الشيخ العلاوي: الحق لا يرضانا إذا لم نرق إلى الإحسان

يقول الشيخ محمد بن خليفة المدني:
وقد سافرت مع الشيخ العلاوي للمغرب الأقصى (1924) فتلقاه علماء مدينة وجدة بأعظم إكرام وذاكرهم الشيخ بكثير من المسائل العلمية والحقائق التوحيدية الصوفية, منها أنا كنا في ضيافة أحد أهل البلد وصحبتنا جميع علمائها وكنا لا نعرف رب الدار المتكرم علينا, وبعد أن بسطت النعم ووضعت موائد الفضل والكرم قال الشيخ رضي الله عنه:

"إن النعم مبسوطة علينا من كل نوع وإنا وإن كنا نتحقق أنها من عند المنعم لأننا في داره ولكن هل يحسن بنا أن نخرج من الدار دون أن نعرف رب الدار وهل يرضى رب الدار إذا لم نسأل عنه ونعرفه حقيقة ؟"

فأجاب الجماعة كلهم: "لا" 

فقال " كذلك ولله المثل الأعلى إننا الآن في هاته الدار الدنيا ونعم الله علينا لا تحصى ونتحقق أنها من عند المنعم جل وعلا ونستدل بها عليه ولكن ذلك معرفة مجرد الإيمان أو نقول معرفة الدليل والبرهان ولكن القلوب لا ترتاح ولا تهنأ العقول والأرواح حتى نعرف الحق معرفة إيقان أو نقول معرفة شهود وعيان والحق تعالى لا يرضانا إذا لم نرق إلى أعلى درجات الإحسان".

فأخذ الجماعة الحاضرين وجد عظيم وتمكن من قلوبهم هذا المثال المنطبق على معرفة الكبير المتعال.

تعليقات