الشيخ العلاوي - إجابته عن معنى الشريعة، والطريقة، والحقيقة

سئل رضي الله عنه عن معنى الشريعة، والطريقة، والحقيقة، وقال السائل إنّ من الناس من يقول بوجود التنافر بين الحقيقة والشريعة، وإنّ الباطن قد يباين الظاهر، وغير ذلك ممّا يستعصي تطبيقه على مراد الشارع فيما ظهر,
فأجاب قائلا:
 
لا تنافر، وليس هناك ما يستعصي تطبيقه على مراد الشارع مهما استقصينا المسألة من أصلها، وعبّرنا عن الأشياء بكنهها وحقائقها نعم، قد يظهر شيء من التنافر، ولكن سببه ضعف التعبير، وإلاّ فأي خلاف أو تناقض إذا قلنا إنّ الشريعة هي عبارة عن الأحكام المنزلة على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، المستفادة من قوله تعالى: "وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا" [الحشر:7] والطريقة هي عبارة عن تطبيق تلك الأحكام على أعمال المكلّف، ظاهرا وباطنا، تطبيقا محكما والحقيقة هي ما يحصل للمريد من المعارف والعلوم الناشئة عن أعماله، قال تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ" [البقرة:282] وإذا لا تنافر بهذا الاعتبار إنّما هي ألفاظ منها ما وضع لتدل على الأحكام المجرّدة باصطلاح، ومنها ما وضع، لتدل على العمل بها، ومنها ما وضع، لتدلّ على النتائج الحاصلة عن ذلك العمل، وإذا حققت لم تجد هناك إلاّ الشريعة.

فقال السائل ولم سمينا تطبيق أوامر الشرع على أفعال المكلّف بالطريقة، وما ها المناسبة؟
فقال الأستاذ: إنّ تطبيقه ذلك يعتبر منه تزحزحا في سبيل القرب إلى الله عزّ وجلّ، لما في الحديث القدسيّ (ما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضته عليه) فيصح أن يطلق على ذلك العمل سيرا وطريقا أيضا، فتأمل رعاك الله.

تعليقات