عبد الرحمن بن الموسوم - الشهائد والفتاوي (4-08)

الشاهد الثامن من القسم الرابع في سرد جملة من رسائل ذوي الفضل وأرباب المكانات في كتاب الشهائد والفتاوي (4-08) عبد الرحمن بن الموسوم (شيخ طريقة الشاذلية الموسومية) بقصر البخاري, الجزائر (المتوفي سنة 1377هـ, 1957م)
الرسالة الثامنة لأستاذ الطريقة الشاذلية العارف الجليل السيد عبد الرحمن
1 نجل العارف الرباني الشيخ السيد الموسوم, رئيس الزاوية بقصر البخاري عمل الجزائر ونصها:
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله
تاج العارفين وقدوة السالكين, حبنا في الله, الشيخ سيدي أحمد بن مصطفى العلاوي...
السلام عليكم وعلى أهل حزبكم المفلح ورحمة الله وبركاته
نعم أيها السيد, إن رمقتم بطرف إلينا فإننا نحمد الله حيث خلقنا من أمة محمد حبيبه صلى الله عليه وسلم, وقد انبسطت والله قلوبنا لملاقاتكم, وأيقظتم منا ما كان نائما بثمراتكم
2, فجزاكم الله خيرا. واعلم سيدي إن رسالتكم المسماة "القول المعروف في الرد على من أنكر التصوف" 3 قد رأينا فيها والله ما حقه أن يكتب بماء الذهب, ولا تستغني زاوية عن نسخة منها على الإطلاق لأنها سلاح يقي صاحبه من أهل النفاق, فالله يجازيك خيرا ,وكما نحتاج أن تبعث لنا الكتب المذكورة في آخر الكتاب والسلام.
في 4 رمضان 1340هـ, الإثنين 1 مايو 1922م, أملاه شيخنا سيدي عبد الرحمن نجل القطب الرباني سيدي محمد الموسوم, رئيس الزاوية الشاذلية الموسومية بقصر البخاري.

__________________

  1. أقول إن فضيلة المشار إليه ذو مكانة بين قومه, عظيم القدر, جليل النسبة, معترف له بالفضل بين أهل الطائفة, ولبيتهم بالاحترام, ولم يزل فضيلته عاملا على أثار أسلافه, نفع الله به من لقيه واجتمع به, آمين.
  2. أقول هكذا كان يبلغنا عن فضيلة المشار إليه من جهة احترامه للأستاذ واعتنائه بمؤلفاته واحترامه لنسبته وتعظيمه لأتباعه, وكثيرا ما كان يعبر عنه في مكاتيبه بـ "زورق زمانه", والفضل يعرفه أهله, نفعنا الله بأهل الفضل, آمين.
  3. أما هذا التأليف الجليل المسمى بـ "القول المعروف" فقد كان يبتهج به كل ذي مكانة في الدين, ولو أخذنا في ذكر من أثنى على هذا الكتاب من الخاصة لطال بنا الحديث, وقد وقعتُ بيدي في هذا (الشهر) الأخير رسالة بقلم الفقيه الجليل فضيلة الشيخ محمد الأشهب بن الشيخ التازي الأمين بمدينة تازة, يكاتب بها صديقنا له فضيلة الأخ في الله السيد الجيلاني الدرقاوي التلمساني, ونص ما كتبه في حق الأستاذ وفي حق الكتاب المشار إليه, أن مولانا الشيخ الصالح القدوة سيدي أحمد بن عليوة رضي الله عنه وعنا به, طالعت رسالته "القول المعروف" وإنها وحدها تبرهن على صدقه في الله, فلقد حازت من اللطافة في أسلوبها, منفردة به, فللَّه دره, لا فضَّ فَوْهُ ولا عاش جَافُوهُ, فهي مما أغبطتني فيه, فهو المنتصر لأولياء الله بالله, فمنذ خُلِقتُ وأنا أبحثُ عن أصل هذه الطرق, هل كانت على عهد الصحابة رضي الله عنهم أو حادثة, فمنَّ الله علي بهذه الرسالة, فأشفت لي الغليل, جزاه الله خيرا, فلأمثال هذا البحر الزاخر تُشَدُّ الرحال, لا حرمنا الله من الاجتماع به والتلذذ بطلعة محيَّاه ودرر لفظه النافع, إنه مجيب. والسلام عليكم من مولانا الشريف الباشا والشيخ سيدي إدريس الشريف الطرابلسي, والمولى يرعاكم والسلام, زودونا بدعائكم الصالح. وبه في 4 جمادى الأولى عام 1340هـ, الثلاثاء 3 يناير 1922م, أخوكم في الله محمد الأشهب بن الشيخ التازي.



تعليقات