سئل رضي الله عنه عن قول ابن الفارض مناجيا الله بقوله: وإذا سألتك أن أراك حقيقة فاسمح ولا تجعل جوابي لن ترى.وقال السائل فهل يريد ابن الفارض أن تكون له حظوة عند الله أكثر ممّا لموسى عليه السلام ؟ وإلاّ فما معنى قوله ولا تجعل جوابي لن ترى؟ فأجاب
قائلا:
حاشا لله أن يتوّهم ابن الفارض ذلك، وبيان المسألة أنّ سيدنا موسى
عليه السلام، بعدما سدّ الله تعالى في وجهه باب الرؤية بقوله "لَن تَرَانِي" !
أعقبه جبرا لخاطره، وهو قوله "وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ" [الأعراف:143] ولا
شكّ أنّ في هذا الخطاب الأخير ما يستروح إليه طالب الرؤية، بخلاف ما لو قطع
الحديث عند قوله لن تراني، وهو ما اختاره ابن الفارض أن يكون جوابا له،
فكأنّه يقول إن وقع وسألتك أن أراك حقيقة، فلا تجعل جوابي مقصورا على قولك "لَن تَرَانِي"، بل أعقبه بشبه استدراك مثل ما فعلت مع موسى، حيث أحلته على النظر
إلى الجبل، لأنّ في استلفاتك له أن ينظر إلى الجبل ما يسليه عن منع الرؤية
المجرّدة، وهذا ما كانت تنحصر فيه مسألة ابن الفارض، والله أعلم.
تعليقات
إرسال تعليق