الشيخ العلاوي - إجابته عن ختم النبوءة

سئل رضي الله عنه عن ختم النبوءة, فأجاب قائلا:

 إنّ الختم هو عبارة عن تمام الشيء ونهايته، وقد ينتهي الشيء في نفسه, "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ" [القصص:85] وإلى ذلك الإشارة بقوله صلّى الله عليه وسلّم (إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض) وإيضاح ذلك، أنّ النبوءة خط مستدير كخاتم متآلف من نقط، وهي الأنبياء والنقطة الجامعة ما بين طرفي حلقات الخاتم، هي سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وبمناسبة ما له من المزايا من جهة اختصاص نقطته باختتام دائرة النبوءة عن بقيّة النقط قال (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) ثمّ إذا اعتبرنا حلقة خاتم النبوءة، بعد تواصل الأطراف بعضها ببعض، ظهرت لنا كلّ نقطة من نقطها جامعة بين طرفيها، ولو جردتها لوقع الانفصال، فتساوت النقط بهذا الاعتبار، ولهذا قال صلّى الله عليه وسلّم (لا تفضلوني على أخي يونس) "لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ"  [البقرة:285] لأنّ التفريق وصمة في دائرة النبوءة، وقد تقدّم لنا أنّها واحدة متألفة من نقط متواصلة ببعضها، ومنتهى الدائرة هو عين مبدئها، قال صلّى الله عليه وسلّم (نحن الآخرون السابقون).


تعليقات