الشيخ العلاوي والمقدم المسؤول والفقير المثالي

بينما كان الشيخ أحمد العلاوي (قدس الله روحه) يستعد للقيام بسياحة، كلف أحد مقدمي الزاوية بمسؤولية تسيير أمور الزاوية حتى عودته.
وقع في مدة غيابه مشادات صغيرة بين بعض الفقراء خلال هذا الوقت.
لما رجع الشيخ العلاوي من سياحته, سأل المقدم عن أخبار الزاوية والفقراء, فأجابه المقدم أن الأمور كانت طبيعية للغاية.
بعد وقت قصير علم الشيخ العلاوي بالحادثة التي أخفاها المقدم عنه, فكانت ردة فعل الشيخ مثالية, لم يلم مريده بإخفاء الأمر عنه بل بالعكس حيث قال له:
- "هل تعلم سيدي لمن تشبه بسلوكك هذا؟"
 - "لا سيدي، لا أعرف".
- "إنك مثل إناء الاستنجاء الذي يستخدمه المؤمنون لتطهير أنفسهم من نجاساتهم".
يقول سيدي محمد السايح (رحمه الله) الذي نقل لنا هذه الرواية عن مغزى كلام الشيخ لذلك المقدم:
"إن هذا المقدم الفقير كان كلما روى لنا هذه الواقعة, ينفجر بالبكاء ويبكي الحاضرين معه... من الأكيد أنه ليس من السهل فهم مثل هذا الكلام لدى عامة الفقراء إلا من قبل فئة معينة التي لديها رسوخ قدم في الطريق. إن ما فهمه هذا الفقير من كلام الشيخ هو أن العلاقة بين سلوكه التستري وإيناء الاستنجاء, مثل ينطبق تماما عليه, حيث أنه كتم عيوب إخوانه ولم يرغب في إفشاء أسرارهم أو عيوبهم وأخطائهم. هذا هو بالضبط حال الإناء للاستنجاء الذي يثق به كل مؤمن حين يقوم بإظهار عورته. كما أن هذا الإناء يحمل الماء المطهر الذي يقدم للإنسان وسيلة الصلاحية لاستجابة نداء الله, للصلاة مثلا. هكذا كان سلوك هذا الفقير المثالي تجاه شيخه وإخوانه، ويا له من سلوك جليل القدر والامتنان".
 
 
المصدر: سيدي علي ابن سيدي محمد السايح أحد آخر الفقراء المباشرين للشيخ أحمد العلاوي.

تعليقات