المذاكرات الشفوية للشيخ العلاوي - تفسير للآية (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَٰارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ...)

من المذاكرات الشفوية للشيخ العلاوي, قال رضي الله عنه
في قوله تعالى: "رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَٰارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ" (النور:37) وكان ذلك في يوم السبت 05 مايو 1928م, 15 ذي القعدة 1346هـ بزاويته بسيدي بلعباس:
"إن الذي يفهم من منطوق هذه الآية الكريمة أن الممدوحين مع وجود بيعهم وتجارتهم غير غافلين عن ذكر الله, لا لكونهم لم تكن لهم تجارة بدليل قوله تعالى "وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ", لأن الزكاة لا تجب إلا على ذي المال, فدلَّ هذا على أن أموالهم وتجارتهم لم تلهيهم عن ذكر الله, فهم على وجود البيع غير غافلين, وهذا ظهر من قول من قال أن المشار إليهم في الآية هم أصحاب الصفة, مع أنهم رضي الله عنهم لم يكن لهم مال ولا تجارة ولا بيع يلهيهم عن ذكر الله, وقد قال تعالى في حقهم آمراً لنبيه عليه الصلاة والسلام: "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ" (الكهف:28), والبيع والتجارة يناقضان ذكر الله بالغداة والله أعلم" (اه).
 
المصدر :البلاغ الجزائري,العدد 73, 15 جوان 1928, الصفحة رقم 3, والتي نقلها لنا الكاتب تحت إمضاء "محمد البشير الجريدي."

تعليقات