الشاهد الرابع عشر من القسم الثالث في سرد جملة من شهادات أعيان الطريقة العلاوية وفقهائها في كتاب الشهائد والفتاوي. (3-14)
مصطفى بن محمد بن حافظ, ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪرﺳﺔ ﻗﺮآﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ الجزائر وأشرف على صحيفة "لسان الدين" سنة 1923م من العدد 1 إلى 6, وخلفه الحسن بن عبد العزيز القادري من العدد 7 إلى 12. أخذ الطريقة عن الشيخ أحمد العلاوي, رحمه الله وجعل الجنة مثواه, آمين.
ويعتبر الشيخ مصطفى حافظ أول من أنشأ مدرسة قرآنية, حسب علمنا, بعد تجربة ابن حمانة. وكان عند ذاك شابا, تخرج من مصر ورجع إلى وطنه بفكرة إصلاحية, وهي تطوير المدارس القرآنية بعد أن اعتراها الهرم في أسلوبها القديم. وكان حافظ فيما يبدو متأثرا بما رأى في مصر من إنشاء المدرسة العربية - الإسلامية، على أنقاض الكتاتيب. ويقول المرحوم أحمد توفيق المدني أن مصطفى حافظ أول من فكر في التعليم الحر, أي التعليم القرآني المنظم. ولكن المدني لاحظ أن مشروع مصطفى حافظ كان فرديا, فولد ضعيفا وبقي ضعيفا.
والمدرسة التي أسسها, سماها (الفلاح), وهو اسم استفتاحي معبر, وفيه رمز ديني وفهم صوفي واضح. وأنشأ لها أيضا جمعية سميت جمعية الفلاح, استطاعت أن تجمع للمشروع أربعمائة (400) ألف فرنك لبناء محل خاص (مدرسة) للتعليم العربي, وشراء دار لاستعمالها كمقر رسمي لهذه الجمعية، ولإيواء التلاميذ الذين لا يجدون مكانا لهم في المدارس الدينية المسيحية, وتعليمهم القرآن والعلوم العربية والإسلامية بطريقة حديثة.
ويقول محمد العابد الجلالي عن مصطفى حافظ أنه قضى في مصر مدة وأخذ العلوم هناك ثم رجع إلى الجزائر. ففكر في وسيلة تفيد الأمة (الشعب)، فوجدها في إنشاء (مدرسة قرآنية) تفيد الأطفال، ولما فعل ذلك هرع الناس إليه واتضحت لهم نتائج أعماله. ووصفه بالشاب النشيط و (البطل) وقال أن من حق العاصمة أن تفتخر به. وقد زار الجلالي هذه المدرسة حوالي 1925 والتقى بصاحبها فأطلعه على برنامج المدرسة، كما وزعه على أيام الأسبوع، ووجده الجلالي برنامجا جيدا، في نظره، كما وجد الشبيبة (تفيض أعينهم بالأمل البعيد والقريب). ولا ندري كيف انتهت تجربة مصطفى حافظ الرائدة أيضا، غير أننا نعرف أن مدرسة أخرى ظهرت في العاصمة حوالي نفس الوقت. ونعني بذلك (مدرسة السلام) الحرة التي تأسست سنة 1930. وكانت معدة لتعليم البنين والبنات، ومتخصصة للتعليم العربي الإسلامي والمبادئ الدينية, وكانت لها جمعية برئاسة السيد عمر إسماعيل، تسمى (جمعية السلام) وتضم نحو 200 تلميذ. (المصدر :أبو القاسم سعد الله: كتاب تاريخ الجزائر الثقافي - المدارس الحرة, ص 248).
- إنتقل إلى فهرس الشهائد والفتاوي
- إنتقل إلى فهرس الأعلام اللاحقين
- إنتقل إلى فهرس الشهائد والفتاوي
- إنتقل إلى فهرس الأعلام اللاحقين
تعليقات
إرسال تعليق