الشيخ العلاوي - إجابته عن قول الإمام الغزالي (ليس في الإمكان أبدع ممّا كان)

سئل رضي الله عنه عن قول الإمام الغزالي رضي الله عنه ليس في الإمكان أبدع ممّا كان، وإلاّ لكان بخلا، أو ليس في قوله هذا ما يشمّ من نسبة العجز لله تعالى ؟

فأجاب قائلا هو بمثابة قوله كلّ ما يمكن إيجاده هو كائن الآن، وعدم الإطلاع صيّر الكائن في حيّز الزمان، وثمّ أمور لا تحتملها الأذهان، لأنّ الغزالي رحمه الله أعلم بمقام القدرة من المعترض عليه، وهو الأمر الذي دفعه أن يقول ليس في الإمكان أبدع ممّا كان الخ، وإلاّ فما يدرينا أن يكون كلّ ما يتخيّله الإنسان أن يكون في المستقبل هو كائن الآن، والمعنى أنّه يراه داخلا في حيّز الإمكان، وهو كائن الآن، إنّما فاته عدم الوقوف عليه، والمسألة تتصوّر عند من رفع نظره عن هذا العالم المرئي لنا، وجال فيما وراءه من العوالم التي تفوق حدّ الحصر في الكثرة المنتشرة فيما لا يتناهى من الفضاء المطلق، واستحضر أنّ في كلّ عالم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فحقيق به أن لا يستبعد أن يكون ما تخيّل إمكان وجوده، هو موجود في غير عالمه، وبعبارة أخرى أنّ ما تخيّله في ذهنه إلاّ لوجوده في الخارج، وبهذا الطريق يستطيع أن يدرك بعضهم من منازل القدرة، وما يدخل تحت القدرة من العجائب، ثمّ بعد ذلك ينظر إلى الغزالي أكان مصيبا في قوله أم مخطئا ؟، وإلاّ فلا يجمل به أن يوازن بين فهمه وفهم الغزالي، ما دام لم تنفذ بصيرته إلى ما وراء هاته الظروف المشخّصة في نظره.

تعليقات