الشيخ العلاوي - إجابته عن اهتزاز الصوفيّة ورقصهم بالأذكار

سئل رضي الله عنه عن اهتزاز الصوفيّة ورقصهم بالأذكار، الأمر الذي لم يكن له مستند في صريح الشرع، هكذا يقول السائل، وإذا فما دعاهم لذلك ؟
 
فأجاب قائلا إنّ الصوفيّة لا يقولون بوجوب ذلك، ولا بتبديعه، حتى يعتبروا أنّهم زادوا في دين الله ما ليس منه، إنّما يبعثهم على نظير ذلك ما يهاجمهم من الشوق والوجدان حالة الذكر، وفي استطاعة القائل أن يقول لكم إنّه دعاهم إلى ذلك ما دعا سيدنا أيوب عليه السلام أن يركض برجله، ودعا الإمام عليّا كرّم الله وجهه وجعفر أن يخجلا بين يديه صلّى الله عليه وسلّم، ودعا الحبشة أن تزفن في مسجده، وبحضوره صلّى الله عليه وسلّم.

وفي ظنّي أنّك لا تنكر من كون الداعي في جميع ذلك هو باعث السرور، وإذا فلم يباح لأولئك ما يمنع في حقّ غيرهم، مهما كان الداعي واحدا، مع سلامة الطويّة والعبرة بالمقاصد ؟

فقال السائل معترضا، فلم لم يهتزّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالرقص وهو أشدّ من الجميع سرورا بالله ؟

فقال رضي الله عنه إنّي قد كنت قرأت في التوراة إنّ سيدنا داود عليه السلام، لما جيء إليه التابوت، كان يرقص فرحا، وكان الجيش من خلفه، فلما رأته زوجته على تلك الحالة أنكرت عليه، وسقطت هيبته في نظرها، وبذلك يردّ على المعترض، إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يفعل ذلك شفقة على مثله، ومن أن تسقط حرمته في نظره، فيرتد عن دينه، والعياذ بالله.

تعليقات