الطيب بن المهاجي - الشهائد والفتاوي

من بين شهود الجزائر في كتاب الشهائد والفتاوي, الشاهد السابع من القسم الأول في سرد طائفة من شهادات ذوي الهيئات الشرعية والمراتب الدينية الرسمية,
الشيخ الطيب بن إبراهيم المهاجي, مفتي وهران, فقيه ولغوي ومؤرخ جزائري.

سندرج شهادته قريبا إن شاء الله.....

الشيخ زدور محمد بن إبراهيم المعروف بالطيب المهاجي بن مولود بن مصطفى بن محمد بن مصطفى ابن فريح بن محمد بن إبراهيم بن مفلح بن الكندوز بن أحمد بن أيوب بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن ميمون بن محمد بن عبد الله بن موسى بن عيسى بن يحيى بن عمران بن إبراهيم بن علي بن حسين بن أحمد بن محمد بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن حسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولد عام 1300هـ/1882م بقرية اولاد سيدي الفريح المهاجي أو "مهاجة" بمرتفعات القعدة من ضواحي ولاية وهران, وقبيلة مهاجة هي التي أنشأت الزاوية الدرقاوية بجهود الشيخ أبي يعزى المهاجي تلميذ الشيخ مولاي العربي الدرقاوي بفاس. وكان الشيخ الطيب أصغر أنجال والده الخمسة ، فحرص والده على تعليمهم وتحفيظهم القرآن وعلوم الدين. وكان من شيوخه بمسقط رأسه الشيخ محمد بن قدور والشيخ محمد الميلود بن إبراهيم والشيخ عبد السلام بن صالح ثم انتقل إلى ندرومة حيث درس على الشيخ الميلود بوشعيب خريج الأزهر وتلميذ الشيخ عليش وأجازه.

تصدر للتدريس بجامع الزاوية السنوسية سنة 1902م ثم أقام نهائيا بوهران منذ سنة 1912م أين أسس أول مدرسة حرة فيها (طريق هادي حسان -المدينة الجديدة، طحطاحة) لتسمى فيما بعد مسجد الشريفية ودرس فيها مدة تقارب السبعين سنة. ومنذ سنة 1923م التقى عدة مرات بالشيخ أبي شعيب الدكالي المغربي.


سافر المهاجي إلى فاس بالمغرب الأقصى سنة 1927م كما ارتحل إلى تونس في السنة التي تلتها, ثم انتقل سنة 1932م إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وهناك تعرف على الشيخ أحمد الشريف السنوسي الزعيم الليبي وقائد المقاومة الليبية حيث كان لاجئا في المملكة العربية السعودية كما التقى العديد من العلماء وأحرز عددا من الإجازات.

الشيخ الطيب المهاجي من المؤسسين لجمعية العلماء سنة 1931م حيث كان عضوا في مجلسها الاستشاري, وكتب الشيخ عبد الحميد بن باديس عن رحلته إلى وهران:
  
لما وصلنا وجدنا في انتظارنا جما من أعيانها منهم فضيلة الشيخ الحبيب بوخالفة وفضيلة الشيخ الطيب المهاجي وغيرهما. وكانت حفلة الفطور في بيت آل المهاجي الكريم، وكانت حفلة العشاء عند الجمعية الخيرية الإسلامية بمحلها، وكانت حفلة حفلى دعيت إليها طبقات الناس وكنا يومنا الثاني في ضيافة الشيخ المفتي وكنا في كل حفلة من هذه الحفلات نلقي ما يسر الله من الوعظ والتذكير وخصوصا في حفلة الجمعية الخيرية وكان الذي افتتح الحفلة مرحبا بالضيوف بلسان الجمعية العالم الالمعي السلفي الشيخ الطيب المهاجي، وقد رأيت من اهل هذه العاصمة الغربية لقطرنا الجزائري تعطشا للعلم وإقبالا على سماعه ، ولقيت فيها نخبة الفضلاء ذوي المعارف المتعلمين بالفرنسية على جانب من الدين والقومية.    

بانفجار ثورة الفاتح من نوفمبر سنة 1954م وفي اليوم الذي تلاه اعتقل نجل الشيخ الطيب المهاجي وهو قاسم زدور محمد ابراهيم ليتسشهد على طاولة التعذيب بعد ذلك بثلاثة أيام أي 4 نوفمبر وهو أول طالب شهيد في الثورة.

عشية استقلال الجزائر 5 جويلية 1962م جرت عدة عمليات قتل ضد "الأقدام السوداء" وسقط منهم عشرة يهود في مدينة وهران. كان الشيخ الطيب ممن نددوا واستنكروا هذه الأعمال ، ليصدر فيما بعد الرئيس بن بلة حكما بتوقيف المفتعلين.

توفي الشيخ الطيب المهاجي يوم الجمعة 05 شعبان 1389هـ الموافق لـ 17 أكتوبر 1969م ودفن بمقبرة بن الدومة بحي البلانتور (les planteurs) بوهران
. رحمه الله وجعل الجنة مثواه, آمين.

مؤلفاته :
- أنفس الذخائر وأطيب المآثر في أهم ما اتفق لي في الماضي والحاضر

- مبادئ الصرف

المراجع
- أنفس الذخائر وأطيب المآثر في أهم ما اتفق لي في الماضي والحاضر، الطيب المهاجي ، الشركةالجزائرية للطبع والأوراق, وهران, ص112-113.
- آثار بن باديس، إعداد وتصنيف: عمار طالبي ، الشركة الجزائرية ، ط3 ، 1997 ، ج4 ص315.

تعليقات