الشيخ العلاوي - إجابته عن إدراك الروح للأشياء في اليقظة وفي النوم

سئل رضي الله عنه عن إدراك الروح للأشياء، هل هو في اليقظة أقوى أم في النوم ؟

فأجاب قائلا إنّ الإدراك بهذا الاعتبار ينقسم إلى قسمين، لأنّه إمّا أن يكون متعلّقا بالإلهيّات، كذات الله وصفاته، وإمّا أن يكون متعلّقا بالمخلوقات، فإن كان راجعا إلى القسم الأول فهو في اليقظة أقوى منه في النوم، لأنّ الإنسان ربما يرى في نومه الألوهيّة على صفة ليست من حقائقها، بخلاف ما يدركه منها في اليقظة، وبالأخص إن كان بواسطة الشهود.

وإن كان راجعا إلى القسم الثاني، أي المتعلّق بالمخلوقات، فينقسم إلى ثلاثة أقسام، لأنّه إمّا أن يكون راجعا لإدراك ما هو في الماضي، أو إدراك ما هو في الحال، أو أدراك ما هو في المستقبل، فالقسمان الأولان كذلك من قبيل الأول، أي من إدراك الروح في اليقظة وعليه فلم يبق للنوم إلاّ ما هو من قبيل الاستقبال، لأنّه جزء من الإنباء، لقوله صلّى الله عليه وسلّم (لم يبق من النبوءة إلاّ الرؤيا الصالحة)، وكان يراها عليه الصلاة والسلام فتأتي كفلق الصبح.

تعليقات