الشيخ العلاوي - تفسير للآية (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)

سئل رضي الله عنه عن قوله تعالى
: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ"  [البقرة:152].

فأجاب قائلا : أمّا ذكرنا له تعالى فهو قولنا لا إله إلاّ الله، أو ما يشاكله من أسماء الله الحسنى، وهو مفهوم ضرورة لا إشكال فيه، أمّا ذكره تعالى لذاكره فهو محل الإشكال في تصوير كيفيته وأسلوبه، فكيف يكون يا ترى؟، يريد بهذا التوجيه شحذ قرائح أتباعه، ولمّا علم منهم القصور عن الخوض في المسألة، استلفتنا تعالى بهذه الآية الكريمة لما يخلّد ذكرنا في التاريخ، فكأنّه يقول إن أردتم أن تذكروا باحترام فيما سيأتي من الأمم والأجيال، فاذكروني، أذكركم على ألسنتهم، ومن أجل هذا ترى الذاكرين لن يزالون مذكورين على ألسنة العموم والخصوص، وذلك هو نفس ذكر الله لهم، جزاء وفاقا، لأنّ الجزاء من جنس العمل والله أعلم.

تعليقات