الشيخ العلاوي وحضور القلب

طلب أحد الفقراء من تلمسان من الشيخ العلاوي الإذن بالذكر بالإسم الأعظم ولكن وبما أنه كان مسؤولاً عن عائلة كبيرة، سأله عما إذا كان بإمكانه الذكر في بيته في تلمسان، فقبل الشيخ العلاوي وأذن له في ذلك بعدما ذاكره في طريقة الذكر وخصائصه.
 
كما طلب فقيرا آخرا من نفس المدينة (تلمسان) أيضًا الشيخ العلاوي الإذن بالذكر بالإسم الأعظم, ولكنه فضَّل قضاء تلك المهمة في زواية شيخه بمستغانم. وضعه الشيخ في الخلوة لمدة أسبوع وكان يزوره كل يوم ويذاكره في الأحوال الروحية وفقًا لتقدمه في التأمل. في نهاية اليوم الثامن، أمره بالعودة إلى بلدته تلمسان، ولكن دون أن يتحصَّل على أية نتيجة، وذلك رغم كل الجهود التي أبذلها الشيخ.
 
لدى وصوله إلى مدينته، وجد الفقير الآخر - الذي بقي في البيت - قد تحقق بالكامل, فتح الله على عين بصيرته وتحصَّل على العلم اللدني.
 
تَمَّ استفسار الشيخ العلاوي حول هذه النقطة، لأنها بدت أنها أربكت جميع قواعد الإرشاد:
لماذا الشخص الذي كان معك لم ينجح، والشخص الذي كان بعيدا حصَّل على نتيجة ؟
 
فأجاب : الأمر في غاية البساطة، الشخص الذي كان في بيته، وبين عائلته بجسده، كان معي بقلبه، والآخر كان معي بجسده، ولكن قلبه كان مع عائلته. وأنا إنه القلب الذي أريده.




المصدر: الشيخ عدة بن تونس, كتاب "أخوة القلوب, ص 68".
 

تعليقات