الشريف النسيب الشيخ عبد القادر بن عمار بدر البوعبدلي, المعروف بالشيخ قويدر بدر. (يلقب كل من يحمل اسم عبد القادر بـ قويدر خاصة بمنطقة الغرب الجزائري). يرجع نسبه إلى سيدي عطية نجل الولي الصالح سيدي بوعبد الله وحسب شجرة النسب المتواجدة بالزاوية البوعبدلية, هو: محمد أبو عبد الله بن محمد بن واضح بن عثمان بن محمد بن عيسى بن فكرون بن القاسم بن عبد الكريم بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر بن علي بن حرمة بن عيسى بن سالم بن مزوار بن علي بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه.
من مواليد 1299هـ / 1882م, بالتاغية عرش أولاد سيدي بوعبد الله, حفظ القرآن الكريم في صغره بزاوية سيدي غلام الله (الحمري, الجديوية), وفي عزِّ شبابه التقى في مستغانم بالشيخ أحمد بن عليوة المعروف بالعلاوي وأخذ عنه الطريقة, فأدخله الخلوة ففتح الله عليه فتح العارفين.
من بين الرؤى التي سجلت لفقراء الطريقة العلاوية والبوزيدية على حد سواء والتي تستشهد كلها بصدق دعوة الشيخ العلاوي, رؤية لحامل لكتاب الله سيدي الشيخ الحاج قويدر بدر بن عمار البوعدلي فيما يخص الشيخ العلاوي:
رأيت كأن الدين الإسلامي تمثل إلي بشرا عليه صفة الحزن, وكان اسمه في ذلك الحال "النافر المنفور" وإذا بالأستاذ سيدي الشيخ أحمد بن مصطفى بن عليوة رضي الله عنه أمامه شاخصا إليه ببصره, والإسلام ينجذب إليه شيئا فشيئا, حتى قرب منه جدا, ثمّ انحنى وقبّله من وسط رأسه, وكان الفقراء حافين من حولهما من كل جانب ينتظرون ما يقع, فإذا بالأستاذ رضي الله عنه التفت للجميع قائلا إن النصر والفتح قريب إن شاء الله, وإذا بالفقراء أخذوا ينشدون الأشعار فرحا بما بشّروا به.
أذن له الشيخ العلاوي بالتربية والإرشاد, وكان من المحبوبين والمقربين من الشيخ العلاوي ومن بين مميزاته أنه كان صاحب حال.
أسس الشيخ قويدر بدر في دوار الغبارنية بسيدي خطاب مقرا للزاوية العلاوية ومنها انتقل إلى مديونة وافتتح فيها مقرا للزاوية, وفي فرطاسة (واد الأبطال) افتتح مقرا آخر للزاوية. ثم استقر بغليزان وافتتح فرعا آخرا للزاوية بمسكنة المتواجد بحي عبد القادر بن رزقة.
في سنة 1338هـ / 1920م, شرع مع اتباعه من الطريقة العلاوية ببناء زاوية بشارع النخيل في حي الفيلات وانتهى من بنائها سنة 1340هـ / 1922م.
في سنة 1367هـ / 1948م أسس زاوية القرابة بشارع العابدين والتي عرفت باسمه كما أسس عدة زوايا بأولاد بوعلي ومشرع الصفا وتنس.
ذكر الشيخ الجيلالي بن عبد الحاكم زاوية الشيخ قويدر بن عمار البوعبدلي (بدر) في كتابه الموسوم المرآة الجلية: "وكان لهذا الشيخ الصوفي العديد من التلاميذ الذين أخذوا عنه الطريقة منهم: الشيخ بن عزي, الشيخ رزقي, إلخ..." ودرس في زاويته أخاه الشيخ بدر عدة, الشيخ عليوي محمد, الشيخ داعو علاوي بن البشير, إلخ...
ذكر الشيخ محمد السايح, رحمه الله, (وكان من بين من أذن لهم الشيخ العلاوي بالتربية والإرشاد) رواية سمعها من الشيخ قويدر بدر البوعبدلي ولكنه قال قبل ذلك: "لو كانت الخلافة بإرادة الشيخ العلاوي لكان وبلا شك خلَّف الشيخ قويدر بدر من بعده".
ذات يوم قال الشيخ قويدر بدر للشيخ العلاوي:
- سيدي, بينما كنت على متن السفينة التي نقلتنا للحج, بدأت تهتز في كل الاتجاهات بسبب الارتفاع الشديد لأمواج البحر واضطرابها, حتى مرض الجميع. فخرجت على سطح السفينة وخاطبت البحر بهذه الكلمات:
هنا, تبسم الشيخ العلاوي ووضع يده على فمه (بالمناسبة, كان الشيخ قويدر يسبب الابتسامة دون الضحك للشيخ العلاوي بسبب كلامه وما يحمل من معاني وإشارات فريدة), فقال له الشيخ العلاوي:
- قل لنا يا سيدي, ماذا قلت للبحر؟
- قلت له: إذا لم تستعيد هدوءك فسوف أدعو ربي عليك, وهو ما لم يفعله أحد من قبلي ولن يفعله أحد من بعدي.
فسأله الشيخ العلاوي والابتسامة لا تزال على شفتيه.
- وماذا كانت ستكون تلك الدعوة لو لم يهدأ البحر؟
- قلت له: إذا لم تهدأ سأسأل الله ألا تكون سببا لطريق الحجاج ولن ترى أبدا أية سفينة للحجاج على أمواجك حتى آخرا لزمان.
- وماذا كان الرد على هذا الطلب؟
- لم يكن له خيار يا سيدي, لقد هدأ وتمكنا من مواصلة رحلتنا في ظروف جيدة.
فهمس له الشيخ العلاوي:
- لأنه رأى أنك فقير, فشفق على حالك.
وفي هذا المعنى أشار الشيخ العلاوي إلى الحضرة الإلهية التي يرمز لها بالبحر (بحر العظمة).
توفي الشيخ قويدر بدر بن عمار البوعبدلي يوم الخميس 23 من جمادى الثاني 1379هـ / 24 ديسمبر 1959م ودفن بزاويته الشهيرة بشارع عابدين, رحمه الله ورضي عنه وعن جميع عباده الصالحين.
المصادر: محمد مفلاح مراكز التعليم العربي في مدينة غليزان, ص: 21-22. والشيخ محمد السايح (مريد الشيخ العلاوي) رواها لنا ابنه سيدي علي رواية السفينة.
من مواليد 1299هـ / 1882م, بالتاغية عرش أولاد سيدي بوعبد الله, حفظ القرآن الكريم في صغره بزاوية سيدي غلام الله (الحمري, الجديوية), وفي عزِّ شبابه التقى في مستغانم بالشيخ أحمد بن عليوة المعروف بالعلاوي وأخذ عنه الطريقة, فأدخله الخلوة ففتح الله عليه فتح العارفين.
من بين الرؤى التي سجلت لفقراء الطريقة العلاوية والبوزيدية على حد سواء والتي تستشهد كلها بصدق دعوة الشيخ العلاوي, رؤية لحامل لكتاب الله سيدي الشيخ الحاج قويدر بدر بن عمار البوعدلي فيما يخص الشيخ العلاوي:
رأيت كأن الدين الإسلامي تمثل إلي بشرا عليه صفة الحزن, وكان اسمه في ذلك الحال "النافر المنفور" وإذا بالأستاذ سيدي الشيخ أحمد بن مصطفى بن عليوة رضي الله عنه أمامه شاخصا إليه ببصره, والإسلام ينجذب إليه شيئا فشيئا, حتى قرب منه جدا, ثمّ انحنى وقبّله من وسط رأسه, وكان الفقراء حافين من حولهما من كل جانب ينتظرون ما يقع, فإذا بالأستاذ رضي الله عنه التفت للجميع قائلا إن النصر والفتح قريب إن شاء الله, وإذا بالفقراء أخذوا ينشدون الأشعار فرحا بما بشّروا به.
أذن له الشيخ العلاوي بالتربية والإرشاد, وكان من المحبوبين والمقربين من الشيخ العلاوي ومن بين مميزاته أنه كان صاحب حال.
أسس الشيخ قويدر بدر في دوار الغبارنية بسيدي خطاب مقرا للزاوية العلاوية ومنها انتقل إلى مديونة وافتتح فيها مقرا للزاوية, وفي فرطاسة (واد الأبطال) افتتح مقرا آخر للزاوية. ثم استقر بغليزان وافتتح فرعا آخرا للزاوية بمسكنة المتواجد بحي عبد القادر بن رزقة.
في سنة 1338هـ / 1920م, شرع مع اتباعه من الطريقة العلاوية ببناء زاوية بشارع النخيل في حي الفيلات وانتهى من بنائها سنة 1340هـ / 1922م.
في سنة 1367هـ / 1948م أسس زاوية القرابة بشارع العابدين والتي عرفت باسمه كما أسس عدة زوايا بأولاد بوعلي ومشرع الصفا وتنس.
ذكر الشيخ الجيلالي بن عبد الحاكم زاوية الشيخ قويدر بن عمار البوعبدلي (بدر) في كتابه الموسوم المرآة الجلية: "وكان لهذا الشيخ الصوفي العديد من التلاميذ الذين أخذوا عنه الطريقة منهم: الشيخ بن عزي, الشيخ رزقي, إلخ..." ودرس في زاويته أخاه الشيخ بدر عدة, الشيخ عليوي محمد, الشيخ داعو علاوي بن البشير, إلخ...
ذكر الشيخ محمد السايح, رحمه الله, (وكان من بين من أذن لهم الشيخ العلاوي بالتربية والإرشاد) رواية سمعها من الشيخ قويدر بدر البوعبدلي ولكنه قال قبل ذلك: "لو كانت الخلافة بإرادة الشيخ العلاوي لكان وبلا شك خلَّف الشيخ قويدر بدر من بعده".
ذات يوم قال الشيخ قويدر بدر للشيخ العلاوي:
- سيدي, بينما كنت على متن السفينة التي نقلتنا للحج, بدأت تهتز في كل الاتجاهات بسبب الارتفاع الشديد لأمواج البحر واضطرابها, حتى مرض الجميع. فخرجت على سطح السفينة وخاطبت البحر بهذه الكلمات:
هنا, تبسم الشيخ العلاوي ووضع يده على فمه (بالمناسبة, كان الشيخ قويدر يسبب الابتسامة دون الضحك للشيخ العلاوي بسبب كلامه وما يحمل من معاني وإشارات فريدة), فقال له الشيخ العلاوي:
- قل لنا يا سيدي, ماذا قلت للبحر؟
- قلت له: إذا لم تستعيد هدوءك فسوف أدعو ربي عليك, وهو ما لم يفعله أحد من قبلي ولن يفعله أحد من بعدي.
فسأله الشيخ العلاوي والابتسامة لا تزال على شفتيه.
- وماذا كانت ستكون تلك الدعوة لو لم يهدأ البحر؟
- قلت له: إذا لم تهدأ سأسأل الله ألا تكون سببا لطريق الحجاج ولن ترى أبدا أية سفينة للحجاج على أمواجك حتى آخرا لزمان.
- وماذا كان الرد على هذا الطلب؟
- لم يكن له خيار يا سيدي, لقد هدأ وتمكنا من مواصلة رحلتنا في ظروف جيدة.
فهمس له الشيخ العلاوي:
- لأنه رأى أنك فقير, فشفق على حالك.
وفي هذا المعنى أشار الشيخ العلاوي إلى الحضرة الإلهية التي يرمز لها بالبحر (بحر العظمة).
توفي الشيخ قويدر بدر بن عمار البوعبدلي يوم الخميس 23 من جمادى الثاني 1379هـ / 24 ديسمبر 1959م ودفن بزاويته الشهيرة بشارع عابدين, رحمه الله ورضي عنه وعن جميع عباده الصالحين.
المصادر: محمد مفلاح مراكز التعليم العربي في مدينة غليزان, ص: 21-22. والشيخ محمد السايح (مريد الشيخ العلاوي) رواها لنا ابنه سيدي علي رواية السفينة.
شاهد ضريح أبو عبد الله |
تعليقات
إرسال تعليق