما اصطدم بحقيقة التصوف الإسلامية التي برزت مع تأسيس فروع غربية للزاوية الشاذلية الدرقاوية، يقول الباحث مارك سيدغويك في هذا السياق: "كان الاعتقاد السائد في الغرب خلال القرن العشرين الميلادي أن التصوف هو شيء منفصل عن الإسلام، لكن من الجدير أن ندرك أن هذا الرأي هو غربي خالص... ففي الجزائر، كما في أماكن أخرى من العالم الإسلامي لا ينفصل التصوف عن الإسلام؛ فالصوفية هم بالتحديد مسلمون والممارسات الدينية للصوفي ترتكز على الاحتراز في مراعاة الشريعة"(20)؛ "فالتصوف هو طريق داخل الإسلام، وإذا ما فصلناه عن هذا المعنى فإنه يصبح شيئا مختلفا جدا"(21).
هكذا، أدت الطرق الشاذلية الغربية بفروعها المختلفة، دورا رائدا في تغيير نمط الفكر الصوفي السائد في الغرب لتنحو به وبالتدريج نحو المسار الإسلامي المتأثر بعمق التجربة الصوفية الموجودة في العالم الإسلامي، وقد كان الفرع الغربي للطريقة العلوية الدرقاوية من أوائل الطرق الصوفية الإسلامية التي استطاعت أن تطبع الساحة الفكرية والفلسفية في الغرب ببصماتها الخاصة، ممهدة السبيل أمام ظهور تنظيمات صوفية إسلامية أخرى كالحبيبية الدرقاوية والبودشيشية القادرية التي سيكون لها تأثير خاص في الأوساط الغربية.
الهوامش:
1 - إيفان غوستاف أغيليي "عبد الهادي"، (1896م - 1917م)، كان رسامًا من المدرسة السويدية، قدِمَ إلى باريس من أجل توسيع خبرته وأبحاثه. اعتقلته الشرطة الفرنسية بجريمة إيوائه أحد الفوضويين، فأتاح له الحبسُ فسحة من فراغ درس فيها مختلف العقائد الدينية وتعلم اللغتين العبرية والعربية. وفي العام (1905م)، سافر إلى مصر، حيث التقى الشيخ عبد الرحمن عليش. وفي الجامع الأزهر، اعتنق أغيليي الإسلام على يد الشيخ المذكور متصوفا وتسمَّى باسم عبد الهادي.
2 - هناك من يذهب إلى أن رينيه غينون أسلم على يدي شيخ الطريقة الحامدية الشاذلية، ينظر ذلك في كتاب العارف بالله سيدي سلامة الراضي رضي الله عنه، لفاروق نصر متولي وهبة.
3 - عبد الحليم محمود: قضية التصوف، دار المعارف، القاهرة 1999 م، ص 300.
4 - يذكر "مارك سيدغويك" غربيا ثالثا تصوف قبل غينون وهو "الرسام والمستشرق الشهير "إيتيان ديني" الذي زار الطريقة الرحمانية في بوسعادة بالجزائر سنة (1884م) حيث استقر هناك وأصبح مسلما سنة (1913م)، وعلى عكس "ايبرهاردت " و"عقيلي" يبدو أن "ديني" (Dinet) أصبح مسلما ملتزما مواظبا على آداء فرائض الصلاة والحج لكنه ظل أوروبيا رغم إسلامه دائم الذهاب إلى فرنسا وعرض لوحاته في باريس أكثر من ذي قبل". ينظر:
Mark Sedgwick: European Neo-Sufi Movements in the Interwar Period, in Islam in Europe in the Interwar Period: Networks, Status, Challenges, Nathalie Clayer and Eric Germain, Eds. Forthcoming London: Hurst
هذا النوع من التصوف المتساوق إلى حد ما مع وسطه الجديد أسهم بشكل ايجابي في تحسين صورة الإسلام لدى الغربيين وفي جعل التصوف الإسلامي أداة للتواصل والحوار الكوني بين مختلف الأديان والثقافات، بالرغم من الإشكالات التي يطرحها على مستوى الهوية والاندماج.
ولعل الطريقة الشاذلية بفروعها المختلفة كان لها قصب السبق في إدخال التصوف الإسلامي إلى الغرب الذي حاول منذ بدايته التكيف مع المجتمع الغربي الذي كان يرفض مزج الروحانية بالدين، لكن جهود هؤلاء المتصوفة المسلمين سيساهم في إعادة الاعتبار للدين - لاسيما الإسلام - باعتباره الإناء الأمثل للروحانية الصحيحة المتمثلة في التصوف الإسلامي.
تنسب الزاوية الشاذلية الدرقاوية العلوية إلى الشيخ الجزائري أحمد بن مصطفى العلاوي لقبًا (والعلاوي كنية) الذي ورث سر دعوته من العارف الصوفي "سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي" الذي ورثه بدوره من الصوفي المغربي محمد بن قدور الوكيلي الذي أخذه عن أبي يعزة المهاجي الذي أخذها عن العارف الكبير الشيخ العربي الدرقاوي صاحب الطريقة الدرقاوية المغاربية التي انتشرت في كل أصقاع العالم؛ إذ تشير جميع الدراسات الغربية التي تحاول تأريخ ظاهرة التصوف الإسلامي في أوربا إلى أن أول اتصال غربي بالشاذلية - والذي سيكون له دور مؤثر في نشأة التصوف في الغرب - وقع في مصر عن طريق الرسام السويدي (Ivan Aguili) ايفان أغيلي(1), الذي اعتنق الإسلام سنة (1907م) تحت اسم الشيخ عبد الهادي عقيلي، حيث أخذ النسبة الشاذلية عن طريق الشيخ عبد الرحمان عليش الكبير وهو شيخ فرع غير معروف للطريقة الشاذلية يسمى: "العربية الشاذلية". وقد عيَّن هذا الشيخ إيفان أغيلي مقدما له بالغرب، بمعنى أنه أصبح يملك بعض السلطات لضم الغربيين إلى التصوف.
لكن نقطة انطلاق الحضور الصوفي المشرق في الغرب ستكون مع تحول المفكر الفرنسي (René Guénon) رينيه غينون إلى الإسلام وأخذه النسبة الشاذلية بواسطة إيفان أغيلي في باريس سنة (1912م)(2). يقول عبد الحليم محمود عن إسلامه: "أما الذي كان إسلامه ثورة كبيرة، هزت ضمائر الكثيرين من ذوي البصائر الطاهرة؛ فاقتدوا به، واعتنقوا الإسلام، وكونوا جماعات مؤمنة مخلصة، تعبد الله على يقين في معاقل الكاثوليكية في فرنسا، وفي سويسرا. فهو العالم الفيلسوف والحكيم الصوفي "رينيه غينون" الذي يدوي اسمه في أوربا قاطبة وفي أمريكا"(3). هكذا إذن، يوضح الباحث أندريو راولينسن (Andrew Rawlinson) أن: "الوضعية قبيل انفجار الحرب العالمية الأولى هي أن الزاوية الشاذلية تتوفر فقط على عضوين(4) هما: عقيلي عبد الهادي الذي يملك سلطة تصويف الآخرين ورينيه غينون الذي يبدو أنه الوحيد الذي تصوف. عقيلي توفي سنة (1918م) وغينون كان صوفيا منغلقا"(5).
غادر رينيه غينون فرنسا سنة (1930م) باتجاه مصر حيث سيقضي بقية حياته هناك مستعملا اسمه الجديد الشيخ عبد الواحد يحيى ملازما لمنزله، حاضرا بعض مجالس الذكر والفكر التي كان يقيمها الشيخ سلامة الراضي شيخ الزاوية الحامدية الشاذلية، يقول الباحث فاروق نصر متولي في مدح شيخ الطريقة الحامدية الذي كان غينون من رواد مجلسه: "إنه فيلسوف صوفي استطاع بما رسمه لنفسه من منهج تميز ببراعة التعامل وعمق الإيمان وصدق العطاء ودقة الكلمة وممارسة الحوار. كل ذلك في قمة من السمو جعلت بعض المستشرقين يحرصون على حضور مجالسه ومتابعة آرائه والاغتراف من فيض علمه، من هؤلاء الفرنسي "رينيه" الذي أسلم على يديه وسمي بعبد الواحد يحيى، وإذا علمت أنه كان عالما عرافا ضليعا في الفلسفة الإسلامية والتصوف الإسلامي، وكم كان حريصا على حضور مجالسه في الوقت الذي كان يمتنع فيه عن مقابلة الكثيرين من الصحفيين الفرنسيين والسويسريين، لتأكد لك إلى أي مدى كان تأثير الشيخ عليه وعلى غيره من المستشرقين"(6).
ظل غينون يعيش حياة صوفية منعزلة في مصر لكنه كان دائم الكتابة والنشر في مجلات غربية متخصصة مما جعل بعض الباحثين عن الحقيقة في الروحانيات الشرقية يلجأون إليه ليدلهم على الوجهة المنشودة، ولعل من أهم هؤلاء الفيلسوف والرسام السويسري (Frithjof Schuon) فريثجوف شيوون الذي أرسله غينون إلى أحمد بن مصطفى العلوي شيخ الطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية بمستغانم (الجزائر) حيث اعتنق الإسلام وأخذ النسبة الدرقاوية الشاذلية سنة (1932م) تحت اسم عيسى نور الدين أحمد.
وفي سنة (1934م)، بعد وفاة الشيخ العلاوي عُين فريثجوف شيوون مقدما للزاوية العلوية الدرقاوية الشاذلية في الغرب من طرف خليفة الشيخ العلاوي عدَّة بن تونس بوثيقة مكتوبة بخط يده، وقد اعتبر أنصار شيوون هذه الوثيقة إجازة ذات دلالة خاصة لكونها تثبت مصداقية شيوون وشرعيته الروحية في تأسيس الزاوية الدرقاوية العلاوية في الغرب، التي ستتخذ أبعادا مثيرة جدا باستقلالها التام عن مركزها في مستغانم بالجزائر، وتحولها إلى "الزاوية المريمية" فيما بعد. في حين ضعف البعض من مضمون تلك الوثيقة معتبرا إياها مجرد وثيقة عادية لا تعطي شيوون أي إذن خاص في الدعوة لنفسه أو لغيره. وأن الدعوة إلى الإسلام الواردة في الوثيقة هي دعوة عامة، يقول مارك سيدغويك في هذا الشأن: "في الحقيقة، كل الأمور التي أُذن فيها شيوون هي أمور لا تحتاج إلى إذن، وهي مفروضة على كل المسلمين كيفما كانوا. من ثمة؛ فالشهادة هي في شكل تعيين ولكن بدون مادة. إنه لمن الصعب التفكير في السبب الذي جعل بنتونس يصدر مثل هذه الوثيقة الفارغة باستثناء أنه، ربما، استجاب تكتيكيا لطلب الإجازة الذي لم يكن يرغب في الإذعان له"(7).
أسس شيوون بعد عودته إلى الغرب ثلاث زوايا في كل من: (آميين Amiens، باريس Paris، وبازل Basel) باسم "الزاوية الدرقاوية العليوية".
في هذه الفترة وجد غينون حليفا له، لم يكن غينون مقدمًا لأية زاوية بمعنى لا يمكنه إعطاء النسبة الصوفية للآخرين، لكنه وجد في شيوون ما كان يطمح إليه فأصبح يرسل إليه الغربيين الذين قرؤوا كتبه ومقالاته وجاؤوه قاصدين الإرشاد الروحي، وشيوون الذي كان مجهولا تماما في ذلك الوقت وجد نفسه مع عدد قليل من الأتباع ولكنه عدد وازن.
في سنة (1934م) فقط أصبح ممكنا الحديث عن الفرع الغربي للشاذلية الدرقاوية أو بتعبير أدق العلاوية الدرقاوية ملهما من طرف الفرنسي غينون، ومقادا من طرف السويسري الألماني شيوون، ومشكلا كلية من مريدين غربيين.
سيستقطب هذا الفرع بعد ذلك عددا من كبار المستشرقين، كان من أبرزهم تيتوس بوركهاردت الذي دخل التصوف في المغرب سنة (1930م) سالكا سبيل أحد فروع الدرقاوية، وقد كانت مساهمته رائدة في مجال التأليف حيث خط كتابا هاما سماه: "مدخل إلى العقيدة الصوفية" كما ترجم "الرسائل الدرقاوية" للشيخ العربي الدرقاوي، وكانت له إسهامات غنية في الفن والخط والعمارة الإسلامية. بالإضافة إلى مواظبته على نشر الفكر الصوفي التقليدي في مجلة: "دراسات تقليدية" (Etudes Traditionnelles).
كان كل هذا يحدث في صمت دون دعاية جهرية وذلك لأنه "لم يكن منتصف الثلاثينات وقتا مناسبا للدعاية للنفس في عدة أجزاء من أوروبا"(8) بفعل الواقعين السياسي والديني المتأزمين وقتئذ. بالإضافة إلى انتشار التحامل ضد الإسلام والأحكام المسبقة المشينة التي كانت تشمل كل من يدافع عنه فبالأحرى من يعتنقه ويتأثر بروحانيته محاولا نشرها في الغرب.
بحلول سنة (1939م) كانت الحلقة الصوفية للفرع الدرقاوي الشاذلي في الغرب تضم حوالي مئة صوفي درقاوي مؤطرة فكريا بكتابات غينون ومقادة روحيا بواسطة فريثجوف شيوون. "ظلت الأمور هادئة طيلة الحرب العالمية الثانية، كما يمكن توقعها، لكن سنة (1946م) وعلى إثر وفاة الشيخ عدة بن تونس، شيخ العلاوية الدرقاوية بمستغانم، أعلن فريثجوف شيوون شيخا لها من طرف مريديه الذين كانوا غربيين فقط"(9).
بغض النظر عن شرعية هذه المبايعة، وهل يحق للمريدين رفع شخص ما إلى مرتبة المشيخة دون أن يكون له إذن خاص من شيخه؟ فإن دلالة رفع شيوون إلى مقام الشيخ يعني أنه: "صار بإمكانه الآن أن يعين مقدمين خاصين به بينما قبل هذا الوقت كان هو نفسه مقدما، أعرف اثنين منهم: الشيخ ميشيل فالسان(10)، روماني اشتغل في القسم الدبلوماسي في باريس ورئيس زاوية باريس، ثم الشيخ أبو بكر سراج الدين (مارتن لينغز) الذي كان مقدم شيوون في بريطانيا.
وهكذا، صارت العلاقة بين رينيه غينون وشيوون إلى التصدع بالتدريج، من جهة بسبب رغبة مريدي شيوون لرفعه إلى مقام أعلى من غينون، حيث كانوا يريدون من غينون أن يصبح مقدم شيوون في مصر، ومن جهة أخرى بسبب معارضة غينون لما كان يعتبره ازدياد الاصطفائية(11) في تعاليم شيوون"(12).
يضاف إلى ذلك التوجه التدريجي نحو التحلل من الشريعة الإسلامية الذي أصبح يبديه شيوون نحو بعض الشعائر، كترخيصه لأتباعه الإفطار في رمضان وشرب الخمر أمام الملأ لتجنيبهم شكوك الآخرين في إسلامهم والذي كان، في اعتقاده، يتسبب لهم في المعاناة في وسطهم المتحامل على الإسلام، لكن مثل هذا الموقف كان موضوع سخرية من طرف بعض أتباعه كميشيل فالسان مقدمه في باريس(13)، وموضوع انتقادات حادة من طرف رينيه غينون.
بحلول سنة (1949م) كان كل واحد من الرجلين، غينون و شيوون، قد ذهب في طريق مستقل تماما عن الآخر؛ ظل غينون ممارسا صوفيا مسلما تابعا "للشاذلية الحامدية" يعيش منعزلا بمصر، مكرسا جميع كتاباته لشرح الفلسفة "التقليدية"(14) التي كان رائدها الأول فوسمت باسمه بعد ذلك فأصبحت تعرف بـ"الغينونية"(15). في حين واصل شيوون الانحراف بالفرع العلوي الدرقاوي إلى صيغة صوفية جديدة تستمد تعاليمها الروحية الغيبية من مريم العذراء، مؤسسا بذلك "الزاوية المريمية العليوية الدرقاوية"(16).
أما بالنسبة للشيخ مصطفى (ميشيل فالسان) الذي كان مقدم شيوون في باريس؛ فهو سينشق بدوره عن شيوون في الوقت الذي انفصل فيه هذا الأخير عن غينون وأعلن استقلاله واستقلال مجموعته عن زاوية شيوون. ولا نعرف الشيء الكثير عن المسار الذي صارت فيه مجموعته إلا أن الأكيد هو حفاظه على توجهه الإسلامي الخالص. إذ كان معروفا بتشدده في المحافظة على كل الشعائر الإسلامية، فهو "بالإضافة إلى حضوره صلوات الجمعة في المسجد وعنايته الدقيقة بشعيرة الصلاة والصيام، كان يقضي ساعات يوميا في صلاة النوافل، كما حج إلى مكة مرتين لأداء فريضة الحج سنة (1965م)، وللعمرة سنة (1974م). كان يتبع التأويل الدقيق الممكن للشريعة، حريصا على تلقين أبنائه الصلاة في سن السابعة، وقد صام ابنه محمد شهر رمضان وهو في الخامسة من عمره"(17).
كانت حياة ميشيل فالسان شبيهة إلى حد بعيد بحياة أولياء الله المتصوفة؛ إذ كان متواضعا زاهدا في الدنيا، معرضا عن الدعوات الكثيرة الموجهة إليه لإلقاء محاضرات خشية التعلق بحب الظهور. "كانت ممارسته مشيدة كلية على نموذج النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى أعمال ابن عربي"(18).
لكن بعد وفاته سوف ينقسم أتباعه الذين كان عددهم يقارب المائة إلى عدة مجموعات؛ فمع "نهاية القرن العشرين ظلت ثلاث من هذه المجموعات نشيطة في أجزاء مختلفة من فرنسا، وكان شيوخ هذه المجموعات الثلاث ينسبون أنفسهم وأتباعهم إلى زوايا صوفية نظامية في العالم العربي: إحداهما فرع الزاوية العلوية في دمشق، الأخرى هي الزاوية الأكثر انتشارا في وقتها في سوريا وهي فرع النقشبندية التي يقودها مفتي دمشق، والثالثة ترتبط بفرع درقاوي في شمال إفريقيا"(19).
اتخذت ظاهرة التصوف الإسلامي في الغرب منذ بداياتها الأولى بعدًا فلسفيًا كونيًا مع الزاوية الكونية لعنايات خان، وذلك قصد الانسجام مع الواقع الفكري والسياسي الذي كان سائدا في الغرب خلال القرن العشرين الميلادي، والذي كان ينظر إلى التصوف بمعزل عن الدين الإسلامي، هذا الرأي سرعان ما اصطدم بحقيقة التصوف الإسلامية التي برزت مع تأسيس فروع غربية للزاوية الشاذلية الدرقاوية، يقول الباحث مارك سيدغويك في هذا السياق: "كان الاعتقاد السائد في الغرب خلال القرن العشرين الميلادي أن التصوف هو شيء منفصل عن الإسلام، لكن من الجدير أن ندرك أن هذا الرأي هو غربي خالص... ففي الجزائر، كما في أماكن أخرى من العالم الإسلامي لا ينفصل التصوف عن الإسلام؛ فالصوفية هم بالتحديد مسلمون والممارسات الدينية للصوفي ترتكز على الاحتراز في مراعاة الشريعة"(20)؛ "فالتصوف هو طريق داخل الإسلام، وإذا ما فصلناه عن هذا المعنى فإنه يصبح شيئا مختلفا جدا"(21).
هكذا، أدت الطرق الشاذلية الغربية بفروعها المختلفة، دورا رائدا في تغيير نمط الفكر الصوفي السائد في الغرب لتنحو به وبالتدريج نحو المسار الإسلامي المتأثر بعمق التجربة الصوفية الموجودة في العالم الإسلامي، وقد كان الفرع الغربي للطريقة العلوية الدرقاوية من أوائل الطرق الصوفية الإسلامية التي استطاعت أن تطبع الساحة الفكرية والفلسفية في الغرب ببصماتها الخاصة، ممهدة السبيل أمام ظهور تنظيمات صوفية إسلامية أخرى كالحبيبية الدرقاوية والبودشيشية القادرية التي سيكون لها تأثير خاص في الأوساط الغربية.
الهوامش:
1 - إيفان غوستاف أغيليي "عبد الهادي"، (1896م - 1917م)، كان رسامًا من المدرسة السويدية، قدِمَ إلى باريس من أجل توسيع خبرته وأبحاثه. اعتقلته الشرطة الفرنسية بجريمة إيوائه أحد الفوضويين، فأتاح له الحبسُ فسحة من فراغ درس فيها مختلف العقائد الدينية وتعلم اللغتين العبرية والعربية. وفي العام (1905م)، سافر إلى مصر، حيث التقى الشيخ عبد الرحمن عليش. وفي الجامع الأزهر، اعتنق أغيليي الإسلام على يد الشيخ المذكور متصوفا وتسمَّى باسم عبد الهادي.
2 - هناك من يذهب إلى أن رينيه غينون أسلم على يدي شيخ الطريقة الحامدية الشاذلية، ينظر ذلك في كتاب العارف بالله سيدي سلامة الراضي رضي الله عنه، لفاروق نصر متولي وهبة.
3 - عبد الحليم محمود: قضية التصوف، دار المعارف، القاهرة 1999 م، ص 300.
4 - يذكر "مارك سيدغويك" غربيا ثالثا تصوف قبل غينون وهو "الرسام والمستشرق الشهير "إيتيان ديني" الذي زار الطريقة الرحمانية في بوسعادة بالجزائر سنة (1884م) حيث استقر هناك وأصبح مسلما سنة (1913م)، وعلى عكس "ايبرهاردت " و"عقيلي" يبدو أن "ديني" (Dinet) أصبح مسلما ملتزما مواظبا على آداء فرائض الصلاة والحج لكنه ظل أوروبيا رغم إسلامه دائم الذهاب إلى فرنسا وعرض لوحاته في باريس أكثر من ذي قبل". ينظر:
Mark Sedgwick: European Neo-Sufi Movements in the Interwar Period, in Islam in Europe in the Interwar Period: Networks, Status, Challenges, Nathalie Clayer and Eric Germain, Eds. Forthcoming London: Hurst
5 - Andrew Rawlinson: A History of Western Sufism, DISKUS, vol 1, no 1, 1993, pp/45-83
6 - فاروق نصر متولي وهبة: العارف بالله سيدي سلامة الراضي رضي الله عنه الفيلسوف والصوفي والشاعر والأديب، الصوفي، ط. 1، 1409 هـ - 1988 م.
Mark Sedgwick: Traditionalist Sufism, in ARIES 22, (1999), p/5 - 7
8 - Andrew Rawlinson: op. cit., pp. 45 - 83
9 - Ibid
10 - "ميشال فالسان المتوفى سنة (1974م)، كان في الأصل دبلوماسيا من رومانيا مقيما بباريس، وكان أول الدارسين لكتابات الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي في الغرب وأعماله ما تزال إلى الآن في انتشار واسع. شغل منصب مدير دراسات الأديان من 1961 إلى 1974 وكان شيخ طريقة مستقلة بباريس". ينظر، الإشعاع الروحي للشيخ أحمد العلوي على الغرب، مقال للباحث الفرنسي المعاصر إيريك يونس جوفروا، ترجمه إلى العربية درويش العلوي.
11 - الاصطفائية أو الانتخابية: "نزعة ترمي إلى الجمع بين آراء ومذاهب فلسفية أو لاهوتية مختلفة، ومحاولة التأليف بينها لتكون مذهبا واحدا، ومن أمثلة ذلك مذهب مدرسة الإسكندرية قديما، ومذهب فيكتور كوزان حديثا. وكان أنصار هذه النزعة يذهبون إلى أن تاريخ الفلسفة استوعب الحقائق كلها، وأن الأول لم يترك للآخر شيئا، وحسب الفيلسوف أن يوفق بين العناصر السابقة، ويضم بعضها إلى بعض. ينظر ذلك في المعجم الفلسفي، مجمع اللغة العربية، عالم الكتب، بيروت 1399 هـ - 1979 م، ص 24.
12 - Andrew Rawlinson: op. cit., pp. 45- 83
13 - Mark Sedgwick: Against the Modern World: Traditionalism and the Secret Intellectual History of the Twentieth Century, Oxford University Press, 2004, p. 126
14 - التقليدية (Traditionalism): "نزعة ترمي إلى الاستمساك بالماضي ومعارضة التطور والتجديد، ويذهب التقليديون إلى أن التعاليم النقلية أساس المعرفة واليقين". انظر، المعجم الفلسفي، ص 52.<br />15 - هناك دراسات وافية حول الفلسفة الغينونية قام بها الباحث الأمريكي "مارك سيدغويك" لعل أهمها الآن هو كتابه باللغة الانجليزية: "ضد العالم المعاصر- التقليدية والتاريخ الفكري السري للقرن 20م".
16 - Mark Sedgwick: op. cit., pp. 147 - 160
17 - Ibid., p. 133
18 - Ibid., p. 135
19 - Ibid., p. 136
20 - Ibid., p. 65
21 - Mark J. Sedgwick : Le Sufisme, Traduit de l’anglais par Jean-François Mayer, Les Editions du Cerf, 2001, p. 91
تعليقات
إرسال تعليق