رسالة الشيخ العلاوي إلى الشيخ سعيد سيف اليمني

حضرة الأخ المعظم، متيقظ الفؤاد العارف بالله سيدي الشيخ سعيد سيف اليمني أحياكم الله  وحيّاكم، وأحيى بكم، والسلام عليكم، وعلى من هو منكم وإليكم.

سيدي: وصلني كتابكم، وطالما تشوفت لخيالكم، ولكنّ الظروف حكمت على الأشباح، والمنّة لله، حيث لم تكن حائلة من بين الأرواح.

هذا، وإنّي أشكر دائما جميل أخلاقكم، وحسن معاملتكم مع إخواننا الفقراء، فقد كان يبلغنا عنكم ما يسرّنا، ومثلكم نحمد عوائده دائما، هذا وأمّا من جهة التماسكم منّا الورد الخاصّ، فسيتلى عليكم نصّه وكيفيته بقصد ارتباطنا بكم، كما حاولتم على ارتباطكم بنا، فالمؤمن بأخيه، والعارف بجنسه ونوعه، ومن عرف، عرف، ومن جهل تلف.

هذا سيدي، وإنّ الاسم الأعظم بالكيفيّة التي أخذناه بها عن أسلافنا، هو هكذا بهاته الصفة،  فتستعمل تخلّقا وتعلّقا من جهة ما يخص المريد في حال السير إلى الله، فلا بدّ من التفرّد وقتا في اليوم،  والأولى أن يكون في ثلث الليل الأخير، مهما أمكن على طهارة واستقبال القبلة، وتغميض العينين،  وجمع الحواس، وتخيّل حروف اسم الجلالة بقلبك، كأنّك تراه في الخارج، مع استغراق في الاسم الأعظم  وهو قولنا (الله) جهرا بقدر الإمكان، مع تغليب مخارج الصدر، والمدّ يجاوز الحدّ الطبيعي، وهكذا حتى يرتسم اسم الجلالة في قلبك بسهولة، بحيث كلّما تذكرته وجدته، وبعد ارتسامه تتكلّف إلى مدّ الحروف إلى الآفاق، إلى أن تصل من الأرض إلى السماء، وعندما تحصل هاته الغاية تنتقل إن شاء الله إلى حالة هي منها أرفع، وكل هذا يحصل بسهولة مع تمرين الخيال على تصوّر الحروف، واللسان على الذكر،  والقلب على الحضور مع المذكور.

تعليقات