الشيخ العلاوي - الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

في الثاني عشر من هذا الشهر, ربيع الاول, يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بإحياء ذكرى المولد النبوي, على صاحبه أفضل الصلاة والسلام.
فليحتفلوا وحق لهم أن يحتفلوا ليوم ولد فيه إمام الكون وقائد سعادته.

ليس في المسلمين من لا يجد في نفسه هيبة وإجلالا لذكرى هذا اليوم, وأي يوم أولى بالإجلال والإعظام منه؟ يوم انبثق فيه من فياض التوحيد جدول, فعم البسيطة نوره, نور أصبح به المشرك موحدا, والملحد مؤمنا, والكافر مسلما, والعاصي مطيعا, والمتهتك ورعا.‎ يوم تطورت من أجله الأطوار, وبدلت فيه الأرض غير الأرض والسموات.

وهل يوجد لهذا اليوم نظير حتى يكون اهتمام العالم الإسلامي على ذكرى هذا اليوم موزعا؟ كلا ! إنه لا يوجد نظير لإحياء ذكرى من ختم الوحي به ودانت الفضيلة له وسجدت الكرامة والنزاهة وسائر أنواع المبرَّات على أعتاب باب صاحبه غير هذا اليوم.

وإذاً فلا ينبغي للمسلم والحالة هذه أن يفوته الاعتناء بالاحتفال به ونشر ما ينبغي نشره بين المحتفلين به من أبناء السمحة من نحو سيرة ذلك الرسول الأعظم, والفذ الواحد, الموحد الصميم, فأعظم بها من سيرة للمتأسين, وأكرم بها من شريعة للمقتدين.

و "البلاغ" بصفته خادما لشريعة صاحب ذلك الجناب المقدس, سيحتجب عن قرائه في الأسبوع القابل هيبة وإجلالا واحتفالا بذلك اليوم الذي نعتبره يوما ولد فيه الإسلام نفسه. ونحن مهما كنا مبتهجين بكوننا مسلمين, لزمنا أن نبتهج بيوم جاءنا فيه ‏ الإسلام وولد فيه نبي الإسلام عليه افضل الصلاة وازكى السلام.

وفي الختام, نقدم تهيئتنا القلبية للعالم الإسلامي جميعا ولقراء صحيفة "البلاغ" على الخصوص لحلول هذا اليوم الجليل الذي نتمنى أن يكون فاتحة خير على الإسلام والمسلمين. 


المصدر: جريدة البلاغ الجزائري - الاحتفال بالمولد النبوي الشريف, العدد 299 بتاريخ 30-06-1933

تعليقات