رسالة الشيخ العلاوي إلى أحد أتباعه (تونس)

طاهر النسب، قوي السبب، الصادق الغيور، وليّ الله، والمحبّ من أجله، سيّدي  (…)1 عمّم الله النفع بكم، والسلام عليكم وعلى من هو منكم وإليكم.

هذا أيّها المحبّ، قد اتصّل بيدي كتابكم، بعد ما تشوفت إليه أياما، وها أنا الآن أحمد الله على سلامتكم الدينيّة والبدنيّة، صرفهما الله في مرضاته، وقد كنت وصّيت بعضا من إخواننا من جملتهم المقدّم سيدي (…) وكذلك سيدي (…) فأخبروني أنّكم بخير، أمّا ما أرشدتمونا إليه من شأن الخلوة، وعلى أنّ هنالك أناسا ليسوا بأهل ذلك، فما أخبرتمونا إلاّ بالصدق بعينه، ولكن كيف العمل أخي عندما يأتيك الإنسان قائلا: نريد أن ننقطع أياما لذكر الله، بقصد التوبة والرجوع إلى الله، فما عليك إلاّ أن تأمره بالذكر، لأنّ الخلوة عندنا على ضربين، خلوة بقصد التصفية، وخلوة بقصد السلوك إلى الله عزّ وجلّ، ولا يأخذ كلتيهما إلاّ من سبقت له العناية، والمعنى أنّ هناك أناسا لا حظّ لهم فيما عند الله، وكيفما كان لا يسوغ للمرشد أن يمنع من قصده طالبا الله، غير أنّه يرشده لما يناسبه،  وعلى الله قصد السبيل، ولكنّكم نبهتموني إلى شيء كنت عنه في غفلة - بارك الله فيكم - لأنّي ما كنت أظنّ أنّ المؤمن يأتي للخلوة بقصد التجسس: (لله الأمر من قبل ومن بعد / الروم آية / 4)، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

ثمّ إنّكم قد وعدتمونا بالزيارة نحونا، أرجو الله أن ييسر لكم أسباب القدوم، ويرشدنا وإياكم إلى ما فيه صلاح أنفسنا، وإصلاح العموم.

ثمّ أوصيكم أن تحافظ - بارك الله فيك - ما أمكنك على ذكر الاسم الأعظم بالكيفيّة التي وصلتك، حتى يقضي الله بالجمع بيننا (وهو على جمعهم إذا يشاء قدير / الشورى آية / 29).

ثمّ أوصيكم أن تحافظ - بارك الله فيك - ما أمكنك على ذكر الاسم الأعظم بالكيفيّة التي وصلتك، حتى يقضي الله بالجمع بيننا (وهو على جمعهم إذا يشاء قدير / الشورى آية / 29).

1. من الأرجح بتونس العاصمة

تعليقات