رسالة الشيخ العلاوي لبعض أتباعه

إخواننا الأجلاّء رضي الله عنكم: السلام عليكم ورحمة الله، نخص منهم (...)1

أمّا بعد:
فالذي وجب به إعلامكم، أنّ أحد إخواننا المدعو (...) كان إماما في بعض القرى هناك وهو الآن بالقطر التونسي، بعث إلينا كتابا طويل الذيل، وقد كدّرني والله ما أخبرني به من أحوال الفقراء من جهة تعاطي بعض الألفاظ التي تمجّها الأسماع وتأباها الحكمة، وها أنا وجهتها لكم لتنظروا ما فيها، فلا تنشروا حديثها، إنّما لتعلموا كيف هي الحالة، وبالجملة فإنّي أؤكد عليكم أن تنشلوا الفقراء من هاته الحالة ما أمكنكم، وتلزموا أنفسكم حسن التعبير، وكما بلغني أيضا أنّ بعض الفقراء تهاونوا في فعل المأمورات واجتناب المنهيات، وهذا ممّا يكدّر قلوبنا وقلوبكم أيضا، وقد كان في ظنّي أنّ المعارف كانت عند القوم مصونة، والطاعة مبذولة، فما بالنا صرنا بالعكس، فإن أمكنكم أن تخدموا الطريقة بصيانة الأسرار والوقوف مع أمر الله ونهيه، فلتفعلوا بارك الله فيكم، ونحن على عهدكم ومحبتكم، وإلاّ فالأمر لا يتفق عليه، وهذا ما ظهر لنا عرفانكم به، وعندما تطلعون على تلك الرسالة فاحرقوها،  لأنّه لا فائدة في نشرها، وبهاته النصيحة تخبرون إخواننا بناحية بني (...) والسلام.


1. من المحتمل أن يكون الشيخ عبد الرحمن بوعزيز

تعليقات