الشاهد الرابع والعشرون من القسم الخامس في سرد طائفة من أعيان الطريقة العلاوية في كتاب الشهائد والفتاوي (5-24) محمد بن عبد الباري الحسني التونسي (المعروف بـ "محمد العيد" بن عبيد البحري), مقدم من مقاديم الشيخ العلاوي بالديار التونسية.
لا نعلم عنه شيئا ولعله من أهل اقليم الساحل. صاحب فكرة تأليف هذا الكتاب "الشهائد والفتاوي فيما صحَّ لدى العلماء من أمر الشيخ العلاوي" طبع بالمطبعة التونسية نهج سوق البلاد 1344/1925 هـ في 259 صفحة من القطع الربعي الكبير عدا الفهرس العام الذي قام بإتمامه وتذييله وإضافة التعاليق عليه محمد بن بشير الجريدي النفطي بالتعاون مع قدور بن أحمد المجاجي. جازاهما الله خير الجزاء.
وعلى حسب ما جاء في غلاف الكتاب, "جمعه المنتسب لله والمنتصر من أجله عبده محمد بن محمد بن عبد الباري التونسي, تغمده الله برحمته, آمين", إننا نفهم من عبارة تغمده الله برحمته أنه توفاه الله قبل أن يتم مراجعة الكتاب والتعليق عليه وطبعه أي قبل عام 1925, ونعلم أن أغلب رسائله للعلماء كانت بين سنتي 1923 و 1924, وكان موجودا بتونس سنة 1924 بشهادة عبد الرحمن جوصو (جوستاف هنري) في مذكراته, وهكذا تكون وفاته سنة 1925, رحمه الله تعالى.
ولكن بما أنه معروف بكنيته "محمد العيد" عثرنا على مقال بجريدة فرنسية من العهد الاستعماري تذكر أحد أعيان الطائفة العلاوية بـ "محمد العيد" الذي
شارك سنة 1931م في الاحتفال السنوي للطريقة العلاوية بمستغانم يومي 8 و 9 أوت وكان من المتدخلين في إلقاء المحاضرات. صحيفة مستغانم 23 أوت 1931م.
وهناك مصدر آخر, التشابه في الإسم قريب للغاية
محمد عيد بن محمد بن محمد بن محمد بن المبارك, وقد قلبت المبارك إلى العامية (الباري). ولد سنة 1293هـ - 1876م في الجزائر ببلدة قمار من وادي سوف قرب الحدود التونسية.
كف بصره وهو صغير لم يجاوز السادسة بسبب الجدري. وفي العاشرة حفظ القرآن الكريم, ثم تلقى العلم على يد شيوخ عصره, وسلك في الطريقة الشاذلية على الشيخ محمد الهبري الكبير, وكان مقربا لديه خصه بالرعاية واعتنى به وأجازه بإعطاء الورد العام والخاص.
ساح في شمالي إفريقية مدنها وقراها راكبا وماشيا, يقصد العلماء والعارفين حتى وصل به مطافه إلى المدينة المنورة, وجاور فيها أربع سنوات, سافر بعدها إلى دمشق, واستقر بها, فأكرمه أهلها وأحبوه.
لازم في دمشق مجالس العلماء, فحضر عند المحدث الشيخ بدر الدين الحسني في دار الحديث, وعند الشيخ محمد بن جعفر الكتاني, والشيخ محمد الكافي التونسي, والشيخ صالح الحمصي, والشيخ محمد القطب, والشيخ سليم الحلواني, والشيخ إبراهيم الغلايني, والشيخ أبي الخير الميداني, وغيرهم.
كان كثير الذكر, يقوم الليل, متواضعا, يكثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بصيغ مختلفة, يحبه الناس, زاهدا صامتا, ساكنا يكثر ذكر شيخه محمد الهبري ويستشهد بأقواله, وقيل إن له كرامات.
توفي في 9 رمضان عام 1377هـ - 1957م. رحمه الله وجعل الجنة مثواه, آمين.
المصدر: كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري لمحمد مطيع الحافظ ونزار أباظة ج2, ص696.
والله أعلم
- إنتقل إلى فهرس الشهائد والفتاوي
- إنتقل إلى فهرس الأعلام اللاحقين
تعليقات
إرسال تعليق